هادي حسين الموسوي
الحوار المتمدن-العدد: 3488 - 2011 / 9 / 16 - 20:49
المحور:
الادب والفن
تراقص الخوف بصدر رجيحة ... لأن ساعة زفتها الى بيت عريسها حانت ... تنظر الى النسوة المحتفلات بالزفة وهن يصفقن ويهلهلن ... ويغرق فكرها بالمصيبة التي حلت عليها وتهون كل المصائب ازاءها ....من تلك المصائب.: انها لا تعرف العريس ... ولم تره من قبل ... انها ستفارق اهلها بـ (الكسرة ) وتسكن بـ (السفينة بالاعظمية ).... سوف لن ترى فالح ولن يكون بعد ذلك لها الحق في ان تحلم به... وستحرم من الحمام الساخن في بيتها .... وستفارق فراشها الحبيب الذي كانت احلامها الدافئه تنبعث منه...
ان خوفها الحاليو الكبير هو من ركوب ( الربل ... العربانه ذات الحصانين) حيث ستزف الى عريسها رغم توفر السيارات ... ماذا لو فكر ( الحصونة ) بالتمرد والعصيان ... انهم حيوانات ( مو اوادم ) ارتجف قلبها وترائت لها ثورة الخيل .. وانقلاب الربل بمن فيه ...
صرخت رجيحة بصوت اسكت اصوات المحتفلات : يمه ما اريد اعرس .. دخيلك يوم ... انتي اذا تحبيني عوفيني بيتكم ... اصير الكم خدامة...
قالت الام : اسم الله يوم اشبيج ؟؟ شنو صار ... ليش وجهك اصفر الروح الج فدوة... الرحمن يمه على قلبج
قالت رجيحة بتضرع : يوم ما اريد انزف .ما اريد اعرس ..ما اريد اصعد بالربل ... اخاف من الحصونة ... جيبوا العريس هنا ...
ضحكت الام وقالت : الحمد لله عبالي انتي متريدين العريس هذا ...
قالت رجيحة والله اني ما اريده بس اخاف منكم وقبلت ... لكن لا تجبريني على الربل ...
انتبهت العروس على توافد النساء نحوها وغطت الهلاهل ارجاء البيت ..ايقنت ان ساعة الشؤم قد دنت
شعرت رجيحة بالغثيان بعد ان سمعت واحدة من المحتفلات تعلن وصول الربلات للزفة ... تمايلت العروس وتهاوت وسط النسوة .. وتملكت الجميع الرهبة والدهشة لسقوط العروسة بينهم ... فيما تولت الام المنكوبة الصراخ وطلبت منهم ان يصرفوا اهل الربلات ... لان ابنتها تخاف من ركوبها.....
(حدث هذا العرس في سنة 1957م)
#هادي_حسين_الموسوي (هاشتاغ)
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟