أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - أوراق كتبت في وعن السجن - مصطفى اسماعيل - الخيزران














المزيد.....

الخيزران


مصطفى اسماعيل
(Mustafa Ismail)


الحوار المتمدن-العدد: 3478 - 2011 / 9 / 6 - 22:42
المحور: أوراق كتبت في وعن السجن
    


المحررُ الذي أوردَ ترسانةً من المعلومات عن مادة الخيزران في صحيفة رسمية سورية, وبذل عناءً جماً وهو يملىء الزاوية الصحفية بما تيسر له من استخدامات للمادة جاد بها فضاء الانترنت الموَّار, نسي في غمرة لهاثه وراء مادة الخيزران والإحاطة الدقيقة بجوانب استعمالها أو تناسى متعمداً التطرق إلى استخدام آخر لتلكم المادة, ربما مخافة أن تفتح عليه أبواب الجحيم وزوَّارَ منتصف الليل.

يخبرنا المحررُ في زاويته تلك أن الخيزران ( اسمٌ لأكثر من ألف نوع من أنواع الأعشاب العملاقة ذات جذوع شبه خشبية ), وأن الصينيين استخدموا نوعاً منه في ( صناعة الورق منذ ألفي عام ), ويُستخدمُ في ( صناعة بعض قطع الأثاث المنزلي ), وفي ( تحضير نوع من الحساء يسمى " بامبو شوت " ), وقد استخدمه آباءُ وأجدادُ المحرِّر في ( صناعة أعواد الرماح ), كما وأن هنالك آلة موسيقية تسمى ( شينو بويه ) شبيهة بالناي تصنع من نبات الخيزران, ويُذكرنا في صدد إتخامنا بالكم الهائل من المعلومات بالمهني الكولومبي " خايمي بوتيرو " كأحد أبرز دُعاة استخدام الخيزران في البناء.

ليس موضوعنا هنا, وليست مناسبة الكتابة هاهنا الإشارةُ إلى التسهيلات التي قدَّمها فضاءُ الانترنت وثورة الإنفو ميديا لأنصاف وأشباه الكتبة الذين يملأون الصحف الرسمية بما هب ودب, سيما منها تلكم المواد التي لا تفوح منها رائحة الجهد البحثي, والتي تجعل العديد من الصحف الرسمية العربية لا ترقى إلى مستوى مجلات الحائط, ولا تعادل أو تساوي الحبر الذي طبعت بها.

مناسبةُ القولِ أن كاتبنا أغفل أحد أهم وأبرز الاستخدامات لمادة الخيزران في بلدنا سوريا, وهذا دليل قاطع على أن المحرر تعامل مع مادة الخيزران استنجاداً بمحرك البحث ( غوغل ), ومن خلف شاشة الكمبيوتر, فلو كلَّفَ نفسهُ عناءَ ومشقة النزول إلى أحد الأسواق الشعبية في العاصمة أو المدينة التي يكتب منها, لكان لكتابته مجرى آخر معرفياً بإمتياز, ولقادهُ التتابعُ المعلوماتي إلى البحث في أمورٍ أخرى, لعل من بينها طريقة تعامل السلطات مع مواطنيها في بلده, ولكن دأبُ الصحفي أن يملأ زاويته وصفحته, فهو يعلم أنه سيتقاضى الراتب نفسه سواءً أبذل جهداً عميقاً أم تناول موضوعه بسطحية مقززة.

ألا يعلم الصحافي الساذج أو الملعون ذاك أن الخيزرانات في بلاده تباع في الأسواق الشعبية على نطاق واسع, سيما منها تلك العصي الطويلة التي أُلْقِمَتْ رؤوسها بقبضةٍ من الإسفلت مع الدبابيس, حيث هي المفضلة حين الاقتناء من قبل أجهزة المخابرات, لاستعمالها في تعذيب المعتقلين, لانتزاع اعترافاتهم بأي فعل سواء أقاموا به أم لا, وقد تؤدي الخيزرانة اللعينة وهي نوع آخر لم يتحدث عنه ذلكم الصحافي بالمعتقل إلى الاعتراف بهجمات 11 سبتمبر / أيلول الإرهابية, وهو الذي لا يمت لها بشعرة معاوية, خاصة حين توضع في برميل ماء وتبلل جيداً ما قد يؤدي إلى انكسار كل شيء في المعتقل, دون أن يصيب مكروهٌ عصا الخيزران.

في السنوات البعيدة الماضية كنتُ أكرهُ الكراسي المصنوعة من مادة الخيزران, الكراسي تلك مُضافةَ إلى المناهج الناشفة وطرائق التدريس المقفرة تعاونت جميعها لإثارة امتعاضي, واليومَ يمكنُ القولُ أنَّ عصي الخيزران أسهمتْ في رفع منسوب الامتعاض الذي لدي, فلا أتحملُ فكرة أنْ تستغل السلطات براءة الطبيعة وتقوم بتطويعها في صناعة أدوات قمعية, للنيل من الحريات وحقوق الإنسان.

يا للمفارقة المحزنة: شعوب تقوم بصناعة الورق من الخيزران, وأخرى تفكر بتشييد الأبنية من الخيزران, فيما لا تزالُ بلداننا تبدعُ في استخدام الخيزران لتكسير الركب والسواعد والإرادات, وتتخمُ أقبيتها الأمنية بفائضٍ من الخيزران المأسوفِ على زجِّه في جرائمَ ضدَّ الإنسانية.

ملاحظة : كتب المقال في سجن حلب المركزي بتاريخ 8 يوليو 2010.

تابعونا على الفيسبوك : http://www.facebook.com/mustafa.ismail73



#مصطفى_اسماعيل (هاشتاغ)       Mustafa_Ismail#          



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- المثقف في مجتمع متحول
- ا. ل. ث. و. ر. ة
- الفسيفساء السوري الهش
- نشرة الإصلاح الكردي
- عن غرنيكا سوريا ويدها البيضاء
- بيان الانسحاب من الهيئة المستقلة للحوار الكردي - الكردي
- القانون المانع للأحزاب في سوريا
- سوريا: الصراع على امتلاك الشارع الكردي
- رحالة غريب في سوريا اسمه اللقاء التشاوري
- فقط في سوريا : السلطة تحاور السلطة
- تصريح : السلطات السورية تباشر تجريدي من الحقوق المدنية وتلقي ...
- مبادرة من أجل الحالة الكوردية في سوريا
- الاختزالية السورية وتخوين المختلف
- وثيقة هيئة التنسيق الوطنية : تسويف الكورد إلى إشعار سوري آخر
- الصمت والخرس والسكوت منتجٌ كوردي بامتياز
- ادّكارات
- هزيمة
- محاولة للوداع
- فيديل الزرقاوي وأبو مصعب كاسترو
- نعمْ .. كلُّ داخلٍ سيهتفُ لأجلكَ وكلُّ خارجٍ أيضاً ...


المزيد.....




- الحرب بيومها الـ413: قتلى وجرحى في غزة وتل أبيب تبحث خطةً لت ...
- الجامعة العربية ترحب بمذكرتي اعتقال نتنياهو وغالانت
- اعتقال حارس أمن السفارة الأميركية بالنرويج بتهمة التجسس
- الأونروا: النظام المدني في غزة دمر تماما
- عاصفة انتقادات إسرائيلية أمريكية للجنائية الدولية بعد مذكرتي ...
- غوتيريش يعلن احترام استقلالية المحكمة الجنائية الدولية
- سلامي: قرار المحكمة الجنائية اعتبار قادة الاحتلال مجرمي حرب ...
- أزمة المياه تعمق معاناة النازحين بمدينة خان يونس
- جوتيريش يعلن احترام استقلالية المحكمة الجنائية الدولية
- العفو الدولية: نتنياهو بات ملاحقا بشكل رسمي


المزيد.....

- ١-;-٢-;- سنة أسيرا في ايران / جعفر الشمري
- في الذكرى 103 لاستشهادها روزا لوكسمبورغ حول الثورة الروسية * / رشيد غويلب
- الحياة الثقافية في السجن / ضرغام الدباغ
- سجين الشعبة الخامسة / محمد السعدي
- مذكراتي في السجن - ج 2 / صلاح الدين محسن
- سنابل العمر، بين القرية والمعتقل / محمد علي مقلد
- مصريات في السجون و المعتقلات- المراة المصرية و اليسار / اعداد و تقديم رمسيس لبيب
- الاقدام العارية - الشيوعيون المصريون- 5 سنوات في معسكرات الت ... / طاهر عبدالحكيم
- قراءة في اضراب الطعام بالسجون الاسرائيلية ( 2012) / معركة ال ... / كفاح طافش
- ذكرياتِي في سُجُون العراق السِّياسِيّة / حـسـقـيل قُوجـمَـان


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - أوراق كتبت في وعن السجن - مصطفى اسماعيل - الخيزران