أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الشهداء والمضحين من اجل التحرر والاشتراكية - عارف معروف - هادي المهدي... فزت ورب الكعبة!














المزيد.....

هادي المهدي... فزت ورب الكعبة!


عارف معروف

الحوار المتمدن-العدد: 3481 - 2011 / 9 / 9 - 02:23
المحور: الشهداء والمضحين من اجل التحرر والاشتراكية
    


هادي المهدي ... فزت ورب الكعبة !

عارف معروف

هذه الكلمات التي نطقها علي بن ابي طالب عندما احس بضربة السيف الغادرة وهي تخرق رأسه الكريم ... قالها جيفارا ايضا وهو يتلقى طلقات الجبن والخسة بصدره الغض الممتليء بهواء حرية وكرامة لايمكن له المهادنة في امرهما او الكف عن السعي في سبيلهما . ... فزت ورب الكعبة ، ليست ، ابدا ، محصورة بزمان او مكان ، بل هي كلمات ... وتمتمات .. كل مضح وشهيد شجاع ، يدرك ، تماما ، في لحظة الحقيقة ، لحظة المواجهة الحاسمة بين دمه النقي وسيف الغدر المرتعد ، انه المنتصر وانه الفائز وان موته لايعني الانطفاء ، بل توّقد عشرات الشموع التي ستنير دياجير الطغيان والفساد .... فزت ورب الكعبة هي كلمات صديقي عادل تركي وهو يتلقى رصاصة الخيانه في رأسه ، ذاك الذي غادر مع موكب النور وجعلني اتمتم ، خذني معك ... كما تمتم الاوائل الخلصّ صدقا وشرفا وكبرياءا ، لا الفاسدين المنافقين ، قتلة الابرياء وسراق مال الشعب، كذبا وزورا ، اليوم .. "يا ليتنا كنا معكم فنفوز فوزا عظيما" ... لن يرّوض هذا الشعب الذي دوخ الطغاة والمستبدين منذ مئات السنين ، بالقتل والتعذيب وافساد الذمم ، وانتم، ايها القتله او المتواطئين معهم او المباركين لفعلتهم ، ادرى من غيركم ، كما يفترض، بذلك ، ولن تثنيه عن حقوقه وحرياته وكرامته وصيانة ماله العام واعادة الكرامة والسيادة لوطنه ، جثة شهيد ، يقتل بخّسة قبل ساعات من انطلاق تظاهرة ، سيتظاهر العشرات بل المئات وربما الالوف ممن لم يفكروا حتى اللحظة بالتظاهر ، سيدفعهم موته ، قتله الجبان هذا الى التظاهر والخروج في غد ، وهذا قانون يعرفه المظلومون ، ويخشى طائلته الظالمون ... قانون لطالما زكته الحوادث وبرهنت صحته الوقائع ..الدماء سماد الثورات الذي يخصبها ويزيدها تأججا ، والشهيد الذي يسقط يبعث موته الجذوة ملتهبة ، متسامقة ، في عروق العشرات ، وتكبر الانتفاضة كلما تعمدت بالدم وتصبح اكثر فاكثر ، كرة ملتهبة من النار تخرج عن كل سيطرة ! هل تعتقدون ان طغيان صدام الاجرامي ، قد اسقطته الدبابات الامريكية ، واهمون ، لقد اسقطه مقت الشعب له وتخليه عنه ولم يجد الامريكان امامهم الا خواء ، وجذع شجرة نخره السوس ، ترنح عند اول هزة واصبح هشيما تذروه الرياح وعصفا ماكولا وكأنه لم يكن ذلك الجبروت الاهوج المدجج بكل ما يقزم الانسان ويدمر ارادته... خمسة او سبعة اجهزة امنية ، ملايين الوثائق والملفات .. عشرات الوف المخبرين والعيون .. ملايين التقارير السرية ، اخطبوط كله اذان مرهفة وعيون متقدة تتحسس كل همس و تتفحص كل عين وفم ووجه.. عشرات السجون وبيوت التحقيق السرية والسراديب في معظم انحاء بغداد والمحافظات، عشرات المجاميع من القتله المحترفين للداخل والخارج ، اساليب للتعذيب لم تخطر على بال اكثر الجلادين خسة وبعدا عن اللآدمية .. ماذا كانت النتيجة ... هزيمة مروعة ونهاية مهينة! هل نسينا جمعات تشييع شهداء الثورة في ايران 1979 وكيف كانت كرة النار ، شعلة الانتفاضة، تزداد التهابا مع كل تشييع ،الا نتعض من الثورة المصرية المعاصرة وكيف كان القمع لايزيدها الا اوارا ؟.. الا ترون الى جماهير اليمن والبحرين وقبلها تونس والموت لا يدفعها الاّ الى الاقبال على الموت ...
في 1982 انتهينا الى السجن الذي ما انتهى .. الحق اقول ، ساورنا بعض الشك في ان الامر قد انتهى اخيرا لصالح الطغاة وان الضرع قد يكون جف او في طريقه الى ان يجف بعد ان اهلكوه ... هالنا ما رأينا ... عشرات المجاميع .. بل المئات... من الشباب والرجال من كل مشرب ولون من الوان الطيف العراقي الحبيب .. يكتض بهم مسلخ العذاب والدماء ذاك ، همست في اذن رفيق دربي ،يومذاك، بابيات السياب ...
أكاد اسمع العراق يذخر الرعود
ويخزن البروق في السهول والجبال
حتى اذا مافضّ عنها ختمها الرجال
لم تترك الرياح من ثمود
في الود من اثر!
لكنني اليوم ارى ان ابيات السياب هذه اشد انطباقا وابلغ وصفا على عراق اليوم بعد ان اهلك الحرث والنسل في اعصار اسود من الموت والجريمة والفساد والخراب ...وامسى الشعب العراقي كله ، من اقصى شماله حتى نهايات جنوبه ،ومن غربه الى شرقه ، يئن من طاحونة الهول والعذاب والفساد والافساد.
ايها الهادي المهدي ، يامن لم اعرفك او تعرفني شخصيا ، يابن ابي وامي ، يابن عراقنا الحبيب وابن تربتنا" الملحة "الزكية ، انحني اجلالا امام رحيلك الواعد ...وانطفائك المتوقد... وانتصارك القادم... فقد فزت ورب الكعبة !



#عارف_معروف (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- هل سيزهر ربيع العرب؟
- الحوار المتمدن..........عروة وثقى!
- عندما يصبح البعثيون طليعة المقاومة الوطنية الساعية لتحرير ال ...
- عندما يصبح البعثيون طليعة المقاومة الوطنية الساعية لتحرير ال ...
- الشيوعيون بين منهجية وحذق اللينينية ... وشيمة وحماقة العربان ...
- الحزب الشيوعي ومسالة السلطة السياسية ... بعض وقائع ما سلف !
- ! الحزب الشيوعي والتعويل على الاب الطيب
- شيء من التاريخ....... الستينات نموذجا !
- الحزب الشيوعي ... سبعة عقود في سوح الوغى والكفاح !
- الحزب الشيوعي ..... شيء عن علاقة الوعي بالواقع.
- الحزب الشيوعي العراقي .......سنوات التألق ومنحنى التراجع وال ...
- الحزب الشيوعي العراقي .. انعدام اللون والرائحة والطعم..... 2
- ! الحزب الشيوعي العراقي ......... انعدام اللون والطعم والرائ ...
- المضمون الاجتماعي للطائفية في العراق ........افق الحرب الاهل ...
- المضمون الاجتماعي للطائفية في العراق ........11
- المضمون الاجتماعي للطائفية في العراق......... 10
- المضمون الاجتماعي للطائفية في العراق .........9
- المضمون الاجتماعي للطائفية في العراق .........8
- المضمون الاجتماعي للطائفية في العراق .........7
- ! جورج حاوي : يا انصار العقل ... اتحدوا


المزيد.....




- حسن العبودي// دفاعا عن الجدال... دفاعا عن الجدل (ملحق الجزء ...
- الحراك الشعبي بفجيج ينير طريق المقاومة من أجل حق السكان في ا ...
- جورج عبد الله.. الماروني الذي لم يندم على 40 عاما في سجون فر ...
- بيان للمكتب السياسي لحزب التقدم والاشتراكية
- «الديمقراطية» ترحب بقرار الجنائية الدولية، وتدعو المجتمع الد ...
- الوزير يفتتح «المونوريل» بدماء «عمال المطرية»
- متضامنون مع هدى عبد المنعم.. لا للتدوير
- نيابة المنصورة تحبس «طفل» و5 من أهالي المطرية
- اليوم الـ 50 من إضراب ليلى سويف.. و«القومي للمرأة» مغلق بأوا ...
- الحبس للوزير مش لأهالي الضحايا


المزيد.....

- سلام عادل- سيرة مناضل - الجزء الاول / ثمينة ناجي يوسف & نزار خالد
- سلام عادل -سیرة مناضل- / ثمینة یوسف
- سلام عادل- سيرة مناضل / ثمينة ناجي يوسف
- قناديل مندائية / فائز الحيدر
- قناديل شيوعية عراقية / الجزءالثاني / خالد حسين سلطان
- الحرب الأهلية الإسبانية والمصير الغامض للمتطوعين الفلسطينيين ... / نعيم ناصر
- حياة شرارة الثائرة الصامتة / خالد حسين سلطان
- ملف صور الشهداء الجزء الاول 250 صورة لشهداء الحركة اليساري ... / خالد حسين سلطان
- قناديل شيوعية عراقية / الجزء الاول / خالد حسين سلطان
- نظرات حول مفهوم مابعد الامبريالية - هارى ماكدوف / سعيد العليمى


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الشهداء والمضحين من اجل التحرر والاشتراكية - عارف معروف - هادي المهدي... فزت ورب الكعبة!