|
ماذا يريد الشيوعيون السوريون؟
جريدة النور السورية
الحوار المتمدن-العدد: 3495 - 2011 / 9 / 23 - 15:01
المحور:
اليسار , التحرر , والقوى الانسانية في العالم
استحقاق هام يترقبه المواطنون السوريون، فبعد انتهاء الحوار الوطني الذي يجري الآن على مستوى المحافظات، وما يطرح خلاله من آراء ومقترحات تتناول الأوضاع السياسية والاقتصادية والاجتماعية في البلاد، وسبل الخروج من الأزمة التي باتت تشكل هماً مشتركاً للسوريين، نتوقع سرعة التحضير للمؤتمر الحواري الوطني العام، الذي نعول عليه، ويعول عليه غيرنا من القوى السياسية الوطنية ومختلف مكونات مجتمعنا، لإخراج البلاد من محنتها، والانطلاق نحو بناء سورية الغد، الديمقراطية.. المدنية.. العلمانية. لقد سعينا نحن الشيوعيين السوريين إلى الحوار الوطني الواسع المتعدد منذ بداية الأزمة في البلاد، وأكدنا مراراً وتكراراً أن اللجوء إلى الإقصاء والاستفراد وتجاهل الآخرين، والقفز عن الأسباب الحقيقية للأزمة، لن يساعد على إيجاد الحلول. بل بالعكس تماماً، سيزيد الوضع توتراً، وسيدخل البلاد في نفق المجهول، لذلك طالبنا بعقد حوار وطني موسع يضم جميع القوى السياسية الوطنية، وبضمنها قوى المعارضة الوطنية، وكذلك جميع القوى المجتمعية الممثلة لأطياف الشعب السوري، والنخب السياسية والاقتصادية. ولم نكتفِ بالمطالبة، بل طرحنا مشروعاً لعقد الحوار، وبدأنا الاتصال بالقوى السياسية والاجتماعية، لكن تبنّي القيادة السياسية للبلاد عقد هذا الحوار، دفعنا إلى تأجيل هذا المشروع، والانخراط في عمل دؤوب للمساعدة على إنجاح اللقاء التشاوري، الذي خرج بتوصيات تمثل مدخلاً متكاملاً لسورية الجديدة، رغم تمنع قوى المعارضة عن حضور هذا اللقاء. ماذا يريد الشيوعيون السوريون من اللقاء العتيد؟ من نافل القول التأكيد أن الحزب الشيوعي السوري (الموحد) ليست له غايات حزبية ضيقة، ولا يبتغي من الحوار الوطني الموسع إلاّ حصر الأسباب السياسية والاقتصادية والاجتماعية للأزمة التي عصفت ببلادنا، ووضع الحلول الصحيحة.. التي يتفق عليها جميع المشاركين للخروج منها، ورسم خريطة جديدة لسورية الغد، التي تتسع لجميع السوريين على اختلاف انتمائهم السياسي والديني والطائفي والإثني. وكي يحقق مؤتمر الحوار الوطني ما تصبو إليه جماهير الشعب السوري، نتقدم ببعض الاقتراحات التي تساعد على إنجاحه، وتعيد بناء الثقة بين القوى السياسية الوطنية المشاركة فيه 1 -الحرص على مشاركة جميع الأحزاب الوطنية والقوى السياسية في البلاد، وهذا يتطلب دعوة الجميع.. ومحاورة جميع الوطنيين، وهذا الحرص مطلوب من السلطة السياسية، و من قوى المعارضة الوطنية أيضاً، فلم يعد مقبولاً وضع شروط على حوار موسع مفتوح، تتطلب عقدَهُ ظروفٌ استثنائية تمر بها البلاد، وتدعو إليه جبهة واسعة من الدول الصديقة لسورية ولشعبها، كما تدعو إليه جميع القوى السياسية والنخب الفكرية والثقافية المعادية للإمبريالية والصهيونية في الوطن العربي، كمخرج حقيقي للأزمة السورية! ولم يعد مقبولاً أن نسمع أصواتاً معارضة تهدد بتحريك الشارع السوري متى شاءت! وأصواتاً أخرى تمارس (الأستذة) من خلال (الميديا) في كل ما يتعلق بالديمقراطية والحوار التعددي غير المشروط، ثم تتقصد بعد ذلك وضع شروط على الحوار الوطني الذي ينتظره السوريون! ولم يعد مقبولاً.. ولا مفهوماً، موقف (الحياد) الذي تتخذه بعض الأصوات المعارضة، تجاه التصعيد الذي يمارسه التحالف الأمريكي الأوربي القطَري التركي، والذي بدأ يتخذ طابع التهديد العسكري! كما لم يعد مفهوماً التزام الصمت حول تصريحات بعض التكفيريين في الخارج بتسليح المتظاهرين في شوارع المدن السورية تمهيداً لاستنساخ الأزمة الليبية! كذلك لم يعد مفهوماً اللجوء إلى دفن الرؤوس في الرمال، الذي يتبعه بعض المسؤولين في السلطة، الذين تجاهلوا توصيات اللقاء التشاوري لأسباب لم تقنع الكثيرين! 2 - إن التهيئة لعقد الحوار الوطني العتيد تتطلب مناخاً أقل تشنجاً.. وشارعاً أكثر هدوءاً، وهذا ما يستدعي إطلاق سراح المعتقلين من المتظاهرين السلميين على خلفية الأزمة من المتظاهرين السلميين فعلاً، ووقف الملاحقات بحقهم، والكف عن اتهام الآخرين وتخوينهم لمجرد التعبير عن آرائهم المعادية للعنف غير المبرر تجاه التظاهر السلمي. والبدء بعملية مصالحة وطنية شاملة تقودها السلطة السياسية، وهيئات المجتمع الأهلي تستهدف نبذ مفاهيم الثأر والحقد، وتعظيم التضحيات التي قدمتها قوافل الشهداء من المدنيين المسالمين والعسكريين، الذين استشهدوا إما بسبب الممارسات الأمنية الخاطئة، أو أعمال القتل والاستهداف التي قامت بها مجموعات إجرامية تكفيرية مسلحة، تلطت خلف المطالب المشروعة التي رفعها المتظاهرون السلميون. 3 - لقد كشفت الأزمة التي مرت بها بلادنا، كم كانت خاطئة وبعيدة عن الواقع، السياسات التي اتبعت حيال فئة الشباب، فالمسألة لاتتعلق هنا بقصور النظام السياسي، وعدم تلبيته لمعايير الديمقراطية فقط، بل بسياسة التهميش تجاه فئات الشباب، وتطلعاتهم إلى مجتمع يستوعب قدراتهم، ويعبر عن مصالحهم. فحصر العمل السياسي والتنظيمي بين أوساط الشباب بالحزب الحاكم طوال أربعين عاماً، ضيَّق الخيارات أمام الشباب السوري، وساعد على تسرب اليأس والنزعات السلفية إلى نفوس بعضهم، والعدمية إلى نفوس البعض الآخر. كذلك كان النهج الاقتصادي الذي اتبعته الحكومة السابقة، والذي كدس الثروات في أيدي (النخبة) وتغاضى عن حل المعضلات الاجتماعية كالبطالة، وخاصة بين فئات الشباب، والفقر والهجرة، كان هذا النهج محرضاً أساسياً لتفجر غضب الشباب السوري. لذلك نرى ضرورة الحضور المكثف في هذا المنتدى الوطني الاستثنائي المنتظر لمختلف شرائح الشباب المثقف.. والعامل.. والمزارع.. والمهاجر، لا لأنهم القوة الأهم في الحركة الشعبية فقط، بل لأنهم قادة المستقبل لسورية الديمقراطية، بأحزابها ونقاباتها وجمعياتها المدنية. إن إنجاح الحوار الوطني الموسع مسؤولية الجميع، فتحالف (ردع سورية) الخارجي يستعد لممارسة ضغوط جديدة، والتدخل العسكري من أجل (تصدير) الديمقراطية بوساطة البوارج الحربية والطائرات القاذفة على الطريقة العراقية لم يعد احتمالاً بعيداً في مخيلة زعمائه، وهذا ما يستدعي وقوف جميع السوريين خلف متراس واحد.
#جريدة_النور_السورية (هاشتاغ)
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟
رأيكم مهم للجميع
- شارك في الحوار
والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة
التعليقات من خلال
الموقع نرجو النقر
على - تعليقات الحوار
المتمدن -
|
|
|
نسخة قابلة للطباعة
|
ارسل هذا الموضوع الى صديق
|
حفظ - ورد
|
حفظ
|
بحث
|
إضافة إلى المفضلة
|
للاتصال بالكاتب-ة
عدد الموضوعات المقروءة في الموقع الى الان : 4,294,967,295
|
المزيد.....
-
رجل وزوجته يهاجمان شرطية داخل مدرسة ويطرحانها أرضًا أمام ابن
...
-
وزير الخارجية المصري يؤكد لنظيره الإيراني أهمية دعم اللبناني
...
-
الكويت.. سحب الجنسية من أكثر من 1600 شخص
-
وزير خارجية هنغاريا: راضون عن إمدادات الطاقة الروسية ولن نتخ
...
-
-بينها قاعدة تبعد 150 كلم وتستهدف للمرة الأولى-..-حزب الله-
...
-
كتاب طبول الحرب: -المغرب جار مزعج والجزائر تهدد إسبانيا والغ
...
-
فيروز: -جارة القمر- تحتفل بذكرى ميلادها التسعين
-
نظرة خلف الجدران ـ أدوات منزلية لا يتخلى عنها الألمان
-
طائرة مساعدات روسية رابعة إلى بيروت
-
أطفال غزة.. موت وتشرد وحرمان من الحقوق
المزيد.....
-
قراءة ماركس لنمط الإنتاج الآسيوي وأشكال الملكية في الهند
/ زهير الخويلدي
-
مشاركة الأحزاب الشيوعية في الحكومة: طريقة لخروج الرأسمالية م
...
/ دلير زنكنة
-
عشتار الفصول:14000 قراءات في اللغة العربية والمسيحيون العرب
...
/ اسحق قومي
-
الديمقراطية الغربية من الداخل
/ دلير زنكنة
-
يسار 2023 .. مواجهة اليمين المتطرف والتضامن مع نضال الشعب ال
...
/ رشيد غويلب
-
من الأوروشيوعية إلى المشاركة في الحكومات البرجوازية
/ دلير زنكنة
-
تنازلات الراسمالية الأميركية للعمال و الفقراء بسبب وجود الإت
...
/ دلير زنكنة
-
تنازلات الراسمالية الأميركية للعمال و الفقراء بسبب وجود الإت
...
/ دلير زنكنة
-
عَمَّا يسمى -المنصة العالمية المناهضة للإمبريالية- و تموضعها
...
/ الحزب الشيوعي اليوناني
-
الازمة المتعددة والتحديات التي تواجه اليسار *
/ رشيد غويلب
المزيد.....
|