أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - مصطفى اسماعيل - المعارضة السورية إذ تنكح رفيقها البعثي














المزيد.....

المعارضة السورية إذ تنكح رفيقها البعثي


مصطفى اسماعيل
(Mustafa Ismail)


الحوار المتمدن-العدد: 3491 - 2011 / 9 / 19 - 00:26
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    


المعارضة السورية هي ضد نظام الأسد, وبالتزامن هي ضد سوريا الغد.

لقد أفضت التشاوريات والمؤتمرات ( في أنقرة, واسطنبول, وبروكسل, والدوحة, والقاهرة .. إلخ ) إلى إنشاء غيتوهات معارضة مغلقة, ولم تنتج إطاراً منسجماً ومستقراً ومتفقاً عليه ومعبراً عن روح الثورة الشعبية السورية.

ظل تشوه وفساد الفعل المعارض السوري وشمولية غالبية من قياداتها التي لا تنظر إلى سوريا الغد بأخلاقية مدنية وديمقراطية, تبدو الثورة السورية وكأنها مغامرة من أجل دولة إسبارطية جديدة, من أجل دولة متجهمة, من أجل دولة إقصائية أحادية شمولية موجهة بريموت كونترول اللغة الواحدة. القومية الواحدة. العلم الواحد, تماماً كدولة النظام الأسدي.

المؤتمرات خلال الأشهر الست الأخيرة تفصح عن ذلك, والأخويات المعارضة تفصح عن ذلك. وإذا كان الداخل والخارج السوري المعارض مختلفان حول كل شيء يتعلق بالطريق إلى سوريا الغد, والوثائق الكثر دلالتنا التأكيدية على ذلك, فإنهما متفقان على أمر واحد هو إرجاء أو تسويف الوجود القومي للكورد والآشوريين الذين يعيشون على أراضيهم التاريخية إلى ما بعد النظام الحالي, ولكن دون كفالة طرف ثالث, ودون أية ضمانات تطمينية. النشطاء الآشوريون يقلقهم هذا, والنشطاء الكورد يقلقهم هذا.

كانت ملفتة للانتباه التصريحات التي أدلى بها الكاتب والسياسي الكردي صلاح بدر الدين لصحيفة الشرق الأوسط, أثناء زيارته للقاهرة مع وفد سوري معارض, للمشاركة في فعاليات وأنشطة أسبوع دعم ونصرة الشعب السوري, حيث أشار إلى أن المعارضين العرب السوريين لا يزالون يعانون من ذهنية الإقصاء والتهميش, معرباً عن سخطه من " سيادة نفس الأفكار التقليدية القديمة التي تهمش دور الأكراد وتنظر إليهم على أنهم لا وجود لهم " واعتبارهم " ضيوف شرف في الحياة السياسية السورية ". مضيفاً " هناك تيارات لا أمل فيها والغريب أنها لا تتقبل أن هناك قوميات في سوريا وتنظر إلى الأمر بشكل شمولي ". يبدو جلياً أنه يستند في خلاصاته تلك إلى العياني الذي واجهه أثناء عديد مشاركاته في مؤتمرات المعارضة الأخيرة وإلى تجربته السياسية على مر عقود.

ملاحظات السياسي الكردي صلاح بدر الدين, عاينتها مباشرة أثناء مشاركتي في أعمال المؤتمر الذي نظمته هيئة التنسيق الوطنية المعارضة بريف دمشق يوم السبت 17 سبتمبر 2011, حيث كرَّت سبحة الأفكار الإقصائية الشمولية المفوّتة مجدداً, في رفض الحديث عن المكونات السورية, واقترحات بإزالة كلمة ( المكونات ) من كافة الوثائق المعدة من أجل المجلس الوطني الموسع لهيئة التنسيق الوطنية المعارضة, بزعم أن ذلك يذكر البعض المعارض ( العربي ) باجتياح أمريكا للعراق وسقوط بغداد, وأنهم لا يريدون في سوريا تجريب النموذج العراقي بعد 2003.

المتعارف عليه أنه لا يمكن تأسيس دولة حديثة مدنية ديمقراطية تعددية وعلمانية بمفردات قديمة وبذهنيات متقادمة, فما نعلمه أن قسماً لا بأس به من المعارضة السورية هي مؤلفة من أحزاب وهيئات وشخصيات مفلسة بلا قواعد اجتماعية وبلا مصداقية وبلا شرعية في الشارع السوري, وهي تشبه في ذلك النظام الحاكم الآن. وإذا كان النظام بأحاديته المريضة أشعل النار في ثيابه, فإن المعارضة السورية بأفكارها الأحادية إنما تعيد إحياء صنيع النظام وتحرق ثيابها حتى قبل أن تصل إلى دمشق, وكأن اختزال المشهد يمكن أن يتم بالطريقة التالية ( وهي بالتأكيد ليست طريقة علمية ): المعارضة السورية العربية تنكح رفيقها البعثي, والنتيجة المتوقعة هي إنجاب دولة مشوهة.

على المعارضة السورية ( شقها العربي ) أن تعي أنه لا بديل عن ديمقراطية حقيقية كاملة, فالفضاء السياسي العالمي أصبح تحت الهيمنة الجميلة للديمقراطية, أما الشمولية فقد فقدت أو تفقد أوراقها القليلة الباقية شيئاً فشيئاً. لا بديل عن الديمقراطية للمعارضة السورية إذا كانت تريد التأسيس لسوريا حديثة وديمقراطية مفارقة لراهنها, فالنظم السياسية الديمقراطية هي الأقدر على إدارة المجتمعات الفسيفسائية والتعددية المجتمعية والسياسية والثقافية والدينية وتحقيق التنمية السياسية كهدف لحيوية سياسية وتجديد سياسي ينتظره السوريون, إذ قدموا من أجلها الغالي والنفيس.

تعلم المعارضة السورية حق العلم أن سوريا تختلف عن مصر وتونس في عدد من المستويات, ففي الحالة السورية لا يمكن أن تكون ( المواطنة ) إجابة شافية ورداً عملياً على التعدد والغنى العرقي والإثني. ما نعلمه علم اليقين أن الديمقراطية كتجربة إنسانية تاريخية هي منهج وآلية وميكانيزم لفض المنازعات والاختلافات, وسوريا اليوم تمر أو تعبر مرحلة انتقال حاسمة كبرى من عصر الشمولية إلى الديمقراطية التي نرومها شاملة.

مثير للسخرية حقاً ومجاف للحقيقة السورية هذا التطبيل والتزمير والاحتفاء وحفلات السمر من أجل المواطنة, ويبدو أن لا شيء, لا أفهومات, ولا جذراً معرفياً مفاهيمياً من الفكر الأوروبي والغربي خارج مفهومة ( المواطنة ) يستهوي المعارضة السورية, أليست الفيدرالية والدولة الاتحادية منتجاً أوروبياً وغربياً أيضاً, أم أن الهاجس بالنسبة إلينا هو الإغراق الدؤوب في الانتقائية السياسية والمزاجية السياسية, وتغليف المركزة القومية بلبوس أنواري وتنويري أوروبي قلق وغير متوغل في الوعي واللا وعي السوري, لا يجب أن ننس حقيقة أننا جميعاً أسرى الصدفة التاريخية التي خلقت الدولة السورية, نحن أسرى ( سايكس – بيكو ).

ولأننا كسوريين أسرى معادلة تاريخية جبرية فرضتها المساطر الكولونيالية, يجب أن نعي ذلك, ولا ننطلق في مقارباتنا لمستقبل سوريا من فقه التحوير الأحادي المعد خلاقاً والمتمثل في إرجاع سوريا الحالية بطريقة ( البلاي باك ) إلى بدايات التاريخ, نحن نعلم أن عمر سوريا الجيو سياسية الحالية لا يتجاوز 100 عام. ومعيب أن نحملها بالمزيد من المعزوفات والمقامات والموشحات العروبوية السمجة والاختزالية.



#مصطفى_اسماعيل (هاشتاغ)       Mustafa_Ismail#          



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- مسكونٌ بقالب كاتو
- رجال دين أم رجال مخابرات ؟.
- الخيزران
- المثقف في مجتمع متحول
- ا. ل. ث. و. ر. ة
- الفسيفساء السوري الهش
- نشرة الإصلاح الكردي
- عن غرنيكا سوريا ويدها البيضاء
- بيان الانسحاب من الهيئة المستقلة للحوار الكردي - الكردي
- القانون المانع للأحزاب في سوريا
- سوريا: الصراع على امتلاك الشارع الكردي
- رحالة غريب في سوريا اسمه اللقاء التشاوري
- فقط في سوريا : السلطة تحاور السلطة
- تصريح : السلطات السورية تباشر تجريدي من الحقوق المدنية وتلقي ...
- مبادرة من أجل الحالة الكوردية في سوريا
- الاختزالية السورية وتخوين المختلف
- وثيقة هيئة التنسيق الوطنية : تسويف الكورد إلى إشعار سوري آخر
- الصمت والخرس والسكوت منتجٌ كوردي بامتياز
- ادّكارات
- هزيمة


المزيد.....




- بعد وصفه بـ-عابر للقارات-.. أمريكا تكشف نوع الصاروخ الذي أُط ...
- بوتين يُعلن نوع الصاروخ الذي أطلقته روسيا على دنيبرو الأوكرا ...
- مستشار رئيس غينيا بيساو أم محتال.. هل تعرضت حكومة شرق ليبيا ...
- كارثة في فلاديفوستوك: حافلة تسقط من من ارتفاع 12 متراً وتخلف ...
- ماذا تعرف عن الصاروخ الباليستي العابر للقارات؟ كييف تقول إن ...
- معظمها ليست عربية.. ما الدول الـ 124 التي تضع نتنياهو وغالان ...
- المؤتمر الأربعون لجمعية الصيارفة الآسيويين يلتئم في تايوان.. ...
- إطلاق نبيذ -بوجوليه نوفو- وسط احتفالات كبيرة في فرنسا وخارجه ...
- في ظل تزايد العنف في هاييتي.. روسيا والصين تعارضان تحويل جنو ...
- السعودية.. سقوط سيارة من أعلى جسر في الرياض و-المرور- يصدر ب ...


المزيد.....

- المجلد الثامن عشر - دراسات ومقالات - منشورة عام 2021 / غازي الصوراني
- المجلد السابع عشر - دراسات ومقالات- منشورة عام 2020 / غازي الصوراني
- المجلد السادس عشر " دراسات ومقالات" منشورة بين عامي 2015 و ... / غازي الصوراني
- دراسات ومقالات في الفكر والسياسة والاقتصاد والمجتمع - المجلد ... / غازي الصوراني
- تداخل الاجناس الأدبية في رواية قهوة سادة للكاتب السيد حافظ / غنية ولهي- - - سمية حملاوي
- دراسة تحليلية نقدية لأزمة منظمة التحرير الفلسطينية / سعيد الوجاني
- ، كتاب مذكرات السيد حافظ بين عبقرية الإبداع وتهميش الواقع ال ... / ياسر جابر الجمَّال
- الجماعة السياسية- في بناء أو تأسيس جماعة سياسية / خالد فارس
- دفاعاً عن النظرية الماركسية - الجزء الثاني / فلاح أمين الرهيمي
- .سياسة الأزمة : حوارات وتأملات في سياسات تونسية . / فريد العليبي .


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - مصطفى اسماعيل - المعارضة السورية إذ تنكح رفيقها البعثي