|
محكمة فاطمة الزهراء
محمد الحداد
الحوار المتمدن-العدد: 3490 - 2011 / 9 / 18 - 15:51
المحور:
مواضيع وابحاث سياسية
يبدوا لي أني لن أستطيع الحفاظ على ما عاهدت عليه نفسي بأن أناقش الأفكار التي تصدر عن الأفراد دون ذكر أسمائهم أو التعرض لهم شخصيا، وأجد صعوبة كبيرة بالمحافظة على عهد كهذا في ظل الكم الجمعي الهائل الذي يجبرني على أن أسمي الأشياء بمسمياتها المعروفة لدى القارئ، دون اللجوء الى الترميز، أو الإشارة من بعيد، التي كانت تعني سابقا عند كثيرين بأننا كلنا معنيون بما قيل، والتي أصبح مع الأسف الكل ينعى بنفسه حاليا عنها لقوله لنفسه لو كان يعنيني لذكرني بالاسم الصريح. مقدمتي الطويلة هذه هي لتبرير موقفي من ذكر اسم صاحبة الفعلة هذه، والمقالة التي أشارت لها، وردها الذي دعاني أفكر مرارا وتكرارا بكتابة مقالة حولها من عدمه، حتى لا أفهم بأني من مضادي تيارها الذي تنتمي اليه، أو أني أحاول اسقاطها سياسيا، كما هي التهمة الجاهزة دائما لكل ناقد لأي فرد داخل مؤسسة السلطة في العراق بكل أقسامها، التنفيذية والتشريعية والقضائية. طبعا هذه التهمة هي أبسط التهم، والتي تبتدأ من اتهام بالبعثية، او التكفيرية الوهابية، او العمالة لهذا الطرف أو ذاك، أو لهذه الدولة أو تلك. أعود لصاحبة الشأن جلالة النائبة الموقرة والتي تضع حرف د قبل اسمها، لا اعرف دلالته، هل هو يعني أنها دكتورة، اي طبيبة في فرع من فروع الطب، أو تحمل شهادة دكتوراه في تخصص ما، لا أخفيكم سرا أني حاولت معرفة ذلك، حتى بدخولي لموقعها الشخصي على الفيس بوك، ولكن لم أجد ضالتي. انها نائبة البرلمان العراقي عن التيار الصدري، د. مها الدوري، حفظها الله ورعاها ذخرا للشعب العراقي المظلوم، ولجموع مدينتها، مدينة الصدر، الذي أصبح حجم أرض الدار السكني فيه لا يتجاوز 10 متر مربع، ومبني عليه دار عمودي من عدة طوابق، يحوي كل طابق على غرفة وحيدة لا غير بها سلم ينقلك للطابق الذي يليه، والذي لا يختلف عنه كثيرا. والتي تكاثرت به الدور بطريقة الانقسام الّا جنسي للبكتريا، فكل بيت أصبح اثنان وثلاثة وربما اربعة أو أكثر، فبينما كانت تسكن عائلة واحدة داخل الدار، أصبح بعد كبر الأبناء، يحوي عائلتين، ثم ثلاثة، ثم ... !؟ وعند فتح باب الدار صباحا يخرج العشرات من الأطفال من تلك الدار، لا تعلم من أخ الثاني، او ابن عمه، او ابن خالته، وربما من أقاربه البعيدين، كأنها حضانة للأطفال قد حان وقت انتهاء دوامها. وهذا ليس حال بيت واحد، بل هو حال الأكثرية هناك، في مدينة الثورة أيام المقبور صدام، والتي تحولت لمدينة الصدر بعد سقوط الصنم. اعترضت نائبتنا الموقرة على مقال للكاتب محمد خضير عباس بعنوان: النائبة مها الدوري اين انت من السيدة موري كيلي، والمنشور على الحوار المتمدن يوم 03 . 09 . 2011 ، وهذا رابط المقال : http://www.ahewar.org/debat/show.art.asp?aid=274130&fb_comment_id=fbc_10150360699686974_19871401_10150372633896974#f184826308 وكان رد النائبة على المقال التالي:
الى سيدتي ومولاتي فاطمة الزهراء ( عليها السلام ) أتوجه إليك لتكوني حكما بيني وبين ( محمد خضير عباس ) فأنني عندما سمعت وقرأت حول الهجمة على الحجاب في الغرب حاولت قدر استطاعتي أن أفعل شيء ما من أجل الحجاب .. وأخذت أجوب المحافظات لكي ألقي المحاضرات التي تحث على الحجاب وفي بغداد أيضا وقمت بفعاليات كثيرة من أجله والحمد لله على توفيقه فقد راسلتني كثيرة من الشخصيات العربية النسوية لتدعمني من أجل الحجاب ومن بينها لقاءات فضائية حول الحجاب لكي يسمع العالم حقيقة الحجاب وعلى المرء أن يسعى وليس عليه أن يكون موفقا ... ولكن ( محمد خضير عباس ) أبى علي ذلك وقارن بين وبين من لا تنتمي الى دين أبيك المصطفى ( صلى الله عليه وآله وسلم ) وكان هدف مقاله التشهير والتسقيط لسمعتي ولو كان جديرا بصيانة حرمتي وسمعتي أمام الناس لكتب لي شخصيا بدون التشهير أمام الناس وهو يعلم الطريق الى مكاتبتي شخصيا .. فقد كان هو الحكم و هو الخصم في كتابة مقاله أما أنا فأريد أن تكوني لي حكما يا سيدتي و يا مولاتي يا سيدة نساء العالمين في الدنيا والآخرة راجية بذلك الوقوف بين يديك في الآخرة لتقتصي مني أو منه اذا كان مقاله باطلا !! وهو يعلم أيضا أن نشاطي داخل مدينة الصدر لا يقتصر على المساعدات فقط بل أني فتحت مركزا كبيرا للأيتام وعوائل الشهداء والأرامل من نفقتي الخاصة ولكنه لم يذكر ذلك للناس لكي يزيد من تسقيط سمعتي وأنا لا أبرىء ذمته لا في الدنيا ولا في الآخرة ... انتهى النقل عن النائبة الموقرة د. مها الدوري.
وهنا أسأل النائبة، هل أن تقويم اداء فرد يمثل الشعب، وعضو بالبرلمان الذي ينتمي اليه الكاتب، من المحرمات؟ وهل حتى لو أخطأ الكاتب بتقييمه، أفلا يكون ردك عليه موضوعيا، أي خاصا بما تحدث عنه وأشار اليه، بينما تتركيه وتتركين الرد عليه بموضوعية بتوجهك لفاطمة الزهراء؟ وهل حتى لو كان الكاتب قد ظلمك، وهذا ما لا أراه قد فعل، فهل يكون توجهك لفاطمة أم لرب فاطمة الذي خلقها حتى تشتكي لديه ؟! وهل لفاطمة محكمة عدل في الآخرة كما تطلبين!؟ كمحكمة الله في يوم القيامة، وتطلبين الوقوف بين يديها يومها بدل الوقوف بين يدي الله؟ أم محكمة فاطمة في هذه الدنيا، وليست في اليوم الآخر كما قلت؟ وهل هناك محاكم أخرى؟ مثل محكمة محمد والذي هو أبا فاطمة؟ ومحكمة علي الذي يسبق فاطمة في تسلسل الترتيب الامامي الاثنا عشري الذي تؤمنين به؟ فلم قفزتي اذن واتجهت لفاطمة دون المرور أولا بأبيها ثم ببعلها؟ أهو لأنها امرأة مثلك! فتنحاز لك بتصورك ! أم ماذا!؟ عجبا كيف تحكمين! ما تقولينه أيتها النائبة، يترتب عليه محاكم أخرى حسب النسق الشيعي، فمحكمة للحسن، وأخرى للحسين، و.... و ، اثنا عشر محكمة حسب مذهبك، أم أني على خطأ ؟ وبالنتيجة سيطالب سنة العراق بمحاكم الهية ترعاها أنفس بشرية كما تطلبين، أو ليس هم شركائكم بالعملية السياسية ؟ أو ليس لهم محاصصة معكم ؟ لهم وزارة، ولكم، لهم مقعد هنا أو هناك، ولكم؟ وبالنتيجة سنجد من يتجه لمحكمة أبي بكر، و محكمة عمر، و محكمة عثمان، ومحكمة معاوية، ومحكمة يزيد، ووو....و. يا د. مها الدوري، يا من تحملين حرف الدال أمام أسمك ولا أعرف معناه لديك، ولا دلالته، وجعلتني أكره هذا الحرف، وأشكك بحامليه، أنهم يريدون إنزال شعور لدى الناس بالتخوف منهم، وعدم اعتراضهم، وإعطائهم حجما أكبر مما يستحقونه، وأن كلامهم لا يحمل الخطأ، بل هو الصواب بعينه، وما أكثر حاملي حرف الدال هذا في العراق الجديد، ولا أدري لم لا يوجد هكذا عدد لحامليه زمن صدام، وأين كانوا، ربما خرجوا من الجحور كما اختبأ هو! أنت يا د. مها الدوري تمثلين الشعب، وأنت نائبة بالبرلمان العراقي الغير راقي، أي أنك بعد انتخابك من قبل أبناء طائفتك، وفي مدينتك، أصبحت تمثلين الشعب كله، من شماله لجنوبه، ومن شرقه لغربه، وليس منطقتك لوحدها. فمن العار بمكان أن تبقين تمثلين طائفة أو فئة بعينها، فكلماتك تقرأ وتسمع بكل مكان، حتى بالخارج، وتحركاتكم مرصودة، وأقوالكم موثقة، أ فيكون هكذا فعلكم وقولكم بعد كل ما قلت، أم أن في البرلمان مكان للصدر، وآخر للبياع، وثالث للمنصور، ورابع للبصرة، وهكذا، تبا لكم جميعا بما تفعلون. أنت حرة بما تعتقدين وتؤمنين، حتى لو لم تعبدي أي معبود، أو عبدتي الشجر والحجر والحيوان. ولكنك لست حرة بنشر ما تؤمنين به ما دمت نائبة بالبرلمان، كي تستميلي بسطاء الناس، الذين لا يجدون الدين ولا يعرفونه إلا بشخصيات بشرية ومن خلالها، رفعوها درجة تقديس عالية، تتجاوز بكثير من الأحيان درجة تقديس معبودهم أو تقاربه، حتى يشبعوا أماكن نقص في نفوسهم، تحنوا لمن يعتقدون سيمنحهم الأمان. العقل نعمة، والحكمة نعمة أكبر لمن أوتيها، ولا يعرف الحكمة إلا القلة القليل جدا.
محمد الحداد 18 . 09 . 2011
#محمد_الحداد (هاشتاغ)
الحوار المتمدن مشروع
تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم
العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم.
ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في
استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي،
انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة
في دعم هذا المشروع.
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟
رأيكم مهم للجميع
- شارك في الحوار
والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة
التعليقات من خلال
الموقع نرجو النقر
على - تعليقات الحوار
المتمدن -
|
|
|
نسخة قابلة للطباعة
|
ارسل هذا الموضوع الى صديق
|
حفظ - ورد
|
حفظ
|
بحث
|
إضافة إلى المفضلة
|
للاتصال بالكاتب-ة
عدد الموضوعات المقروءة في الموقع الى الان : 4,294,967,295
|
-
انكحوا ستة عشر امرأة
-
زحل يعتذر
-
2083 ج 6
-
2083 ج 5
-
2083 ج 4
-
2083 ج 3
-
2083 ج 2
-
2083 ج 1
-
قراءة في طبائع الاستبداد ج 12
-
قراءة في طبائع الاستبداد ج 11
-
ثقافة الجواري والعبيد
-
خطاب رئيس عربي
-
قراءة في طبائع الاستبداد ج 10
-
قراءة في طبائع الاستبداد ج 9
-
قراءة في طبائع الاستبداد ج 8
-
دعوة لخروج العراق من جامعة الدول العربية
-
قراءة في طبائع الاستبداد ج 7
-
قراءة في طبائع الاستبداد ج 6
-
قراءة في طبائع الاستبداد ج 5
-
قراءة في طبائع الاستبداد ج 4
المزيد.....
-
-ذكريات حلوة.. ومش حلوة-.. مايا دياب تأخذ متابعيها في جولة ل
...
-
مادونا وإلتون جون: -دفنا الأحقاد أخيرا- بعد عقدين من الخلاف
...
-
رأي.. بشار جرار يكتب عن قمة ترامب - نتنياهو الثانية في شهرين
...
-
كتاب -من عسل وحليب-: رحلة في لبنان للتعرف على تراث مطبخه
-
ماكرون والسيسي يصلان إلى العريش لتقديم “الدعم الإنساني” لسكا
...
-
السعودية.. القبض على 3 مواطنين و9 من جنسيات أخرى لهذا السبب
...
-
الدومينيكان: مصرع 15 شخصا على الأقل جراء سقوط سقف في ملهى لي
...
-
إيران تكشف عن مدينتها الصاروخية
-
الجنس: هل ينتهي بعد انقطاع الطمث؟
-
الفلبين: بركان كانلاون يثور مجددا ويقذف رمادا بارتفاع 4000 م
...
المزيد.....
-
فهم حضارة العالم المعاصر
/ د. لبيب سلطان
-
حَرب سِرِّيَة بَين المَلَكِيّات وَالجُمهوريّات 1/3
/ عبد الرحمان النوضة
-
سلطة غير شرعية مواجهة تحديات عصرنا-
/ نعوم تشومسكي
-
العولمة المتوحشة
/ فلاح أمين الرهيمي
-
أمريكا وأوروبا: ملامح علاقات جديدة في عالم متحوّل (النص الكا
...
/ جيلاني الهمامي
-
قراءة جديدة للتاريخ المبكر للاسلام
/ شريف عبد الرزاق
-
الفاشية الجديدة وصعود اليمين المتطرف
/ هاشم نعمة
-
كتاب: هل الربيع العربي ثورة؟
/ محمد علي مقلد
-
أحزاب اللّه - بحث في إيديولوجيات الأحزاب الشمولية
/ محمد علي مقلد
-
النص الكامل لمقابلة سيرغي لافروف مع ثلاثة مدونين أمريكان
/ زياد الزبيدي
المزيد.....
|