محمد سعيد الصگار
الحوار المتمدن-العدد: 3491 - 2011 / 9 / 19 - 22:19
المحور:
الادب والفن
أخي وصديقي العريق الأستاذ جاسم المطير
أمتعني تعقيبك على الأخ الأستاذ هاشم العقابي بشأن لغة البيان الوزاري المفككة، فوددت أن أحشر نفسي بينكما بإبداء بعض الملاحظات، فأقول:
سبق لي أن عقبت على بعض هذه الأغلاط أكثر من مرة، كان آخرها مقالي (الباء تتحكم في مصائرنا) الذي نشر في (المدى) في/30 2010/5؛ وكان عن (باء الإستبدال) التي يغلط بها الكثير من الكتاب (حتي المحترفون)، حين يكتبون: (استبدل المجلة بالكتاب)، وهم يقصدون أنه ترك المجلة وأخذ الكتاب، وهذا غلط وعكسه الصحيح لأن باء الإستبدال تلحق المتروك، وفي القرآن « أتستبدلون الذي هو أدنى بالذي هو خير » البقرة .
والواضح أن القرآن يلحق باء الإستبدال بالمتروك؛ وهو الحكم اللغوي الذي لاشك فيه.
أما كلمة (ارسلو) بلا ألف واو الجماعة، فلا شفاعة ! ولكنها، مع الأسف، متفشية في الكثير مما يفسد الكتابة الصحيحة.
بقي أن أشير إلى ما أشرتَ إليه من ابتعاد بعض الحركات عن موقعها مع الحرف، وبعضها مما يثير الضحك، ويفسد المعنى، فأقول؛ وأنا، كما تعرف، مهتم بتصميم الحروف الطباعية، ولدي أكثر من ستين نمطا منها متداولا في الإنتاج الطباعي العربي، وكلها مصممة بانضباط صارم لمواقع الحركات فوق الحرف تماما، وكذلك علامات الترقيم، من نقاط وفوارز وفواصل وعلامات، وهي تغطي كل احتياجات الكتابة الصحيحة؛ ولكن ! لا أستطيع، أنا نفسي، تطبيقها في بعض البرامج؛ فبعضها لا يلتقط الحركة فيترك لها فراغا يظهر على هيأة مربع بعيد عن جسد الحرف.
يل أن كثيرا من حروفي الطباعية المتداولة الآن تختزل القيم الجمالية التي أنفقت عمري في تصميمها تهدر بسبب السرعة في الإستثمار التجاري دون مراعاة لحقوقي الأدبية والفنية والمالية التي لم أحظ منها بشيء. وقد وقفت على ذلك بفضل مذاكرة مع أخي الشاعر سعدي يوسف الذي سألته أن يترك الحركات لأنها تظهر كمربعات فارغة مربكة في القراءة، فقال: عجيب؛ إنها واضحة تماما عندي.
فلا عتب، إذن، على مثل هذه الأغلاط، بانتظار برنامج منصف يتخطاها، ويحترم جهدنا، ويستفيد منه، ويساعد على قراءة صحيحة.
ملحوظة: جاءت في مقالك عبارة (مخطوءة)، وهي ما لا أعرفه، فالذي أعرفه أن ليس هناك فعل (خطأه فهو مخطوء)، وإنما هناك (أخطأ فيه فهو خطأ. وأخطأه، أي لم يُصبه).
مع التقدير والإحترام الكامل.
mohammed_saggar @yahoo .fr
#محمد_سعيد_الصگار (هاشتاغ)
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟