بلال يونس
الحوار المتمدن-العدد: 1038 - 2004 / 12 / 5 - 08:27
المحور:
مواضيع وابحاث سياسية
حقق الجيش السوري في لبنان وقفاً للحرب الأهلية التي كانت دائرةً هناك وقاد جبهة مقاومةٍ للاجتياح الصهيوني وشكل دائرة إمدادٍ للمقاومة اللبنانية مساهماً في نصرها فرسخ دولةً وطنيةً قوميةً شعبيةً على أسس وطنيةٍ ملتزمةٍ بثوابت الثقافة العربية وحظي بدور إقليمي بارز إذ أصبحت سوريا عقدة اتصالاتٍ محوريةٍ لا يمكن تجاهلها أو تجاوزها
صحيح أننا كنا قد بدأنا نشهد بوادر مرحلةٍ إقليميةٍ جديدة أكثر خطورةً وتركيزا على منطقتنا تجلت من خلال قرار مجلس الأمن 1559 وما تلاه من بيان رئاسي والتقرير الذي سيصدره عنان بعد عدة اشهر
إلا أن التاريخ أثبت أن الذريعة تخلق لتبرير العدوان وتأمين غطاءٍ دولي له وليست سبباً لقيام الغزو
لذا ومن هذا المنطلق فإن الاستجابة السورية للمطلب الأمريكي بالانسحاب من لبنان لن يوقف سيل التهديدات وسيزيد من سقف المطالب الأمريكية لكنه قد يعمل عمل المسكن الذي يزول تأثيره بين يوم وآخر فيجد المريض نفسه في صراع جديد مع الألم و قد يكون أكثر ضراوة
حتى لو انسحب الجيش السوري من لبنان فلن يتوقف ربط حزب الله بسوريا والدليل على ذلك اتهام إيران المستمر بدعم الحزب وتدريب جنوده على الرغم من عدم وجود قواعد عسكرية إيرانية في لبنان
ولن يقتصر الأمر على حزب الله إذ يمكن خلق العديد من الذرائع الفارغة مثل إيواء قادة منظمات إرهابية كما يقولون أو فتح الحدود السورية العراقية وتسلل المقاتلين عبرها كما من الممكن أن يربطوا النظام بالقاعدة أو حتى اعتبار الأسلحة العراقية مخبأة في سوريا والحجج أكثر من أن تحصى
أما العلاج لمثل هذا المأزق فهو استمرار إعادة الانتشار وسحب أعداد رمزية من الجنود السوريين تحت غطاءٍ إعلامي كبير ومواكبة دبلوماسيةٍ عاليةٍ والعمل على إبرام اتفاقات ثنائية في موضوع العراق
هذا بالإضافة إلى ضرورة تليين الموقف الفرنسي من خلال بعض الامتيازات الاقتصادية
صحيح أننا لن نكتسب ورقةً جديدة من أوراق المناورات السياسية إلا أننا نكون قد حافظنا على أوراقنا من الضياع
فالسياسة فنُ يخضع لقوانين من الربح والخسارة وعلمُ من العلوم المبنية على المعادلات الموزونة الدقيقة والحلول المنطقية الواقعية
#بلال_يونس (هاشتاغ)
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟