أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الادب والفن - ريتا عودة - أميرةُ حكاياتِهِ - قصة قصيرة














المزيد.....

أميرةُ حكاياتِهِ - قصة قصيرة


ريتا عودة

الحوار المتمدن-العدد: 1038 - 2004 / 12 / 5 - 08:55
المحور: الادب والفن
    


شفتان تتمددّان وتتقلصان لتنحسرا عن أسنان صفراء .
قلبي يتأرجحُ يُمنةَ ويُسرَى مع عبث يدها بجمر الموقد.
تلتقط انفاسها لتتمتم :
_ هذا هو ..أترينه ؟
اقتربُ منها بتوجس . يكادُ رأسي يصطدم برأسها . ينتابني
دوار وكأنّ قبائلَ تقرعُ على طبول الظنون داخل رأسي.
_ ترين هذي النخلة ؟ إنّها هي ...
يُدركني حزن ..يتصاعد بتثاقل داخل خلايا هواجسي كالبخور المتصاعد من الموقد الجاثم بيني وبينها ككفن لأحلامي.
زمّت شفتيها. تصاعدت رائحة عفونة من فمها وهي تردّد :
_نافذتُهُ مغلقة من جهتك ومفتوحة من جهتها ..
بسرعة .. نقبّتُ عن شظيّة المرآة داخل حقيبتي . نظرتُ وجهي على صفحتها الضبابيّة .. كان وجهي ممتقعا برعب .
دسستُها بحنق في قعر الحقيبة .
مدّتْ العجوز يدها نحو حقيبتي بتلهف ..
تناولتُ رزمة نقود وأودعتها يدها .
عادتْ تنعقُ ..
لم أعد أرى منها سوى شفتين تتحركان كقطار داخل كهف رعب.
حقا.. لا شئ حقيقي سوى ما هو مرعب ...!!
أحقا خان الوعود والعهود؟؟؟
أما كنتُ سنونوته , ولؤلؤة بحره , وأميرة حكايته؟
هل يعقل أنّ ينقلب الحلم الشهيّ إلى كابوس مرعب...؟؟؟
ويح قلبي ..ما أقسى الطعنة !!!!
اللعنة على الذكريات .. كلها . كانت ريااااااء ... رياء ..
ما كنتُ أنا يوما آسرة قلبه .. ما كنتُ ندى أزهاره .. ما كنتُ أنا الأنثى ولا أنثى سواي في مملكته!
أواااااه كيف أحتمل نزوح قبائل الحزن إلى قارة أفكاري!!!
وكل كلماته التي ظننتها حبات خرز ..وعلقتها على جيدي كالعقد .. أتباهى بتفرّدها .. ما كانت سوى نفاق !!
أواااااااااااااه أيها القلب المُثقل ..ابكِ ..اصرخ .. تمرّد ...

***

انتفضتُ على يد تهزني من كتفي .
تسلل تيارٌ بارد من النافذة المفتوحة على الجبل الأجرد . رحلت نظراتي إلى الحديقة ..
لم أر سوى أوراق شجرة تين صفراء مبعثرة فوق أرض الشك .
_ ما بكِ ..
• لا شئ .
- فهمتِ كل شئ.....؟؟؟
• أي شئ ...؟؟؟
_ بالله عليكِ ..اين أنتِ استيقظي لحظة من أوهامك لننهي الحكاية .
اختزلتُ حزني :
• كلّي آذان صاغية.
- حسنا .. خذي هذا الفنجان ... اصنعي له قهوة
مُرّة واسكبيها هنا . ستذوب النخلة في القهوة وحينَ يرتشفها .. يَبْطل تأثير الأخرى على قلبه ..فهمتِ ..!؟

***

انتظِر ُعودته بتحرّق.
(الانتظارُ صخبٌ مبعثه القلق )
.. هكذا كتبَ رولان بارت وهكذا أشعر الآن.
قلبي نحلة نزقة تقفز على أغصان الانتقام.
يخبّط فوق الباب .
آآآآآآآآآآآه لو يدري أني أدري ...!!
أفتح ُالباب .
أراه .
كلّ المعادلات مستحيلة هذه اللحظة.
ما عدتُ أراه سوى شبح مرعب لرجل لم أعد أشتهي حبّه عن ظهر قلب..!
رغم أنف النزف المشلول أتمالك ثورتي.
تحاصرني عيناه . أفرّ من بريقهما . .يطبع قبلة على جبيني.
آآآآآآآآآه كيف استطاع أن يُسلمني لصليب العذاب .. يبيعني ..
يسقيني الخلّ ويلدغني في صدري دونما رحمة.. !
جراحي المفتوحه على مصراعيّ الألم تصرخ في وجهه .
تلتفُ يداهُ حول عنقي ............. أشعر ببرودة .
يا له من ماكر ..! أيشتري خنوعي بعقد من اللؤلؤ.. ؟؟؟
_ كلّ فالنتين وأنتِ عيدي.
يغرّد , فأصمّ آذاني عن نغمة الحنين في همسه .
_ كلّ عمر وأنت الأميرة.
يُرّنم , فأغلق إحدى نوافذ القلب دون أمواجه .
_ كلّ ربيع وأنتِ سنونوتي .
يهذي , فأقع في أحضان اليأس ...
ما بي .. شرعتُ أتأرجح على حبال الشّك واليقين :
يُحبّني ..لا يُحبّني .. يُحبّني... !
_ يا غالية ..؟! ما بكِ .. وجهك كورقة خريف .. قلبك محنّط كتمثال كليوبترا .
أخبريني الحقيقة ..هيّا ..هيّا ..هل أسأتُ لكِ من حيثُ لا أدري ..؟
قررتُ أن أبثه همّي:
_ هي
• من؟
- النخلة
* أي نخلة ؟
- حبيبتك
* أيّ حبيبة!
ألن ننتهي من هذا الموّال ؟ متى ..متى تُصدقين أنّك أنتِ ولا سواك...؟ لا شمس في كوني سواك .
إعقلي يا مجنونة.. أنتِ خياليّة جدا .بل أنتِ مجنونة فعلا .....
لستُ بطلا في قصصك تحبكين له الحكايا وتخلعين عليه كل يوم ثوبا آخر.
أنا حبيبُكِ. فارسك .. نورس روحك .
استيقظي يا غالية قبل أن نصطدم بجدار لا رجعة بعده . أنا لم أعُد أقدر على الصمود أمام اتهاماتك المتكررة .
أنتِ تطعنين حبّناكلّ يوم مع سبق الاصرار والترصّد.

هزمني ذبول صوته . انتفضت عصافيرٌ صغيرة كثيرة داخل قضبان قلبي و صرختْ من قحف رأسي:
(مجنونة ..مجنونة .. مجنونة... !!!! هو يحبّك . لا تهدمي ملكوتك بيديك ! كوني عاقلة.
تلك الشمطاء استنزفت أموالك وهي التي سحبت البساط الورديّ من تحت أقدامك لا هو .
اطردي شبحها قبل أن يمرّ بك القطار فتندمين من حيث لا يُجدي ندم .)

***

أجاهد لأتخلص من رحم الشرنقة . أغسل عنّي ما علِقَ بي من دَبَق الظنون .
أتحرر , فراشة ربيع بيضاء . أرفرف حوله .. أقف على كتفه ..أقبّل جبينه . لو يدري كم أحبّه !
هو نور القلب ..فهل أحيا مكفوفة مدى الحلم بسبب عجوزعاهرة .....؟؟؟
تسبقني خطواتي إلى المطبخ . أنتشلُ فنجان القهوة عن المنضدة. أحدّق في النخلة ,
أتجه صوب جذرها بخنصر يدي اليمنى , و....
أمحوها بجرّة بصمة.

***

ثمة تمتمات خافتة على الهاتف.
أنصِتُ بوجل.
تذوبُ كلماتهُ كالشمع وهو بدلالٍ مدروس ٍ يهمس :
" لا أحد سواكِ يا مجنونة...!"


19-1-2004



#ريتا_عودة (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- محكومون بالأمل - قصة قصيرة
- خمس ُ لوحات ٍ لجنون ِ لحظة
- أحبـــُّكَ إلى ما بعد الحــُلم
- الحَكايا العَشْر
- السنونوّة العاشقة - قصة قصيرة
- شـر..طة * ومضة وجعيّة
- -أنا هي..!-
- أبعد من أن تطالني يد
- الحلـم الأخيــر * قصة قصيرة *
- وقد لا يأتي ..؟!
- أشْعِلُ قنديلا وأمضِي


المزيد.....




- صور| بيت المدى ومعهد غوتا يقيمان جلسة فن المصغرات للفنان طلا ...
- -القلم أقوى من المدافع-.. رسالة ناشرين لبنانيين من معرض كتاب ...
- ما الذي كشف عنه التشريح الأولي لجثة ليام باين؟
- زيمبابوي.. قصة روائيي الواتساب وقرائهم الكثر
- مصر.. عرض قطع أثرية تعود لـ700 ألف سنة بالمتحف الكبير (صور) ...
- إعلان الفائزين بجائزة كتارا للرواية العربية في دورتها العاشر ...
- روسيا.. العثور على آثار كنائس كاثوليكية في القرم تعود إلى ال ...
- زيمبابوي.. قصة روائيي الواتساب وقرائهم الكثر
- -الأخ-.. يدخل الممثل المغربي يونس بواب عالم الإخراج السينمائ ...
- عودة كاميرون دياز إلى السينما بعد 11 عاما من الاعتزال -لاستع ...


المزيد.....

- السيد حافظ أيقونة دراما الطفل / د. أحمد محمود أحمد سعيد
- اللغة الشعرية فى مسرح الطفل عند السيد حافظ / صبرينة نصري نجود نصري
- ببليوغرافيا الكاتب السيد الحافظ وأهم أعماله في المسرح والرو ... / السيد حافظ
- السيد حافظ أيقونة دراما الطفل / أحمد محمود أحمد سعيد
- إيقاعات متفردة على هامش روايات الكاتب السيد حافظ / منى عارف
- الخلاص - يا زمن الكلمة... الخوف الكلمة... الموت يا زمن ال ... / السيد حافظ
- والله زمان يامصر من المسرح السياسي تأليف السيد حافظ / السيد حافظ
- جماليات الكتابة المسرحية الموجهة للطفل مسرحية "سندريلا و ال ... / مفيدةبودهوس - ريما بلفريطس
- المهاجـــر إلــى الــغــد السيد حافظ خمسون عاما من التجر ... / أحمد محمد الشريف
- مختارات أنخيل غونزاليس مونييز الشعرية / أكد الجبوري


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الادب والفن - ريتا عودة - أميرةُ حكاياتِهِ - قصة قصيرة