أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - اليسار , التحرر , والقوى الانسانية في العالم - احمد سعد - ما هي خلفيّة وآفاق الصراع في اوكرانيا؟















المزيد.....

ما هي خلفيّة وآفاق الصراع في اوكرانيا؟


احمد سعد

الحوار المتمدن-العدد: 1034 - 2004 / 12 / 1 - 08:04
المحور: اليسار , التحرر , والقوى الانسانية في العالم
    


فجرت نتائج انتخابات الرئاسة المعادة في جمهورية اوكرانيا بين يوشنكو وينيكوفيتش الصراع الذي كان يختمر منذ انهيار الاتحاد السوفييتي وتفككه بين قوى وتكتلات مختلفة ترتبط كل منها بطغمة من ارباب الرأسمال، من الاثرياء الجدد وبطغم عصابات الاجرام والمافيا، هذا اضافة الى الحزب الشيوعي الاوكرايني. صراع حول طابع هوية حاضر ومستقبل تطور اوكرانيا. واذا استثنينا الحزب الشيوعي الاوكرايني، الذي يعتبر قوة سياسية – جماهيرية لها وزنها النوعي والكمي المؤثر على ساحة التطور، والذي لم يسقط من برنامجه هويته الفكرية الماركسية – اللينينية ولا تطلعاته ونضاله من اجل مجتمع العدالة الاجتماعية الاشتراكي، اذا استثنينا هذا الحزب فان باقي التيارات السياسية من انصار الرأسمالية وتؤلف حزمة من احزاب البرجوازية الليبرالية والمحافظة والليبرالية الجديدة والقومية الشوفينيية المتعصبة.

والصراع الذي تفجر مؤخرا بنزول مئات الالوف الى شوارع التظاهر والاحتجاج في مختلف مدن ومناطق اوكرانيا ينطوي على مخاطر جدية من حيث المدلول السياسي وطابع ومستقبل تطور اوكرانيا. فبنسبة ضئيلة وفارق بسيط نجح المرشح ينيكوفيتش للرئاسة وسقط يوشنكو. ولم يتقبل يوشنكو ومؤيدوه هذه النتيجة بادعاء تزوير نتائج الانتخابات، وبدأ بممارسة الضغط الجماهير والسياسي من خلال تحريك الشارع الجماهيري بنزول عشرات الالوف من مؤيديه الى ساحات التظاهر والاحتجاج والمطالبة بالغاء نتائج الانتخابات. ويوشنكو من المرضي عنهم في "البيت الابيض" الامريكي وفي دوائر الحلف الاطلسي والاتحاد الاوروبي، فهو من الداعين الى تدعيم العلاقات السياسية والاقتصادية مع الغرب. ولهذا ليس من وليد الصدفة ان تسارع ادارة بوش الامريكية والاتحاد الاوروبي الى التدخل في الشأن الداخلي الاوكراني والاعلان ان الانتخابات للرئاسة مزّورة وانها لا تعترف بنتائجها وينيكوفيتش. ومن جهة ثانية يتهم ينيكوفيتش ان من زور الانتخابات في بعض المناطق خاصة المناطق الغربية من اوكرانيا هو يوشنكو وجماعته، ونزل الى شوارع المدن، خاصة في المناطق الشرقية، عشرات الالوف من الجماهير الداعمة لينيكوفيتش.

الواقع، حسب رأينا ان الصراع اعمق وابعد من ادعاءات تزوير نتائج الانتخابات. فجمهورية اوكرانيا لها وزنها الاستراتيجي الهام على الساحة الدولية فهي دولة غنية بثرواتها الطبيعية وباراضيها الزراعية الخصبة، اضافة الى انها دولة نووية، تختزن اراضيها جزءا من الطاقة الذرية والصواريخ من ايام الاتحاد السوفييتي. ومنذ انهيار الاتحاد السوفييتي وخاصة في عهد الرئيس الروسي بوتين تجري مشاورات ومداولات بين حكومات روسيا وبيلاروسيا واوكرانيا لبلورة مختلف اشكال علاقات الوحدة والتكامل الاقتصادي والسياسي.
فبين هذه الدول تتوافر العديد من العوامل المشتركة – الحدود المشتركة واللغة السلافية المشتركة والمتقاربة جدا، ووجود اعداد ملايين الروس في كل من بيلاروسيا واوكرانيا. فاقامة هذا المحور التكاملي للانظمة الرأسمالية في هذه البلدان يجعله ذا وزن على ساحة المنافسة مع محاور الامبريالية الاخرى، مع الولايات المتحدة الامريكية واليابان والاتحاد الاوروبي. ولهذا فان روسيا لم تخف حقيقة دعمها للمرشح ينيكوفيتش الداعي الى توثيق علاقات التكامل الاقتصادي والسياسي مع روسيا.
لقد اقر "الرادا" (البرلمان الاوكرايني) الغاء نتائج الانتخابات، فيما لا يزال كل من المرشحين يتمسك بموقفه. وعلى اثر هذا القرار وتمسك المرشحين بموقفهما اصدر الحزب الشيوعي الاوكرايني بيانا الى الشعب الاوكراني يتهم فيه كلا المرشحين بتزوير العملية الانتخابية في الجولة الثانية وان الحزب الشيوعي لم يدعم أيا من المرشحين لان كلا منهما يمثل مصالح طغم مالية وينوي مواصلة السياسة التي قادت اوكرانيا الى دوامة الفقر والمآسي. وطالب الحزب الشيوعي بالغاء نتائج الانتخابات ويحذر من استغلال الصراع القائم لجر اوكرانيا الى فوضى سياسية، كما يحذر من محاولة افراغ الرادا (البرلمان) من صلاحياته وعدم احترام الدستور الاوكراني. هذا اضافة الى التحذير من التدخل الاجنبي في الشأن الداخلي الاوكراني وعدم الانجرار وراء مغامرين سياسيين يرتبطون بعصابات اجرام الاغنياء الجدد. ويقترح الشيوعيون نقل السلطة الى البرلمان وتخويله صلاحية مناقشة اصلاح سياسي في اطار الدستور.
ان تحذير الشيوعيين الاوكرانيين في مكانه، فالصراع الجاري بدأ يأخذ الطابع الجغرافي السياسي الاقليمي بين القسم الشرقي من اوكرانيا القريب من روسيا (سكانه مؤيدون بغالبيتهم لينيكوفيتش) وبين القسم الغربي من اوكرانيا القريب اكثر من بولونيا. والخطر الجدي ان يؤدي مواصلة الصراع وتأجيجه من قبل ايدٍ اجنبية، الى تفكيك الوحدة الاقليمية السياسية لأوكرانيا كما حدث في يوغسلافيا السابقة حيث تحت وصاية الحلف الاطلسي تم تمزيقها الى دويلات قومية – اثنية. واذا ما نجح التآمر بتقسيم اوكرانيا فهذا سيكون بمثابة مرحلة وخطوة اضافيتين في تصفية البنية السياسية التي قامت في اوروبا في اعقاب النصر على النازية في الحرب العالمية الثانية. فالتحولات التي حرت على الخارطة الجغرا – سياسية في اوروبا في السنوات الاخيرة - انهيار الانظمة الاشتراكية في بلدان اوروبا الشرقية وانضمامها الىعضوية الاتحاد الاوروبي – تنسجم مع خدمة مصالح ارباب الطغم المالية في اوروبا والغرب بشكل عام والطغمة المالية الالمانية بشكل خاص. فالمانيا التي تعتبر صاحبة الوزن الحاسم والمؤثر في الاتحاد الاوروبي، كقوة اولى اقتصاديا وماليا، تتطلع وتعمل من اجل توسيع وزيادة هيمنتها على الاتحاد الاوروبي وانظارها تتجه نحو التوسع شرقا. وبعد دخول بولونيا في اطار الاتحاد الاوروبي فان اوكرانيا المرشحة القادمة في الدور. وتمزيق اوصال اوكرانيا يضعف بدون شك روسيا.
اذكر في المؤتمر الثاني للحزب الشيوعي في روسيا الفدرالية، الذي شاركت فيه، ان السكرتير العام للحزب في حينه، غينادي زيغانوف قد حذر من المؤامرة المرحلية للامبريالية على روسيا لاضعافها وتركيعها وتحويلها الى قوة هامشية في التقسيم العالمي الرأسمالي للعمل. فالمرحلة الاولى كانت تفكيك وانهيار الاتحاد السوفييتي والمرحلة الثانية التآمر لتفكيك روسيا الاتحادية الفدرالية الى دول ودويلات انفصالية، والمرحلة الثالثة وضع العراقيل امام قيام أي شكل من التكامل الجدي بين روسيا والدول التي كانت في اطار الاتحاد السوفييتي وفي اطار المنظومة الاشتراكية وجذب هذه الدول الى حظيرة التكامل مع الغرب. وهذا ما حدث مع تشيكيا وبلغاريا ورومانيا وبولونيا، وما يجري الآن من محاولات تآمرية مع اوكرانيا.



#احمد_سعد (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- لتبقَ ذكرى سعدون العراقي خالدة
- هل يولّد مؤتمر شرم الشيخ غير الفأر الامريكي؟
- إعادة انتخاب بوش دالة شؤم وخطر على الامن المنطقي والعالمي
- ميزانية العام 2005: الانياب مشحوذة لزيادة الفقر والبطالة وال ...
- شعب ذاق مآسي النكبة -لن يُلدغ من جحر مرتين-
- وتبقى الراية مرفوعة
- في الذكرى الـ-48 لمجزرة كفرقاسم: لا مفر من استخلاص العبر لمو ...
- مدلول التصويت على خطة شارون: على أية مساحة تكون أرض اسرائيل ...
- هل يمكن التصويت دعما لخطة دفن الحق الفلسطيني المشروع؟
- التفجيرات في منتجعات طابا: ديناميت الشياطين في خدمة استراتيج ...
- ماذا وراء هذا التزامن؟!
- هل تستهدف مجازر حكومة شارون تحويل شمال القطاع الى منطقة عازل ...
- عبد رضا الشيوعي الذي كان بيننا
- لمواجهة مخطط الاستيطان والتصفية الاسرا–امريكي
- صباح الخير صباحك منوّر يا أبا حنظلة
- المعيار الاجتماعي لسياسة تُعيد انتاج المآسي
- التفاعلات الجارية في الخارطة السياسية الحزبية الاسرائيلية
- حتى لا نكون وقضايانا صفرًا على الشمال!
- جون كيري يسجد أيضًا في بيت الطاعة الصهيوني
- حتى لو انفلق الكارهون!- زيّاد أهل للتكريم


المزيد.....




- مدفيديف: الناتو منخرط بشكل كامل في الصراع الأوكراني
- السعودية.. إحباط 5 محاولات لتهريب مئات آلاف حبوب -الكبتاغون- ...
- مصر.. الداخلية تكشف تفاصيل واقعة مصرع عامل دليفري بعد تداوله ...
- اليونيفيل: إصابة 4 جنود إيطاليين من قوات حفظ السلام في جنوب ...
- محمود الهباش: وجود إسرائيل في غزة لن يكتسب شرعية مهما طال
- مشاركة عزاء للرفيق رؤوف الحباشنة بوفاة جدته
- من هو الكاتب بوعلام صنصال وما مصيره منذ وصوله للجزائر؟
- خبير عسكري: الاحتلال يستهدف مربعات سكنية بسبب تعثر عمليته ال ...
- هل اكتشفت أم محمد هوية الواشي بنصر الله؟
- قوات الاحتلال تقتحم جنين ونابلس واعتداءات للمستوطنين في الخل ...


المزيد.....

- قراءة ماركس لنمط الإنتاج الآسيوي وأشكال الملكية في الهند / زهير الخويلدي
- مشاركة الأحزاب الشيوعية في الحكومة: طريقة لخروج الرأسمالية م ... / دلير زنكنة
- عشتار الفصول:14000 قراءات في اللغة العربية والمسيحيون العرب ... / اسحق قومي
- الديمقراطية الغربية من الداخل / دلير زنكنة
- يسار 2023 .. مواجهة اليمين المتطرف والتضامن مع نضال الشعب ال ... / رشيد غويلب
- من الأوروشيوعية إلى المشاركة في الحكومات البرجوازية / دلير زنكنة
- تنازلات الراسمالية الأميركية للعمال و الفقراء بسبب وجود الإت ... / دلير زنكنة
- تنازلات الراسمالية الأميركية للعمال و الفقراء بسبب وجود الإت ... / دلير زنكنة
- عَمَّا يسمى -المنصة العالمية المناهضة للإمبريالية- و تموضعها ... / الحزب الشيوعي اليوناني
- الازمة المتعددة والتحديات التي تواجه اليسار * / رشيد غويلب


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - اليسار , التحرر , والقوى الانسانية في العالم - احمد سعد - ما هي خلفيّة وآفاق الصراع في اوكرانيا؟