فيروز أمين
الحوار المتمدن-العدد: 3475 - 2011 / 9 / 2 - 09:31
المحور:
الادب والفن
نحتاج الى قواميس إنكليزية وسدي دي تعليمي ومازال ينقصنا الكثير من المستلزمات المدرسية لقد نفذ ما عندنا بسرعة بعد بدء الدوام المدرسي قالت نور .
ما رأيك لو نعرض بطاقات بريدية وتحف صغيرة لجذب الزبائن ؟ قالت ندى .
ولكن هذا مكتبة لبيع الكتب وليس محل لبيع الهدايا قالت نور والتي بدت غير مشجعة لفكرة ندى .
أعرف ولكن ألم تلاحظي أن الإقبال على شراء الكتب يقل يوما بعد يوم خصوصاً بعد زيادة إنتشار المواقع الالكترونية التي تعرض كتب مجانية وأصبح في متناول الجميع وبكبسة زر يحفظ في فلاش أو في سي دي ، الآن تستطيعين حمل مكتبة كاملة في حقيبتك قالت ندى مبررة وجهة نظرها في ضرورة البدء في التفكير بإدخال تجديدات في العمل .
ربما كلامك صحيح لكن لايمكن لأي شيء أن يعوض عن الكتاب ، فالكتاب له متعة خاصة ومعه تحس بإتصال خفي بالشخصيات الموجودة على الورق ، تشعر بمتعة لمس الورق ، متعة تأشير العبارات المفضلة في الكتاب ، تصميم الغلاف والتي عادة تكون لوحات لفنانيين عالميين كل هذه التفاصيل الصغيرة لا نستطيع أن نحس بها إلا من خلال ملامسة الكتاب قالت نور .
يمكن الحق معك ولكن .... وقبل أن تكمل ندى كلامها قاطعتها نور :
أعلم ماذا تقولين الزمن تغير وعلينا أن نواكب التطور والتغيير من حولنا و....و...و
أنت حرة ففي النهاية القرار يعود لك ، لاحظت ندى نور وهي تراقب ساعتها وبدت منشغلة عنها بالنظر للخارج وكأنها تنتظر أحداً اليوم أربعاء أليس كذلك ؟ سألت ندى .
حاولت نورتجاهل سؤالها وإنصرفت لإكمال قائمة المستلزمات التي يجب توفيرها للمكتبة .
على العموم مازال الوقت مبكراً قريبا سيظهر في الجوار قالت ندى .
ومن قال لك أنني أنتظره ؟ لدي أعمال علي إنهاؤها أهم من إنتظار ذلك الغريب قالت نور بغضب .
لقد غضبت نور وتعصبت علي أتدرين معنى هذا قالت ندى وهي تشير بإصبعها لنور مهددة والضحكة لاتفارق شفتيها .
كفاك تحليلاً فرويد فلا وقت لي لتحليلاتك قالت نور .
أعتقد أن الأمر يتعدى أكثر من مجرد إعجاب وأنه تطور ل....... وقبل أن تكمل كلامها قاطعتها نور بعد أن ألمحت أختها حنان وهي تتجه نحوهما في المكتبة :
أرجوك أن تؤجلي الحديث في هذا الموضوع هاهي حنان آتية نحونا وأنا لاأريد أن أعطي هذا الموضوع أكبر من حجمه .
دخلت حنان بمرحها المعهود وسلمت عليهم :
مرحبا كيف حالكم كنت بالجواروفكرت بالمرور عليكم .
أهلا بك حنان قالت ندى ، وكيف هي إبنتك منة ؟
هي بخير شكراً لسؤالك ردت حنان .
وأين منة سألت نور هل تركتها وحدها في البيت ؟
طبعا لا لقد تركتها عند جارتنا إتصل عمر وبلغني أن أمر على مكتب الحوالة لأستلم النقود التي أرسلها لنا ، ولكن هناك خبر أهم .
ماذا ؟ قالتا نور وندى .
ردت والابتسامة قد ملأت وجهها النحيل سيرجع عمر في أول الشهر ووعدني أن هذه السفرة ستكون الأخيرة ولن يرجع مرة أخرى للغربة .
مبروك هذا أحلى خبر قالت ندى .
شكرا ، سنجتمع من جديد كعائلة لا أطيق الإنتظار حتى يحين موعد عودته إلينا قالت ندى .
نور والتي بدت قلقة من فرحة حنان سألتها إذا كان قرار عمر مؤكداً هذه المرة وخشيت أنه سيخذل أختها مثل المرات الماضية .
طبعاً أكيد ففي المرة الماضية هددته أنني سأتركه لو أنه لم يف بوعده ، قالت حنان بثقة .
(التجارب التي شهدتها نور في الخلافات التي وقعت بين حنان وعمر في السنوات الأخيرة وكيف كان عمر يخلف وعده في كل مرة جعلتها تشك بصدق كلامه هذه المرة أيضاً ، إلا أنها كانت تتعجب من حنان التي تصدقه في كل مرة ولاتبصر الحقيقة ، حقيقة أن زوجها تعود العيش بعيدا عنها ولا يهمه توسلاتها ورجائها )
لابد أن منة مسرورة للغاية كون والدها سيرجع للبيت أليس كذلك ؟ سألت ندى .
هي سعيدة ولكن هذا لا يقارن بسعادتها لحظة تركتها عند جارتنا مع إبنها ياسر ربما لو غبت حتى لأسبوع فإنها لن تلاحظ غيابي قالت حنان .
طبعاً يكفيها السيد ياسر قالت نور .
ما هي قصتهما ؟ قالت ندى لتكون على الخط معهم والتي بدت متشوقة لسماع الطفلين .
إبنتي عاشقة قالت حنان وقد تملكتها ضحك هستيري لكنها تمالكت نفسها لتكمل القصة ، كما قلت منة وياسر تربطهما علاقة صداقة متينة ولايفترقان أبدا لا في المدرسة أو البيت وكل صباح عندما أعد الشطائر لمنة تصر على أعدادي شطيرتين لها بحجة أنها تجوع كثيرا وقت الظهيرة .
وهنا قاطعتها نور :
لكننا نعلم أن الشطيرة الزائدة لياسر ، فتلك الشقية تضعف يوما بعد يوم .
صغيرتي تحاول تأمين مستقبلها من الآن والا سينتهي بها المطاف مثل خالتها قالت حنان .
هل عدنا لنفس الموضوع قالت نور .
لا بالطبع لن نعود نناقش نفس الموضوع ، أصلا أنا رفعت الراية البيضاء أمامك وبدأت أؤمن فعلاً بقناعاتك ، فبعد تجربتي مع هذا الزواج عن بُعد لست الشخص المناسب لإبداء النصائح لغيري .
وماذا عني أنا ، زوجي يعيش معي في نفس البيت ولا أحس بوجوده حتى ، قالت ندى .
حسناً ليس لديكم حل وسط بالأمس كنتما تدفعانني دفعا لأرضى بأول شخص يدق بابي واليوم تحسدونني على حياتي التي كانت في يوم من الأيام بائسة بالنسبة لكم !!!! قالت نور .
على الأقل لاتنتظرين أحداً يعطف عليكِ بمكالمة أو بإجازة في أحسن الأحوال ، أنت حسمت موقفك في هذه الحياة وأخترت العيش بإستقلالية أما أنا فلا أستطيع عد نفسي في قائمة الممتزوجين ولا في قائمة العزاب ، يمر عيد مولد إبنتي وحدنا بدون عمر ، عيد زواجنا نحتفل به بعيدين عن بعضنا حتى أنه نسيها السنة الماضية قالت حنان بأسى .
لكنكِ شجعته على السفرو كل الفكرة كانت فكرتك منذ البداية قالت نور .
وأنا نادمة كل الندم على اليوم الذي أقنعته فيه على السفر فهو لم يكن موافقاً على الفكرة ورفضها رفضا تاماً ولا أستطيع مسامحة نفسي ، كنت أعتقد أنها سنتين وسيرجع الينا بعد أن نكون أمنا معيشتنا وكونا أنفسنا لم أكن أعلم أن السنتين ستصبح ثلاث وأربع وخمس وبعد شهور ستكمل السنة السادسة ، والمرات التي نزل فيها في إجازة خلال السنوات الست أستطيع عدها بأصابع اليد ، على العموم سيصبح كل هذا من الماضي وسنبدأ من جديد ولامزيد من الفراق بعد اليوم أو بالأحرى بعد شهر قالت حنان .
أرجوذلك قالت نور ، مع أنها حاولت إخفاء قلقها عن حنان التي بدت متحمسة وواثقة هذه المرة من عودة عمر اليها وإنصرفت لإنهاء الجرد التي بدأت به :
لقد أنهيت الجرد وهاهي القائمة جاهزة قالت نور لندى ، أرجو أن تراجعيها للمرة الأخيرة قبل ذهابي لأنني لاأريد أن تتصلي بي في اللحظة الأخيرة لتعلميني بنقص هنا وهناك .
لا تقلقي لن أتصل بك ولن أزعجك ، ولكن هل أنت ذاهبة الآن ألن تنتظرين قليلاً ؟ قالت ندى وهي ترمق عينها بدون أن تلاحظها حنان .
لا لقد تأخرت كثيراً وعلي الذهاب قالت نور وهي ترمق ندى بنظرة حادة .
أتستطيعين توصيلي في طريقك ؟ سألت حنان .
بالطبع سأوصلك أينما تريدين وبعدها سأنطلق لإتمام عملي قالت نور وبكل رحابة صدر .
بعد إنصراف نور وحنان قامت ندى بإدخال بعض البيانات في الكومبيوتر وعناوين لكتب جديدة وبينما كانت مُنهمكة بعملها دخل رجل في أواخر الثلاثينيات متوسط الطول ،ذات بشرة فاتحة، سأل وبصوت رجولي عن كتاب في التنمية الاقتصادية .
لم تصدق ندى عيناها عندما رأته إنه هو .....
يتبع .....
#فيروز_أمين (هاشتاغ)
الحوار المتمدن مشروع
تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم
العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم.
ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في
استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي،
انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة
في دعم هذا المشروع.
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟