أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - فوزي الاتروشي - الرئيس العراقي ملاذ آمن للعراقيين














المزيد.....

الرئيس العراقي ملاذ آمن للعراقيين


فوزي الاتروشي

الحوار المتمدن-العدد: 3500 - 2011 / 9 / 28 - 15:43
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    



الرئيس العراقي جلال الطالباني محظوظ ومطمئن انه قريب من نبض الشارع ووجدان المثقف. والسبب ان صوره لا تعلق في الشوارع والمنازل والمكاتب والمؤسسات، فهو إذن لن يضطر الى تكليف الآخرين بنزعها فيما اذا انتهت ولايته لان صوره اصلاً غير موجودة.
هذه ميزة لم يلتفت اليها احد، لان الرؤساء العراقيين دأبوا على تكليف فرق عمل ومخابرات وممارسة الضغط والاكراه على المواطن لتعليق صور الرئيس في كل مكان. بل ان الدكتاتور السابق كانت له دائرة بأكثر من عشرين موظفاً في أمانة بغداد مهمتهم متابعة صور الدكتاتور وترميم ما يتلف وتنظيف ما يتوسخ ومعاقبة من ينوي او يتجرأ بالتعليق على صور وتماثيل الدكتاتور التي سقطت في لحظات وأصبحت عصفاً مأكولاً.
كم هو جميل ان يقيم رئيس الدولة في العقول والقلوب إقامة دائمة، بدلاَ من الاقامة المؤقتة وتحت ظل السلاح والمراقبة على جدران الشوارع.
اذن جلال الطالباني الغى هذه الظاهرة السيئة الصيت من حياتنا الإجتماعية. وميزته الثانية انه نسف المسافات بيننا وبينه فحين نزوره نشعر اننا نزور صديقاً عزيزاً بلا إجراءات معقدة او شعور بالخوف، فهيبة الرئيس الحالي للعراق تكمن في تاريخه وثقافته وتواضعه وقدرته على بناء العلاقات الحميمة مع الاخرين، وذلك ما ينطبع في النفس كالوشم على حجر، لانها خصال انسانية برهنت ازلياً انها اهم من كل المناصب واجمل من كل الرتب مهما علا المقام يبقى تجاوز الخط الاحمر منبوذاً.. والخط الاهم هو اقصاء السلوك الانساني النبيل في التعامل والتواصل مع الاخرين، لذلك نجد الرئيس العراقي صديقاً لكل العراقيين مندمجاً في معاناتهم تغلب عليه روح النكتة والمزاح حتى في أصعب الظروف.
كانت مبادرة انيقة وعميقة المغزى من الرئيس حين بعث مندوباً لتفقد حالة الشاعر(كاظم الحجاج) الذي اعتكف استنكاراً لكارثة انقطاع الكهرباء فقد ادرك ان للمثقف موقف ورسالة ورأي لابد ان يحترم في مجتمع عراقي ينشد الديمقراطية، واحدى مفردات الديمقراطية حصانة المثقف المبدع، هذه الحصانة التي يتحلى بها عدد من البرلمانيين الذين يستحقونها فلا احد منهم كان بقدر قامة كاظم الحجاج وموقفه.
ولأول مرة تحول قصر الرئاسة إلى ملاذ آمن وخيمة لقاء ومكاناً للوئام والسلام حين يشتد الخصام. الداخل لهذا القصر لن يعثر على أوامر وعسكر وقرارات فردية جوفاء بل يجد شخصاً يستمع ويصغي كثيراً ويحتفظ بقوة اقناع المختلفين ويتمسك بشعرات متينة مع كل المتخندقين ليجمعهم في النهاية في خندق واحد. واذ يرفض الرئيس المصادقة على قرارات الإعدام فانه بذلك يقدم نموذجاً للموقف اللاثأري اللاانتقامي وقراره هذا لابد ان يكون موضع تقدير حتى لو اختلف الآخرون معه في الرأي. لقد غير الرئيس الحالي الصورة النمطية للرئاسة في العراق وعلى من يأتي بعده ان يكون مثله حتماً في السلوك والطبيعة والتصرف. وبخلاف ذلك فأن ذلك الشارع العراقي لن يتقبل رئيساً آخر. يجعل قصر الرئاسة مسيجاً بالخوف والرهبة والعسكر والتعالي على الشعب والابتعاد عن المواطن والتمسك بالغرور والمظاهر الزائفة.
مرة اخرى اقول ان الرئيس العراقي محظوظ لان صوره لا تملأ الساحات، وهي رسالة لكل السياسيين الاخرين لكي ينظفوا شوارع العراق من صورهم ويزينوها بالشجر والنظافة والخدمات والكهرباء.



#فوزي_الاتروشي (هاشتاغ)      



الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- الغاء المادة الثامنة من الدستور السوري...سراب
- المسؤول العراقي وبدائية التفكير والتصرف
- بعيداً عن زخرفة الكلام ... ماذا نريد للصحافة الكوردية
- العراق المخزون في ذاكرة الشعراء ... سيبقى حياً
- اليونان والعراق ... صداقة تستحق التنمية
- لا للورود الاصطناعية والحب الاصطناعي
- من اليونان لوجه بغداد ... تحية حب وتضامن
- الثقافة العراقية ومسافة الالف ميل ...
- اعلان حب لأربيل
- وقلبي معك يا صافيناز كاظم....
- نوروز يوم دموي لأكراد سوريا
- يا رب أحفظنا من الزاهدين في العمل .. والطامعين في المال والك ...
- حلبجة عنوان قضية ... ورمز مأساة شعب
- دمك ايها المطران الشهيد ضريبة الحرية
- حضارة دون نساء .. محض سراب
- الشاعر جكر خوين : سجل للشعر الكردي المقاوم
- رحل نقيب الصحفيين ... ولم تصله ورودي
- ابعد من الرثاء .... اقرب الى الوفاء


المزيد.....




- بعد تصريحات متضاربة لمبعوث ترامب.. إيران: تخصيب اليورانيوم - ...
- بغداد تستدعي السفير اللبناني.. فماذا يجري بين البلدين وما عل ...
- الجيش الإسرائيلي يُباشر إجراءات تأديبية ضد أطباء احتياط دعوا ...
- قبيل وصوله طهران- غروسي: إيران ليست بعيدة عن القنبلة النووية ...
- حزب الله يحذر.. معادلة ردع إسرائيل قائمة
- الخارجية الأمريكية تغلق مركز مكافحة المعلومات ضد روسيا ودول ...
- رغم الضغوط الأوروبية… رئيس صربيا يؤكد عزمه على زيارة موسكو ل ...
- البرهان يتسلم رسالة من السيسي ودعوة لزيارة القاهرة
- كيف تنتهك الاقتحامات الاستيطانية للأقصى القانون الدولي؟
- حرائق غامضة في الأصابعة الليبية تثير حزن وهلع الليبيين


المزيد.....

- فهم حضارة العالم المعاصر / د. لبيب سلطان
- حَرب سِرِّيَة بَين المَلَكِيّات وَالجُمهوريّات 1/3 / عبد الرحمان النوضة
- سلطة غير شرعية مواجهة تحديات عصرنا- / نعوم تشومسكي
- العولمة المتوحشة / فلاح أمين الرهيمي
- أمريكا وأوروبا: ملامح علاقات جديدة في عالم متحوّل (النص الكا ... / جيلاني الهمامي
- قراءة جديدة للتاريخ المبكر للاسلام / شريف عبد الرزاق
- الفاشية الجديدة وصعود اليمين المتطرف / هاشم نعمة
- كتاب: هل الربيع العربي ثورة؟ / محمد علي مقلد
- أحزاب اللّه - بحث في إيديولوجيات الأحزاب الشمولية / محمد علي مقلد
- النص الكامل لمقابلة سيرغي لافروف مع ثلاثة مدونين أمريكان / زياد الزبيدي


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - فوزي الاتروشي - الرئيس العراقي ملاذ آمن للعراقيين