أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الصحافة والاعلام - رواء هادي - سحور سياسي في مقهى شعبي!














المزيد.....

سحور سياسي في مقهى شعبي!


رواء هادي

الحوار المتمدن-العدد: 3470 - 2011 / 8 / 28 - 14:04
المحور: الصحافة والاعلام
    


مهنة الصحافة والإعلام ليست كغيرها من المهن، إذ يمكن احترافها حتى ممن لم يدرس الإعلام ويضطلع بتفاصيله النظرية وأسراره وخباياه، ما دام ممتلكا للملكة الأدبية، وسعة الأفق والمخيّلة، والقدرة على التحاور والمخاطبة، فضلا عن التمتع بالكاريزما والقبول لدى الجمهور وهي خاصية مهمة جدا لمقدمي البرامج..
لذلك وجدنا أن الكثيرين ممن لم يعرفوا شيئا عن الأبجديات الأكاديمية للصحافة والإعلام، انخرطوا في مجال العمل الإعلامي وقد نجحوا فيه وتألقوا، واكتسبوا عن طريق خوضهم لغمار هذا العمل خبرة لا بأس بها استعاضوا بها عن الدراسة الأكاديمية التي عادة ما تصقل الموهبة وتشذبها، وتضع العامل في هذا المجال على الطريق الصحيح.
وبينما احترف كثيرين فن الكتابة، وبرع آخر في العمل الاذاعي والتلفزيوني، نجد أن غيرهم قد أخفق بشكل واضح في احتراف هذه المهنة، ما يذكرنا بالمثل الشعبي القائل (انطي العيش لخبازه)..
ومما لفت الانتباه خلال شهر رمضان المبارك برنامج (سحور سياسي) على قناة البغدادية لمقدمه ومعده عماد العبادي، إذ يستضيف هذا البرنامج شخصيات سياسية أو لها مواقف سياسية، للتحاور معهم في الشأن السياسي، ولأن السياسة تهمنا جميعا بعدّها مفصلا أساس من مفاصل حياتنا، تجد أن الناس تبحث وتتابع بشكل دؤوب البرامج السياسية بغية التعرف على بواطن الامور أو هكذا يظن المتلقي!
والعجيب في هذا البرنامج (سحور سياسي) الطريقة التي يعتمدها مقدم البرنامج في اسلوب التحاور مع الضيف وبلهجة عامية غير محببة، ما يجعلنا نعتقد أننا نجلس في مقهى شعبي يؤمه عامة الناس وليس خاصتهم.. إذ يتعمد المقدم وكأنه يتبع ستراتيجية معينة لإهانة الضيف بدلا عن تقديم طروحاته الفكرية والسياسية للجمهور، أو دفع الضيف للإساءة والتشهير بالحكومة الموقرة.. فهو يتعامل معه بأسلوب فض بعيد عن الاحترام الواجب التعامل به مع ضيوفنا حتى وإن كنا على خلاف معهم في وجهات النظر، وهذا يذكرنا بمثل آخر ما دمنا في مقهى شعبي (من جاء إلى دارك جاب الحق عليك)!
وإذا كان عماد العبادي يتعمد بأسلوبه ذاك تحقير الشخصيات التي يستضيفها أو التقليل من شأنها، أو أنه يحاول تسليط الضوء على اخفاقات هذه الشخصيات واحراجها، أو وضعها بموضع المواجهة مع الحكومة، فإن هناك أساليب كثيرة يعمد إليها الإعلامي المحترف المتمكن من أدواته وبما يدلل على خبرته ولياقته ولباقته في فن التحاور، دون الوقوع في فخ الإساءة إلى الضيف أو جعله في موضع الإتهام..
فضلا عن ذلك، ومما يلفت الانتباه وقد صار محلا للتندر عند الناس، الانتقالات المفاجئة وغير المترابطة منطقيا في الاسئلة الموجهة إلى الضيف، إذ يقفز المقدم من سؤال إلى آخر بطريقته الهجومية التهكمية وابتسامته الصفراء، دون وجود رابط فكري منطقي بين سؤال وآخر، فضلا أيضا عن استمراره النظر إلى ورقة الاسئلة، والتطلع بين الفينة والأخرى نحو الكاميرا أو الواقفين خلفها من المصورين وغيرهم، وهو الأمر المنافي لأدنى درجات المهنية..
وأنه لأمر محزن أن تستعين وسائل الإعلام بأشخاص ذوي خبرات محدودة في مجال مهم وحيوي كمجال العمل الإعلامي دون النظر إلى الخلفية التي تؤهل صاحبها للنجاح والإبداع في هذا العمل.. وإذا كان هذا البرنامج قد حقق نسبة كبيرة من المشاهدة، فلا يعني ذلك أبدا أن قد حقق البرنامج النجاح المأمول، وإنما ديدن الناس الإطلاع على كل غريب، وأشهد أن مقدم البرنامج قد جعل برنامجه غريبا عجيبا بحق!!



#رواء_هادي (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- الخيط الرفيع
- لا ملائكة على الأرض
- يريدونها أنثى


المزيد.....




- قمة كوب29: الدول الغنية ستساهم ب 250 مليار دولار لمساعدة الد ...
- حدود العراق الغربية.. تحركات لرفع جاهزية القطعات العسكرية
- وقف الحرب في لبنان.. فرص الاتفاق قبل دخول ترامب البيت الأبيض ...
- أرامكو ديجيتال السعودية تبحث استثمار مليار دولار في مافينير ...
- ترامب يرشح أليكس وونغ لمنصب نائب مستشار الأمن القومي
- بالفيديو.. منصات عبرية تنشر لقطات لاشتباكات طاحنة بين الجيش ...
- Rolls-Royce تخطط لتطوير مفاعلات نووية فضائية صغيرة الحجم
- -القاتل الصامت-.. عوامل الخطر وكيفية الوقاية
- -المغذيات الهوائية-.. مصادر غذائية من نوع آخر!
- إعلام ألماني يكشف عن خرق أمني خطير استهدف حاملة طائرات بريطا ...


المزيد.....

- السوق المريضة: الصحافة في العصر الرقمي / كرم نعمة
- سلاح غير مرخص: دونالد ترامب قوة إعلامية بلا مسؤولية / كرم نعمة
- مجلة سماء الأمير / أسماء محمد مصطفى
- إنتخابات الكنيست 25 / محمد السهلي
- المسؤولية الاجتماعية لوسائل الإعلام التقليدية في المجتمع. / غادة محمود عبد الحميد
- داخل الكليبتوقراطية العراقية / يونس الخشاب
- تقنيات وطرق حديثة في سرد القصص الصحفية / حسني رفعت حسني
- فنّ السخريّة السياسيّة في الوطن العربي: الوظيفة التصحيحيّة ل ... / عصام بن الشيخ
- ‏ / زياد بوزيان
- الإعلام و الوساطة : أدوار و معايير و فخ تمثيل الجماهير / مريم الحسن


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الصحافة والاعلام - رواء هادي - سحور سياسي في مقهى شعبي!