أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - اليسار , التحرر , والقوى الانسانية في العالم - عماد علي - سحابة صيف صفراء لتغطية نشر الدرع الصاروخي















المزيد.....

سحابة صيف صفراء لتغطية نشر الدرع الصاروخي


عماد علي

الحوار المتمدن-العدد: 3481 - 2011 / 9 / 9 - 14:08
المحور: اليسار , التحرر , والقوى الانسانية في العالم
    


ربما يقتنع بعض من يتمنى ان يعاد ترتيب المنطقة بشكل افضل، بحيث يحلم بتحقيق اهداف الشعوب المغدورة او يقنع نفسه بان الخلافات الاخيرة بين تركيا و اسرائيل نابعة من صحوة ضمير او من انسانية تركيا و ايمانها العميق التي تدعيه بالعدالة و المساواة و اعادة الحقوق لاصحابها و لمن سُلب منه و تتثعلب على انها تؤمن بالشرائع السماوية و هي تبني سياساتها على المباديء الاساسية لحقوق الانسان و حرية و حق هذه الشعوب في تقرير مصيرهم، و يتعاطف هذا البعض معها على انها مدافعة صلبة عن حقوق الشعوب المغدورة كما تُظهر نفسها على العلن و هي تريد ان تخدع بها الراي العام العالمي في حقيقتها، و هي تريد ان تثبت ولو علنيا فقط على انها مصرة على ان تعيد النظر في افعالها السابقة و في طريقها الى تصحيح اخطائها، و ها هي تقدم الدليل الساطع لهؤلاء على ما هي منعكفة فيه و هو ابداء ضغوطاتها على اسرائيل كي يعتبرها الجميع انه فعل مبدئي ناجم من صميم ايمانها بما تعلنه على الملأ و ليس من ورائه اغراض سياسية قحة كما تدعي هي ذلك و تكررها، ولكن ما تنويه من التكتيك الفضيح في تسيير سياساتها الاقليمية و الدولية و الداخلية تريد ان تغطيها بتلك السحابة الصفراء، و كأنها تريد ان تصدق نفسها قبل اية جهة اخرى.
من يعيد ذاكرته قليلا الى الايام الماضية القريبة و يتمعن في كيفية تصعيد تركيا للهجتها ازاء اسرائيل و تموجها في تعاملها مع احداث المنطقة و هي تريد تسليط الضوء على ما تفعله على العلن و من خلال وسائل الاعلام ، و بالامس وما اعلنته من ما تنويه ارسال قافلة المساعدات و بحماية بحريتها، انها حقا نجحت الى حد كبير ان تلفت الانظار و خاصة من ينظر سطحيا الى ما تفعل، و كل ما كانت تفعله في هذه الاونة من تجسيد الارضية المناسبة و دون اي تشويش لنشر الدروع الصاروخية في هذه المنطقة التي تعتبر من المهامات الاستراتيجية الكبرى للقوى العالمية، و في منطقة تحمل الكثير من التعقيدات ومن المعادلات السياسية و الصراعات التي تحتاج لمثل هذه الضجة انجاز المهمة بسلاسة و يسر، و من جهة اخرى لتبعد النظر عن تحقيق الهدف الحقيقي و تريد ان تمر العملية مرور الكرام و بها تحقق ما تهمها، انها اخذت الدروس من العملية ذاتها في بولندا و ما جلبت معها من الالغاط ، و هنا ما يجري في هذه المنطقة اعقد و يمكن ان تحمل معها ما تجر هذه البقعة الى الفوضى و تبقيها في دوامة الصراعات الكبيرة، و بالاخص و هي مليئة بالالغام الموقوتة، و في وقت نعيش في خضم الصراعات المختلفة بين الاطراف المسيطرة على المنطقة و ما تعمله القوى الكبرى في العالم . بينما تركيا تفعل ما هي معتكفة عليه و ما تهم استراتيجيتها و تفعل كل ما بوسعها لتبعد الكلام عن تناقضاتها العلنية عما تفعله في السر من جهة اخرى، و الا لماذا في هذا الوقت بالذات تعلن و تسخر اعلامها الجبار و تسلط الاضواء بقدر ما تتمكن على تعليق العلاقات الدبلوماسية و العسكرية و الاقتصادية مع اسرائيل و محاولة ارسال ما تسميه المساعدات الانسانية الى الشعب الفلسطيني(و يدمي القلب عندما يعلم المتعمق في قضايا الشرق الاوسط كيف تتعامل هذه الجهات بقضية فلسطين باسم الحقوق، و الشعب هو الذي يدفع الثمن) و تكون كل تلك الهلهلات متزامنا مع تثبيت الدروع الصاروخية على ارضها و لاي غرض كان .
انها نجحت الى حد كبير حقا في خلق سحابة صيف صفراء لتغطية فعلتها من اجل منع لفت الانظار على عملها و هدفها الرئيسي، و المؤسف ان بعض الجهات الساذجة صدقت ما تعلنه تركيا و كأنها تمن عليهم بمواقفها و تفعل ما لصالحهم و لها الفضل في تحريرهم و ليس من اجل مصالحها التي تخفيه عن الجميع، انها حقا تفعل ما تفيده من التشويش المصطنع على علاقاتها الدبلوماسية مع اسرائيل على العلنمن جهة، و تريد ان تعيد تنظيم ما تؤمن انه عليها ان تتبع استراتيجية جديدة بعد ياسها من دخولها في الاتحاد الاوربي من جهة اخرى، و لكن لن يطول بقاء هذه السحابة المصطنعة في هذا المسار و بيدها الزر اينما و متى ما ارادت ان تعيد المياه الى مجاريها فانها تعمل على انقشاع السحابة دون اية ضجة و في اللحظة المناسبة، و الا لماذا تعليق جزء من علاقات و ليس قطعها و انزال العلم الاسرائيلي ان كانت صادقة في ماتعلنه و في عملها و ان كانت ادعائاتها نابعة من صميم قناعاتها الفكرية الفلسفية و ايمانها الحقيقي بحقوق الشعوب المظلومة (فشعبها اولى بالمعروف) ، و ان لم تكن سياسة مضللة و تكتيك فاضح فالطريق الصحيح اقصر .
لمعرفة جوهر ما يجري يحتاج الى القليل من التدقيق البسيط في افعال و ماضي هذه الدولة، و بالاخص بعدما تيقنت ان انضمامها الى الاتحاد الاوربي ليس بقريب، بغيرت من توجهها و مسارها و استحضرت ما بامكانها و تقدم لحد اليوم على ما تمكنها من اعادة امجادها العثمانية و تنوي ان تحكم المنطقة وفق ما تتقبله المتغيرات و ما فيه المنطقة من الظروف السياسية الاقتصادية الثقافية الاجتماعية العامة، و حملت ما بجعبتها و توجهت الى المنطقة او غيرت كليا من وجهتها لفترة معينة و هي تعيد ما تحلم به من تحقيق ما كانت عليه اجدادها، و في هذه الاونة تريد استغلال ما تحمل المنطقة من الفرص في الدخول اليها من الابواب و النوافذ بعد الثورات المتعددة ، و تفعل كل ما بامكانها لتعيد الاوراق و تخلط ما كانت سائدة حتى الامس بحيث تفضل ان تكون في الطليعة لما يجب ان تتجه اليها الجهات الفاعلة في المنطقة و تكون حلقة وصل مهمة ايضا، و تعتقد ان الشاطر من كانت له اليد الطولى في اعادة تنظيم المنطقة .
اما من جهة اخرى، فانها و في الوقت ذاته الذي تسلط الضوء على ما يجري بينها و بين اسرائيل على العلن تقدم على ارتكاب جرائم بحق الشعب الكوردي و حركته التحررية سواء داخل حدودها المصطنعة او في خروقاتها المستمرة لاقليم كوردستان و قتل المدنيين الابرياء، و تقدم على الافعال الشنيعة التي تعتبر وصمة عار في جبين من تدعي الالتزام بمباديء القيم الانسانية و السماوية و تفعل بعكس ما تعلن على الارض، و هي تريد ان تغطي هذه العمليات ايضا بتلك السحابة الصفراء التي هي من صنع غرفها العملياتية المخابراتية ، و لا يمكن ان تفعلها دون تلقيها للضوء الاخضر من عرابها الكبير و صاحب الفضل عليها و على الحزب الذي تقلد السلطة و الحكم و يعتمد عليه في كل صغيرة و كبيرة.
هنا يجب ان نعلن ما نعتقده فيما يخص هذه العملية ، اي ما تعلنه من عدائها العلني و المفاجيء لاسرائيل الصديق الحميم بالامس القريب و صاحبة الفضل عليها، و كأنها تريد حفظ ماء وجهها و اعادة هيبتها و صون كرامتها التي انكسرت اثناء سيطرة القوات الاسرائيلية على سفينة مرمرة و ما حدث فيها، و لكنها تعلم ايضا بانها لا يمكن ان تكون في الضفة الاخرى من طرفي المعادلة التي توجد فيها اسرائيل و ليس لها القدرة على عمل نقيض ما يمكنها ان تفعل، و الا لتريثت قليلا في ما يعتبر تهريجا لمن يعرف تركيا و سياساتها، و انها غارقة في وحل مشاكلها الداخلية. و عليه، فان العلاقات الحميمية التي تربطها باسرائيل لا يمكن ان تنقطع بشكل دائم و ستعيد ما اجبرت على الاقدام عليه لاغراض اخرى اليوم او غدا بعدما تتاكد انها انجزت المهام التي افتعلت الفوضى من اجلها و هي التي وُكلت بها، والتي تحقق استراتيجية مهمة لامريكا ايضا في هذه المنطقة بالذات. لذا على الجميع ان لا ينخدع في فقاعات تركيا و ما تعلنه من الكلام المعسول حول الحقوق المغتصبة للشعوب، و بنظرة سطحية الى تلك البهلوانيات و من يدعمها فيها ستنكشف للجميع ما وراء الستار، و غدا لناظره قريب .



#عماد_علي (هاشتاغ)      



الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- هل تعتذر اسرائيل من الشعب الكوردي
- عقدة الحرب الباردة و تاثيراتها على متغيرات العصر
- كيف نقرا مواقف روسيا و امريكا حول ثورات العصر
- لماذا التخوف من مابعد ربيع الشرق الاوسط؟
- تبين ان من يدعم الاسد هو المالكي و ليس الطالباني
- هل يستحق الاسد كل هذا الدعم يا سيادة الرئيس العراقي ؟
- سقط الصنم الرابع و ما تبقى على الطريق
- بالامس ايران و اليوم طوران
- على الشعب و حكومة كوردستان دعم الثورة السورية
- الصحوة المتاخرة لبعض حكام العرب تجاه الثورة السورية!!!
- على كل دولة ان تهتم باولوياتها كي تستقر المنطقة
- هل يتجه العراق نحو ايجاد نظامه السياسي الملائم ؟
- هل انبثقت التعددية السياسية في العراق؟
- ضرورة الاحتجاج امام سفارات الدول ذوات المواقف المصلحية ازاء ...
- حقوق الانسان و موقف القوى العالمية ازاء ما يحصل في سوريا
- تلحيم كوردستان بالعراق و ليس احتلالها !!
- ما موقف امريكا من قصف ايران الدائم لاقليم كوردستان
- هدر الفرص الموآتية في سوريا خط احمر
- معا لارساء جوهر الكلمات الثلاث (الاعتذار، الشكر، التسامح)
- هل يمكن تحقيق اهداف الشعب الكوردي استنادا على المباديء الاسا ...


المزيد.....




- -لماذا لا تقوم بعملك يا سيناتور؟-.. حشد أمريكي غاضب بعد ترحي ...
- مسؤولون لـCNN: خفض عدد القوات الأمريكية في سوريا إلى النصف خ ...
- موسكو: كييف تستخدم التعبئة لصالحها
- الذكرى الـ 80 لبدء معركة برلين
- الإمارات: القوات المسلحة السودانية وقوات الدعم السريع لا تمث ...
- وزير الداخلية التركي يكشف عدد السوريين الذي عادوا إلى بلادهم ...
- -بوليتيكو-: تسريح موظفين في وزارة الدفاع الأمريكية بسبب إدار ...
- وزير خارجية مصر: جهودنا لم تتوقف لإنهاء الحرب -الظالمة- على ...
- قازان.. طائرة Tu-144 السوفيتية الشهيرة تتحول إلى متحف
- نجيب بوكيلة لن يستطيع -تهريب- من تم ترحيله خطاً للولايات الم ...


المزيد.....

- قراءة ماركس لنمط الإنتاج الآسيوي وأشكال الملكية في الهند / زهير الخويلدي
- مشاركة الأحزاب الشيوعية في الحكومة: طريقة لخروج الرأسمالية م ... / دلير زنكنة
- عشتار الفصول:14000 قراءات في اللغة العربية والمسيحيون العرب ... / اسحق قومي
- الديمقراطية الغربية من الداخل / دلير زنكنة
- يسار 2023 .. مواجهة اليمين المتطرف والتضامن مع نضال الشعب ال ... / رشيد غويلب
- من الأوروشيوعية إلى المشاركة في الحكومات البرجوازية / دلير زنكنة
- تنازلات الراسمالية الأميركية للعمال و الفقراء بسبب وجود الإت ... / دلير زنكنة
- تنازلات الراسمالية الأميركية للعمال و الفقراء بسبب وجود الإت ... / دلير زنكنة
- عَمَّا يسمى -المنصة العالمية المناهضة للإمبريالية- و تموضعها ... / الحزب الشيوعي اليوناني
- الازمة المتعددة والتحديات التي تواجه اليسار * / رشيد غويلب


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - اليسار , التحرر , والقوى الانسانية في العالم - عماد علي - سحابة صيف صفراء لتغطية نشر الدرع الصاروخي