كريم راهي
الحوار المتمدن-العدد: 3502 - 2011 / 9 / 30 - 07:11
المحور:
الادب والفن
1- إلى محمد راهي
لقد نالَ قلبَكَ الزمنُ
قلبَك العصي القاحِل
الذي بَلغ أوجَ حِطامِه
وتباعَدَ مابين دقّاتِه
2- قصيدة
في أحلامي كما في يقظتي
هَرباً من الأنهرِ المالحة
كُنت أمرُّ على قرىً من الحنطةِ والنوم
وأستعجلُ وقتَ الحصاد.
آه...
لقد انسَلَّ الموتُ
خِلسةً، معَ المناجِل.
كان أبي يُمعِن في قَيْلولتِه
وأمّي في انتظارِها
حينَ هَوَت يَدُه الكبيرة.
3- ترتيل
آلامٌ عَظيمةٌ
مَرّتْ هذا الصيفَ.
كلُّ ذلك العويلِ
وكلُّ ذلكَ الرجاءِ المُخَضَّبِ بالملحِ
صارَ إرثاً.
لقد كُنتُ قريباً منَ القاعِ
حينَ انكسرَ قلبُ المرأةِ
و انحسَرَ الصُدودُ إلى الهاوية.
فيا أيّها الأخدودُ الكبيرُ
لأكثرِ الأنهارِ حُزناً
لن تكبرَ أكثر:
لقد سقطتَ في النسيانِ
كالغّصنِ في غابة.
4- رمادُ الأحياء
حَرائِقُ كَثيرَةٌ سَتَتَّقِدُ، يا ابنَ آدم، وما مِن عابيءٍ
سوى النساءُ الغارقاتُ في السوادِ
اللائي يُطرّزْنَ من أجلنا
أثوابَ الكِتّان.
سَيُذَرُّ رَمادُ أرواحِنا المحرُوقةِ في أمواهِ البلطيقِ
"فيما يديرُ الكُلُّ ظَهرَهُ للمأساةِ"
كَما يقول أودن، عن (سقوط إيكاروس) لبروغيل.
لكن لا غَضاضةَ
سيَجرِفُنا الموجُ حَثيثاً، لأصقاعَ لامرئِيَّةٍ
هناكَ... في الطرفِ الآخرِ
حيثُ ينتظِرُ حَشدٌ مِنِ الناجين.
فيا ابنَ آدمَ ..
فيمَ تُطيلُ المكوث؟
لقد نَبَذَنا أبناؤنا
ولم يعُد هنالك من رَفِيق.
#كريم_راهي (هاشتاغ)
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟