محمد الحاج صالح
الحوار المتمدن-العدد: 3472 - 2011 / 8 / 30 - 08:04
المحور:
مواضيع وابحاث سياسية
"هل ترى الإمارات العربية أنها دولة أصلاً حتى تعطي نظريات في قيام الدول؟ أم ان التعددية فائضة هناك بحيث يجب تعميمها على بقية الدول، وخصوصاً في بلاد المشرق؟ ألم تشعر هذه الإمارة المجمعة كعلب كرتون أن على مقربة منها من يقدر على التصفيق فقط فتنهار الإمارات الورقية؟ أم هي مفتونة بالحكم الأمني العنصري في أبو ظبي، أو بفقاعة الإعمار في دبي، أو بمركز الثقافة الاستثنائي في الشارقة؟"
هذه الفقرة مقتطفة من مقال الافتتاحية في صحيفة الأخبار اللبنانية 30 آب 2011 . كتب المقال رئيس التحرير ابراهيم الأمين.
الأفكار والألفاظ في هذه الافتتاحية لا تخون المبادئ الصحفية فقط، وإنما تتجاوزها إلى انحطاط أخلاقي غريب. حيث يقف كاتب الافتتاحية إلى جانب النظام السوري سافك دماء السوريين بطريقة صلفة ومتعمدة الكذب.
ما نريده هنا ليس سوى إبراز أنّ الهوى الطائفي يعمي، ويجعل المريض به مَقوداً إلى حيث يتلفّظ ويكتب سفاسفَ وسخافات.
عاودوا قراءة الفقرة أعلاه وركزوا على الجملة الفاضحة التالية: "ألم تشعر هذه الإمارة [الإمارات العربية المتحدة] المجمعة كعلب كرتون أن على مقربة منها من يقدر على التصفيق فقط فتنهار الإمارات الورقية؟"
وطبعاً المقصود أن بجوار الإمارات تقع إيران العظيمة التي لو أنها صفقت فقط لانهارت الإمارات جميعاً كالورق في العاصفة!
هذه الفقرة وهذه الجملة بالأخص عصارة كراهية تتصل ولا شك بمصنع الكراهية العظيم في طهران. الأمر ليس سراً والكاتب لا يحاول إخفاءه. هو من يصرح بذلك بهوس مرضي وتمنٍ مشحون بالبغضاء. هو يتمنى مع كزٍّ على الأسنان وتضريس حامضي المزاج؛ يتمنى لو أنّ إيران ولاية الفقيه تصل إلى مستوى من القوة يسمح لها أن تصفق مجرد تصفيق فتنهار دولٌ.
إن عقلاً ينتج هكذا أفكار لا يمكن أن يكون إلا غنوصياً مؤمناً بالمعجزات إلى درجة أنه يؤمن أن يوماً مهدوياً قادماً سيجعل من ولاية الفقيه وأتباعها وضيعها كالنظام السوري الآبل للسقوط، وأصحاب الدريللات في العراق، وحزب الله وحماس، سيجعل منهم قوى إعجازية تصفق فتنهار اسرائيل مثلاً. تصفق فتنهار أمريكا. تصفق فتنهار أوروبا... تصفق فإذا الروس والصينيون واليابانيون مسلمون يدفعون الخمس.
رحمة الله عليك ياجوزيف سماحة، وربما علينا أن نلومك أيضاً
محمد الحاج صالح
#محمد_الحاج_صالح (هاشتاغ)
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟