أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني - وسام غملوش - البشرية مشروع فاشل















المزيد.....

البشرية مشروع فاشل


وسام غملوش

الحوار المتمدن-العدد: 3497 - 2011 / 9 / 25 - 17:31
المحور: العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني
    


البشرية مشروع فاشل
ماذا يريد الله من الخلق؟

منذ فجر البشرية وهذا التساؤل يطغى على الفكر البشري لماذا وجدنا ..ماذا تريد الالهة بالمفهوم القديم وماذا يريد الاله بالمفهوم الحديث؟
سؤال قد ضلت في متاهاته الإجابة و انردمت على موانئه عقول العلماء والسادة وتحيرت فيه الفهوم وتخبطت فيه الظنون وبات الادراك لكافة البشرية وهمٌ لا تدركه لغة أنسية، فالعباقرة والفلاسفة والحكماء اصبحوا وأمسوا فيه بكماء و من ذوي الفهم الثاقب والذكاء الخارق وكلهم باتوا من دون الاجابة.
في العبثية و الخصوصية
يحاول الدين في كل اشكاله اعطاء قيمة وجودية للبشر، حتى لو كانت هذه القيمة تصور الفرد كعامل عند الالهة، المهم ان لا يكون مجرد وسيلة عبثية، فهو اي الفرد، راض ان يكون حتى وسيلة ولكن لها قيمة فردية اي لكل فرد قيمته بالعطاء الذي يقدمه حتى لو كان هذا العطاء قربانا، المهم ان يكون هذا القربان ذو اهمية عند الاله لأن ما ينتظر الفرد في الجنة هو المهم له كفرد.
ولكن عندما تكون البشرية جمعاء هي بمثابة فكرة عبثية لا ينتظرها من الغد اي شيء سوى خواء العدم فهنا تكمن المأساة، وكي لا يكون الوجود العبثي او الفكر العبثي من وجود البشر هو الطاغي والمستحوذ على حياة الفرد التي تؤدي الى دمار البشرية التي سترى هذه العبثية المخيفة التي حاولت كل الاديان ان تخفيها او تجعل منها مبرر لحياة رغيدة خالية من الشعور الهامشي للانسان. كان هناك جهد حثيث في كل الاديان لاعطاء البشر قيمة وجودية تنتهي بالحياة وتبدأ بعد الموت، وتعددت هذه المفاهيم التي تجعل من الفرد كائن ذي خصوصية بحتة وعلى سبيل المثال:
في الدين الاسلامي يقال انك يا انسان خلقت على صورة الله ولله خلقنا من كرمه وجوده وجعلنا نشاركه هذا الوجود ولنا بعد موتنا حياة ابدية نشاركه فيها بالخلود وايضا هناك فكرة الامتحان التي سنتطرق اليها في سياق بحثنا هذا.
اما في الدين المسيحي فهناك ضباب كثيف اذا اردنا ان نعرف ماذا يريد الله من الانسان، لم تحدد الديانة المسيحية أي غايات من خلق الإنسان ، ولكنها اكتفت بسرد الأحداث فيما بعد ‏عملية الخلق من خطيئة وهبوط .
وفي العهد العتيق( وقال للمراة تكثيرا اكثر اتعاب حبلك.بالوجع تلدين اولادا.والى رجلك يكون اشتياقك وهو يسود عليك. 17 وقال لادم لانك سمعت لقول امراتك واكلت من الشجرة التي اوصيتك قائلا لا تاكل منها ملعونة الارض بسببك.بالتعب تاكل منها كل ايام حياتك. 18 وشوكا وحسكا تنبت لك وتاكل عشب الحقل. 19 بعرق وجهك تاكل خبزا حتى تعود الى الارض التي اخذت منها.لانك تراب والى تراب تعود.)
ولقد اختلفت الالهة في اشكالها وانواعها خلال الحقب الزمنية ولكن مهما تنوعت كان هناك دائما مبرر للوجود الانساني لكل اله ،ويختلف هذا المبرر حسب وعي تلك الجماعة ولكن يبقى في المضمون مبرر لوجودهم حتى لا ينردموا في بئر ذواتهم الفارغة من مضمونها فأوجدوا عدة نظريات تثبت انهم ليسوا بلا معنى وحياتهم لها حكمة ابعد من مفهومهم البسيط غير المدرك للمفهوم الالهي الذي يتمتع بالحكمة المطلقة لكل الامور وهم مخلوقات عاجزة عن ادراك الحكمة الالهية وهذا المفهوم ساعد جدا في طمس العبثية لفكرة الوجود للبشرية جمعاء.
في مفهوم الامتحان
فالالهة بنظر البشر تحدد المفاهيم والقيم الاساسية للحياة وهي دائما تريد الصلاح للفرد و مها كانت قاسية فلهذه القسوة دائما نتائج ايجابية. و من هذه المفاهيم التي اعتمدت خلال التاريخ والاحقاب المتعاقبة هي على سبيل المثال لا الحصر:
خدمة الالهة، لعبادة الالهة او مرآة للالهة، قربانا يضحى بنا بين الالهة و كذلك هناك مفهوم العبادة في الدين الحديث وما "خلق الجن والانس الا ليعبدون" قرآن
و المفهوم الاهم الذي طغى مؤخرا على فئة من البشرية وهم المسلمون هو مفهوم الامتحان وهو ان هذه الدنيا هي امتحان للوصول الى جنة للعيش الرغيد او نار لهيبها السعير" وَهُوَ الَّذِي خَلَق السَّمَاوَاتِ وَالأَرْضَ فِي سِتَّةِ أَيَّامٍ وَكَانَ عَرْشُهُ عَلَى الْمَاء لِيَبْلُوَكُمْ أَيُّكُمْ أَحْسَنُ عَمَلاً" قرآن.
لكن هذا المفهوم يبهت و يصبح غير ذي نفع عند ذكر الدين ان هذا الاله هو اله كلي القدرة لا يغيب عنه شيئ ولا يخفيه شيء غني عن عباده حتى بالعبادة مما يجعل هذا المفهوم مفهوم ضال غير مقنع، فما نفع الامتحان والاله يعلم النتيجة سلفا وهو من قرر في الازل ماذا يريد من هذه البشرية؟
في نرجسية الفنان الكلي واللهو البشري
هناك الحديث القدسي الذي يؤكد ان وجودنا وجود لا يتعلق باهمية الفرد كما ذكر الدين الاسلامي بأن الله خلقنا من كرمه وجوده وسوف يجعلنا نقاسمه الابدية في جنة الخلد ،فكما يقول في الحديث القدسي، ومعنى الحديث القدسي انه منقول من الله الى جبرائيل الى النبي محمد والحديث هو(كنت كنزا مخفيا فاحببت ان اعرف فخلقت الخلق ) و هذا جاء بعد تأويلات لا تحصى ولا تعد عن سبب وجودنا و كأن هذا الحديث اتى ليقول لنا اننا لم نخلق لغاية انما خلقنا وسيلة وايضا ليقول للبشرية جمعاء صه و خذوا الحقيقة المرة التي لطالما حجبت عنكم لمصلحتكم من جهة او هي نرجسية الإله التي يجب ان تظهر بعد غياب طويل او قسري، ولكن لا مفر من ظهورها فهي نرجسية الفنان او المبدع الكلي فهي نرجسية لا يمكن ان تلجم فقالها الاله و استراح ليطوي صفحة من المكر كانت في حقبة زمنية طويلة، ولكن ايضا هي حقبة ظرفية، الحديث ينفي فكرة الامتحان و يثبت اننا مخلوقات ليعرف من خلالنا الاله ،فليس وجودنا هو وجود لاجلنا او كي نوجد ويكون للفرد اهمية خاصة به اي انه وجد ليوجد، وليس ليكون فقط علامة على موجود اعلى منه وغايته ان يعرف من خلالنا فنصبح نحن وكل امورنا الدنيوية امور طفولية نلهو بها كما اراد لنا الاله حتى ننسى ما نحن بصدده من تفاهة وعبثية ماجنة بحقنا.
فنحن مخلوقات ليست لها غاية و انما هي وسيلة فقط وليس فيها قيمة للفرد ولكن رغم هذه العبثية من وجودنا فهو ايضا وجود ضروري ليكون هناك وجود ولكن هذه الضرورة تبهت حين نحمل فقط معاناة الوجود في كل اشكاله ولا نشارك هذا الوجود الا في امتثاله فينا امتثالا ظرفيا ولكل حقبة زمنية مخلوقاتها ولا يحق لنا ولها سوى الامتثال لهذا الوجود.



#وسام_غملوش (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- هل يلتقي حزب الله الامريكي على (المخلّص)؟
- ليست السياسة لعق على الالسن
- امركة الفوضى الخلاقة
- إرم واسلام ومجاعة
- آدم بين فضيلة الشيطان و ذكائه
- الحياة اجمل لولا الرسل
- لو كان النبي محمد (ص) روسيا


المزيد.....




- لوباريزيان: سجن 3 طلاب أرادوا إنشاء دولة إسلامية بفرنسا
- “هالصيصان شو حلوين”.. اضبط تردد قناة طيور الجنة الجديد 2024 ...
- “شاور شاور”.. استقبل تردد قناة طيور الجنة الجديد 2024 على ال ...
- قصة الاختراق الكبير.. 30 جاسوسا معظمهم يهود لخدمة إيران
- بالفيديو: خطاب قائد الثورة الإسلامية وضع النقاط على الحروف
- السفير الديلمي: كل بلدان العالم الاسلامي مستهدفة
- مقتل وزير اللاجئين في حركة طالبان الأفغانية بانفجار في كابول ...
- المرشد الأعلى الإيراني: الولايات المتحدة والنظام الإسرائيلي ...
- المرشد الأعلى في إيران يعلق على ما حدث في سوريا
- بابا الفاتيكان يوجه رسالة للقيادة الجديدة في سوريا


المزيد.....

- شهداء الحرف والكلمة في الإسلام / المستنير الحازمي
- مأساة العرب: من حزب البعث العربي إلى حزب الله الإسلامي / حميد زناز
- العنف والحرية في الإسلام / محمد الهلالي وحنان قصبي
- هذه حياة لا تليق بالبشر .. تحرروا / محمد حسين يونس
- المرحومة نهى محمود سالم: لماذا خلعت الحجاب؟ لأنه لا يوجد جبر ... / سامي الذيب
- مقالة الفكر السياسي الإسلامي من عصر النهضة إلى ثورات الربيع ... / فارس إيغو
- الكراس كتاب ما بعد القرآن / محمد علي صاحبُ الكراس
- المسيحية بين الرومان والعرب / عيسى بن ضيف الله حداد
- ( ماهية الدولة الاسلامية ) الكتاب كاملا / أحمد صبحى منصور
- كتاب الحداثة و القرآن للباحث سعيد ناشيد / جدو دبريل


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني - وسام غملوش - البشرية مشروع فاشل