سامي المغربي
الحوار المتمدن-العدد: 3490 - 2011 / 9 / 18 - 23:36
المحور:
الادب والفن
” لا يعني تعليق الحكم الأخلاقي, لا أخلاقية الرواية, انه أخلاقيتها.الأخلاقية التي تعارض الممارسة الإنسانية الراسخة التي تحكم فورا و باستمرار, و على الناس كلهم, بحكم مسبقا, و دون فهم, ها الاستعداد المحموم للحكم هو برأي حكمة الرواية, الحماقة الأكبر مقتا و المرض الأشد إيذاء.
هذا لا يعني أن الروائي ينكر بالطلق شرعية الحكم الأخلاقي, إنما يؤجله إلى ما وراء
الرواية”
هكذا تحدث ميلان كونديرا في ”الوصايا المغدورة ” عن علاقة الرواية بشكل خاص, و الإبداع بشكل عام, بالأخلاق و الحرية…..
و مناسبة هذا الحديث, هو الزوبعة الفنية و الثقافية و الأخلاقية…. التي أثارها معرض مراكش,و التي استضاف الفنان مهدي جورج لحلو, و التي أصبحت أعماله الفنية حديث الساعة. فمن رافض لها, إلى منتقد,إلى مدافع محتشم…. إلى من أباح دمه بجرة قلم, مذكرا قصيري الذاكرة بمحاكم التفتيش…..
و البعض الآخر اختار الصمت, و فضل أن تبقى صورته معلقة على جدار آهل للسقوط, على أن يدخل في حرب الدفاع…. عن الحرية و الإبداع.
و هناك من وجدها فرصة العمر, للعودة مجددا.
بعد أن استل آلته الموسيقية من درج الدولاب, و أطلق العنان لموسيقاه التي تعزف على أوتار العاطفة…….في حركات تسخينية, لحملته الانتخابية…..
لكن النقاش الغائب في كل هذه الزوبعة, هو نقاش الفن ذاته. و ماهيته, و علاقته بالفنان و المتلقي…..
و علاقة هذا و ذاك بالمفاهيم الأخرى كالأخلاق, و الحق, و الصواب…….
و الفن كإبداع حر……
هناك العديد من التساؤلات الملحة و المحرجة في ان. و التي لم يعد هنالك الكثير من الوقت من اجل طرحها. أمام زحف محاكم التفتيش الجديدة, و جيوش التتار التي أحرقت البارحة مكتبة بغداد, وتود اليوم أن تحرق معرض مراكش. و التي تنبأنا ممارستها الحالية و السابقة. بإعدام تام للفن و حرية الإبداع, سواء اتفقنا أو اختلفنا مع موضوعه.
#سامي_المغربي (هاشتاغ)
الحوار المتمدن مشروع
تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم
العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم.
ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في
استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي،
انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة
في دعم هذا المشروع.
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟