أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - تاج موسى آل غدير - الإرهاب إلى أين ؟















المزيد.....


الإرهاب إلى أين ؟


تاج موسى آل غدير

الحوار المتمدن-العدد: 3489 - 2011 / 9 / 17 - 20:48
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    


الارهاب : في لغتنا العربية وبقدر فهمنا, اشتقت هذه الكلمة من الرهبة ( التخويف ) وفي المعنى السياسي نفهم الارهاب باعتباره عمل عدواني يستخدم العنف والقوة ضد المدنيين ويعمل على اضعاف الروح المعنوية لديهم عن طريق ارهابهم وتخويفهم بشتى الوسائل العنفية .
ويتخذ الارهاب عادة ساحات بعيدة عن ميادين المعركة المسلحة التي يُشرع بها استخدام العنف, وبشكل عام يعرّف الارهابي بانه كل من يعمل على بث الخوف والهلع والرهبة في قلوب الامنين وللحقيقة لابد من الاشارة الى انه ولحد الان لم تتم صياغة قانونية واضحة لمصطلح ومفهوم الارهاب بطريقة تمنع اللبس والتفسيرات المختلفة والكثيرة لهذه الظاهرة, رغم الجهود التي يبذلها مئات من الكتاب والمفكرين والمحللين السياسين ورجال القانون في التصدي لتحليل ظاهرة الارهاب وتناول الاسباب التي انتجتها والتي تعيد انتاجها باستمرار, ورغم نضج الكثير من هذه التحليلات الا انها لم تتفق بمعضمها على تعريف محدد وواضح وعلى سبيل المثال, يشير الكاتب والمحلل السياسي اللبناني قاسم محمد عثمان, ان تاريخ الارهاب يعود الى ثقافة الانسان بحب السيطرة وزجر الناس وتخويفهم بغية الوصول الى مبتغاه بشكل يتعارض مع المفاهيم الاجتماعية الثابتة, ويضيف الكاتب نفسه الى تعريف الارهاب بمعناه المعاصر بانه عنف متعمدتقوم به جماعات غير حكومية او عملاء سريّون بدافع سياسي ضد اهداف غير مقاتلة ( مدنية ) للتأثير على الجمهور. ويبدو لنا تحليل السيد عثمان منسجما مع ما نشهده من اعمال الارهاب في الوقت الحاضر, وفي تاريخنا العربي الاسلامي لاحظنا وجود حركة الخوارج التي يمكن اعتبارها اول منظمة ارهابية اتخذت من اعمال الارهاب وسيلة لتحقيق اهدافها وكان اغتيال الامام علي ( ع ) احد ابرز اعمالها, ثم استمرت اعمال الارهاب متخذة لها اشكالا واسماءً متعددة , فمرة تمارسها السلطة الحاكمة ضد مواطنيها او ضد امم اخرى ومرة تمارس من قبل جماعات يوصلها اجتهادها المنحرف لممارسة القتل والارهاب. وفي التاريخ القريب في فرنسا مثلا وفي الفترة الممتدة من عام 1789 الى 1799 يصف المؤرخون هذه الفترة بانها فترة رعب رافقت الثورة الفرنسية حيث عم الهلع والخوف واعمال اللارهاب في جميع اوساط الشعب الفرنسي وامتد ايضا الى مناطق اخرى في اوربا.
ولا نريد ان نسترسل في تناول الاعمال الارهابية التي حدثت في التاريخ فهي كثيرة ومتنوعة ومقززة في معضمها ولكنها بمجملها حدثت لاسباب عنصرية – دينية – اقتصادية و تسلطية ,
وننتقل الى العقدين الماضيين لنستعرض ابرز ما وقع فيهما من احداث وصفت بكونها اعمال ارهابية بامتياز وهي:
- حادث نشر غاز السارين في نفق قطارات اليابان – حادث تفجير طائرة البان ام فوق سماء لوكربي الاسكتلندية – تفجير المبنى الفيدرالي في ولاية اوكلاهوما الامريكية – مذابح ضد المدنيين في صبرا وشاتيلا وبلدة قانا – تفجيرات الرياض والخُبر عام 1995 – تفجير سفارات الولايات المتحدة في نيروبي ودار السلام – احداث 11-سبتمبر التي خلفت نحو ثلاثة الاف قتيل وكبدت العالم باسره خسائر تقدر بمئات المليارات – عمليات الارهاب في جنوب شرق اسيا ( جماعة ابو سياف ) – عمليات الارهاب في روسيا – عمليات الارهاب ضد مقرات الامم المتحدة – عملية الارهاب التي استهدفت ضريح الامام علي ( ع ) – وعمليات نسف المرقدين المقدسين في سامراء – عمليات ارهاب كثيرة استهدفت الزوار المسلمين للمراقد المقدسة في العراق – عمليات الارهاب التي استهدفت كنيسة سيدة النجاة في بغداد وتفجير كنيسة القديسين في مصر ليلة رأس السنة عام 2011 .



العراق والارهاب:
حصل العراق على الحصة الاكبر من عمليات الارهاب فقد حصدت العمليات الارهابية التي نفذت بواسطة السيارات المفخخة والعبوات الناسفة والانتحاريين بأحزمة ناسفة وعمليات قتل المسافرين والاغتيالات بالعبوات اللاسقة وكواتم الصوت, مئات الالوف من ارواح العراقيين إذ تجاوز عدد العمليات الارهابية اكثر من اربعين الفا , ولم يخلو يوما واحدا من وجود عملية ارهابية هنا او هناك بالاضافة الى العمليات النوعية التي استهدفت مقرات وزارات ومباني حكومية في بغداد والمحافظات وخلال ايام الاسبوع الماضي شهدنا عمليتين ارهابيتين نوعيتين كانت الاولى قتل ثمانية من العسكريين في مدينة حديثة وحرق جثثهم والثانية قتل زوار مدنيين في منطقة النخيب ثم تفجير الحلة وعملية تفجير في الحبانية. هذا بالاضافة للخسائر المادية والتي قدرت بعشرات المليارات من الدولارات وشل عمليات التنمية وهروب راس المال الوطني الى بلدان اخرى بالاضافة الى انتشار ظاهرة البطالة وحالات الفقر المدقع مع تجاوز عدد الايتام الاربعة ملايين يتيم بالاضافة الى اكثر من مليوني ارملة وعدة ملايين من المهاجرين والمهجرين.

الامم المتحدة والارهاب :
لقد ادرجت الامم المتحدة موضوع الارهاب على جدول اعمالها منذ عقود حيث وضعت ( 13 ) اتفاقية دولية في اطار نظام الامم المتحدة المتعلق بانشطة ارهابية محددة , ودأبت الدول الاعضاء من خلال الجمعية العامة على زيادة تنسيق جهودها في مجال مكافحة الارهاب ومواصلة اعمالها المتعلقة بوضع قواعد قانونية , وكان مجلس الامن الدولي نشطا ايضا في مكافحة الارهاب من خلال اصدار قرارات وانشاء هيئات فرعية عديدة معنية بالارهاب ومكافحته وفي الوقت نفسه شارك عدد من برامج منظومة الامم المتحدة ومكاتبها ووكالاتها في تدابير تطبيقية مضادة للارهاب توفر مزيدا من المساعدات للدول الاعضاء في جهودها ففي 8- ايلول-2006 وضعت ستراتيجية عالمية لمكافحة الارهاب واطلقت رسميا في 19-ايلول-2006 للمرة الاولى والتي تتفق فيها بلدان العالم على التصدي للاوضاع التي تفضي الى انتشار الارهاب , ومنع الارهاب ومكافحته واتخاذ تدابير لبناء قدرة الدول على مكافحته وكفالة حقوق الانسان في سياق التصدي للارهاب, كذلك اعتبرت الامم المتحدة الاستهداف المتعمد للسكان يمثل جريمة ارهابية. وقد اكدت الامم المتحدة هذا الاتفاق في عامي 2008 و 2010 .
لكن الامم المتحدة وامينها العام لم تقم لحد هذا التاريخ باصدار اية ادبيات واضحة تشخص من خلالها الاوضاع والظروف التي تفضي او تساعد على انتشار الارهاب ولم نلمس وجود اية اليات من شأنها القضاء على البيئات التي تنتج الارهاب وتنشره كذلك لم يتم تشخيص ومعرفة التمويل المالي الهائل الذي يحصل عليه الارهاب.
وفي الاعلام الغربي عموما نجد الكثير من الاقلام التي تربط بين الارهاب والمسلمين اذ ان بعضهم يعتقد ان الاسلام فيه ما يشير الى العدونية وعدم احترام الرأي الاخر وانة يشجع على الارهاب لكن بعضا اخر من الغربيين المنصفين لجئوا الى قراءة القران الكريم والبحث فيه وادهشتهم سماحة القران وشموليته وتحريمه لايذاء الانسان لنفسه وللناس وحرية الاختيار ودعوته لكل قيم الخير والسلام بين بني البشر.
ففي استطلاع للرأي اجرته جامعة ( كينيبياك ) في نيويورك على عينة مكونة من ( 1497 ) ناخبا في شهر آب - 2011 كانت خلاصته تشير الى انه 54% من ناخبي نيويورك يعتبرون الاسلام ديانة مسالمة , اما الاخرين فقد برأوا الاسلام من الارهاب لكنهم اعترضوا على بناء مسجد في مكان قريب من برجي التجارة لما يثيره ذلك من حساسية, معتبرين ان الارهاب لم يستثني المسلمون في العراق وبلدان اخرى, وفي الختام لابد من الاشارة الى ان تضحيات العراقيين في مواجهة الارهاب وعلى مدى السنوات الماضية قد برأت الاسلام واخرجته من دائرة الاتهام بالارهاب التي السقها به اسامة بن لادن ومدرسته الارهابية .
وهنا فإن من المفيد والضروري ان نقول لاخواننا في الوطن اللذين يضعون العراقيل تلو العراقيل ويشنون حملاتهم الاعلامية لافشال الحكومة مستخدمين حججا كثيرة ومتنوعة منها المعقول اللذي يأتي في اطار النقد ومنها المفبرك الغامض وغير المعقول والمشكك. اننا نلاحظ على هؤلاء الاخوة سعيهم الدائم في تشويه سمعة واداء قواتنا المسلحة وتشكيكهم المستمر في دوافعها وهي تتصدى للارهابيين وتبذل الدماء من اجل ذلك. كما نلاحظ على اخواننا دفاعهم المستميت عن المعتقلين من الارهابيين وسعيهم المتواصل لاصدار عفوا عاما عنهم, في حين كان يجب تعاون وتضافر جهود الجميع وكل من موقعه لتطويق الارهاب وكشف مموليه وقلع جذوره من اوساط المجتمع العراقي اللذي مازال ينزف الدماء والدموع , واخيرا نقول لاخوتنا أي جحيم هذا اللي اخترتموه لنا ولانفسكم . وقديما قال الامام الشافعي رحمه الله :
ونُعيب الزمان والعيب فينا ........ وما لزماننا عيب سوانا



#تاج_موسى_آل_غدير (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- مَن يوقف .. الفساد ؟
- لماذا نبيع فضاءاتنا ؟
- الفرار إلى .. جهنم - قصة ألفها القذافي
- شكرا .. وزارة الزراعة
- العراق والكويت .. نحو حل عادل ودائم
- تعددت الأسباب والغلاء واحد
- القضية الكردية .. شئ ما على الطريق !!
- ميناء مبارك الكبير – تساؤلات مشروعة
- ثورات الربيع العربي
- انتضفاضة مصر والدور الامريكي المطلوب
- رياح التغيير .. هل بدأت ؟
- العراق والكويت: خطوات لابد منها
- القمة العربية القادمة .. أمنيات قد تتحقق !
- المرأة في البرلمان العراقي .. تمثل مَن ؟
- المجلس الوطني للسياسات الاستراتيجية .. ضرورة أم صفقة ؟
- معالجة البطالة .. أو الحلول المستعصية
- القضية والقضاء في محكمة ام درمان
- إعدام دجلة والفرات .. عدوانية بلا حدود
- -ويكليكس - من غسان تويني الى جوليان أسانج مع التحيات
- مسيحيوا العراق .. ليسوا جالية


المزيد.....




- فيديو يُظهر اللحظات الأولى بعد اقتحام رجل بسيارته مركزا تجار ...
- دبي.. علاقة رومانسية لسائح مراهق مع فتاة قاصر تنتهي بحكم سجن ...
- لماذا فكرت بريطانيا في قطع النيل عن مصر؟
- لارا ترامب تسحب ترشحها لعضوية مجلس الشيوخ عن ولاية فلوريدا
- قضية الإغلاق الحكومي كشفت الانقسام الحاد بين الديمقراطيين وا ...
- التمويل الغربي لأوكرانيا بلغ 238.5 مليار دولار خلال ثلاث سنو ...
- Vivo تروّج لهاتف بأفضل الكاميرات والتقنيات
- اكتشاف كائنات حية -مجنونة- في أفواه وأمعاء البشر!
- طراد أمريكي يسقط مقاتلة أمريكية عن طريق الخطأ فوق البحر الأح ...
- إيلون ماسك بعد توزيره.. مهمة مستحيلة وشبهة -تضارب مصالح-


المزيد.....

- لبنان: أزمة غذاء في ظل الحرب والاستغلال الرأسمالي / غسان مكارم
- إرادة الشعوب ستسقط مشروع الشرق الأوسط الجديد الصهيو- أمريكي- ... / محمد حسن خليل
- المجلد العشرون - دراسات ومقالات- منشورة بين عامي 2023 و 2024 / غازي الصوراني
- المجلد الثامن عشر - دراسات ومقالات - منشورة عام 2021 / غازي الصوراني
- المجلد السابع عشر - دراسات ومقالات- منشورة عام 2020 / غازي الصوراني
- المجلد السادس عشر " دراسات ومقالات" منشورة بين عامي 2015 و ... / غازي الصوراني
- دراسات ومقالات في الفكر والسياسة والاقتصاد والمجتمع - المجلد ... / غازي الصوراني
- تداخل الاجناس الأدبية في رواية قهوة سادة للكاتب السيد حافظ / غنية ولهي- - - سمية حملاوي
- دراسة تحليلية نقدية لأزمة منظمة التحرير الفلسطينية / سعيد الوجاني
- ، كتاب مذكرات السيد حافظ بين عبقرية الإبداع وتهميش الواقع ال ... / ياسر جابر الجمَّال


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - تاج موسى آل غدير - الإرهاب إلى أين ؟