عبد الرحمن كاظم زيارة
الحوار المتمدن-العدد: 3490 - 2011 / 9 / 18 - 11:57
المحور:
مواضيع وابحاث سياسية
المتأسلمون يتهمون العلمانيين بالكفر ، وأعتاصت فكرة العلمانية عند العلمانيين ، فتأرجحوا بين إنكار الدين وترقيعات غير محددة في وصف صلة الدين بالسياسة ، صلة الدين بالمجتمع ، صلة الدين بالدولة .
والعلمانية مصطلح وافد ومترجم عن الفرنسية يعني " العالمانية " نسبة الى العالـَم ، أي الدنيا . فالعلمانية وفق الاصطلاح الاصل نهج يهتم بأمور المجتمع الدنيوية والتي تجد في مؤسسات الدولة وسيلة لأدارتها ، كالخدمات والتنمية والدفاع ...
وهنا ، وبغية الاختصار ، أقول :
* الدولة لايجب أن تكون دينية ، لأنها ـ كدولة ـ لايشملها التكليف الالهي . الدولة لاتصوم ولاتصلي ولاتزكي ولاتحج ، وهي بهذا المعنى علمانية ـ عالمانية ـ
* أما الفرد ، الانسان ، فلا ينبغي له أن يكون علمانيا ، إلا اذا كان ملحدا .
* الدولة بوصفها مؤسسة أجتماعية تحترم حرية الاعتقاد ، بما في ذلك الاعتقاد الديني ، وتجسد إحترامها للاعتقاد الديني من مواضع مختلفة ، في التشريعات غير المنافية لمعتقد غالبية مواطنيها ، وإقرار العطل في المناسبات الدينية .
* الدولة اذا صارت دينية ،اصبحت فورا طائفية . واذا صارت طائفية ، أصبحت فورا مؤسسة يديرها شخص وفق مبدأ الحق الالهي .
* والاهم من كل ذلك أن الاسلام دين علماني .
هل ننافس فقهاء النفاس ودفن الموتى اذا ما أدلينا بمعنى الايات الكريمة ذات الصلة ؟
نؤمن بأن ليس هناك من شخص مفوض لوحده لتفسير القران الكريم والتعبير عن معانيه السامية ، فهو مرسل لنا ، نتداوله ونفهمه دون وساطات ومعيقات اسطورية وشخصانية ..
فنقول : ان الله تعالى قال ( وأمرهم شورى بينهم ) وقال ( وشاورهم في الامر فإذا عزمت فتوكل على الله ) والخطاب يشمل النبي عليه الصلاة والسلام ، كما يشمل كل ولي أمر ، سواء كان خليفة او أميرا او ملكا او رئيس جمهورية أو أمبراطور ...
فلما كان أمر الناس شورى بينهم فهذا يعني إرتفاع التفويض الالهي في إدارة الدولة ، في إقرار السلم او شن الحرب او شق نهر او بناء جسر او تأسيس مراكز وجامعات والشروع بالتنمية وما الى ذلك من أمر الدولة ، بمعنى شؤون الناس العامة وهو ما يصطلح عليه القران بلفظة (الأمر) .. والشورى ملزمة لرئيس الدولة وهي مدخلات ومصادر اتخاذه القرار . وقد شرعت الصلة بين (الشورى) و(العزم) في دساتير الدول كلا حسب منهاجها ورؤاها السياسية او الفكرية ، وطبقا لظروف بنائها الاجتماعي وأوضاعها الجغرافية والاقتصادية . و(العزم ) هنا يعني بالتعبيرالمعاصر ( القرار) . ويدخل في ذلك أيضا ما يصطلحخ عليه بالصلاحيات الممنوحة للرئيس وطاقم السلطات التشريعية والتنفيذية .
#عبد_الرحمن_كاظم_زيارة (هاشتاغ)
الحوار المتمدن مشروع
تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم
العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم.
ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في
استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي،
انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة
في دعم هذا المشروع.
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟