|
الثورات العربية..... سقوط العروش وحكم الجيوش
يوسف كريم حسن
الحوار المتمدن-العدد: 3471 - 2011 / 8 / 29 - 08:28
المحور:
مواضيع وابحاث سياسية
ان الثورات بشكل عام وعابرتعتبر تطور طبيعي لصيرورة الانسان الذي قبع اويقبع طويلا تحت مظلة الظلم هي كاشفة لمكنونات الانسان الباطنية والجوانية والتي ترفض الخضوع والخنوع والاستسلام للواقع عندما تشعر بان الواقع بدا يفترسها ويلتهمها بكل شراسة وضراوة هي بكلمة واحدة قول كلمة لا للحاكم الظالم .... وارحل يا مستبد كلمة ما اقساها بالنسبة الى من يفهما وهو يملك الحديد والنارفي ان واحد.مع التاكيد على نقطة مهمة واساسية وهي ان الحديث الوارد هنا يتحدث عن الثورات السياسية لاغير اذا ما علمنا ان هنالك ثورات معلوماتية وتكنلوجية وصناعية الخ.. وهذه مختلفة تمام الاختلاف عن الثورات السياسية. الثورات العربية لم تبتعد كثيرا عن هذا التفسير لكن يمكن لنا القول ان الثورات العربية قاطبة هي ثورات اخلاقة بالدرجة الاساس لسبب بسيط متعلق بكرامة الانسان قبل كل شي لان هؤلاء الحكام قد جوعوا شعوبهم وعروها وهنالك حكمة تقول(لاصوت يعلو على صوت المعدة) وقال الصحابي الجليل ابا ذر في كلام له وهو اشهر من نار على علم (عجبت لمن لايجد الطعام في بيته كيف لايستل سيفه) هذا من زاوية اما من زاوية اخرى فان الحكام الذين حكموا هذه البلدان قد اعثو في الارض فسادا واهلكوا البلاد والعباد ان لم اقل ان البلدان قد شاخت على ايديهم كما شاخ بطل رواية (مذلون ومهانون) لديستويفسكي من حفيدته..هذا تفسير اما التفسير الاخروالذي اميل اليه كثيرا والذي يوصف الثورات العربية بانها صراع اجيال صراع بين جيلين جيل ينتمي الى الماضي ويحمل افكاره ويحاول بين فينة واخرى ان يظهرها ويتظاهر بها واخر ينتمي الى المستقبل ويريد ان يقول كلمته ويفرض رأيه ولعله فعل ذلك من خلال ادوات عصره (الفيس بوك.التويتر.اليوتيوب)والتي تسمى مجازا مواقع التواصل الاجتماعي.لان الانسان ابن بيئته ويتفاعل مع منجزات عصره لذلك لم يستطع من تحصن بالسلطة ان يفهم هولاء المنتفضين والذين هم رجال الثورة بحق منذ الوهلة الاولى لان عقله قد كبروشاخ ان لم اقل تحجر وتوقف عن العمل والاستيعاب.
سقوط العروش...لااريد ان احاكم احد في مقالي هذا لكن مااريد قوله هنا هو ان هنالك سنة كونية تقول ان الظلم لم ولن يدوم مهما طال هذا الظلم او قصر لان في النهاية لابد ان ينتصر الضحية على الجلاد ولوبعد حين.. هذا من جهة اما من جهة اخرى فلا اسمح لنفسي ان اقف موقف المتشفى من هؤلاء الحكام لان العروش التي سقطت وانهارت بداء رؤسها يحاكمون والذي لم يعرض اليوم على المحاكمة فسيعرض غدا لامحالة.
عندما اندلعت الثورة المصرية استوقفني كلام بليغ ادلى به رئيس الوزراء التركي الحالي رجب طيب اردوغان مخاطبا الرئيس المصري السابق في ايامه الاخيرة بالحكم مامضمونه (اخي حسني مبارك عليك ان ترحل لاننا ميتون مهما عشنا وان قلم التاريخ سيلاحقنا) لم ينصت مبارك لهذا الكلام لان غروره كان هو من يحكمه فالعناد واللجاج والاستبداد بالري هو السمة البارزة ان لم اقل الابرز بالنسبة لهؤلاء الحكام الذين يعانون من السايكوباتية (العقد النفسية) لم يفهم قط الحكام العرب وغيرهم انه عندما تحين ساعة الرحيل سيتخلى عنهم من هو اقرب الناس لهم وهذ ما قاله شاهنشاه ايران محمد رضا بهلولي في مذكراته عقب انتصار الثورة الاسلامية في ايران (من الخطا ان تتحالف مع امريكا... لكن لابد من التحالف معها) ولعل كلام برجنسكي كبير الدبلوماسين الامريكان اكثر وضوحا وجلاء عندما قال(امريكا لايهمها لون الحمار الذي تركبه..)ولااعتقد ان هذا الكلام مدهش ومفاجى لمن يعرف السياسية الامريكية وطريقة عملها البراغماتية والتي شعارها هو (لاتوجد صداقة دائمة بل توجد مصالح دائمة) ... لااطلب ممن تبقى من حكام العرب ان يتعظ من هذا الكلام او هذه المواقف الدراماتيكية المتسارعة لان الاوان قد ان ولايوجد شعار مرفوع او مطروح غير شعار التغير لان الثورات ولدت من رحم معاناة الشعوب المضطهدة والمظلومة..ولاعودة للمربع الاول اذا كان فعلا هنالك مربع اول.
حكم الجيوش ... اي ان الوضع بعد انهيار العروش قد أل الى الجيوش لكي تحكم لكن بكل تاكيد لفترة انتقالية محددة وسينتهي حكمهم(العسكر) ويزول بزوال مسبباته ..فالجيش التونسي امتنع عن تنفيذ الاوامر التي طلبت منه لضرب المتظاهرين اثناء ثورة الياسمين والجيش المصري كذالك اما الجيش الليبي واليمني فقد انقسم الى مؤيد ومعارض وهذا يعود لاسباب داخلية متعلقة بالوضعين اليمني والليبي ..فمن هنا على التاريخ ان يسجل ان الجيوش العربية قد اصطفت تمام الاصطفاف مع شعوبها.. لكن تبقى لكل قاعدة استثنى.. والاستثناء لايلغي القاعدة كما يعرف الجميع.
#يوسف_كريم_حسن (هاشتاغ)
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟
رأيكم مهم للجميع
- شارك في الحوار
والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة
التعليقات من خلال
الموقع نرجو النقر
على - تعليقات الحوار
المتمدن -
|
|
|
نسخة قابلة للطباعة
|
ارسل هذا الموضوع الى صديق
|
حفظ - ورد
|
حفظ
|
بحث
|
إضافة إلى المفضلة
|
للاتصال بالكاتب-ة
عدد الموضوعات المقروءة في الموقع الى الان : 4,294,967,295
|
-
سوريا الاسد ..... بين مطرقة الداخل وسندان الخارج
المزيد.....
-
هذا الهيكل الروبوتي يساعد السياح الصينيين على تسلق أصعب جبل
...
-
في أمريكا.. قصة رومانسية تجمع بين بلدتين تحملان اسم -روميو-
...
-
الكويت.. وزارة الداخلية تعلن ضبط مواطن ومصريين وصيني وتكشف م
...
-
البطريرك الراعي: لبنان مجتمع قبل أن يكون دولة
-
الدفاع الروسية: قواتنا تواصل تقدمها على جميع المحاور
-
السيسي والأمير الحسين يؤكدان أهمية الإسراع في إعادة إعمار غز
...
-
دراسة تكشف عن فائدة غير متوقعة للقيلولة
-
ترامب يحرر شحنة ضخمة من القنابل الثقيلة لإسرائيل عطّلها بايد
...
-
تسجيل هزة أرضية بقوة 5.9 درجة قبالة الكوريل الروسية
-
مقتل ثلاثة من أفراد الشرطة الفلسطينية بقصف إسرائيلي لرفح
المزيد.....
-
الخروج للنهار (كتاب الموتى)
/ شريف الصيفي
-
قراءة في الحال والأداء الوطني خلال العدوان الإسرائيلي وحرب ا
...
/ صلاح محمد عبد العاطي
-
لبنان: أزمة غذاء في ظل الحرب والاستغلال الرأسمالي
/ غسان مكارم
-
إرادة الشعوب ستسقط مشروع الشرق الأوسط الجديد الصهيو- أمريكي-
...
/ محمد حسن خليل
-
المجلد العشرون - دراسات ومقالات- منشورة بين عامي 2023 و 2024
/ غازي الصوراني
-
المجلد الثامن عشر - دراسات ومقالات - منشورة عام 2021
/ غازي الصوراني
-
المجلد السابع عشر - دراسات ومقالات- منشورة عام 2020
/ غازي الصوراني
-
المجلد السادس عشر " دراسات ومقالات" منشورة بين عامي 2015 و
...
/ غازي الصوراني
-
دراسات ومقالات في الفكر والسياسة والاقتصاد والمجتمع - المجلد
...
/ غازي الصوراني
-
تداخل الاجناس الأدبية في رواية قهوة سادة للكاتب السيد حافظ
/ غنية ولهي- - - سمية حملاوي
المزيد.....
|