أحمد منتصر
الحوار المتمدن-العدد: 3476 - 2011 / 9 / 3 - 19:03
المحور:
كتابات ساخرة
دخل مايكل نبيل أول معتقل رأي بعد الثورة المصرية والمحكوم عليه بثلاث سنوات حبس بتهم كوميدية (إهانة المؤسسة الملكية العسكرية ونشر أخبار تقلق الرأي العام) في إضراب مفتوح عن الطعام منذ حوالي أسبوعين. وبحسب المعلومات المتوفرة لدينا فإن حالته الصحية سيئة خاصة أنه قد وردت أنباء عن امتناعه منذ يومين أو ثلاثة عن شرب المياه وتناول دواء القلب الخاص به.
هذا.. في الوقت الذي يجلس السيد المشير الآن في فيلته بالتجمع الخامس أو مكتبه بوزارة الدفاع. ينعم بمكيف الهواء ويدخن السيجار ويمزح مع السيد رئيس الأركان. لا تشغله سوى قضية مايكل نبيل الذي تجرأ وقال مقالته الشهيرة (الجيش والشعب عمرهم ما كانوا إيد واحدة). كيف يجرؤ هذا الفتى والذي هو أصغر من أحفادي أن يشكك في وطنيتي وولائي لمصر وحبي لها؟ يجب أن يتم تأديبه وليقضي الثلاث سنوات القادمة من عمره في أحد السجون الحربية.
أطلقوا عليه كلابي تنهش في لحمه وعظمه. قولوا إنه جاسوس إسرائيلي وملحد ماسوني وبذلك نضمن أنه لن يدافع عنه أحد. فلا أمريكا تحدثت ولا إسرائيل زجرت وتوعدت. اجعلوه تابوهًا تخاف أية منظمة حقوقية الاقتراب منه. اجعلوه عبرة لأي مدون حقير يفكر أن يأتي على ذكرنا بسوء أو يقترب من جنابنا المصون. ولو كان الأمر بيديّ لأمرت بحظر النشر في أي قضية تخص الجيش بتاعي.
كنت أعمل قديمًا في السر. آخذ العمولات على صفقات السلاح. وأرقي أغبى الضباط. وأنكل بأشرف الجنود. ولا يعرف عني أحد أي شيء ولا تتطرق الصحافة ولا الإنترنت لي. الآن أنا في ورطة خطيرة. إذا تركت السلطة سريعًا جاء أمثال مايكل نبيل وقرفوني. وإذا ظللت في السلطة زاد أعدائي كل يوم وفاحت رائحتي.
الحل إذن أن أترك كل شيء على ما هو عليه. أبقى في السلطة. أستمر في التنكيل بمايكل نبيل. أتلاعب بالإسلاميين والعلمانيين. أنهب من ميزانية الدفاع كيفما شئت بلا رقيب ولا عليم. وأقضي ما تبقى من عمري في استجمام ولتذهب البلد إلى الجحيم.
عن المشير اللي عامل عقله بعقل مايكل نبيل..
#أحمد_منتصر (هاشتاغ)
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟