أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - حسن احمد مراد - ثورات الشعوب وازدواجية الدول














المزيد.....

ثورات الشعوب وازدواجية الدول


حسن احمد مراد

الحوار المتمدن-العدد: 3483 - 2011 / 9 / 11 - 19:14
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    


الاحداث الاخيرة والتغييرات التي طرات على العربي من ثورات وازاحة لانظمة متسلطة كان الكثيرين يتصورون انها ستبقى الى الابد وان طرات عليها تغيرات في حكامها فلا تغدو سوى تغييرفي جزئيات بسيطة لاتخرج عن اطار العائلة الحاكمة والميراث الاسري ، تلك الاحداث كشفت النقاب عن وجوه مستبدة اخرى لطالما تغزلت بحقوق الانسان والحرية والديمقراطية والعدالة وحقوق الشعوب في اختيار مصائرها ، تلك الاحداث ازاحت القناع عن الوجوه الحقيقية لساسة و سياسات دول العالم بشكل عام ، والتي في اغلب الاحيان هي سياسات اللهاث وراء المصالح الاقتصادية والمنافع الخاصة بعيدا كل البعد عن ما يتبجحون به في وسائل الاعلام ، كشفت تلك الاحداث عن تعاطف الحلف الاطلسي والعالم الغربي مع الشعب الليبي في مواجهة القذافي بل ودعمه عسكريا وماديا وبكل قوة في حين غضت الطرف تماما عن ما حدث في البحرين من قمع وقتل واقصاء للشعب البحريني ، في حين جاء هذا التعاطف مع ثورة الشعب السوري خجولا للغاية هذا في الوقت الذي لا يتوانى فيه النظام السورى عن ممارسة القتل المباشر للمواطنين وتعذيبهم واعتقالهم حتى بلغ الامر بهذا النظام الدموي الى تعذيب الاطفال داخل المعتقلات والسجون تعذيبا اودى بحياة العديد منهم وشوه اخرين كثيرين نفسيا وجسديا ، ونفس الموقف المخجل تتخذه الدول الغربية من الشعب اليمني الذي لا يتردد رئيسهم عن ذبحهم كالنعاج وكأن الله خلقهم ليكونوا ذبائح لضمان بقاءه في السلطة . وليس بعيدا عن تلك المواقف نجد الموقف الايراني الداعم للشيعة في البحرين جليا بل وقويا في حين ان هذا الموقف كان مغايرا تماما ازاء ما تعرض ويتعرض له الشعب السوري حيث اعلن النظام الايراني عن دعمه القوي لحفنة من القتلة في سوريا بل والاستعداد التام لارسال الحرس الثوري الى سوريا لغرض المساهمة في ذبح الشعب السوري على ارضه وحتى ان بعض الاوساط تحدثت عن المساهمة الفعلية لحرس الثورة الايرانية وحزب الله اللبناني التابع لايران في قتل وتعذيب السوريين .
وبعيدا عن المواقف الامريكية والاوربية والايرانية نجد كلا من الصين وروسيا في موقف واضح من جميع الثورات من دون رتوش وليست هي بحاجة الى تفسير او تأويل جالسين بصبر وبهدوء تحت يافطة متكوب عليها " من يدفع اكثر " .
اما دول الخليج فلم تكن مواقفها اكثر اشراقا مما سبق بل ارسلوا درعهم العسكري لقتل مواطنيين بسطاء كانوا قد طالبوا بابسط الحقوق في البحرين ودخلوا على خط الوساطة مع اليمنيين لضمان بقاء علي عبد الله صالح في السلطة ، وفي الوقت ذاته وقفوا موقفا حازما ضد القذافي .
وقريبا من الخليج نجد الموقف العراقي الداعم لسوريا ما يبعث على الاندهاش بل والحزن ايضا فالقادة والساسة العراقيون الجدد هم اعلم من غيرهم بمآسي الديكاتورية وانظمة الحكم الشمولية التي تفتك بابناء شعبها ولعل تجربتهم المريرة مع نظام البعث في العراق خير دليل عى ذلك ، فالكثيرين منهم على يقين بان النظام السورى نظام دموي شرس لا يحكم الا بالنار والحديد مثله مثل نظام حزب البعث في العراق تماما ذلك النظام الذي خرجوا عليه عشرات السنين بل و ساهموا بكل الطرق والوسائل في دعوة القوات الاجنبية من جميع دول العالم الى دخول بلادهم بغية القضاء على ذلك النظام فباي وجه حق يدافعون اليوم عن توام البعث العراقي في سوريا الذي بات يتلذذ في ممارسة مسلسل القتل اليومي ضد المواطنين الابرياء ، هذا الموقف المخزي والمخجل من الحكومة العراقية والساسة العراقيين تجاه الشعب السوري مناقض تماما لموقفهم من الثورة في البحرين حين اعربوا عن دعمهم واسنادهم للشعب البحريني ونيتهم في تسيير قافلة مساعدات الى الشعب البحريني .
خلاصة القول اعطت تلكم الثورات من المحيط الى الخليج نموذجا حيا عن صرخات الحق في وجه الظلم والاستبداد ، وان المواقف التي تبنتها وتتبناها الدول في ارجاء العالم هي مواقف مرتبطة مباشرة بالمصالح الاقتصادية والسياسية ولا علاقة لها بالقيم المعلنة مثل الديمقراطية والحرية كما تدعي الولايات المتحدة واوربا وان العدالة للشعوب التي نادت بها الجمهورية الاسلامية الايرانية منذ ثلاثين عاما هي محض شعارات جوفاء لاتمت الى الواقع بصلة وكلمة الحق التي نسمعها كثيرا في الخطب والشعارات السعودية ليست سوى خزعبلات وتفاهات لا قيمة لها ، اما الديمقراطية والحرية التي ينادى بها السادة والساسة في "العراق الجديد " فهي لم تكن سوى بضع جُمل كان الهدف من ورائها هو الضحك على الذقون والوصول الى سدة الحكم ليس الا وكان استهتارا واستخفافا بالمواطن العادي الذي صدق بالكثير من تلك الجُمل وبنى عليها احلاما وردية .



#حسن_احمد_مراد (هاشتاغ)      



الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- ايران تعلن الحرب
- احلام الاطفال في العراق وتبجح الحكام
- حكومة اقليم كوردستان العراق خطوة الى الامام و خطوتين الى الو ...
- سوريا بين القمع والاصلاح وتهديد اوربا
- دفن فتاة قاصرة
- لم يقتل بن لادن ؟
- استمرار انتهاكات حقوق الانسان في سوريا والصمت المريب
- سوريا استبداد و انتهاكات لحقوق الانسان
- وزير التعليم والمرجع الديني سماحة الشيخ النجفي ، اين القواسم ...
- لقاء مع اورورصليبا عرموني الناشطة اللبنانية في مجال مؤسسات ا ...
- مشنقة للفن ام اغتيال للشعب ؟
- تعذيب فتاة سودانية ام جلد المجتمع البشري


المزيد.....




- بعد جدل حول -اسلمي يا مصر-.. كريم الشناوي يصدر توضيحًا بشأن ...
- فوسفور إسرائيل يدمر الحياة جنوبي لبنان
- -إفريقيا قارة المستقبل- – غانا
- الدفاع الروسية: تحطم طائرة من طراز -تو 22إم3- في مقاطعة إيرك ...
- الإخبارية السورية: غارة إسرائيلية على مبنى البحوث العلمية ف ...
- صفارات الإنذار تدوي في مستوطنات غلاف غزة
- رئيسا أركان الجيش الإسرائيلي و-الشاباك- يتوعدان من رفح بـ-تو ...
- مرشح ترمب لرئاسة هيئة أركان الجيش يتعهد أن يكون قائدا غير حز ...
- غارات أميركية تستهدف مواقع تابعة للحوثيين في الحديدة وصعدة
- الجيش الأميركي يعلن إرسال مزيد من العتاد الجوي إلى الشرق الأ ...


المزيد.....

- أمريكا وأوروبا: ملامح علاقات جديدة في عالم متحوّل (النص الكا ... / جيلاني الهمامي
- قراءة جديدة للتاريخ المبكر للاسلام / شريف عبد الرزاق
- الفاشية الجديدة وصعود اليمين المتطرف / هاشم نعمة
- كتاب: هل الربيع العربي ثورة؟ / محمد علي مقلد
- أحزاب اللّه - بحث في إيديولوجيات الأحزاب الشمولية / محمد علي مقلد
- النص الكامل لمقابلة سيرغي لافروف مع ثلاثة مدونين أمريكان / زياد الزبيدي
- العولمة المتوحشة / فلاح أمين الرهيمي
- تداخل الاجناس الأدبية في رواية قهوة سادة للكاتب السيد حافظ / غنية ولهي- - - سمية حملاوي
- الخروج للنهار (كتاب الموتى) / شريف الصيفي
- قراءة في الحال والأداء الوطني خلال العدوان الإسرائيلي وحرب ا ... / صلاح محمد عبد العاطي


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - حسن احمد مراد - ثورات الشعوب وازدواجية الدول