أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الادب والفن - سرى العميدي - كهرمانه تنكس رأسها برحيل صانع مجدها














المزيد.....


كهرمانه تنكس رأسها برحيل صانع مجدها


سرى العميدي

الحوار المتمدن-العدد: 3485 - 2011 / 9 / 13 - 08:02
المحور: الادب والفن
    



في الوقت الذي لم اكن اعرف اي معنى للفن سوى خربشات بسيطة في حصة الرسم في المدرسة اثارت كهرمانه التي تصب الزيت في الجرار اهتمامي كثيرا حتى وصلت معي حد الشغف والهوس لم يمر يوم امر به من امامها في الحافلة الا والتفت لها والتقطت لها صورة بكامرتي الشخصيه كانني عاشقه تتحين الفرص لنظرة واحده من حبيبها

حتى انني قد وصل بي الامر لدرجة الاحباط عندما تعرضت لاضرار نتيجة تفجير سيارة مفخخة بالقرب منها اصبت بحزن شديد واصبح منظر الجرار المتكسرة يشعرني بكثير من التعاسة والالم لانني لم انسى منظرها وهيه في كامل حلتها تصب الزيت في الجرار في ليالي بغداد الجميلة بانواها المنعكسة على نهر دجلة ولم تسعني الارض يوم عرفت بدأ الاجراءات لاعادة ترميم هذا النصب

لم اعرف ما السر الذي كان يربطني بهذا النصب منذ نعومة اظافري وسر تأملي الدائم له الا انني بمرور الايام عرفت تلك القدرة السحرية التي يمتلكها الفن ليتغلغل في نفوسنا فيجعلنا نلتمس الاشياء الجميلة المدفونه في اعماقنا لنرى الحياة بشكل اجمل
محمد غني حكمت اسم لمع في سماء الفن العراقي باعمالة المتميزة التي اثثت شوارع العاصمة بغداد كان يحلم بوطن مملوء بالنصب يروي حضارة هذا البلد الذي احبه كثيرا

كان فنان بكل ما تحملة الكلمه من معنى حاول تجسيد الفن في نبذ الفوارق وكسر كل جدران العنصريه ليكون الفن بالنسبه له شريعه عندما اعتنقها لم يشرك بها شيئا ابدا محمد غني حكمت بالرغم من انه انه ينتمي الى عائلة مسلمه محافظة قام بنحت بوابات كنيسة تيستا دي ليبرا في روما ليكون بذلك اول عربي مسلم يقوم بهكذا عمل
لم ينسى وطنه ولو لحظه حيث تقول زوجته قبل ايام من رحيله على الرغم من مرضة منذ عام الا انه لم يتوقف عن عمله الإبداعي، ويصر على العطاء إذ انجز مؤخرا اربعة اعمال نحتية ستوضع في أماكن بارزة في بغداد بتكليف من امانة العاصمة وكأنه يريد من بغداد ان تتذكره في كل جزء منها

هل ستبقى كهرمانه منكسه رأسها احتراما واجلالا لهذا الفنان العظيم وهل زادت ما في جعبه شهرزاد من الحكايات عن الم مبدعين العراق وهم يودعون ارواحهم خارج الوطن ليعودا جثثا تبحث عن شبر يحمل رفاتها به رائحة الوطن ان وجد الوطن كيف يتجرأ التراب ان يتحكم بك وينحتك كيفما يشاء داخله وانت الذي قضيت عمرك صديقا مخلصا له

وداعا محمد غني حكمت فتحت لك ابواب الخلود ولتبقى اعمالك تحكي ما لم يقوله لسانك




#سرى_العميدي (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- كنائس بغداد تطفئ قناديلها في الميلاد
- تعدد الزوجات عندما حلله الشرع هل حللته المرأه
- نصب اللقاء..يودعنا بدموع الفراق
- دموع تحت شجرة الميلاد
- المناهج الدراسيه..هل تسئ الى الاديب؟؟
- عذرا..النور لايرمز الى الحقيقه دائما
- كلية الاعلام وغياب الجانب العملي
- الكتابه..فن تحرر المفردات على الورق
- ..المندائيون ورحله المنفى المريره..
- تحيه الى كل معاق
- نصب الشهيد..المعمار يعانق الفن
- منتظر الزيدي..عندما استبدلت الكلمه بالحذاء
- ارمن العراق..انتماء الى وطنيين
- الجزء الذي لم يكتمل من نصب الحريه
- الدين ايمان لايورث
- الزواج المندائي..طقوس عنوانها النهر
- الرقص..لغه من اعماق الروح
- قلبي معكم يا ابناء النور
- بكين:هل يجهض الحلم قبل ان يولد
- يهود العراق..ان يحطم الناي ويبقى لحنه حتى غدي


المزيد.....




- الفرقة الشعبية الكويتية.. تاريخ حافل يوثّق بكتاب جديد
- فنانة من سويسرا تواجه تحديات التكنولوجيا في عالم الواقع الاف ...
- تفرنوت.. قصة خبز أمازيغي مغربي يعد على حجارة الوادي
- دائرة الثقافة والإعلام المركزي لحزب الوحدة الشعبية تنظم ندوة ...
- Yal? Capk?n?.. مسلسل الطائر الرفراف الحلقة 88 مترجمة قصة عشق ...
- الشاعر الأوزبكي شمشاد عبد اللهيف.. كيف قاوم الاستعمار الثقاف ...
- نقط تحت الصفر
- غزة.. الموسيقى لمواجهة الحرب والنزوح
- يَدٌ.. بخُطوطٍ ضَالة
- انطباعاتٌ بروليتارية عن أغانٍ أرستقراطية


المزيد.....

- تجربة الميج 21 الأولي لفاطمة ياسين / محمد دوير
- مذكرات -آل پاتشينو- عن -العرّاب- / جلال نعيم
- التجريب والتأسيس في مسرح السيد حافظ / عبد الكريم برشيد
- مداخل أوليّة إلى عوالم السيد حافظ السرديّة / د. أمل درويش
- التلاحم الدلالي والبلاغي في معلقة امريء القيس والأرض اليباب ... / حسين علوان حسين
- التجريب في الرواية والمسرح عند السيد حافظ في عيون كتاب ونقا ... / نواف يونس وآخرون
- دلالة المفارقات الموضوعاتية في أعمال السيد حافظ الروائية - و ... / نادية سعدوني
- المرأة بين التسلط والقهر في مسرح الطفل للسيد حافظ وآخرين / د. راندا حلمى السعيد
- سراب مختلف ألوانه / خالد علي سليفاني
- جماليات الكتابة المسرحية الموجهة للطفل في مسرحية سندس للسيد ... / أمال قندوز - فاطنة بوكركب


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الادب والفن - سرى العميدي - كهرمانه تنكس رأسها برحيل صانع مجدها