أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - بدرالدين حسن قربي - لادراسة ولاتدريس حتى يرحل الرئيس














المزيد.....

لادراسة ولاتدريس حتى يرحل الرئيس


بدرالدين حسن قربي

الحوار المتمدن-العدد: 3493 - 2011 / 9 / 21 - 08:23
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    


استخدام المدارس لأعمال إنسانية وإغاثية في حالات الكوارث أمر معروف، واستخدام صالاتها وملاعبها وساحاتها لنشاطاتٍ اجتماعية أمر مألوف. أما جديد الاستخدام مما لايعرفه أحد من العالمين، بجعلها مراكز اعتقالٍ وتعذيبٍ وقمع وقتل للآلاف، فهو ابتكار يسجل (خص نص) للنظام السوري، وشاهدُنا في ذلك مئات المباني المدرسية وعشرات الآلاف من الناس على امتداد البلاد، التي استخدمها خلال العطلة الصيفية.
ومن ثم، فمع أول يوم دراسي في هذه المدارس أو المعتقلات لافرق، وقف طلابها وجهاً لوجه أمام مدارس غير المدراس، وساحات غير الساحات، فكل ذرة تراب فيها معفّرة بكرامة مواطن، وكل باب في غرفها شاهد صامت، وكل مقعد في فصولها كرسي اعتراف، وكل حائط فيها يشهد على الاعتداء والضرب والتشبيح. ومن ثمّ فكل مافي المدرسة أمكنةً وزوايا ومتاعاً وأثاثاً يصرخ: مدرستكم ياأطفال وياشباب، لم تعد مدرسة فيها تتعلمون وحسب، بل أصبحت بفعل المقاومين مكاناً للقهر يسام فيه السورييون سوء العذاب، وسجناً فاشياً للممانعين الجدد يذاق فيه متظاهرو الحرية والكرامة الذل والهوان. لقد خُطفت براءة مدرستكم، وسُرقت بهجتها، ككل شيء في هذا الوطن، يوم زجّ فيها بالأهل والأقارب والأعمام وأبناء الحارة والأصحاب، وأصبحت فصولها أمكنة للقمع، ومقاعدها كراسي إذلال للأب والأخ والصديق، عليها يهانون ويضربون.
رأى الطلاب الأطفال فيهم واليافعون ببصرهم وبصيرتهم أن مدارسهم غدت سجوناً، وباحاتها أمست ساحات إعدام، وجدرانها لمّا تزل لوحاتٍ لشعارات قبحٍ وبجاحة بالولاء المطلق لحزب محنّط وعائلة مقدسة، فانقلبوا إلى احتجاجات وتظاهرات منادين: سوريا بدها حرية، والشعب السوري مابينذل، والموت ولا المذلّة.
تذكّر منهم من تذكّر مقولة السيدة شعبان مستشارة الرئاسة السورية إبان الثورة التونسية والمصرية هي أن الشعب العربي (السورييون طبعاً عرب) لاينسى ولايُهمل، وهاهو يبرهن أنه قد تجاوز حكامه، وحاله يقول: لقد أمهلناهم طويلاً، ولم يعد ينطلي علينا أي تصرف يفرّط بحقوقنا. واسترجع منهم من استرجع قصص آلاف الشهداء أطفالاً ونساءً ورجالاً على امتداد أرض البطولات، وعشرات الآلاف من المعتقلين والمفقودين ممن مرّ الكثير منهم على مدارس، قضى النظام السوري بفعل مسيرة التحديث والتطوير للقيادة الشابّة، أن تكون معتقلات ومراكز تعذيب، فكانت شعاراتهم التي صرخوا بها، ولوحاتهم ولافتاتهم التي حملوها تعبيراً عن معاناتهم وعذابهم وتضحياتهم: مقعدي ملوث بدماء إخوتي وعلى كتابي صورة قاتلهم فهل بعد هذا أدرس في مدارسهم، لن أداوم في مدرسة اعتقل فيها أبي وعذب فيها إخوتي وأخواتي، لن أكون بأمان في مدارسكم بعد أن قتلتم معلمي.
رفَض الطلاب الدوام مالم يسقط النظام، فهتف بعضهم في المظاهرات حاشدين: لادراسة ولاتدريس حتى يسقط الرئيس، وبعضهم صرخ: لا دراسة ولا تدريس حتى يسقط الخسيس. وأدرك الآباء والأمهات معنى ماقصده أولادهم بالتمام، فخرجوا في التظاهرات مع فلذات أكبادهم مؤكدين: لايشرفنا إرسال أولادنا إلى مدارس هي معاقل تعذيب للأهل والقرابة والعشيرة، ولن يكون هناك دوام قبل إسقاط النظام.
بالمناسبة، إن خروج مظاهرات طلابية غاضبة في عدد من المدن والمناطق السورية يوم الأحد والاثنين الماضيين، وقيام قوات الأمن والشبيحة بالرد عليها بالرصاص الحي، تسبب باستشهاد خمسة أطفال وعدد من الكبار، واعتقال الكثير من المواطنين. يسجل للنظام السوري حقيقةً أنه استطاع أن يجعل من مدارس التربية والتعليم قواعد اعتقال وتعذيب، وأماكن قهر لعشرات الآلاف من السوريين وإذلالهم، والنيل من كرامتهم وإنسانيتهم، كما يسجل له قمعه وتوحشه وفظائع قتله للآلاف خلال الأشهر الستة الماضية بكل قواته ودباباته وأسلحته. وإنما يُسَجّل أيضاً للشعب السوري الأبي بكل فئاته ديناً ومذهباً وطائفة نساءً ورجالاً، عاملاً ومثقفاً وطالباً وأستاذاً، أنه انطلق في ثورته على طريق لارجعة فيها حتى سقوط النظام.
http://www.youtube.com/watch?v=Dv6h7BEueDo&feature=youtube_gdata
http://www.youtube.com/watch?v=N2CpdLeCHKY&feature=related
http://www.youtube.com/watch?v=5GHhqZbRT14&NR=1
http://www.youtube.com/watch?v=tsFrBrc3KiE&NR=1
http://www.youtube.com/watch?feature=player_embedded&v=GNmHelXvQ9g
http://www.youtube.com/watch?v=JoQAdGyN1Fg&feature=related



#بدرالدين_حسن_قربي (هاشتاغ)      



الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- مابين القارورة الليبية والشبيحة السوريّة
- شهداء بالملايين
- الانتفاضة السورية العظيمة وفريضة الوقت
- نظام التشبيح والشبّيحة
- يالله ارحل يابشار
- فتشوا عن النظام السوري
- النظام السوري يمهد بممارساته للتدخل الدولي
- النظام السوري يبرر التدخل الأجنبي
- كلام في صميم الثورة السورية
- قطار النظام السوري والإعلام الكاذب
- كلام السيد المهري من عاصمة بني أمية
- مابين جمعة ارحل ولا للحوار
- نداء السوريين هيهات منّا الذلة
- للمرة الثانية، كلام على كلام نصيحة حسن نصرالله للسوريين
- النظام السوري وخطاب الرحيل 3/3
- النظام السوري وخطاب الرحيل 2/3
- النظام السوري وخطاب الرحيل
- النظام السوري في سكرات الرحيل
- تأثير الوقاحة والإجرام في قرار إسقاط النظام
- كلام عن التآمرات والتهديدات الخارجية في وجه السوريين


المزيد.....




- رقصت بالعكاز.. تفاعل مع إصرار هبة الدري على مواصلة عرض مسرحي ...
- هل باتت فرنسا والجزائر على الطريق الصحيح لاستعادة دفء العلاق ...
- الجزائر تعلن إسقاط طائرة درون عسكرية اخترقت مجالها الجوي من ...
- من الواتساب إلى أرض الواقع.. مشاجرة بين المسؤولين العراقيين ...
- قفزة بين ناطحتي سحاب تحول ناج من زلزال تايلاند إلى بطل
- قراءة في تشكيلة الحكومة السورية الانتقالية : تحديات سياسية ...
- قناة i24 الإسرائيلية: ترامب يعتزم لقاء الشرع خلال زيارته للس ...
- إعلام أمريكي: دميترييف وويتكوف يلتقيان في البيت الأبيض
- الخارجية الألمانية تعلن إجلاء 19 مواطنا ألمانيا مع عائلاتهم ...
- الولايات المتحدة توسع قوائم عقوباتها ضد روسيا


المزيد.....

- أمريكا وأوروبا: ملامح علاقات جديدة في عالم متحوّل (النص الكا ... / جيلاني الهمامي
- قراءة جديدة للتاريخ المبكر للاسلام / شريف عبد الرزاق
- الفاشية الجديدة وصعود اليمين المتطرف / هاشم نعمة
- كتاب: هل الربيع العربي ثورة؟ / محمد علي مقلد
- أحزاب اللّه - بحث في إيديولوجيات الأحزاب الشمولية / محمد علي مقلد
- النص الكامل لمقابلة سيرغي لافروف مع ثلاثة مدونين أمريكان / زياد الزبيدي
- العولمة المتوحشة / فلاح أمين الرهيمي
- تداخل الاجناس الأدبية في رواية قهوة سادة للكاتب السيد حافظ / غنية ولهي- - - سمية حملاوي
- الخروج للنهار (كتاب الموتى) / شريف الصيفي
- قراءة في الحال والأداء الوطني خلال العدوان الإسرائيلي وحرب ا ... / صلاح محمد عبد العاطي


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - بدرالدين حسن قربي - لادراسة ولاتدريس حتى يرحل الرئيس