أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الادب والفن - سامي العامري - شرقٌ وغرب أو شرب وغرق !














المزيد.....

شرقٌ وغرب أو شرب وغرق !


سامي العامري

الحوار المتمدن-العدد: 3488 - 2011 / 9 / 16 - 10:31
المحور: الادب والفن
    


مدخل
----

من قصيدة ما زالت تتوالد في الوعي والروح :


كاللحنِ في شفة الدنيا يجفُّ فلا
يُجدي استماعٌ , وجودٌ صامتٌ أزَلا

هذا الوجودُ على يُمناهُ ليْ أملٌ
وفي الشمال قنوطٌ كذَّبَ الأمَلا

مَن ذا يعزّي المدى إنْ لاحَ معتقَلاً
في قمقمٍ , وهواءً أدمنَ الشَّلَلا !؟
***


رصيف
----

ظلت علاقتي بالرصيف دائماً علاقة تكاملية فأنا أُثريهِ بخطاي وهذياناتي وهو يكللني بهالة من الهوام والبَقّ , وفي كل مرة أجيبه مازحاً :
مَهما فعلتَ معي فلن أتحوّل إلى عمود , لن أقف , لن أضيء !
فيعلِّق : ومع ذلك أبقى أعشق خطاك الوئيدة بل حتى أحجاري ذابت وراحت تسيح فكل الشارع رصيف !
***

شربَ وغرق
----
جنون , فما الذي يدفعه للتعبير بهذه الطريقة ؟ لم يهتم بالإجابة , أخذَ يرسمُ في كراسته أشكالاً تمثِّلُ غرانيقَ الكرخ مزنَّرين
وروّادَ حانات الرصافة منسجمين يمزمزون صوتَ أم كلثوم وهُم بين نائح وطائح !
وراح يرتل :

أنتِ حلمي
أوليسَ الحلمُ مِن طبع السُّلافهْ ؟
أنا كرخيُّ الهوى
ثَمِلٌ حَدّ الرصافهْ !
***


تجدُّد
----

قال ميخائيل نعيمة :
درستُ القانون لأعرف كيف تُغزل الخيوطُ التي منها تحاك أكفان الحق والعدل .
وأنا أقول له : كنتَ نبيلاً في مسعاك ولكن الحقّ شجرةُ الكينونة التي ليس بوسع الطارئين اقتلاعُها غير أنها قد تجنح للسبات من أجل التجدد .
***


مباسطة
----

قال شاعر لشاعر آخر : أعرفُ الكثير عن شِعرك وعنك وعنهم !
لذا فأنا بكبريائك أهتدي وإن بقاءك مبدعاً لهو إدانة مستمرة للنقد الشعري المعاصر .
فردَّ عليه صاحبه : لم أكتبْ لهؤلاء كي أفرح أو أحزن
فالشعر يا صديقي محبةٌ قصوى فدعك منهم
وهلمَّ لتقرأَ لي وللنبع والصيف آخرَ ما كتبتَ فإننا نتحرَّق لهفةً
قال له : شكراً وسأفعل هذا بسرور ولكن قل لي أولاً ما هو تعريفك للناقد ؟
فأجاب :
لن يصبح ناقد الشعر والأدب ناقداً حقيقياً ومؤثراً ما لم يمتلك قبل هذا رؤية نقدية شاملة للحياة نفسها .
فردَّ عليه : جميل ولعلَّك قلتَ هذا وقد مر أمام عينيك شريطٌ من الأسماء النقدية التي لا تفرِّق بين الشِّعرية والشَّعرية !
***


نوتة
----

شاعرٌ جاهلي شرعَ بتعليم ابنه نظمَ الشعر فبدأ بالبحر الطويل فقال لابنه ردِّدْ معي :
نعم لا , نعم لالا ... نعم لا , نعم لالا
نعم لا , نعم لالا ... نعم لا , نعم لالا
من العبث حصرُ المعرفة بنظم وتقنيات متجاهلين السليقة , السليقة أصل المعارف .
***


الجينية
----

يحبطني التكرار حد الإشمئزاز وأعرف أن الروتين أو العادة هي ما يسلب المرءَ دهشتَه الأعماقية ويجعله تماماً كأي جهاز يعمل عليه , لذا فاليوم مساءً وبعد أن سرتُ في غير الشوارع التي اعتدتُ أن أقطعها وأنا في طريقي إلى مركز المدينة , وبعد قليل من التردد دخلتُ معبداً هندياً !
هذا المعبد الصغير يقع على أحد أطرف المدينة ويمارسون فيه تأملاتٍ جينية والجينية ديانة قديمة يؤمن أتباعها بالتناسخ وبأن الخلاص لا يكون إلا بتعذيب النفس وهذه الديانة تمتنع عن العنف والقتل حتى أن الفرد منهم لا يسير على الأرض إلا باحتراز شديد خوفاً من أن يسحق حشرة , جلستُ أشرب شاياً مقدساً وأستمع لأحد رهبانهم بزِيِّه الأحمر الفاقع وحين قفلتُ راجعاً فكرتُ ببيتين للمعري :

تسريحُ كفِّكَ برغوثاً ظفرتَ به
أحقُّ من دِرهَمٍ توليهِ محتاجا
كلاهما يتوقّى والحياةُ له
حبيبةٌ ويروم العيشَ مهتاجا
***

-----------------
آب - 2011
برلين



#سامي_العامري (هاشتاغ)      



الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- كمائن أنيقة
- طائرٌ من جنون المسافة
- حلقاتٌ كاللحن تتوالد وتتباعد
- مغفورةٌ حسناتي !
- قصيدة الريح
- إغفاءة على أكفِّ العُشب
- قصيدة بثلاث لغات
- نبضٌ وراء قلبَينا !
- صدور الطبعة الثانية من ديوان : السكسفون المُجَنَّح
- سمعتُ قطوفك
- لوائح الحُب
- وقت من ياقوت
- عُبابُ السراب
- ذهبيات
- شبابيك
- لقمةُ ضوء !
- من الناعور , من سوار النهر
- نسيان مواجد من المولد - قصص قصيرة
- أجري ولا أدري
- فراشاتٌ حافية


المزيد.....




- ختام الجولة الثانية من مسابقة -مثايل- 2025 بتأهل الشاعر حمد ...
- الطاهر بن جلون يعرض رسوماته في متحف محمد السادس بالرباط
- مهرجان كان السينمائي: الإعلان عن برنامج الدورة الـ 78
- شاهد.. مواجهة مع الشرطة وضح النهار في لوس أنجلوس أدت إلى إصا ...
- فتح باب الترشح لجائزة الملك عبد الله الثاني للإبداع في دورته ...
- أحمد داود وأحمد داش بفيلم -إذما-.. إليكم ما نعرفه عن الرواية ...
- رحيل الممثل والمخرج الأمريكي الشهير ميل نوفاك
- -كانت واحة خضراء-.. كشف أثري عن واقع السعودية قبل 8 ملايين س ...
- الدهاء الأنثوي يحرك الدراما السورية.. حيل ومكائد تؤجج الحكاي ...
- ياسمين عبدالعزيز تعود للسينما بفيلم -زوجة رجل مش مهم- مع أكر ...


المزيد.....

- أوراق عائلة عراقية / عقيل الخضري
- إعدام عبد الله عاشور / عقيل الخضري
- عشاء حمص الأخير / د. خالد زغريت
- أحلام تانيا / ترجمة إحسان الملائكة
- تحت الركام / الشهبي أحمد
- رواية: -النباتية-. لهان كانغ - الفصل الأول - ت: من اليابانية ... / أكد الجبوري
- نحبّكِ يا نعيمة: (شهادات إنسانيّة وإبداعيّة بأقلام مَنْ عاصر ... / د. سناء الشعلان
- أدركها النسيان / سناء شعلان
- مختارات من الشعر العربي المعاصر كتاب كامل / كاظم حسن سعيد
- نظرات نقدية في تجربة السيد حافظ الإبداعية 111 / مصطفى رمضاني


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الادب والفن - سامي العامري - شرقٌ وغرب أو شرب وغرق !