فرقد علي
الحوار المتمدن-العدد: 3490 - 2011 / 9 / 18 - 09:52
المحور:
مواضيع وابحاث سياسية
ديمقراطية الكفار
أستوقفتني عدة مقالات حول الدنمارك و انها دولة الكفر الأثرى بالحقد على الاسلام و المسلمين بمحاربتها الاسلام , ومنعها – النقاب - , و عدم ترخيصها لبناء المساجد , و تشجع على الاسائه للرسول ص عبر نشرها للرسوم المسيئة ... و عدة أشاء ذكرت لا تسعفني ذاكرتي بسردها , و أهم ما استوقفني بتلك المعلومات الفذة بأن زلزال ضرب الدنمارك و بأن الرسام الذي رسم الكاريكاتورات قد احترق و مات وحيدا و قد تعفنت جثته ..... المهم و كأنني أشاهد فيلم هندي , انتهى نهاية سعيدة بنزول عذاب الرحمن عليهم و على من قطن على أرضهم أو جاورهم ....
الأمر للأسف ينطوي على اصحاب العقول الضعيفة التي لا تريد أن تبحث عن الحقيقة و المعرفة مع ان ذلك لا يكلفها ألا بضعة دقائق عبر التكنولوجيا الحديثة المسماة بالأنترنت ( و كأنها وجدت فقط لنشر الأكاذيب و الخزعبلات و الأساطير )......
و بما انني مقيم في الدنمارك منذ فترة طويلة تربو على عقدين من الزمن , و القانون الكافر الدنماركي منحني جنسية هذا البلد بحيث أتجول في انحاء العالم محترما مكرما كأنسان , القانون الكافر الدنماركي قدرني كما قدر الاخرين مسلمين كانوا ام غير ذلك بل فوق كل ذلك منحني و غيري من الأجانب المساهمة في تغيير النظام السياسي عبر صناديق الاقتراع ,,, هذا هو البلد الكافر ...
ان ما ذكرته من مقدمة لا يعني بالذات ان اتفق معهم في كل شئ بل لي حرية التعبير عما أراه او يراه غيري من اخطاء ترتكب من اي جهة كانت بدون اي تحفظات . و بما اننا هذه الايام في فترة انتخابات تشريعية برلمانية تغير من الخارطة السياسية الدنماركية اما بأتجاه اليمين المتطرف ( الديمقراطي ) أو اليسار ( الديمقراطي )... تذكرت مهزلة الديمقراطية العراقية في العراق الجديد , عند صراع من يسمون انفسهم ساسة على منصب او راتب تقاعدي برلماني ضخم بحسب دستور بريمر...
و كما قال لي أستاذي الدكتور في العلوم السياسية بأن السياسة مهنة من لا مهنة له ......
بالأمس شاهدت مقابلة تلفزيونية ظهر من خلالها مسؤول كبير في الحزب العنصري الدنماركي الذي يشهر عنه بمعاداته للأجانب و لكن بصراحة احترمته بل زاد احترامي له , عندما تجول في منطقة اغلب سكانها أجانب ... أنظر الى روح الديمقراطية عندما شدد على الأجانب التوجه الى صناديق الاقتراع للأدلاء بأصواتهم لتغيير الحال ان لم يعجبهم النظام الحاكم - الذي يشكل الحزب العنصري ركنا اساسيا من الحكومة الحالية ... بالله عليكم يدعونا لأسقاط حكومة هم فيها !! ما هذه الديمقراطية !!! هذه هي ديمقراطية الكفار !!!! ...
في الغرب عندما يتقابل المتنافسون السياسيون في مقبلة متلفزة , لا نرى من يستحقر الأخر أو يشتمه , بل الجدول الأنتخابي هو أساس الماظرات و النقاشات العلنية و هذا هو المنهاج المقدس لديهم , فالكل يتسابق لمصلحة المملكة الدنماركية على الصعيد الأقتصادي و الأجتماعي و السياسي ... أما ديمقراطية العراق الجديد تكون مقابلات القادة و أصحاب الأحزاب في الدهاليز و تحت كنف المحتل أو في سفاراته , أو الجهة الممولة لهم و بالتأكيد في قصور النظام السابق المملوكة لهم .....
يقول الكثرة من المسلمين أن كانت الديمقراطية موجودة في الدنمارك اين حرية الاديان و احترامها !؟ صحيح هذه الحرية موجودة بالفعل ...
ان ما منع هنا ليس الحجاب بل النقاب لأنه عنصر من عناصر التقاليد و الأعراف لا غير و ليس ركن من اركان الدين الاسلامي كما يحاول نشره السلفيين , ناهيك عن مظاهراتهم هذه الأيام التي تدعوا الى عدم المشاركة في الانتخابات لأنه احد عناصر الكفر , مع العلم انهم يقطنون هنا في الدنمارك و يستجدون المساعدات من الجهات الاجتماعية , لأنهم و ببساطة لا يملكون اي شهادة علمية أو خبرة عملية في مجال العمل بسبب مظهرهم البشع من ملابس قصيره يقولون بأنها سنة رسول الله !!! و كذلك لحاهم التي تصل في بعض الأحيان الى نصف كروشهم , ناهيك عن الرائحة النتة التي لا تعرف من اي مكان بالضبط من أجسادهم ... و بسبب تصرفاتهم الرعنة خلقوا هواجس الخوف من الأجانب المقيمين في الدنمارك ... هذه هي ديمقراطية البلدان الكافرة !!! يحترموننا و نبادلهم عكس ذلك .
الجميل ما في الديمقراطية في اوربا تشاهد الوزير أو رئيس الوزراء يخرج من دائرته عند انتهاء خدمته بكل احترام و النظام مستمر , الشرطة تمارس مهامها , الجيش كذلك , كأن شئ لم يحصل ... و لكن في العراق الجديد , يخرج الوزير أو رئيس الوزراء من دائرته يحمل معه حتى جهاز الحاسوب التابع للدائرة هذه ديمقراطيتهم .... الديمقراطية الجديدة ...
عندما ينتخب الرئيس الألماني لا يستطيع ان يسكن بالقرب من مكان عمله بسبب أنتظار حصول طفله على مكان في روضه قريبة في تلك المدينة فيضطر الى القيادة يوميا مسافات طويلة , لماذا لأنه مواطن قبل أن يكون مسؤولا , أما عندنا في العراق الجديد , المسؤول يحرق الاخضر و اليابس لكي يكون ابنه هو المالك لجميع روضات و حضانات و مدارس العاصمة ... في ديمقراطية البلدان الكافرة يساعدون أبنائنا عبر تخصيص أماكن للمساعدة (حتى في الكنائس ) في أنجاز المسائل و الواجبات المدرسية عبر تخصيص أساتذه عدة , من غير ان يطلبوا اي مقابل معنوي أو مادي ... في ديمقراطية العراق الجديد , المساجد احتلت من قبل الأحزاب لينجزوا فيها اجندات سياسية أو غسل أدمغة ليجعلوا البشر همج رعاع ينعقون مع كل ناعق ... في ديمقراطية البلدان الكافرة يغرّم أبن الملكة هنا في الدنمارك قبل مدة لأنه تجاوز السرعة القانونية داخل المدينة !!! في ديمقراطية العراق الجديد جار المسؤول يحرق الأخضر و يمشي بأقصى سرعة داخل و خارج المدينة ...
في هذه البلدان الكافرة لا يتعلم البعض من الأجانب على لغة البلد , ليتعلموا و يدرسوا أفكارهم و يناقشوهم وووو .... بل على العكس الأوربيون يتعلمون لغتنا و تاريخنا و ديننا ليناقشونا في كل صغيرة و كبيرة
...
عندما تتغني البلدان بالديموقراطية و البناء و التعمير , يجب عليها بداية بناء الأنسان و تعمير أفكاره لكي لا يكون حاله كحال اي نعجة تساق الى المرعى و من ثم الى مسلخها .... و عندها يبدأ العمران الحقيقي
الديمقراطية ليس كلمة تقال أو مشروعا يقام , بل هي أسمى و أقدس ما في الوجود لأنها ترفع الانسان الى العلى , و تعيد لكل من فقد انسانيته الى الطريق الصحيح
و في النهاية لا يصح الا الصحيح
و لكم مني أجمل التحايا
فرقد علي
#فرقد_علي (هاشتاغ)
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟