|
حقوق عباد الرحمن بين شريعة القران ووثيقة اعلان حقوق الانسان(2)
شاهر الشرقاوى
الحوار المتمدن-العدد: 3473 - 2011 / 8 / 31 - 11:04
المحور:
العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني
بداية اشكر السادة الكتاب المحترمين والمعلقين الكرام .الذين شرفونى بالمرور على الجزء الاول من هذا الموضوع واستميحهم عذرا ان اعلق على مداخلتهم التى ستكون بالقطع فى موضع اهتمامى وفى الاعتبار لاحقا..اذ ربما يكون ردى عليهم من خلال الاجزاء المتوالية حتى لا يتشتت ويتكرر الموضوع
مقدمة لابد منها:.. (الحق و .الاستحقاق..والحرية)
اتناول فى هذا الجزء شيئان هامان جدا:
1 توضيح اللبس والعوار الذى شابه وثيقة اعلان (حقوق ) الانسان المشهورة .وخلطها بين معنى كلمة (حق ) ومعنى كلمة (حرية ) 2 الحق الالهى استخدم واضعى وكاتبى الوثيقة كلمة (حق ) استخداما خاطئا . بدلا من كلمة (المقدرة )او (حرية الاختيار)...فكلمة (حق )تعنى ان هناك من (يستحق ) هذا (الحق ) بناءا على ما يتصف به وما قدمه من اعمال...يستحق عليها مقاما معينا او تقديرا محددا ولاوضح ذلك : فنحن نقول مثلا ..من (حق)اى انسان ان يدخن سجاير ..فهل كلمة (حق) فى موضعها الصحيح هنا؟؟
ارجو من القارئ الكريم ان يركز معى قليلا
هنا ليس من (حقه ) بل هو فى امكانه او (يستطيع او يقدر يختار التدخين ) لكن من حيث (الحق )هو ليس من (حقه )لانه تجاوز وتعدى (حق نفسه ) و(وحق الناس ) و(حق الله ) تجاوز حق نفسه لان من حق نفسك عليك ان تحافظ على صحتها و تحافظ على مالك ومن (حق )الناس عليك الا تؤذيهم بدخان سيجارتك) ومن حق الله عليك الا تلوث ملكه وهواه بل وتؤذى نفسك وعباده الاخرين
وقس على هذا كل مادة قيل فى شأنها انها من (حقوق ) الانسان وبالذات (حق الاعتقاد )واختيار الاله الذى تعبده وبالتالى الدين الذى تتبعه هذه النقطة الاخيرة تحتاج أولا ان نتعرض لقضية (الحق الالهى) قد يسألنى سائل ..وما علاقة (الحق )الالهى بحقوق الانسان؟ اقول لان اقامة الانسان للحق الالهى فى ان يكون هو المعبود الاوحد الذى (يستحق )العبادة بالفعل يعود على الانسان باغلى ما يملكه ويتصف به الا وهو الحرية والعزة والكرامة الانسانية وسنرى كيف ذلك كى لا اخوض فى مجادلات فلسفية عقيمة عن اثبات وجود الله من عدمه ..سوف أ تناول هذه الجزئية بافتراض أن الله فكرة (مع تحفظى الشدديد الى ما لا نهاية ) كما يقول ويعتقد صديقى العزيز سامى لبيب تعالوا معى نفكر ..ما هى الصفات التى يجب ان تكون فى الاله كى يكون (مستحق للعبادة بالفعل)؟؟ لو فكرنا قليلا وبدون اتباع للهوى والمزاج وبحيادية تامة .ومن دون التقيد بالمعتقد مهما كان ..فستجدون ان هذه الصفات هى الصفات المذكورة فى القران ..ومن اهمها الحى ..الباقى ..القيوم الذى لا يموت أليس كذلك؟ من او أى من المخلوقات المعروفة لنا فى الكون كله له هذه الصفات؟؟ لا احد على الاطلاق له هذه الصفات اذا كل موجود نراه ونستشعره ونحسه ..(لا يستحق ) العبادة ..لانه مخلوق مثلك ..بل انت تملك ما لا تملكه النجوم والكواكب والمجرات... اذا فالذى يختار ان يعبد اله غير الله او يعبد مخلوق او كائن يتصور انه الاله هو متجاوز (للحق ) لانه عبد من لا (يستحق العبادة ) وتجاوز (حق نفسه )بان اهانها وسفهها واحط من قدرها بخضوعه لمخلوق مثله فاذا الحد الانسان واختار ان يكون هو نفسه الاله واتبع هواه فقد اخطأ ايضا .لانه هولا (يستحق العبادة ) لانه ليس باق وسيموت وليس له الصفات التى من المفترض ان تكون للاله..وبالذات من حيث الكم والكيف اذا فقول الوثيقة ان من (حق) اى انسان ان يختار عبودية سوى الله مجافى للحق تماما فى ذاته .....انا هنا اتكلم عن (الحق )كقيمة مطلقة .
لا يستحق العبادة بحق والخضوع التام بصدق ..سوى الله ...سبحانه(ولو كان مجرد فكرة كما يعتقد ويوقن سامى لبيب)
ورغم كل هذا فانه ليس من (حق )اى انسان مؤمن بالحق ويراه كما اوضحته .ان يجبر اى انسان .اختار ان يعبد اله سوى الله ولو كان هذا فيه تجاوز لحقه وحق الله ..اقول ليس من حق اى مؤمن ولا النبى ذاته ان يجبر او يكره اى انسان على الايمان قهرا وقسرا بما يؤمن به هوفالمؤمن يكون مطالب فقط بان يتحقق هو بايمانه ..فقط ..ولا يتعرض للاخرين الا من خلال النصح والارشاد فقط لا غير ..وبالحسنى
(أفأنت تكره الناس حتى يكونوا مؤمنين؟؟؟) (فذكر انما انت مذكر ..لست عليهم بمسيطر) (لكم دينكم ولى دين)
عندما يقول القران (او محمد كما تعتقدون )هذا الكلام .على انها توجيهات من ربه ..فمن غير المعقول والمنطقى ان يكون هو اول من يخالفها .والا كان سيقول له اتباعه واصحابه على الاقل كيف تأمرنا باشياء وتقول لنا ان الله هو الذى اوحاها اليك ثم تكون انت اول من يخالفه
اذا كيف نحل اشكالية كل هذه الغزوات والحروب التى دارت فى حياة الرسول ومن بعده؟ الحل هو ان تصدقوا ان هذه الحروب والغزوات لم تكن لفرض الايمان ولكن كانت ضد قوى ظالمة وبطش وطغيان لا يريد لقوى الحق والعدل والمساوة ان تسود فى المجتمع الانسانى..واطلاق القران على القوى المعارضة للاسلام ولمحمد وقتها مصطلحات الكفار او المشركين .او المنافقين او اليهود والنصارى فلان المعارضين لمبادئ الاسلام وقتها كانت هذه معتقداتهم وهويتهم ..ولم تكن الحروب من اجل اعتناقهم لهذه العقائد فى حد ذاتها
ارجو ان اكون قد اوضحت الخطا الذى وقع فيه واضعى بنود ومواد الوثيقة المسماة بوثيقة اعلان حقوق الانسان
واوالى قريبا متابعة حقوق عباد الرحمن الذين اختاروا الله ربا ..والاسلام دينا ومحمد نبيا ورسولا ولاوضح ايضا حقوق من اختار ربا غير الله ومن اشرك ومن الحد فى الشريعة الاسلامية..فكل هؤلاء لهم حقوق اوجبها المولى لهم ..على نفسه ..وعلى عباده ..على الرغم من الحادهم وكفرهم وعصيانهم وشركهم..وساتحدث عن حد الردة وعن الحدود .وعن حقوق المرأة وتعدد الزوجات والطلاق والميراث .وحقوق الانسان عامة الاباء الابناء الامهات الزوجات ..الجيران ...حتى الحيوانات لهم حقوق فى الاسلام ..وهى ما لم تذكره وثيقة حقوق الانسان ابدا ..واكتفت بمواد هزيلة ..عائمة ...غير واضحة وغير دقيقة ومتكررة. .كل هذا سنتاوله انشاء الله من منطلق حقوقى صرف ...حقوقى.. بعيدا عن العاطفة .والمعتقد والتاريخ والايمان بالغيبيات..بل سنتناوله من منطلق عقلانى ومدنى...مدنى .. وانسانى صرف..سنتناوله كعقود . وعهود .بين اطراف متشاركة فى الحياة ..تحت اى مسمى كما جاء فى كلام الله وسنة رسوله
فأنه الرحمن ...الذى وسعت رحمته كل شئ حتى من كفر والحد.....له حقوق وشكرا لمروركم الكريم والسلام عليكم
#شاهر_الشرقاوى (هاشتاغ)
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟
رأيكم مهم للجميع
- شارك في الحوار
والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة
التعليقات من خلال
الموقع نرجو النقر
على - تعليقات الحوار
المتمدن -
|
|
|
نسخة قابلة للطباعة
|
ارسل هذا الموضوع الى صديق
|
حفظ - ورد
|
حفظ
|
بحث
|
إضافة إلى المفضلة
|
للاتصال بالكاتب-ة
عدد الموضوعات المقروءة في الموقع الى الان : 4,294,967,295
|
-
حقوق عباد الرحمن بين شريعة القران ووثيقة اعلان حقوق الانسان(
...
-
افكارك محدبة وليست مدببة يا صديق سامى لبيب2
-
أفكارك محدبة.وليست مدببة يا صديقى العزيز سامى لبيب1
-
حب الوطن فرض علية ..(ردا على مقال الاستاذ صلاح الدين محسن)
-
الفردوس المفقود واليوم الموعود ..حقيقة .وخلود
-
الصلاة بين عبادة الهوى وهوى العبادة (ردا على موضوع سامى لبيب
...
-
من الجانى(1)
-
الصدفة والعشوائية والمنطق المعكوس (ردا على صديقى العزيز سامى
...
-
سيدى محمد وامى عائشة الحكاية وما فيها(2)
-
سيدى محمد وامى عائشة ..الحكاية وما فيها(1)
-
ردا على موضوع الكاتب على هيثم(تحفيظ القران لاطفال المسلمين (
...
-
حأقولك (أحنا مالنا يا سامى)
-
تعلقى به يا رويدة تعلق العبد بمولاه لا تعلق الابن باباه
-
أسئلة لنقاد الفكر الدينى ..فهل من مجيب؟؟؟
-
نحو فهم عصرى لمحمد وللقران وللاسلام (الجزء الرابع)
-
أخى الصوفى ..أخى السلفى
-
نحو فهم عصرى لمحمد وللقران وللاسلام(الجزء الثالث)
-
هل هذا معلوم من الدين بالضرورة يا دكتور سيد قمنى؟
-
نحو فهم عصرى للقران ولمحمد وللقران (الجزء الثانى)
-
نحو فهم عصرى لمحمد وللقران وللاسلام (الجزء الاول)
المزيد.....
-
144 مستعمرا يقتحمون المسجد الأقصى
-
المجلس الفرنسي للديانة الإسلامية: مذكرة اعتقال نتنياهو بارقة
...
-
ثبتها الآن.. تردد قناة طيور الجنة الجديد 2025 علي كافة الأقم
...
-
عبد الإله بنكيران: الحركة الإسلامية تطلب مُلْكَ أبيها!
-
المقاومة الإسلامية العراقية تهاجم هدفا حيويا في جنوب الأراضي
...
-
المقاومة الإسلامية العراقية تهاجم هدفا حيويا في جنوب الاراضي
...
-
المقاومة الاسلامية العراقية تهاجم هدفا حيويا في جنوب الاراضي
...
-
ماذا نعرف عن الحاخام اليهودي الذي عُثر على جثته في الإمارات
...
-
الاتحاد المسيحي الديمقراطي: لن نؤيد القرار حول تقديم صواريخ
...
-
بن كيران: دور الإسلاميين ليس طلب السلطة وطوفان الأقصى هدية م
...
المزيد.....
-
شهداء الحرف والكلمة في الإسلام
/ المستنير الحازمي
-
مأساة العرب: من حزب البعث العربي إلى حزب الله الإسلامي
/ حميد زناز
-
العنف والحرية في الإسلام
/ محمد الهلالي وحنان قصبي
-
هذه حياة لا تليق بالبشر .. تحرروا
/ محمد حسين يونس
-
المرحومة نهى محمود سالم: لماذا خلعت الحجاب؟ لأنه لا يوجد جبر
...
/ سامي الذيب
-
مقالة الفكر السياسي الإسلامي من عصر النهضة إلى ثورات الربيع
...
/ فارس إيغو
-
الكراس كتاب ما بعد القرآن
/ محمد علي صاحبُ الكراس
-
المسيحية بين الرومان والعرب
/ عيسى بن ضيف الله حداد
-
( ماهية الدولة الاسلامية ) الكتاب كاملا
/ أحمد صبحى منصور
-
كتاب الحداثة و القرآن للباحث سعيد ناشيد
/ جدو دبريل
المزيد.....
|