أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - ممدوح عواد - الوطن الداجن يموت سحقاً














المزيد.....

الوطن الداجن يموت سحقاً


ممدوح عواد

الحوار المتمدن-العدد: 3470 - 2011 / 8 / 28 - 15:30
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    


الداجنون
الدواجن الوطنية(من وحي مقتل خالد سعيد)
في زمن البيوت الواسعه قبل ثلاثين عاما ونيف كانت ريات البيوت كأمي يربون في بيوتهم الدواجن دجاج بط أوز وأرانب ولو تيسربعض الغنم وكان يحسب لربة المنزل ذلك كمهاره ومساعدة للزوج بتكاليف العيش .وكانت تلك الدواجن تتغذي علي بواقي أكل الأسره فلا يرمي في القمامة شئ يصلح للأكل إضافة للحبوب و للعشب وبعض العلف .وكان الثعلب المصري المشهور بمكره دوما يتربص بتلك الدواجن ما أن تغفل ولو مره عن غلق العشه حتي يتسلل ويهجم عليها فيحدث مذبحة كبري ما أن يدلف للداخل حتي يعمل فيها القتل يقوم بذيحهم جميعا لايبقي منهم شئ .ثم يبدا لاحقا بعملية نقل الذبائح إلي وكره فرادي وجماعات وأحيانا كان يكتفي بنقل البعض .وأذكر لاكثرمن مره منظرأمي تبكي وتولول في الصبح من هول المشهد لا زال بعض الدواجن ينزف من عنقه حتي الأن .كنا ننتظر حتي نتيقن من موتهم ثم نقوم برمي ما تبقي من مائدة الثعلب .ووسط تلك الأجواء المأساوية ونحيب أمي وحزنناجميعا سألتها في إحدي المرات عن سبب لعدم دفاع دواجننا عن نفسها أمام هجوم الثعلب كانو أكثرمنه هو واحد وهم فوق السبعين لوقامو بنقره لمات من النزف أوهرب بجراحه ولنجو بحياتهم لوتجمعو عليه لماذبحو ؟كيف يتركونه يفعل ذلك فيهم دون حراك ؟ماكانت حالة أمي تسمح بالشرح فأجابت بإقتضاب وهي تبكي هذة دواجن لاتفهم لم يشفي جوابها فضولي الطفولي لكني تظاهرت بالأقتناع وللحق خشيت أن أزيد فتفرغ في غضبها من فعل الثعلب و ظل ذلك السؤال كغيره في تلك الفترة معلقا يحتاج إجابه كي أفهم...لاأدري لماذا عاد إلي سؤالي القديم لأمي عن هوان الدواجن بمجرد أن علمت بقصة قتل ذلك الشاب المصري بسيدي جابرفي تفاصيل حكايته كان هناك أناس بالمقهي (السيبر) رأيتهم عشره أوأكثر ودخل عليهم رجلين فقط مهما كانت قوتهم لماذا لم يتحرك أيا منهم عندما بدأو بسحل خالد الذي لم يكن ناشطا سياسيا ولامعارض يساريا ولامجاهد يميني أوصهيوني خارج عن ملتهم .لقد كان شاب من جلدتهم مصري من بلدتهم بدأ المشهد كما يروي شهود عيان بأن رفض خالد لمره أن يكون جبان تغلب أخيرا علي أخلاق الدواجن طالب خالد أن يعامل كإنسان (لكن الدواجن لاتفهم فأني لها أن تتطلع لحقوق)ويتلبس المخبربروح الثعلب كيف تتجرأ أن تسأل أوتعترض أوتتذمر(لا يوجد بالعشة غير دواجن )ويبدأ التنكيل به إنه واهم يتخيل نفسه مناضل فارس أوحتي بشرا (لايعيش البشر في الحظائر)يقيده المخبرخلفيا ويبدأون في لكمه في الجزء العلوي في الوجه وفي البطن ويسقط الشاب علي الأرض يقومون بركله بالأقدام يكيلون له ولأهله الشتائم وينهارالجسد الواهي علي أرض العشه وعلي جانب المشهد بقف رواد المقهي (السيبر)ووجوههم في الأرض لم يجرأ أحد منهم أن يرفع عينه أويصرخ فيهم أن كفوأيديكم حرام علبكم لماذا تفعلون به ذلك ؟لماذا لم يدافعو عن حياته ؟لقد إنهار خالد ليس من الضرب المبرح والركل بقدر الموت من القهر...ويستمر المشهد يتدخل أصحاب المقهي بتوسل أن يكملا الوصلة بالخارج (ولازال الديك ينزف من عنقه المكسوره سحقا )ويسحب خالد للخارج ..(داجاجات أمي المنهارة تنفق)... يسيل الدم من أنفه عينا ه يغلقها الورم وجهه مغطي بالكدمات وجسده ينتفض من وقع الذل وعنف الركلات ويزداد الألم يصرخ ضعفه فينا أأنتم بشرا حجرا أم حيوانات .(بجيبه صوت. هذي دواجن لاتفهم ).علي مدخل العمارة بتواصل سحل الجسد المسحوق يمسك من رأسه التي غادرت الوعي ربما لازال يتنفس ويغيظ سكونه الجلاد لماذا لايتوسل لايتحرك أويزحف طلبا للرحمه يرطمه بجدران العشة حتي يفيق تتكسر جمجته (لكن الثعلب لايغفرلقد جرح الديك الهيبه..والأمر مسألة كرامه ).يكسر الجدارالفك وتتحطم أسنانه التي جز عليها معترضا.. وفي المشهد يتجمع الناس فوق السبعين (يالله إنهم أكثر من دواجن أمي )أرقبهم يمصمصون شفاهم وأخر يحوقل في سره وثالث يرسم صليباً علي صدره هم كثير لكن لايراهم الثعلب لم يات أحدهم بحركة تدلل أنه حي. لم يطلب أحدهم أن يتوقف نهر الدم بلا سبب .وينبه المخبر زميله كبر المشهد بدأ المتفرجون يتوافدون والحلقة تكبرويحمل الجسد المهترئ من يديه وقدميه ويرمي في سيارة عسس الليل وسط سكوت الجمع الرابض في الشارع أسمع في الخلفيه (أصوات دجاجات وديوك تتصايح).



#ممدوح_عواد (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- ثمن القمع من مستقبل الوطن


المزيد.....




- شاهد لحظة قصف مقاتلات إسرائيلية ضاحية بيروت.. وحزب الله يضرب ...
- خامنئي: يجب تعزيز قدرات قوات التعبئة و-الباسيج-
- وساطة مهدّدة ومعركة ملتهبة..هوكستين يُلوّح بالانسحاب ومصير ا ...
- جامعة قازان الروسية تفتتح فرعا لها في الإمارات العربية
- زالوجني يقضي على حلم زيلينسكي
- كيف ستكون سياسة ترامب شرق الأوسطية في ولايته الثانية؟
- مراسلتنا: تواصل الاشتباكات في جنوب لبنان
- ابتكار عدسة فريدة لأكثر أنواع الصرع انتشارا
- مقتل مرتزق فنلندي سادس في صفوف قوات كييف (صورة)
- جنرال أمريكي: -الصينيون هنا. الحرب العالمية الثالثة بدأت-!


المزيد.....

- المجلد الثامن عشر - دراسات ومقالات - منشورة عام 2021 / غازي الصوراني
- المجلد السابع عشر - دراسات ومقالات- منشورة عام 2020 / غازي الصوراني
- المجلد السادس عشر " دراسات ومقالات" منشورة بين عامي 2015 و ... / غازي الصوراني
- دراسات ومقالات في الفكر والسياسة والاقتصاد والمجتمع - المجلد ... / غازي الصوراني
- تداخل الاجناس الأدبية في رواية قهوة سادة للكاتب السيد حافظ / غنية ولهي- - - سمية حملاوي
- دراسة تحليلية نقدية لأزمة منظمة التحرير الفلسطينية / سعيد الوجاني
- ، كتاب مذكرات السيد حافظ بين عبقرية الإبداع وتهميش الواقع ال ... / ياسر جابر الجمَّال
- الجماعة السياسية- في بناء أو تأسيس جماعة سياسية / خالد فارس
- دفاعاً عن النظرية الماركسية - الجزء الثاني / فلاح أمين الرهيمي
- .سياسة الأزمة : حوارات وتأملات في سياسات تونسية . / فريد العليبي .


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - ممدوح عواد - الوطن الداجن يموت سحقاً