أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الادب والفن - طالب المحسن - دولة الشعر الاسود














المزيد.....


دولة الشعر الاسود


طالب المحسن

الحوار المتمدن-العدد: 3491 - 2011 / 9 / 19 - 22:18
المحور: الادب والفن
    


دولة الشَعر الاسود
العين , فسلجيا تستطيع ان ترى ثلاثة الوان فقط هي الاحمر, الاخضر والازرق ومن خلال مزج هذه الالوان تستطيع العين تمييز الالوان الاخرى وهذه فضيله للعين عمقت لدينا الاحساس بالجمال فالالوان لم تعد لدينا صفة الموجه من حيث طولها بل اضحت غاية رائعه ويقال ان الذين يشتغلون بالالوان يستطيعون تمييز ستين لونا اسودا وهكذا تدرجت الالوان واصبحت لاتعد ولاتحصى ولازلنا نحن المعنيين بالشعر اكثر من غيرنا نعبر عن دهشتنا , ورغم جمال الالوان لكنها تمتلك تأريخا سيئا فعلى اساسها فقط رزحت اوروبا وامريكا وافريقيا تحت فتره الاضطهاد العنصري سيئة الصيت الى ان استيقظ نبلاء البشر على حقيقة ان هذا الاضطهاد وصمة عار كبيرة بحق الانسانيه , الالوان احيانا تستعمل لدلاله فكرية كأن يكون فكرا اسودا ظلاميا او احمرا دمويا او اصفرا نحسا وهكذا بل تعداه الى اعتبار الشخص الذي يغير فكره كونه متلونا بل حرباءا يحرص ان يكون لونه منسجما مع اللون السائد.
العراق ... بلد السواد , هنا لخصوبة ارضه , مرت عليه جميع الالوان وتفاعل معها جميعا ولا غرو ان يكون علمه الحديث هو بيت شعري لصفي الدين الحلي مليء بالالوان: بِيضٌ صَنائِعُنا، سودٌ وقائِعُنا، خِضرٌ مَرابعُنا، حُمرٌ مَواضِينا .
بل ان تأريخه لا يخلو من حقبة كان اللون هو اسم دولته الا وهي فتره قره قو ينلو و آق قو ينلو اي دولة الخروف الاسود ودولة الخروف الابيض اللواتي حكمتا العراق في اعقاب المغول عام 1401 م .
صدام الذي احال العراق الى لون خاكي دفعت احد مطبليه لان يدفع لحنا غريبا للاطفال وهي ترنيمة لابنه شخصيا!! تقول كاكي كاكي متى تكبر وتلبس الخاكي !! وصدام النزق اراد لونا اخرا كان اخر الوانه وهو الزيتوني بل ان القاص العراقي نصيف فلك ابدع برواية خضر قد والعصر الزيتوني التي يأخذنا فيها برحله مرعبه في عوالم العصر الذي أراده صدام زيتونيا .
الان الالوان كثيرة جدا وغير منسجمه على الاطلاق حتى اني حين كتبت عن الكوليرا التي عصفت في العراق وهو في أوج حروبه الى جريدة الحياة اللندنية قلت: ان كان ماركيز قد كتب حب في زمن الكوليرا وطلب من زورق العاشقين ان يبقى في عرض النهر رافعا علما اصفرا دليلا على تلوثه كي يبقى بعيدا عن حرس السواحل , اقول اليوم عن كوليرا العراق في زمن الحرب اي لون نقترح لذلك العلم , لا اظن اننا سوف نتفق على لون واحد حتى لو كان علامة مرض !! .
يقول الشاعر كاظم حجاج في قصيدته
تنورة البنت بيضاء
جوربها ابيض
والقميص حريري
كنا نسمي البنات النوارس
بيضاء , كل البيوت , البنايات
بيضاء
حتى الحكومة
شَعر الوزير , السفير , العقيد والمدير
الكهول الخجلون لايصبغون
المدارس بيضاء
طبعا انا لست ناقدا ادبيا لكن هذه الابيات المليئة بالصور أأخذ منها شَعر الوزير والسفير وشَعر العقيد والمدير واظنها اشارة لا تقبل الشك عن هؤلاء الرجال الذين وصلوا مواقعهم بعد طول عمر ومعاناة , طبعا ليس الان بل قبل ستة عقود على اقل تقدير . الشَيب ينجم عن توقف نشاط الخلايا الملونه للشعر وذلك بسبب نقص الزنك في الطعام , أسباب وراثيه , أسباب نفسيه كالتعرض لصدمه نفسيه او انفعالات عصبيه شديده وكذلك استخدام بعض الصبغات .
وان الانفعالات النفسية القوية هي من الاهمية بمكان بحيث اشار اليها فرانس فانون في كتابه معذبوا الارض عن الشعب الجزائري الذي ضاق ذرعا بالفرنسيين حتى شاب شعر ولدانه ونحن نعرف الخطوب التي يشيب لها الولدان وهذه تعتبر علامات نفسجسدية في الطب النفسي بل ان ماري انطوانيت المرأة الشقراء زوجة ملك فرنسا لويس السادس عشر وأخت ملك النمسا حين تم اعدامها بالمقصلة بعد ان مرت ستة اشهر على افهامها بقرار المحكمة وجدوا شعرها ابيضا تماما لهول معاناتها وهي ما تزال في 38 من العمر وذلك في عام 1793 . مرة , دعوني مجموعة من الاطباء وكان لديهم الرغبة بتشكيل تجمع جديد وحين ذهبت لم اجد احدا في رأسه شعرة بيضاء الا انا وطبيب اخر وحين اذن لي بالكلام قلت لو ان تجمعا للراقصات اردن اقامة تجمع فعلى الاقل يوجهن دعوة لفيفي عبده او سهير زكي او يضعن صورة لتحية كاريوكا , يحيين بها جيل من سبقوهن . هل نحن في العراق اليوم نبدأ من الصفر , أين من سبقونا؟ أين من علمونا؟ ماهذا ألتجني ؟
مرة اخرى ذهبت الى مقر حزب عريق وفي قاعة التجمع كان الحضور من اصحاب الشعر الابيض حتى قلت مع نفسي انهم تماثيل من فضة , وحين دخلت غرفة فيها بعض قادة ذلك الحزب قال لي احدهم (وهو من اصحاب الشعر الاسود طبعا) نحن نبدأ من الصفر فقلت له وأولئك تماثيل الفضة هل هم كائنات مختبرية ؟ هل هم مومياءات في اهراماتكم؟
يقول الاستاذ فخري كريم ان كثيرا من شاغلي المناصب المهمة الان هم في الثلاثينيات من العمر وقد وصلوا هذه المناصب بسبب تقاسم السلطة بين قوى محددة خارج اطار الكفاءة والخبره
اني أرى التسمية الحقيقية للدولة العراقية هي دولة الشَعر الاسود فالاعمار صغيرة , فلا خبره ولا انفعالات تعكر المزاج ولا خوف على المستقبل مادام اكثر المسؤولين الذين يتكلمون عن الشفافية ومستقبل العراق الزاهر هم محاطين بجيش من المقاولين , جيش عرمرم لا تستطيع الشعره البيضاء ان تنفذ من خلاله الى رؤوسهم .
طالب المحسن



#طالب_المحسن (هاشتاغ)      



الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي.
 



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- سيطره بلا بالونات ملونه
- نخلة لكنها محنيه
- فراشات عراقية
- ست حياة
- صباح الخيل
- سلاما على المدارس
- رسالة الى الوطن


المزيد.....




- سوريا.. انتفاضة طلابية و-جلسة سرية- في المعهد العالي للفنون ...
- العراق.. نقابة الفنانين تتخذ عدة إجراءات ضد فنانة شهيرة بينه ...
- إعلان القائمة القصيرة للجائزة العالمية للرواية العربية 2025 ...
- بينالي الفنون الإسلامية : مخطوطات نادرة في منتدى المدار
- ذكريات عمّان على الجدران.. أكثر من ألف -آرمة- تؤرخ نشأة مجتم ...
- سباق سيارات بين صخور العلا بالسعودية؟ فنانة تتخيل كيف سيبدو ...
- معرض 1-54 في مراكش: منصة عالمية للفنانين الأفارقة
- الكويتية نجمة إدريس تفوز بجائزة الملتقى للقصة القصيرة العربي ...
- -نيويورك تايمز-: تغير موقف الولايات المتحدة تجاه أوروبا يشبه ...
- رحيل أنتونين ماييه.. الروائية الكندية التي رفعت صوت الأكادية ...


المزيد.....

- نحبّكِ يا نعيمة: (شهادات إنسانيّة وإبداعيّة بأقلام مَنْ عاصر ... / د. سناء الشعلان
- أدركها النسيان / سناء شعلان
- مختارات من الشعر العربي المعاصر كتاب كامل / كاظم حسن سعيد
- نظرات نقدية في تجربة السيد حافظ الإبداعية 111 / مصطفى رمضاني
- جحيم المعتقلات في العراق كتاب كامل / كاظم حسن سعيد
- رضاب سام / سجاد حسن عواد
- اللغة الشعرية في رواية كابتشينو ل السيد حافظ - 110 / وردة عطابي - إشراق عماري
- تجربة الميج 21 الأولي لفاطمة ياسين / محمد دوير
- مذكرات -آل پاتشينو- عن -العرّاب- / جلال نعيم
- التجريب والتأسيس في مسرح السيد حافظ / عبد الكريم برشيد


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الادب والفن - طالب المحسن - دولة الشعر الاسود