أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - حقوق المراة ومساواتها الكاملة في كافة المجالات - عمر دخان - حقوق المرأة بين الرجعية و الإنحلال














المزيد.....

حقوق المرأة بين الرجعية و الإنحلال


عمر دخان

الحوار المتمدن-العدد: 3487 - 2011 / 9 / 15 - 23:38
المحور: حقوق المراة ومساواتها الكاملة في كافة المجالات
    


مفهوم حرية المرأة يتجاذبه طرفان، كل منهما ذهب بعيدا في مطالبه و أطروحاته. طرف ينادى إلى نشر حريات المرأة بشكل مطلق، و عدم فرض أي معايير أو قيم أخلاقية عليها، بل و غالبا ما يربط انحلال تلك المرأة الكامل بالتحرر و التقدم، و ان كل امرأة تختار ان تصون نفسها من تلقاء نفسها هي متخلفة و يجب إجبارها على اللحاق بركب التطور عن طريق إجبارها على السير في طريق الحرية و التقدم و ترك كل ما تؤمن به و ما لا تؤمن به في سبيل ذلك. أما الطرف الآخر فهو ليس أقل تطرفا من حيث فرض قيود على المرأة تجعل منها مجرد وسيله في الحياة يتم استخدامها حين الحاجة إليها، و تعامل معاملة العبيد من حيث حرمانها من حقوقها و جعلها خادمة لأسرتها و لزوجها دون أن يكون لها أدنى حق في أن تحصل على رأيها الخاص بها، أو تمارس حياتها وفق مفهومها الشخصي، و تلك القيود في الحقيقه كلما كثرت، كلما دلت على أباء و أزواج فاشلين لا يجيدون تربية و معاملة بناتهم و زوجاتهم، فيفرضون عليهم القيود التي تجعلهن في مرتبه الحيوان كنوع من إراحة الدماغ من التعب على التربية و التنشئة السليمه.

كلا الطرفين يهتف بذات الشعارات تقريبا، فكلاهما يقول أن يصون كرامة المرأة بإعطائها حريتها أو سلبها إياها، و كلاهما يقول أن دور المرأة في المجتمع يجب أن يكون أكبر، سواء في السياسة أو في المطبخ، و كلاهما يعتقد اعتقاد اليقين أن كل نساء الطرف الآخر يجب أن تقتنع بمفهومه حتى و إن فرض عليهن بالقوة و الترهيب، و كل طرف يعتقد أيضا أن رجال الطرف الآخر يجب أن يتم إجبارهم على جعل نسائهم يسرن وفق المفهوم الخاص لكل طرف، و ننتهي في الأخير إلى طرفين كل منهما فاشي أكثر من الآخر، ولو ارتدى أحدهما ثياب المدنية و الآخر ثياب الرجعية.

المجتمعات العربية بالذات تعاني من أشد أنواع القهر الموجه بحق النساء، و الذي يمارس عليهن بشكل ممنهج منذ مراحل الطفولة الأولى، تبدأ من فهم منحرف للدين يؤمن بأن المرأة مكانها الطبيعي أن تكون أقل شأنا من الرجل، و أن رأيها لا يؤخذ عليه و لا يجب أن يتم استشارتها في أي شيء، ولو كان قرارا مصيريا يتعلق بزواجها أو دراستها مثلا، فكل تلك القرارات يتم فرضها من الأب و الزوج و بالقوة أيضا، و إن حاولت المرأة تغيير ذلك إلى الأفضل و لو بالحسنى، ولو إلى شيء لا انحلال فيه و لا فساد، فقط مختلف، تجد المجتمع بأكمله يثور عليها، و يتم تدمير حياتها تماما و معاملتها معاملة أسوأ من ذي قبل، جاعلين منها كيانا فاقدا لأي حياة أو غاية.

لعل الفقرة السابقة تعد السبب الرئيسي لندره النساء اللاتي يلتزمن خط الوسط بين الانحلال و الانغلاق سواء داخل الوطن العربي أو خارجه، وهو السبب الرئيسي للأصوات التي نسمعها من أوربا و أميركا لنساء عربيات فررن من مجتمعاتهن المتخلفة، و تجاوزن المطالبه بالحقوق المشروعه لأي إنسان، ذكرا أو أنثى كان، ليصبحن دعاة إنحلال بمعناه الحرفي، بل و يسخرن حياتهن للنيل من مجتمعاتهن المتخلفة التي لم يُسمح لهم بالتعبير فيها عن آرائهم بشكل معتدل، و تم كتمها تماما، لينفجروا في أماكن أخرى من العالم مهاجمين مجتمعاتهم الأصليه، على الرغم من أن معظم كلامهم عن الانتهاكات في المجتمعات العربية غالبا ما يكون صحيحا، و لكن الإشكال أنه لا يصدر منهن بغاية التغيير و التحسين، و إنما بغاية التدمير التام و الإنتقام من مجتمعات سلبتهن أبسط حقوقهن، و الملام الوحيد هنا هم أصحاب الجماعة الثانية من الرجعيين الذين ساهموا في تغذيه شعور القهر و حب الانتقام في نفوس اولئك النسوة.

يمكن علاج كلا الطرفين، و لكن يجب البدء بالرجعيين لأنهم أشد خطرا و تدميرا، فالإنسان المنحل غالبا ما يصطدم بعقبة الفطرة الموجودة لدى الكثير من البشر بغض النظر عن انتماءاتهم الدينية، أما الإنسان الرجعي الذي يستخدم الخطاب الديني مؤثرا به على عواطف العامة، فعقبته الوحيدة هي الاصطدام بأناس عقلانيين يستخدمون عقولهم، و الذين تكاد نسبتهم تكون صفرا في المجتمعات المتخلفة. إذا، الخطر الرجعي أخطر من الخطر الانحلالي، و الفكر الانحلالي يمكن له أن يؤثر على الأفراد بشكل يبقى الفرصة لإصلاحهم لاحقا، أما الخطر الرجعي فهو يرى في قتل المرأة و سلبها روحها جريمة شرف مبرره، و يرى في تعذيبها تأديبا مباحا، و غالبية آثاره تدمر الإنسان تماما و يصعب إصلاحها لاحقا.

إذا، قبل الحديث عن مواجهة موجات الفكر الانحلالي الذي يغزوا مجتمعات تتوق له أساسا مع أنها تدعي صبح مساء أنها ضده، على الرغم من أنها تحمل كافة مكوناته من انعدام للضمير و انتشار لحب الشر، قبل ذلك يجب أن يتم محاربة الفكر الرجعي الذي ينهش في هذه المجتمعات دون أن يتم محاربته أو حتى التفكير في التصدي له، بداعي ارتباطه بهتانا بالفكر الديني، و استخدام أتباع هذا الفكر لكافة الأساليب الدموية و الترهيبية و التي تبث ثقافة الخوف في أوساط المجتمع و تجعل من الصعب مواجهتهم بسهوله، خاصه و أنهم يستخدمون الدين و كأنه ملك أبيهم و لا يترددون في إصدار فتاوى القتل و إباحة الدماء ضد كل من حاول تطوير المجتمعات العربية و النهوض بها، و بالتالي تقليص سلطتهم المطلقه على حياة الأفراد و خصوصياتهم.



#عمر_دخان (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- تحليل بسيط لمقارنة سطحيه
- غباء مشفر
- في ذكرى الثلاثاء الأسود
- شعوب مُستَبِده
- الشقاء المقدس
- ليبيا الحره
- وكالين رمضان
- و تريدون دولة أخرى؟
- أنا شرير إذا أنا موجود!
- تحريضٌ ممنهج
- رضي الله عنه!!
- الإلحاد المتطرف
- كرات اللهب البشريه
- بريطانستان
- جمعية إنتهاك حقوق الإنسان
- إنفصام الشخصيه
- العلمانيه الثيوقراطيه في الجزائر
- الوطن أولا
- الولاء المزدوج
- حس الفكاهة المفقود


المزيد.....




- المغرب: تردي الأوضاع الاقتصادية أشد وطأة على النساء
- اغتنم الفرصة.. خطوات التسجيل وشروط منحة المرأة الماكثة في ال ...
- مصر.. تطورات جديدة في قضية طبيبة النساء صاحبة فيديو حمل السف ...
- 3 شهداء بينهم امرأة حامل بقصف الاحتلال على بيت لاهيا وخان يو ...
- العنف ضد المرأة في المغرب..إلى متى ؟
- تنظيم الأسرة.. ما الفارق العمري المناسب بين الأبناء؟
- مكملات فيتامين -د- أثناء الحمل تحسن كثافة العظام لدى الأطفال ...
- -امرأة واحدة وراء الفوضى-.. إخلاء وسط إسلام أباد من أنصار عم ...
- بعد التحقيق معه بتهمة الاغتصاب.. إطلاق سراح ابن ولية عهد الن ...
- هيلا يا رمانه.. تردد قناة طيور الجنه الجديد على النايل سات.. ...


المزيد.....

- الحركة النسوية الإسلامية: المناهج والتحديات / ريتا فرج
- واقع المرأة في إفريقيا جنوب الصحراء / ابراهيم محمد جبريل
- الساحرات، القابلات والممرضات: تاريخ المعالِجات / بربارة أيرينريش
- المرأة الإفريقية والآسيوية وتحديات العصر الرقمي / ابراهيم محمد جبريل
- بعد عقدين من التغيير.. المرأة أسيرة السلطة ألذكورية / حنان سالم
- قرنٌ على ميلاد النسوية في العراق: وكأننا في أول الطريق / بلسم مصطفى
- مشاركة النساء والفتيات في الشأن العام دراسة إستطلاعية / رابطة المرأة العراقية
- اضطهاد النساء مقاربة نقدية / رضا الظاهر
- تأثير جائحة كورونا في الواقع الاقتصادي والاجتماعي والنفسي لل ... / رابطة المرأة العراقية
- وضع النساء في منطقتنا وآفاق التحرر، المنظور الماركسي ضد المن ... / أنس رحيمي


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - حقوق المراة ومساواتها الكاملة في كافة المجالات - عمر دخان - حقوق المرأة بين الرجعية و الإنحلال