|
أول 500 جامعة في العالم
جهاد علاونه
الحوار المتمدن-العدد: 3478 - 2011 / 9 / 6 - 20:28
المحور:
كتابات ساخرة
يقول المناضل العظيم(غاندي):
يوجد سبعة أشياء تدمر الإنسان: السياسة بلا مبادئ ، المتعة بلا ضمير ، الثروة بلا عمل ، المعرفة بلا قيم ، التجارة بلا أخلاق ، العلم بلا إنسانية ، العبادة بلا تضحية.
دائما وأنا أقرأ عن أهم الجامعات العلمية في العالم أضع رأسي في الأرض وخصوصا إذا كان يجلس إلى جواري رجل مسلم يدعي بأنه في الجنة والمسيحيين واليهود في النار, وأستحي من نفسي كثيرا وأضرب الكف على أخوه وخصوصا حين تعلم أنت أيضا بأن إسرائيل لوحدها تدعم البحث العلمي بأضعاف ما تدعمه الدول العربية حيث تنفق إسرائيل على البحث العلمي سنويا ما يقرب من 3 مليارات دولار سنويا وكل الوطن العربي من المحيط إلى الخليج لا ينفق مليار دولار وأستحي من أي إنسان يجلس معي ومن نفسي حين أقرأ عن جنوب أفريقيا بأنه متقدم على دول الخليج العربي بحوالي 200 جامعة في سلسلة أهم 500 جامعة علمية في العالم .
وهل تحتل المكتبات العربية أهمية كبرى من حيث الكم والكيف بين المكتبات العالمية أو أهم أول عشر مكتبات في العالم ما عدى مكتبة الإسكندرية قديما؟وهل تعلم يا عزيزي القارئ بأن من أهم 500 جامعة في العالم لا توجد من ضمنهن ولا أي جامعة عربية؟ وبأن أفريقيا أو جنوب أفريقيا توجد بها مستويات أعلى وأهم من مستوى الجامعات العربية حيث تحتل في أفريقيا 3 جامعات رقم 300 و400 و200عالميا أي أن جنوب أفريقيا متحضر ومتقدم علميا على العرب المسلمين بحوالي 200 سنة وأكثر, يعني بدنا تقريبا نتجاوز 250 جامعة في العالم حتى نصل إلى مستوى أضعف جامعة في جنوب أفريقيا, وهل تعلم بأن هنالك في إسرائيل جامعة تحتل رقم 65 عالميا وهنالك جامعات تحتل رقم 160..أي أن إسرائيل تأت من حيث الأهمية في سلسلة أهم أول 100 جامعة في العالم أو 150 جامعة وفي إسرائيل تساهم الجامعات بعدد الأبحاث العلمية المحكمة ب 11 بحث علمي لكل 10,000عشرة آلاف مواطن بينما الدول العربية مجتمعة لا تساهم إلا ب ثلث بحث علمي لكل عشرة آلاف مواطن عربي.طبعا كل هذه الإحصائيات مبنية على الأسس التالية: أولا عدد البحوث العلمية ومخرجات البحوث العلمية وعدد الأبحاث العلمية وعدد الحاصلين على جوائز نوبل وعلى عدد براءات الاختراع, وكان الأجدر بدول الخليج العربي أن تكون من أهم أول عشر جامعات في العالم إذا تخلوا عن العقليات القديمة في أساليب التدريس, والسؤال الذي يطرح نفسه هنا هو أين تذهب أموال البترول العربية إذا كانت تلك الأموال لا تدعم لا الجامعات العلمية ولا الأندية الرياضية ولا حتى صناعة السينما ولا أيضا الكِتاب العربي!!! فأين تنفق أموال الخليج وفي ماذا ينفقون أموالهم إذا كانوا لا يدعمون لا الكاتب العربي ولا الكتاب العربي ولا المثقف العربي؟ ففيما ينفقوا أموالهم؟ هل ينفقونها على أعواد السواك وعلى استيراد الروسيات؟ حتى وإن حصل ذلك وبالتأكيد حاصل فهذا لا يعني أن ينسوا الكتاب والكاتب العربي والجامعات العربية.
وفي منتصف القرن الماضي 1950م كان عدد الجامعات الأكاديمية العربية لا يتجاوز عدد أصابع اليد الواحدة وفي عام 2005م ارتفعت هذه النسبة لتصل إلى 165جامعة عربية ويقول المفكر العربي عدنان بدران :أنفق العرب على التكنولوجيا المعلبة والجاهزة ما يقرب من 1000مليار (ترليون)وهذا يعادل 20 عشرون ضعف مشروع مارشال لإعادة أعمار أوروبا .
ومع ذلك لم تحقق الحكومات العربية التنمية لشعوبها وفشلت في التخطيط للرفاهية والتنمية المستدامة ووجدت الدول العربية نفسها بعد كل ذلك في مخاضها الأخير إذا أنها حتى اليوم لا تملك مستحضرا طبيا يحمل اسم مكتشف عربي له أو آلة الكترونية عليها ختم رصاصي بإسم دولة عربية والنتيجة فساد ثقافي وعلمي وصناعي في أكبر مجالات البحث العلمي والتي من الممكن لها أن تضعنا في المستقبل على طريق الدول التي من الممكن لها أن تبدأ مشوار الألف ميل خطوة بعد خطوة استرضاء لرغبة الملايين من الشعوب العربية المقهورة والمكبوتة والمفلوجة بفالج الجهل والتخلف . وإن معدل براءات الاختراع العربية من 1900-2002م لا تتجاوز 300إختراع في غضون 100سنة كاملة بينما دولة صغيرة الحجم مثل إسرائيل بلغ عدد براءات الاختراع المسجلة فيها 7652براءة اختراع .
وبلغ عدد براءات الاختراع في كوريا الجنوبية 16328براءة اختراع .
وإن عدد البحوث العلمية المنشورة لكل مليون مواطن بلغت 38بحثا علميا لكل مليون إسرائيلي بينما في الدول العربية على هذا النحو: مصر 2., السعودية 53,. الكويت 1.,. وأرجو الانتباه إلى أن هذه الأرقام هي من سلسلة عالم المعرفة (الفجوة الرقمية عدد318.).
ولكل ألف شخص في أوروبا له يوميا 285صحيفة بمقابل 53صحيفة لكل 1000مواطن عربي, حتى أنني أشك بهذا الرقم ففي الدول العربية أقل بكثير فدولة واحدة مثلا مثل السعودية هل يمن المعقول أن تجد بها 500صحيفة !!! أو دولة مثل الأردن ؟؟لا أظن الرقم أقل بكثير جدا جدا جدا.
وإن عزوف القطاعات الخاصة عن دعم الثقافة والمثقفين واختصار الدعم على بعض الأندية الرياضية وبعض الرياضيين كل ذلك أدى لولادة جيل عربي فاسد ثقافيا بسبب فساد القطاع الخاص ثقافيا وهذا كله أدى ويؤدي إلى الاشمئزاز التام من كلمة ثقافة ومثقفين وعمل ثقافي . ومعدل إنفاق الجامعات العربية على الطالب لا يتجاوز 2400دولار بينما في الدول المتقدمة تصل نسبة الإنفاق على الطالب 14200دولار سنويا في إسبانيا لوحدها . والعرب يشكلون نسبة 6% من نسبة سكان العالم ومع ذلك يشاركون في صناعة الكتاب بنسبة 1,1سنويا من نسبة الإنتاج العالمي للكتاب . وكل مواطن في الصين يتحمل سنويا 40 دولار على صناعة الكتاب وفي الولايات المتحدة الأمريكية 953دولار سنويا وفي الوطن العربي 6دولارات فقط لا غير وهذه بحد ذاتها نسبة يجب أن يخجل منها الحكام العرب وأصحاب المراكز وصناع القرار.
زد على ذلك أن الفساد الثقافي لا يقف عند حدود الكم والنوع بل هنالك حساسية كبيرة وشديدة تجاه استخدام المصطلحات النقدية والفكرية وعلى الكاتب العربي أن يضع ألف احتمال سلبي لمجرد ذكره مصطلحات :النص والتأويل والنقد الديني والديانات المقارنة والمثلية الجنسية والحريات العامة والديمقراطية والتعددية الحزبية السياسية والثقافية ومعدلات استخدام مثل تلك الاصطلاحات لا تتعدى أصابع اليد الواحدة من قبل علمانيين منبوذين يعيشون في دول عربية تعزلهم عن المجتمع ليعيشوا عيشة الكلاب على الأسوار والوديان وأطراف مراكز القوى والخشية الكبرى أن يزداد الضغط في المستقبل على المثقفين من قبل الحكومات استجابة لرغبة هوامير الأديان الرجعية بوضع حد لتوقعاتهم واجتهاداتهم ووضع حد لحرياتهم التعبيرية, بدل أن تقوم الحكومات بدعمهم وأزيدكم من الشعر بيتا وهو أن المثقف شبه الإنسان في الوطن العربي لا يحتمل كل تلك الصدمات لذلك فمن الملاحظ جدا أن أعمار المثقفين قليلة جدا ومن النادر أن يعيش المثقف حياة طويلة مقارنة مع أقل أعمار المفسدين ثقافيا واجتماعيا وسياسيا ودينيا .
وأن أغلب المؤسسات الدينية تطلب الحماية من الحكومات ضد الكتاب الأجنبي أو الكتاب المستورد ودولة واحدة مثل إسبانيا تترجم سنويا من الكتب ما يعادل ما ترجمته الدول العربية كلها منذ أن تأسست دار الحكمة في بغداد حتى اليوم .
هذا المؤشر يقول لنا بأن إسرائيل لم تغلبنا فقط في حرب ال48 وال67 فقط لا غير بل غلبتنا وقهرتنا إسرائيل في كل الميادين, وهل تعلم بأن شركة كوكا كولا أغنى من غالبية الدول العربية؟ وكذلك شركة بيبسي حيث توازي ميزانيتها ميزانية 40 دولة في العالم, هذا عدى شركات صناعية أخرى خاصة صناعة السيارات, وهل تعلم بأن ميزانية بعض الأندية الرياضية الأوروبية أكثر وأكبر من عدد صادرات الأردن وسوريا؟ طبعا سأعتبرك بأنك كنت تعلم كل هذا, وفي النهاية سوف نرجع إلى نقطة البداية التي بدأناها من غاندي لنتأكد بأننا نملك ثروة كبيرة بلا أي عمل فالبترول ثروة كبيرة ولكن أموال البترول لا تذهب ولا تُصرف لا على التنمية الفكرية أو الاقتصادية أو لا تنفق نهائيا على التنمية الشاملة, وكذلك السياسة لدينا بلا مبادئ فلا توجد في مخرجات الأبحاث العلمية بحث علمي واحد صادق حيث يذهب عندنا الأساتذة الجامعيين إلى دوائر المخابرات في كل دولة عربية ليصفقوا لحزب المخابرات الحاكم حيث يصورون للدولة بأن المجتمع العربي راضٍ وقانع بحياته علما أننا وأنا أول رجل عربي غير راضي لا عن المخابرات ولا عن المؤسسات الثقافية وكافة عناصر المخابرات يعملون ضد مصلحة المواطن وضد الأبحاث العلمية ويضعون العُقد في طريق المنشار ويسيئون إلى سمعة المثقفين ولا يوجد مواطن عربي راضٍ عن أشكال الإدارة ولا عن السياسة الثقافية ولا توجد لدينا مؤسسات علمية ومؤسسات مجتمع مدني تحترم نفسها أو تحترم المواطن العربي فالمؤسسات العلمية مثلها مثل أسواق الخضار والفواكه أو محلات الميكانيك لتصليح السيارات فكيف ستكون لدينا أبحاث علمية ومستويات تعليمية راقية ترقى بالإنسان وبالمواطن العربي المسلم وما زالت الجامعات العربية في الدول الإسلامية تقوم بتدريس الخرافات والبدع بدل تدريس البحوث العلمية, وإن جميع المؤشرات تدل على أن الدولة سيتراجع دورها وينحصر في ظل سياسة العولمة والإنترنت ولهذه الأسباب ستبدأ الدول العربية نوعا جديدا من الفساد الثقافي ممثلا بالفساد الإلكتروني ومراقبة وتخريب المواقع الثقافية وتدميرها وإعاقة عمل المثقف وتضيق الحصار عليه وعليه عزيزي القارئ يجب عليك أن ترجع إلى بداية المقال لتكتشف بأن غاندي يتحدث عن سبع معضلات كلهن موجودات في الدول العربية الإسلامية .
#جهاد_علاونه (هاشتاغ)
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟
رأيكم مهم للجميع
- شارك في الحوار
والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة
التعليقات من خلال
الموقع نرجو النقر
على - تعليقات الحوار
المتمدن -
|
|
|
نسخة قابلة للطباعة
|
ارسل هذا الموضوع الى صديق
|
حفظ - ورد
|
حفظ
|
بحث
|
إضافة إلى المفضلة
|
للاتصال بالكاتب-ة
عدد الموضوعات المقروءة في الموقع الى الان : 4,294,967,295
|
-
ضاع الأمل
-
ليس ذنبي
-
تحيه كاريوكا
-
ايحاء الكلمة
-
مهارات لغوية
-
مي زياده2
-
مي زياده 1
-
حبر على ورق وكلام أفلام ومسلسلات
-
الاسلام والأمراض العقلية
-
الكلمة الأخيرة
-
دنيا الوهم والخيال
-
المرأة الضاحكة
-
أين كان الحب مختفياً عن القرآن
-
كاتب وعاشق بإحساس
-
حقوق الضعفاء
-
الحكم الذاتي للسكان الأصليين
-
الهيراركية-hirearchy الاسلامية
-
أين أهرب؟
-
بشاعة الحقيقة
-
أحلى شخصيه شخصية مأمون
المزيد.....
-
تونس: أيام قرطاج المسرحية تفتتح دورتها الـ25 تحت شعار -المسر
...
-
سوريا.. رحيل المطرب عصمت رشيد عن عمر ناهز 76 عاما
-
-المتبقي- من أهم وأبرز الأفلام السينمائية التي تناولت القضية
...
-
أموريم -الشاعر- وقدرته على التواصل مع لاعبي مانشستر يونايتد
...
-
الكتب عنوان معركة جديدة بين شركات الذكاء الاصطناعي والناشرين
...
-
-لي يدان لأكتب-.. باكورة مشروع -غزة تكتب- بأقلام غزية
-
انطلاق النسخة السابعة من معرض الكتاب الفني
-
مهرجان الأفلام الوثائقية لـRT -زمن أبطالنا- ينطلق في صربيا ب
...
-
فوز الشاعر اللبناني شربل داغر بجائزة أبو القاسم الشابي في تو
...
-
الموصل تحتضن مهرجان بابلون للأفلام الوثائقية للمرة الثانية
المزيد.....
-
فوقوا بقى .. الخرافات بالهبل والعبيط
/ سامى لبيب
-
وَيُسَمُّوْنَهَا «كورُونا»، وَيُسَمُّوْنَهُ «كورُونا» (3-4)
...
/ غياث المرزوق
-
التقنية والحداثة من منظور مدرسة فرانكفو رت
/ محمد فشفاشي
-
سَلَامُ ليَـــــالِيك
/ مزوار محمد سعيد
-
سور الأزبكية : مقامة أدبية
/ ماجد هاشم كيلاني
-
مقامات الكيلاني
/ ماجد هاشم كيلاني
-
االمجد للأرانب : إشارات الإغراء بالثقافة العربية والإرهاب
/ سامي عبدالعال
-
تخاريف
/ أيمن زهري
-
البنطلون لأ
/ خالد ابوعليو
-
مشاركة المرأة العراقية في سوق العمل
/ نبيل جعفر عبد الرضا و مروة عبد الرحيم
المزيد.....
|