التيار اليساري الوطني العراقي
الحوار المتمدن-العدد: 3499 - 2011 / 9 / 27 - 14:32
المحور:
الشهداء والمضحين من اجل التحرر والاشتراكية
ان توقيت المطالبة بانضمام الدولة الفلسطينية الى الامم المتحدة في اللحظة التأريخية الراهنة المتمثلة بالثورات الشعبية العربية , يمنح هذه الخطوة حضانة جماهيرية هائلة , وهو تطور نوعي نقل القضية الفلسطينية من اروقة متاجرة الانظمة القومجية بفلسطين للحفاظ على انظمتها القمعية التي جعلت منها , اي القضية الفلسطينية وشعار الوحدة العربية الفورية سلاحاً ديماغوجيا للتهرب من استحقاق انجاز مرحلة الثورة الوطنية , فاقامت انظمة الفرد - القائد والحزب الواحد , فمن اذابة قادة الحركة الشيوعية العربية في التيزاب , الشهيد شهدي عطية في مصر والشهيد فرج الله الحلو في سوريا ولبنان الى قتل الشهيد سلام عادل والشهيد الزعيم الوطني عبد الكريم قاسم في العراق وعبد الخالق محجوب في السودان,وآلاف المناضلين الشيوعيين والديمقراطيين على طول وعرض الوطن العربي . فكانت محصلة هذه الانظمة القومجية الديماغوجية ضياع من تبقى من فلسطين في هزيمة 5 حزيران 1967 وعقد اتفاقية كامب ديفيد وافتاقية اوسلو واحتلال العراق وتعريضه لمخاطر التقسيم , وهاهي بقايا هذه الانظمة تتساقط مولولة على مصير الكيان الصهيوني الذي سيتعرض للخطر حسب اعتراف هؤلاء الساقطون بسبب سقوطهم نتيجة انتصار ثورات الجماهير العربية.الدكتاتوريون الذي اهانوا المواطن والوطن تحت شعار لا صوت يعلو على صوت المعركة , المترجم على ارض الواقع بانه لا صوت يرتفع على صوت الدكتاتور , الهارب كالجرذ في اللحظات الحاسمة تاركا الوطن والمواطن فريسة للاحتلال الامبريالي الصهيوني.
ان خطوة اعلان الدولة الفسطينية على حدود 4 حزيران 1967 تقضي قضاءً مبرما على مشروع دولة " اسرائيل " اليهودية , فحدود الدولة الفلسطينية تقطع المخلب الصهيوني الاستيطاني وتقلم أظافر الجيش الصهيوني الهمجي المندحر في لبنان وغزة, وتنقل الصراع الى داخل الكيان الصهيوني في حدود 1948 حيث تشتعل المواجهة بين السكان العرب الاصليين والغزاة الصهاينة , كما يدخل على خط المواجهة التأريخية هذه اللاجئون الفلسطينيون وحقهم في العودة وفق قرار الامم المتحدة المرقم 194, عندها سوف لا يجد الصهيوني الروسي .. الروماني .. الامريكي .. الخ من خيار للحفاظ على حياته سوى خيار العودة الى من حيث أتى الى اوطانهم الاصلية .
ان الصورة التأريخية الراهنة للقضية الفلسطينية تعيدنا نحن الشيوعيون العراقيون وبكل فخر الى موقف الحزب الشيوعي العراقي التأريخي الرافض لقرار تقسيم فلسطين , تعيدنا الى الموقف الشيوعي الثوري الانساني للرفيق الشهيد الخالد يوسف سلمان يوسف - فهد- مؤسس وقائد الحزب الشيوعي العراقي حتى استشهاده على يد الحكم الملكي العميل في 14 شباط 1949, الموقف الذي برهن تاريخ الكيان الصهيوني الفاشي وعلى مدى ستة عقود , برهن على صوابه وعلميته وطبقيته ووطنيته وانسانيته.
لقد اتخذت قيادة الشهيد الخالد يوسف سلمان يوسف - فهد - موقفا تأريخيا حاسما من اعلان غروميكو وزير خارجية الاتحاد السوفيتي في 14 أيار 1947 في البيان الدي تلاه أمام الجمعية العامة في الأمم المتحدة أنه ( لا يمكن ضمان المصالح المشروعة للسكان اليهود والعرب على حد سواء إلا بإقامة دولة عربية ـ يهودية مستقلة وثنائية وديمقراطية ومتجانسة ....إذا ما أثبتت هذه الخطة كونها مستحيلة التنفيذ... فسيكون ضروريا أخذ الخطة الأخرى بالإعتبار... وهي الخطة التي تنص على تقسيم فلسطين الى دولتين مستقلتين، واحدة يهودية وأخرى عربية". وفي في 13 تشرين الأول قال س. تسارابكين المندوب السوفيتي لدى الأمم المتحدة، إن العلاقات بين العرب واليهود أصبحت متوترة الى درجة إستحالة التوفيق بينهما، ولذلك فإن خطة التقسيم تحظى بأكبر " امل في التنفيذ". ) .
وجاء رد الرفيق فهد الذي كان في سجن الكوت على التصريح المذكور، الذي استلمته القيادة الميدانية في 1 تشرين الثاني من عام 1947
"اما عن قضية فلسطين فلم نتوصل اكثر مما توصلتم اليه عدا شئ واحد هو ذكركم لقومية يهودية في فلسطين، ربما كان غير صحيح فكل ما في الأمر إن الإتحاد ربما قال بوجوب الأخذ بنظر الإعتبار بضعة مئات الألوف من اليهود الذين سبق وأصبحوا من سكان فلسطبن بهذا لا يعني إنهم قومية ولا يعني عدم الإهتمام بهم ومع هذا فليست هذه النقطة جوهرية في الموضوع . فموقف الإتحاد جاء نتيجة محتمة للأوضاع والمؤامرات والمشاريع الإستعمارية المنوي تحقيقها قي البلاد العربية وفي العالم. فالمهم في الموضوع هو وجوب الغاء الإنتداب وجلاء الجيوش الأجنبية عن فلسطين وتشكيل دولة ديمقراطية مستقلة كحل صحيح للقضية ومن واجبنا ان نعمل لهذا حتى الأخير ولكن إذا لا يمكن تحقيق ذلك بسبب مواقف رجال الحكومات العربية ومؤمراتهم مع الجهات الإستعمارية، فهذا لايعني إننا نفضّل حلاً آخر على الحل الصحيح ونرى من الأوفق ان تتصلوا بإخواننا في سوريا وفلسطين وتستطلعوا رأيهم في تعيين الموقف.") .
كان تصويت الإتحاد السوفييتي يوم 29 تشرين الثاني الى جانب قرار التقسيم، بمثابة صدمة هائلة للشيوعيين العراقيين الذين تثقفوا على الموقف المبدئي لقيادة الشهيد الخالد فهد. فأصدرت القيادة الميدانية نشرة داخلية في ضوء توجيهات الرفيق فهد في رسالته التي بعثها من السجن، بعد قرار التقسيم مباشرة يرفض فيها الحزب قرار التقسيم جملة وتفصيلا (موقف الإتحاد السوفيتي بخصوص التقسيم وفـّر للصحف المرتزقة ومأجوري الإمبريالية فرصة لا للتشهير بالإتحاد السوفيتي فقط، بل أيضا بالحركة الشيوعية في البلدان العربية... ولذلك، فإنه يجب على الحزب الشيوعي تحديد موقفه من القضية الفلسطينية حسب الخطوط التي إنتمى اليها والتي يمكن تلخيصها بالتالي:
أ ــ إن الحركة الصهيونية حركة عنصرية دينية رجعية، مزيفة بالنسبة الى الجماهير اليهودية.
ب ــ إن الهجرة اليهودية... لاتحل مشكلات اليهود المقتلعين في أوربا، بل هي غزو منظم تديره الوكالة اليهودية... وإستمرارها بشكلها الحالي... يهدد السكان الأصليين في حياتهم وحريتهم.
ج ــ إن تقسيم فلسطين عبارة عن مشروع إمبريالي قديم ... يستند الى إستحالة مفترضة للتفاهم بين اليهود والعرب...
د ــ إن شكل حكومة فلسطين لا يمكنه أن يتحدد إلا من قبل الشعب الفلسطيني الذي يعيش في فلسطين فعلا، وليس من قبل الأمم المتحدة أو أية منظمة أو دولة أو مجموعة دول أخرى...
ه ــ إن التقسيم سيؤدي الى إخضاع الأكثرية العربية للأقلية الصهيونية في الدولة اليهودية المقترحة.
و ــ إن التقسيم وخلق دولة يهودية سيزيد من الخصومات العرقية والدينية وسيؤثر جدياً على آمال السلام في الشرق الأوسط.
ولكل هذه الأسباب فإن الحزب الشيوعي يرفض بشكل قاطع خطة التقسيم).
ان رؤية فهد الثورية لطبيعة المشروع الامبريالي ـ الصهيوني , سجلت سابقة تاريخية على صعيد استقلال القرار الوطني والقومي المستقل عن المركز العالمي للحركة الشيوعية انذاك , نعني به الاتحاد السوفييتى , ويوثق لرؤية تاريخية مبكره لاتجاهات هذا الصراع , والذي نرى صورته الراهنة المأساوية التي حذر منها فهد في نهاية الاربعينيات . لقد واصل فهد تاكيده هذا الموقف المبدئي من سجنه خصوصا حين وردت معلومات مدسوسة تشير الى تغير موقف الحزب هذا , في تقرير باسم " ضوء على القضية الفلسطينية" نشرفي اب 1948 بطريقة غامضة, ( ويذكر الذين زاملو فهد في سجن الكوت انه حين تسلم التقرير طلب الى احد رفاقه ان يقرأه بصوت عال ليسمعه السجناء السياسيون في تنظيم الشيوعيين كما هي العادة في التعامل مع ادبيات الحزب التي تصل السجن . ـ ولم يكن قد اطلع على محتواه بعد ـ ولكن ما ان بدأ القارئ بتلاوة الفقرات الأولى من التقرير حتى بادر الى ايقافه دون ان يخفي استياءه. ولم يقرأ التقرير بعدها . وقد اكد هذه الواقعة ايضا الشخصية السياسية والقانونية المعروف في العراق ـ سالم عبيد النعمان, الذي كان سجينا مع فهد يومذاك في حديث له مع بطاطو.
لقد حسم الشهيد سلام عادل موقف الحزب من هذا التقرير في الكونفرنس الثاني للحزب في عام 1956( زيف حقائق الوضع في فلسطين , وتستر على بشاعة الصهيونية وعدوانيتها واساء الى فكر الماركسية اللينينية) .
ان اعادة القضية الفلسطينية الى أروقة منظمة الامم المتحدة صاحبة القرار المشؤوم في تقسيم فلسطين وانشاء الكيان الصهيوني , خطوة محاطة بمد جماهيري عربي ثوري واصرار على تطهير العواصم العربية من رجس السفارات الصهيونية , وسقوط مريع للخطاب القومجي الديماغوجي , وانهيار شامل لمعنويات الجيش الصهيوني المدحور في لبنان , وازمة رأسمالية تكاد تطيح بالنظام الرأسمالي العالمي , بحيث تحول الكيان الصهيوني من حاملة الطائرات الامبريالية الثابتة للقيام بدور الحراسة للامبريالية العالمية الى عبء عليها , ناهيكم عن تضحيات الشعب الفلسطيني البطل المتمسك بأرضه ووطنه , رافع راية الكفاح والتضحية من جيل الى جيل, الشعب الذي يشكل رأس حربة حركة التحرر الوطني العربي. مما يجعلنا نتفائل ونعلن بأن وقت ازالة هذا الورم السرطاني المسمى الكيان الصهيوني من الاراض العربية الفلسطينية قد حان.
التيار اليساري الوطني العراقي
المكتب الاعلامي
27/09/2011
#التيار_اليساري_الوطني_العراقي (هاشتاغ)
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟