أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني - نبيل الحيدرى - الخلفاء الراشدون وتقافة المحبة والتسامح والتعايش














المزيد.....

الخلفاء الراشدون وتقافة المحبة والتسامح والتعايش


نبيل الحيدرى

الحوار المتمدن-العدد: 3474 - 2011 / 9 / 1 - 13:38
المحور: العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني
    


ثقافة المحبة والتعايش والسلام تزرع الحياة والوحدة والتعاون من أجل البناء الهادف وهى ثقافة تحتاجها الأمم والأفراد بديلة عن ثقافة البغض والكراهية والأحقاد فهى تهدم البناء كله ومن أساسه كما تزرع الألغام والأحقاد وحتى الدماء نتيجة هذه الثقافة والكراهية. وربما يسعى البعض وهو ينبش فى التاريخ لعله يجد هنا أو هناك من انتقاء وقائع معينة لها ظروفها لتأسيس ثقافة الكراهية وتعميقها ونتائجها المأساوية.
الخلفاء الراشدون أمثلة رائعة لأنهم عاشوا ثقافة المحبة والتعاون والتعايش والتشاور من أجل البناء الهادف والمصلحة الإسلامية العليا متجاوزين المصالح الشخصية والإعتبارية وغيرها حتى فى اختلاف اجتهاداتهم حيث كانت مصدر قوة وعطاء ولم تتحول إلى خلاف وأحقاد وبغضاء لأنها عندئذ تسحق الجميع بل المبادئ والقيم والمقاصد كلها رغم ادعاء البعض القليل خلاف ذلك ونعرف أسبابه ودوافعه فهى كقول الشاعر شنشنة أعرفها من أخزم التى صارت مثلا تضرب لمثل هذه المواقع.
تحدث الإمام علي بن أبي طالب(ع) عن الصحابة الأجلاء فى خطب عديدة من أهمها قوله (لقد رأيت أصحاب محمد (ص) فلم أر أحدا يشبهه منكم، لقد كانوا يصبحون شعثا غبرا، وقد باتوا سجدا وقياما، يراوحون بين جباههم وخدودهم، ويقفون على مثل الجمر من ذكر معادهم، كأن بين أعينهم ركب المعزى من طول سجودهم. إذا ذكر الله هملت عيونهم حتى تبل جيوبهم، ومادوا كما يميد الشجر يوم الؤيح العاصف، خوفا من العقاب ورجاءا فى الثواب) نهج البلاغة/ الصفحة 255. كما تحدث الإمام بصراحة ووضوح عن الخلافة الشرعية للخلفاء الثلاث السابقين له معتبرا الملاك الشرعى من خلال الشورى القرآنية وفيها رضا الله تعالى بل لايجوز ردها، فإن رافضها يرد إليها، فإن أصرَّ فيجب قتاله حتى يرجع إلى بيعة الخلفاء الشرعية قائلا: (إنه بايعنى القوم الذين بايعوا أبا بكر وعمر وعثمان على ما بايعوهم عليه، فلم يكن للشاهد أن يختار ولا للغائب أن يرد. وإنما الشورى للمهاجرين والأنصار، فإن اجتمعوا على رجل وسموه إماماً كان ذلك لله رضا، فإن خرج عن أمرهم خارج بأمر أو بدعة، ردُّوه إلى ما خرج منه، فإن أبى قاتلوه على اتباعه غير سبيل المؤمنين وولاه الله ما تولى) نهج البلاغة/ الصفحة145
كانت بيعة أبى بكر(رض) قد تمت من خلال الشورى فى سقيفة بنى ساعدة وهى محل اجماع وقبول كما قال ابن أبى الحديد المعتزلى (إتفق مشايخنا جميعا، المتقدمون منهم والمتأخرون والبصريون والبغداديون، على أن بيعة أبى بكر الصديق هى بيعة شرعية صحيحة) شرح نهج البلاغة لابن أبى الحديد/ الجزء الأول/ الصفحة 28 فلا مجال لما يطرحه البعض بعدم شرعيتها خصوصا بعد بيعة الإمام على والصلاة خلفه وهذا التراكم فى السيرة العطرة
اشترك الإمام علي فى حروب الردة أيام الخليفة الأول(رض) كما ذكره المحققون كالسيد محمد باقر الصدر قائلا (إن الحكم السني الذى مثله الخلفاء الراشدون والذى كان يقوم على أساس الإسلام والعدل، حمل علي السيف للدفاع عنه، إذ حارب جنديا فى حروب الردة تحت لواء الخليفة الأول أبى بكر، وكلنا نحارب تحت راية الإسلام مهما كان لونها المذهبى. إن الحكم السنى الذى كان يحمل راية الإسلام قد أفتى علماء الشيعة قبل نصف قرن بوجوب الجهاد من أجله وخرج الآلاف من الشيعة وبذلوا دمهم رخيصا من أجل الحفاظ على راية الإسلام ومن أجل حماية الحكم السنى الذى كان يقوم على أساس الإسلام) البيان الثالث فى النجف فى شعبان عام 1399 هجرية
لذلك كان الإمام على مرجعا دينيا ومستشارا رئيسيا فى كل معضلة أو مشكلة تحتاج إلى حكمته ورأيه السديد زمن الخلفاء الثلاث السابقون له، فقد قال الخليفة الثانى مرارا وتكرارا (لولا على لهلك عمر) (لا أبقانى الله لمعضلة ليس لها أبو الحسن). عندما أراد الخليفة الثانى فتح بلاد فارس والروم فإنه استشار الإمام عليا الذى قام بإسداء نصيحته الرائعة قائلا (إنك متى تسر إلى هذا العدو بنفسك فتلقهم فتنكب، لاتكن للمسلمين كانفة دون أقصى بلادهم، ليس بعدك مرجع يرجعون إليه. فابعث إليهم رجلا محربا، واحفز معه أهل البلاء والنصيحة، فإن أظهر الله فذاك ما تحب، وإن تكن الأخرى كنت ردءا للناس ومثابة للمسلمين) نهج البلاغة/ الخطبة 134/الصفحة 252
فالإمام يطلب من الخليفة عدم الخروج للحرب بنفسه حفاظا عليه لأنه المرجع الذى يرجعون إليه والملاذ الذى يلوذون به، ثم بعث ابنه الحسن فى قيادة أوائل الحملات تأييد للخليفة الفاروق (رض).
بعد شهادة الخليفة الثانى على يد المجوسى الإيرانى أبى لؤلؤة، وقف الإمام علي على قبر الخليفة حزينا راثيا بأعظم رثاء خالد ذاكرا مناقبه وعظمته قائلا (فقد قوم الأود وداوى العمد وخلف الفتنة وأقام السنة وذهب نقى الثوب قليل العيب أصاب خيرها وسبق شرها أدى إلى الله طاعته واتقاه بحقه. رحل وتركهم فى طرق متشعبة لايهتدى فيها الضال ولايستيقن المهتدى) نهج البلاغة/ الصفحة 249 وهذا بعد شهادة الخليفة الثانى، فلا يعقل ما أورده البعض من كونه تقية فأى تقية أمام شخصية رحلت عن الدنيا إلى ربها مطمئنة راضية مرضية.
ومن الظواهر الرائعة بين متعلقي الخلفاء هو كثرة الزيجات والمصاهرات بل وتسمية الأبناء باسمائهم كما سمى الإمام علي أولاده بأبى بكر وعمر وعثمان وكذا فعل الإمام جعفر الصادق وغيره مما يحتاجه كبحث مستقل لاحق ورؤية منفتحة للمحبة والتعايش.
وقف الإمام علي مدافعا عن الخليفة الثالث مانعا الناس من الهجوم عليه وأوقف على داره ولديه الحسنين سبطى الرسول وسيدي شباب أهل الجنة دفاعا عنه فى سياسة واضحة للسلام والمحبة والتعايش والبناء وهو ما يحتاجه المسلمون وعراق اليوم من محنته الطائفية والعصبية المذهبية الغريبة عن ثقافة العراق وتاريخه الحافل بالتسامح والمحبة لمختلف الطوائف والفرق.



#نبيل_الحيدرى (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- شتان بين ثقافة المحبة والتسامح وثقافة البغضاء والتكفير فى رد ...
- التشيع العلوى والتشيع الصفوى/الحلقة الأولى
- لقاء مع المهدى المنتظر
- الفقيه الحبوبى مع الغزل والنسيب والخمرة
- مهدى الحيدرى وثورة العشرين
- الصدر الثانى مرجعية حركية عراقية
- العراق من نورى السعيد إلى نورى المالكى
- بين طه حسين ومحمد مهدى الجواهرى
- الحرية والتراث الإسلامى
- إيران واستبداد ولى الفقيه
- الدور الإيرانى فى العراق
- الجواهرى وطراطير السياسة وزناة الليل
- بين الشعائر والطقوس والخرافة
- ثقافة الأحاديث الموضوعة
- بين النص القرآنى وتفسير المفسرين
- الإصلاح الإجتماعى بين على الوردى وعلى شريعتى
- حزب الدعوة فى الميزان/الحلقة الأولى
- ثقافة الفرقة الناجية
- وعاظ السلاطين
- حقوق المرأة بين الشعار والممارسة


المزيد.....




- ثبتها الآن.. تردد قناة طيور الجنة الجديد 2025 علي كافة الأقم ...
- عبد الإله بنكيران: الحركة الإسلامية تطلب مُلْكَ أبيها!
- المقاومة الإسلامية العراقية تهاجم هدفا حيويا في جنوب الأراضي ...
- المقاومة الإسلامية العراقية تهاجم هدفا حيويا في جنوب الاراضي ...
- المقاومة الاسلامية العراقية تهاجم هدفا حيويا في جنوب الاراضي ...
- ماذا نعرف عن الحاخام اليهودي الذي عُثر على جثته في الإمارات ...
- الاتحاد المسيحي الديمقراطي: لن نؤيد القرار حول تقديم صواريخ ...
- بن كيران: دور الإسلاميين ليس طلب السلطة وطوفان الأقصى هدية م ...
- مواقفه من الإسلام تثير الجدل.. من هو مسؤول مكافحة الإرهاب بإ ...
- الإمارات تعلق رسميا على مقتل -الحاخام اليهودي-.. وتعلن القبض ...


المزيد.....

- شهداء الحرف والكلمة في الإسلام / المستنير الحازمي
- مأساة العرب: من حزب البعث العربي إلى حزب الله الإسلامي / حميد زناز
- العنف والحرية في الإسلام / محمد الهلالي وحنان قصبي
- هذه حياة لا تليق بالبشر .. تحرروا / محمد حسين يونس
- المرحومة نهى محمود سالم: لماذا خلعت الحجاب؟ لأنه لا يوجد جبر ... / سامي الذيب
- مقالة الفكر السياسي الإسلامي من عصر النهضة إلى ثورات الربيع ... / فارس إيغو
- الكراس كتاب ما بعد القرآن / محمد علي صاحبُ الكراس
- المسيحية بين الرومان والعرب / عيسى بن ضيف الله حداد
- ( ماهية الدولة الاسلامية ) الكتاب كاملا / أحمد صبحى منصور
- كتاب الحداثة و القرآن للباحث سعيد ناشيد / جدو دبريل


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني - نبيل الحيدرى - الخلفاء الراشدون وتقافة المحبة والتسامح والتعايش