أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - صادق إطيمش - هشام لا تغضب ...














المزيد.....

هشام لا تغضب ...


صادق إطيمش

الحوار المتمدن-العدد: 3476 - 2011 / 9 / 4 - 23:04
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    


تعقيباً على مقالة الأستاذ هشام عقراوي :
http://www.sotaliraq.com/articlesiraq.php?id=94589
................
القصيدة التي أطلقها الجواهري الكبير عقب جرائم الثامن من شباط لعام 1963 والذي اراد بها ان يواسي السيد امين الأعور السياسي اللبناني اليساري الذي اوجعته الجرائم التي حلت برفاقه الشيوعيين العراقيين بدأت بالبيت :
أمين لا تغضب فيوم الطغام آتٍ وانف شامت في الرغام
أستميح الجواهري الكبير عذراً إن تجرأت على إستخدام فاتحة قصيدته هذه لمواساة الأخ الأستاذ هشام عقراوي لما جاء في مقاله الأخير حول ما يجري على الشارع العربي والإعلام العربي في الوقت الحاضر ومدى شدة التوجه الذي يجري الآن للتوسل بالغرب عموماً وأمريكا على وجه الخصوص للتدخل في توجيه مسيرة رياح الربيع العربي والمساعدة على التعجيل بالتخلص من الأنظمة العربية المتسلطة على رقاب الشعوب منذ عقود عديدة .
هشام لا تغضب من الإزدواجية التي تمارسها حتى بعض القوى السياسية المعارضة في حركة التحرر العربية والتي مارست العمل السياسي على هذه الساحة منذ أمد بعيد إلا ان ممارستها هذه ظلت ممارسة عوراء لأنها لم تنطلق من الواقع المعاش ، بل من واقع العنجهية الفارغة والشعارات الزائفة لتربي الأجيال المنكوبة بنار الدكتاتوريات على رمال : لا صوت يعلو على صوت المعركة ، ولم نسمع يوماً في كل تاريخ التبجح هذا أنهم عملوا فعلاً على تأجيج معركة لها صوت يُسمع . إن كل ما سمعه الناس من هذه القوى " الثورية التحررية " لا تتعدى اناشيد " تنويمة الجياع " المعجونة بتاريخ ولى ولن يعود ، إلا انه ظل في افكار هؤلاء حياً حتى اليوم يحكم توجهاتهم في " الأمة العربية الواحدة ذات الرسالة الخالدة " ولم ير أحد هذه الأمة الموحَدة في كل تاريخها ، أللهم إلا إذا كانوا يرون في الأنظمة الإستبدادية القمعية الأموية والعباسية والعثمانية والحكومات التي إنبثقت عنها وبعدها ووحدتها في أساليب القمع والتنكيل رمزاً لهذه الوحدة التي يتغنون بها . كما لم يقرأ احد فحوى هذه الرسالة المزعومة التي لم تحتو سطورها غير الجريمة والقهر وملاحقة الغير حتى في ادق تفاصيل حياته .
هشام لا تغضب من الكذب والنفاق والدجل الذي تمارسه منذ اجيال قوى الإسلام السياسي التي تمتشق في كل مناسبة تريد بها إظهار زيفها وهمجيتها ، نفس المصاحف التي إمتشقها عمر بن العاص ووضعها على رؤؤس السهام كوسيلة للدجل والإحتيال والخديعة . عمر بن العاص ألذي سبق احفاده في جعل كتاب الإسلام المقدس وسيلة للخديعة علَّم احفاده كيف يتقنون هذا الخداع ويرفعون المصاحف بكاءً على الدين ويحشدون كل مَن يخدعونهم بهذه الكذبة ليرفعوا الشعارات الزائفة ضد هذا وذاك وما هم إلا الشياطين الذين يركعون لهذا وذاك قبل ركوعهم لربهم الذي يبيعونه كل يوم . إن ألإسلام السياسي اللاعب على أكثر من حبلين اصبح همه الوحيد خداع الناس البسطاء بالجهاد والقتال والعنف وإنكار الغير وكل الأساليب التي يهين فيها دينه نفسه ، بعد ان اهان أمته التي جعلها تجر اذيالها متخلفة عن مسيرة العالم العلمية والثقافية والإجتماعية والفنية وكل ما يصل حياة الإنسان المتحضر بوسائل الحضارة . إنهم يسعون لزج الأبرياء في جرائم هي وسيلتهم الوحيدة في التعامل مع هذه الحياة إذ انهم لا يملكون من المنطق ولا من الفكر ولا من الشجاعة الأدبية ولا من الصفات الأخلاقية التي يستطيعون بها مواجهة الغير الذي يختلف معهم في تصوراتهم ومواقفهم الإنتهازية الوحشية هذه . إنهم لا يتوارون عن خديعة البسطاء بشعارات : كنتم خير امة أُخرجت للناس ، وانتم الأعلون ، وما شابه من الشعارات التي يستلونها من جعب كذبهم ونفاقهم . وما مواقفهم في الثورات الجارية في الوطن العربي الآن إلا إنعكاساً لإنتهازيتهم وازدواجيتهم هذه .
هشام لا تغضب من الدجل الإعلامي المنفوط الذي يجعل من النظام الوهابي المتخلف مدافعاً عن حرية الشعوب ومن دكتاتورية ولاية الفقيه نصيراً لتحقيق أماني العرب والمسلمين ومن عنصريي العثمانيين الجدد رواداً لحركات التحرر القومي ومن العصابات السائبة المُقنعة وغير المقنعة التي تبارت للوقوف بوجه التيار الجارف للطغاة ، مناضلين يدافعون عن الحرية . هذا الإعلام الذي كانت لنا نحن اهل العراق تجربة خاصة معه سواءً كان ذلك إبان دكتاتورية البعث الساقطة او بعد إنهيارها . كما أن تجربة حركة التحرر العربي مع هذا الإعلام إتسمت بمراوغة إستطاعت بها بعض الفضائيات القابعة تحت قبة السياسة الأمريكية الواسعة الإنتشار على كل بقاع العالم العربي ، ان تعطي لسيدهم هذا ومن معه مواصفات يجعله اليوم مستعمراً وغداً مُحرراً.
هشام لا تغضب من هذه الإزدواجية التي لم يسلم منها حتى ساستنا الذين قالو لنا بأنهم جاؤونا محررين لا ناهبين لثرواتنا او متسلطين على ثقافتنا او متعاونين مع اعداء شعوبنا من " الجيران " وغير الجيران . ساستنا الذين يواصلون الليل بالنهار بتبادل القُبل والتهاني بالعيد مع مَن يقصفون قرانا يومياً ويتصدون لأهلنا بمدافعهم وطائراتهم وقنابلهم ليلاً ونهاراً لا رادع يردعهم ولا حليف يزجرهم . ساستنا الذين يسعى البعض منهم إرضاءً لهذا او تزلفاً لذاك من فقهاء السلاطين بتحويل بغداد إلى قندهار والنجف إلى قم والموصل إلى ولاية عثمانية ، وهم يتبجحون مع ذلك بأنهم من أهل العراق الساعين لنهضته وتقدمه . فلا تعجب أخي هشام من هذه النماذج إن خرجت اليوم بهذا الوجه الكريه ، فلقد سبق وأن راينا نفس هذه الوجوه تلاحقنا حسب قوانين البعثفاشية التي لم يزل يعمل بالكثير منها اليوم ايتام الجرذ المقبور.
هشام لا تغضب فهذي الوجوه لا يمكنها ان تستمر في المسير عكس تيار التاريخ قبل ان تنتهي إلى قمامة هذا التاريخ .
الدكتور صادق إطيمش



#صادق_إطيمش (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- متسولو القذافي بالأمس ... اين هم منه اليوم ؟
- لا بديل عن التفاوض مع المناضل الأممي عبد الله أوجالان
- دولة بلاد الرافدين الجديدة إسمها - خان إجخان -
- لماذا تصمت المرجعية الشيعية أمام هذا التهريج ؟
- هدنة رمضان
- رحيم الغالبي ... عاشق المنبعين ، الوطن والشطرة
- البعثفاشية والإسلام السياسي في العراق يغتالان ثورة الرابع عش ...
- رحيم الغالبي الذي مرَّ بأثقل ألأحمال على - جسر من طين -
- بين حافِرها ونَعَلْها
- شمرة عصا... بين النظام العراقي ودكتاتورية الدولة الدينية
- بين الحقيقي والمزيف المزوّر على الساحة السياسية العراقية
- مو عِدنا...
- برمجة إستغباء الناس في خطاب الإسلام السياسي
- وسقط المالكي ...وماذا بعدئذ...؟
- ديمقراطية العمائم هي التي فشلت بالعراق
- ايها الجبابرة الطغاة ... اين المفر ؟
- كالمستجير من الرمضاء بالنار
- قاسم العطاء بين ملاعب الشعب والكشافة والزوراء
- أصداء العيد السابع والسبعين للحزب الشيوعي العراقي
- التحرك الجماهيري في العراق ... أصالة مُتوارَثة


المزيد.....




- المغرب - رسو سفينة حربية إسرائيلية في ميناء طنجة: بين غضب شع ...
- سيدة محجبة تحرق علما فرنسيا. ما حقيقة هذه الصورة؟
- سياسي فرنسي: رد روسيا على حظر RT وغيرها في الاتحاد الأوروبي ...
- مسؤول سابق في CIA يشير إلى -نوعية الصفقة- التي عقدت مع أسانج ...
- وقف توسع -بريكس-.. ماذا يعني؟
- الجيش الأردني: مقتل مهرب وإصابة آخرين خلال محاولتهم تهريب مخ ...
- ألمانيا تعتزم تشديد الفحوص الأمنية للموظفين بالمواقع الحساسة ...
- القضاء الأمريكي يعلن أسانج -رجلا حرا-
- -واللا-: الجيش الإسرائيلي يستحدث وحدة جديدة للمهام الخاصة بع ...
- -الوطن التركي-: هدف واشنطن إضعاف وتفكيك تركيا وإبعادها عن ال ...


المزيد.....

- تأملات في كتاب (راتب شعبو): قصة حزب العمل الشيوعي في سوريا 1 ... / نصار يحيى
- الكتاب الأول / مقاربات ورؤى / في عرين البوتقة // في مسار الت ... / عيسى بن ضيف الله حداد
- هواجس ثقافية 188 / آرام كربيت
- قبو الثلاثين / السماح عبد الله
- والتر رودني: السلطة للشعب لا للديكتاتور / وليد الخشاب
- ورقات من دفاتر ناظم العربي - الكتاب الأول / بشير الحامدي
- ورقات من دفترناظم العربي - الكتاب الأول / بشير الحامدي
- الفصل الثالث: في باطن الأرض من كتاب “الذاكرة المصادرة، محنة ... / ماري سيغارا
- الموجود والمفقود من عوامل الثورة في الربيع العربي / رسلان جادالله عامر
- 7 تشرين الأول وحرب الإبادة الصهيونية على مستعمًرة قطاع غزة / زهير الصباغ


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - صادق إطيمش - هشام لا تغضب ...