حزن لم يتكرر

عدنان الأسمر

الحوار المتمدن-العدد: 3500 - 2011 / 9 / 28 - 12:57
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    

حزن لم يتكرر

صفع الحزن وجوه الناس، وانفجرت العيون دموعا، وتعطل الكلام، وهبطت الكآبة والاسى على سكان مخيم البقعة،فسار الناس هائمون في شوارع المخيم ينظر كل منهم إلى ملامح الحزن على الوجوه المغطاة بسيول الدموع ،وضاقت براكيات المخيم بالنسوة فخرجن إلى الساحات العامة في كل حارات المخيم، واحتشدن جماعات جلوسا على الأرض تحت حرارة الشمس يلطمن الوجوه ويمزقن الثياب، ويبكين بأعلى أصواتهن صراخا ونواحا. أما فصائل المقاومة فقد دعت أبناء المخيم للمشاركة في مسيرات صامتة طافت كافة شوارع المخيم تعبيرا عن تشيع رمزي حيث حمل المشاركون تابوتا ملفوفا بعلم مصر والعلم الفلسطيني وصورة فقيد الأمة الرئيس جمال عبد الناصر.

نعم ، لقد شعر سكان المخيم( الذي لم يمضي على تشريدهم واحتلال كامل فلسطين التاريخية إلا ثلاثة أعوام) بحدوث نكسة جديدة ونكبة أخرى والأكثر من ذلك لقد شعر اللاجئون بفقدان الآمل بالعودة وإنهم خسروا قائدا عظيما ومدافع عن قضيتهم عز نظيره وكيف لا فالرئيس جمال عبد الناصر قائد حركة التحرر الوطني العربي واحد قادة التحرر الوطني في العالم واحد مؤسسي حركة عدم الانحياز والعنوان الأعلى والاسمي والأقوى في مواجهة العدو الصهيوني والدفاع عن حقوق الشعب الفلسطيني والتصدي للكيان الصهيوني من اجل حماية الأمة من عدوانيته وعنصريته والقائد الأول العربي المصري في تاريخ مصر الذي بنا الدولة المصرية العربية المستقلة واتبع السياسات الاقتصادية والاجتماعية التي تحارب الإقطاع والتخلف وتضع مصر على طريق الدولة العربية الحديثة والإفريقية الكبرى وعمل بكل إخلاص على تقدم مصر في مجالات التقدم التقني والصناعي والزراعي والمعرفي ومحاربة الجهل والأمية .

وبمناسبة ذكرى رحيله الأليمة فما أحوجنا اليوم لجمال عبد الناصر حضورا وفكرا فهذا القائد العظيم وان رحل عنا فانه ما زال حيا وفي المراكز الاولى من قيادة الأمة ففكره القومي الوحدوي والثوري التحرري ومواقفه الصارمة والحاسمة ضد الامبريالية والتبعية والصهيونية والرجعية ما زالت حية وحيوية حتى الآن وبالتالي استحق من امتة كل وفاء وإخلاص والانتماء لمدرسته الفكرية والسير على خطاه ووفاء له عبر سكان المخيم عن حزنهم الشديد والأليم بمظاهر مختلفة عند إعلان خبر وفاته يوم 28/9/1970 ولعدة أيام فمظاهر ذلك الحزن لم تتكرر منذ ذلك التاريخ وحتى الآن .

عدنان الأسمر

#عدنان_الأسمر (هاشتاغ)      

---

---

الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 

اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل	حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين

كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على:

الفيسبوك

التويتر

اليوتيوب

RSS

الانستغرام

لينكدإن

تيلكرام

بنترست

تمبلر

بلوكر

فليبورد

الموبايل

كيفية إشراك-إيصال مواضيعكم أو مواضيع تهمكم  إلى اكبر عدد ممكن من القراء والقارئات