كيف سيكون رد فعل خادم الحرمين لو اندلعت مظاهرات تطالب باسقاطه

خليل خوري

الحوار المتمدن-العدد: 3472 - 2011 / 8 / 30 - 21:39
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    

في التصريح الذي ادلى به مؤخرا عبر فضائية العربية حول ما يسمى بالحراك الشعبي وتارة بثورة الربيع السورية ضد نظام بشار الاسد وما يتعرض له المشاركون في المظاهرات السلمية من" بطش وحشي من جانب شبيحة وجيش النظام " في هذا التصريح بدا واضحا ان انحياز طويل العمر لمطالب الثوار وتاييده اللامحدود لها لم يكن من حيث درجته وسخونته وجديته يختلف عن موقف الرئيس الاميركي اوباما فكما استنكر وشجب وندد الاخير بالاعمال الوحشيه التي ارتكبها نظام بشار ضد المتظاهرين وكما هدد وتوعد باتخاذ تدابير اضافية من شانها الاطاحة بنظام بشار عن سدة الحكم والدفع باتجاه اقامة نظام ديمقراطى فقد ابدى بدوره طويل العمر تاثره واستياءه الشديدين حيال ما يتعرض له المتظاهرون ثم اكد بانه لن يقف مكتوفة اليدين اذا ما استمر النظام السوري في تجاهل مطالب الثوار السورييين الداعية الى الاطاحة بالنظام والى اقامة نظام يحترم التعددية السياسية وتداول السلطة وحقوق الانسان !! وتاكيدا لانحيازه لمطالب للثوار وتحديدا لمطلب اسقاط النظام فقد طرح ممثل المملكة العربية السعودية ومعه ممثل حاكم قطر الشيخ حمد بن خليفة امام المؤتمر الوزاري الذي انعقد من اجل اتخاذ موقف لحل الازمة السورية طرحا مشروعا لتشكيل مجلس انتقالي لادارة سوريا بديلا لنظام بشار الاسد . هنا يثور سؤال : لو وصل مد ثورات الربيع العربي الى مملكة طويل العمر خادم الحرمين ثم راينا حشود الشرائح الاجتماعية الفقيرة والمتوسطة تنزل الى شوارع الرياض ومكة وغيرها من مدن نجد والحجاز ومن هناك تنطلق في مظاهرات تطالب بالحرية وباسقاط طويل العمر وبموازاة هذا المد الثوري ودعما لزخمه نرى ايضا الخلايا النائمة للجماعات الارهابية تبادر وكما بادرت في سورية بشن حرب عصابات ضد الجيش والشرطة السعودية ثم تصعد عملياتها بنسف خطوط السكك الحديدية والجسور ومصافي البترول وانابيب النفط لو وصل مثل هذا المد الثوري الى السعودية وبدات نيرانه تلتهم دشداشة خادم الحرمين فهل سيرحب طويل العمر بمطالبهم ام انه سيتعامل معهم كما يتعامل نظام بشار الاسد ؟ وهل سينضم للمتظاهرين ويهتف مثلهم " الشعب السعودي ما بينذل والشهيد حبيب الله ؟ وهل سيوافق على شل النشاط الاقتصادي بمسيرات تنطلق من المساجد بعد صلاة الجمعة وتحت شعارات " لا نركع الا لله تعالى , وجمعة الثبات والنصر ؟
اجزم ان خادم الحرمين لن يمنع تنظيم المظاهرات ومحاصرة المدن وفرض منع التجول فحسب بل سيامر بجز رقاب الارهابيين
وحتى جز رقبة اي متظاهر ضبط وهو يصرخ مطالبا باسقاطه , بالسيف في الساحات العامة وستنفذ هذه المذبحة وسط تعتيم عربي ودولي كما اجزم ان رعاة الديمقرطية الذين يذرفون دموع التماسيح على الدماء المهدورة في سوريا مثل ساركوزي واوباما وكاميرون وغيرهم من زعماء الدول التي تدور في الفلك الاميركي سيلتزمون الصمت ولن نسمعهم يطلقون التصريحات النارية ضد اعمال القمع التي اقترفها النظام السعودي ضد المظاهرات السلمية ولن نراهم يهددون باتخاذ تدابير للاطاحة بنظام عائلي يستمد سلطته من الذات الالهية مباشرة ولا يعترف بالشعب مصدرا للسلطات والصلاحيات كما لن نراهم يسكبون ولو دمعة واحدة على الدماء المهدورة بدلا من كل ذلك سنراهم يشدون ازر طويل العمر بتزويده بمختلف ادوات القمع لاخماد الثورة الشعبية ولتكريس حكم استبدادي لا يرون بديلا له او من هو اجدر منه في خدمة مصالح الغرب سواء تمثلت في نهب الغرب وتحديدا الولايات المتحدة للثروة النفطية السعودية واغراق السوق السعودية بالسلاح والسلع والاستثمارات الاميركية . وهكذا ستمر المذبحة وسيقتل الالاف تماما مثلما مرت مذبحة جهيمان في ثمانينات القرن الماضي وسوف يواصل طويل العمر امساكه بزمام السلطة كأن شيئا لم يحدث !!! من هنا ينبغي القول ان التحولات الديمقراطية والاجتماعية في سوريا اذا كان لابد ان تتحقق في الظروف الراهنة وصولا للعدالة الاجتماعية ومشاركة شعبية في صنع القرار وتوفيرا لظروف معيشية افضل للكادحين والقوى المنتجة السورية التي ينشدها الشعب السوري مثل هذه التحولات وكما لمسناها من تجارب شعوب ثارت ضد الاقطاع والراسمالية والاستعمار والدكتاتورية لن تاتي عن طريق اوباما وخادم الحرمين ولا ساركوزي ولا من مجلس انتقالي سوري ثلاث ارباعة من الاخوان المسلمين ومن الراسماليين المستغلين للطبقة العاملة ولا عن طريق اي جهة معادية تضع العراقيل في طريقها بل تنجزها القوى التقدمية والمثقفين والنقابيين السوريين فهذه القوى وليس غيرها من ثوار المساجد هي الجهة المخولة والموهله لانجاز مهمات التحرر الاجتماعي والوطني . عندما تتحرك هذه القوى التقدمية والمنتجة من الشعب السوري ضد نظام بشار الاسد عندئذ يمكن القول ان ثمة ثورة حقيقية قد اندلعت ضد النظام وعلى العكس عندما يتحرك ثوار المساجد ضد النظام عندئذ يمكن الجزم ان ثورة مضادة قد اندلعت وانها لو نجحت بالاطاحة بالنظام فسوف تسلم مقاليد السلطة لنظام اسوا واشد استبدادا منه

#خليل_خوري (هاشتاغ)      

---

اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين	حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل

كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على:

الفيسبوك

التويتر

اليوتيوب

RSS

الانستغرام

لينكدإن

تيلكرام

بنترست

تمبلر

بلوكر

فليبورد

الموبايل

كيفية إشراك-إيصال مواضيعكم أو مواضيع تهمكم  إلى اكبر عدد ممكن من القراء والقارئات