أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الشهداء والمضحين من اجل التحرر والاشتراكية - سعيد الحمد - سعيد سيف.. وداعاً














المزيد.....

سعيد سيف.. وداعاً


سعيد الحمد

الحوار المتمدن-العدد: 3477 - 2011 / 9 / 5 - 09:15
المحور: الشهداء والمضحين من اجل التحرر والاشتراكية
    


حمل الراحل عبدالرحمن النعيمي بوأمل هذا الاسم «سعيد سيف» لأكثر من ثلاثين عاماً، وبحسب مقتضيات العمل السري اختار هذا الاسم وعرف به وخطب به وشارك به وكتب به وعاش معه مراحل صعبة حتى حط الرحال هنا مطلع الألفية الثانية ليواصل مشواره تحت العلنية ولأول مرة منذ ان احترف السياسة مطلع شبابه في حركة القوميين العرب التي ظل جزءا من أفكارها مع رؤى يسارية فرضت نفسها ضمن ظروف المرحلة، وتلك حكاية تطول تفاصيلها بطول مسيرة بو أمل الذي اختلفنا معه كثيراً واحببناه أكثر. غاب قبل اربع سنوات غياباً قسرياً بالمرض فترك فراغاً في «وعد» لم يملؤه أحد.. فالنعيمي كما سعيد سيف ليس أميناً عاماً لمنظمة أو جمعية بقدر ما كان بدايتها ونهايتها ودعك من التفاصيل والظلال والألوان .. فأبوأمل كان نسيجاً وحده يجدل الخيوط بمهارة ويعرف كأي «نوخذة» من حالة «نعيم» إلى أين سيذهب وإلى أين سيرسو بمركبه «منظمته، جمعيته» فكانت الاسئلة خلال الأربع سنوات كثيرة في الغياب وسيكون الفقد الآن أكبر. الراحل عبدالرحمن النعيمي عاش شطراً طويلاً من عمره في دمشق فعرف حواريها وأزقتها وحفظ أسماء شوارعها ومفردات شعبها، حضر مؤتمراتها وتابع أخبارها.. لكنه رحل دون ان يعلم ماذا يجري فيها الآن وإلى أين ستأخذها متغيرات اللحظة المفارقة.. لم يسمع ما جرى في دير الزور وحمص وحماة، لم تسجل «وعد» التي اسسها موقفاً مما يجري هناك ولم تترك له خبراً أو معلومة صغيرة عما جرى في سوريا ليعود إليه في لحظة صحوة، كان احبابه يترقبونها طوال الأربع سنوات من الغياب الذي اسدل بوأمل ستاره النهائي بغيابه يوم الخميس معانقاً تراب المحرق. وكما لم يعلم سعيد سيف «بوأمل» بانخراط «وعد» في الدوار تماماً كما لم يعلم رفيق دربه «سيف بن علي» أحمد الذوادي بانخراط التقدمي داخل لعبة الدوار، فكان السؤال الذي شغل البسطاء الذين احبوا «وعد والتقدمي» وصعقوا بوجودهم في الدوار «هل كان النعيمي والذوادي سيوافقان على ذلك الوجود». وظل السؤال معلقاً على بوابات وعد والتقدمي ففي غياب «السيفين» جرت في بحرنا مياه كثيرة على موج قادم من هناك من بعيد لا علاقة له بسواحل «الحد» أو سواحل «الحورة»!!. سؤال البسطاء الذين احبوا «وعد والتقدمي» كان حاداً كالسيفين وكان موجعاً في صعقة اندهاشه ولم نستطع ان نحيل البسطاء وسؤالهم المؤرق إلى أحد الآباء المؤسسين في «الشعبية أو التحرير» فبعضهم رحل وبعضهم غادر مبتعداً وبعضهم استقال «يعقوب جناحي» وبعضهم كان كزرقاء اليمامة قرأ النهائيات في البدايات فحذر قومه لكنهم لم يستبينوا الرشد ولم يستوعبوا النصح، فالبحر الذي دخلوه «غزر» عليهم ولا سبيل إلى العودة إلى مرساهم القديم والأصيل والأول .. فسهل ان تغادر وصعب.. صعب ان تعود وقد نبهنا علماء الاجتماع ان العودة إلى الخيارات البدائية قائمة وواردة وقادرة على اختراق القشرة الثقافية، وقد كان استبدال القمصان بالقفطان خطوة والاختباء تحت العمامة تعبيراً عن عودة إلى بدائية التفكير وثقافته الأولى. وتلك القضية لا تحملها مساحة وداع استذكاري واستحضاري لملامح « سعيد سيف» بعد ان غيبه الموت ليبقى مع سيف بن علي سؤال في الذاكرة الوطنية تطرحه في كل لحظة ونحن نستذكر الدوار وتداعياته وخطابات بعض رفاقهم الذين لم يسألوا «السيفين» عن صوابية خيار اختاروه في غيابهم يوم قبلوا ان يكونوا «سيوفاً» في غمد الولي الفقيه فخلا غمد سيف بن علي وغمد سعيد سيف من سيوف جماعاتهم ولم يتبق لهما سوى ذكريات دمشقية بنكهة كانت يسارية يوماً لكنها اختارت في العشرية الثانية من قرن آخر ان تكون بنكهة اخرى فكان سؤال البسطاء الذين احبوا «وعد والتقدمي» سؤالاً بلا جواب في رحلة الغياب». لا نرثي هنا سعيد سيف ولا نستذكر سيف بن علي، ولكننا نرثي مآل نهايات لم يكن لهما يد أو خيار فيها وهو جزء من سؤال البسطاء الذين ذرفوا ذات صيف دمعة على الذوادي وذرفوها بالأمس على النعيمي وفي المسافة بين الدمعتين ألف علامة استفهام عن النهايات وهي تناقض البدايات التي أسس لها السيفان.



#سعيد_الحمد (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- التجربة الآسيوية قراءة في شخصياتها وشخوصها
- الديمقراطيون الليبراليون المدنيون.. هل وصلتم إلى الناس؟
- صمدت غزة ولم تنتصر حماس
- لا ديمقراطية بدون ديمقراطيين
- زمانهم نوبل‮.. ‬وزماننا فتوى الزلابية
- فتاوي التحريم : فتوى تحريم الزلابية مثالا
- بين ابن قمبر وابن حماس
- رهان التنوير رهان المستقبل
- خياران لا ثالث لهما‮.. ‬دولة دينية أم دولة مدنية
- أسئلتنا إلى النيابة
- حزب الله‮.. ‬سقط القناع عن القناع
- وهم‮ »‬الاعتدال‮«.. ‬الإخوان المسلمو ...
- باتيل ورولينغ‮.. ‬امرأتان في‮ ‬زمن ا ...
- السباحة ضد التيار
- لا ديمقراطية من دون ديمقراطيين
- من مروة التركية إلى نورية الكويتية
- الإخوان وجهازهم السري‮..
- نهاية عام‮.. ‬إعدام صدام
- خسارة على التسامح
- ضد المرأة‮.. ‬أم ضد الاصلاح؟


المزيد.....




- النهج الديمقراطي العمالي يدين الهجوم على النضالات العمالية و ...
- الشبكة الديمقراطية المغربية للتضامن مع الشعوب تدين التصعيد ا ...
- -الحلم الجورجي-: حوالي 30% من المتظاهرين جنسياتهم أجنبية
- تايمز: رقم قياسي للمهاجرين إلى بريطانيا منذ تولي حزب العمال ...
- المغرب يحذر من تكرار حوادث التسمم والوفاة من تعاطي -كحول الف ...
- أردوغان: سنتخذ خطوات لمنع حزب العمال من استغلال تطورات سوريا ...
- لم تستثن -سمك الفقراء-.. موجة غلاء غير مسبوقة لأسعار الأسماك ...
- بيرني ساندرز: إسرائيل -ترتكب جرائم حرب وتطهير عرقي في غزة-
- حسن العبودي// دفاعا عن الجدال ... دفاعا عن الجدل --(ملحق) دف ...
- اليمين المتطرف يثبت وجوده في الانتخابات الرومانية


المزيد.....

- سلام عادل- سيرة مناضل - الجزء الاول / ثمينة ناجي يوسف & نزار خالد
- سلام عادل -سیرة مناضل- / ثمینة یوسف
- سلام عادل- سيرة مناضل / ثمينة ناجي يوسف
- قناديل مندائية / فائز الحيدر
- قناديل شيوعية عراقية / الجزءالثاني / خالد حسين سلطان
- الحرب الأهلية الإسبانية والمصير الغامض للمتطوعين الفلسطينيين ... / نعيم ناصر
- حياة شرارة الثائرة الصامتة / خالد حسين سلطان
- ملف صور الشهداء الجزء الاول 250 صورة لشهداء الحركة اليساري ... / خالد حسين سلطان
- قناديل شيوعية عراقية / الجزء الاول / خالد حسين سلطان
- نظرات حول مفهوم مابعد الامبريالية - هارى ماكدوف / سعيد العليمى


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الشهداء والمضحين من اجل التحرر والاشتراكية - سعيد الحمد - سعيد سيف.. وداعاً