واثق الجلبي
الحوار المتمدن-العدد: 3495 - 2011 / 9 / 23 - 02:40
المحور:
الادب والفن
الجورب
تفرقّ عن نفسه فظهر جلياً ورفد السماء بألم جسده الناعم .. فاحت من عينيه رائحة الضباب ، وتكلس جسمه عن بقايا من الصدف المحروق ..
تأمل ناحية الغيمة فوجد أن زحلا إنتحر عن أول رقبة الجسر المقطوع .. الشوارع خالية .. مدّ إلى أبي نؤاس ذاكرة المعري ليتوقف الطابوق عن ممارسة الغباء مع الـذرات المطلية بحشرجة السلطان .
دخل في خروجه وخرج من دخوله ولم يستشف إلا عموداً كهربائياً فراح يتذكر ما الذي يشبه النخلة غيره .. كانت رائحة الكحول تطلي شوارع الغربة وقف أمام العمود وأراد أن يوقعه ..
مدّ رجله اليمنى وضحك العمود وإبتسمت الأسلاك لوقوف عصفورٍ أبيض حاول إسقاط العمود وأفلح بتلاشي ظل الظل بزوال الشمس نهائياً..
مازال العمود سخياً لأن مصباحه بقي محترقاً .. نحر قنينته التي أخذ ثمنها من خمسة كتب أعطاها لصاحب الماخور ثمناً لسيده المعدة .. أخرج قلمه من جوربه الأسود النتن فسقطت عناكب وديدان ميتة وبعدها أخرج غطاء القلم من الجورب الثاني المستلقي على الرائحة .. قاد أوركسترا نتانته ورمى بعدها بالجورب نظر إلى القنينة ورجع مسرعاً إلى مكانه طار العصفور وزالت الغشاوة وأنمحى مع آخر صياح للأسلاك .
#واثق_الجلبي (هاشتاغ)
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟