أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - وسام غملوش - امركة الفوضى الخلاقة















المزيد.....

امركة الفوضى الخلاقة


وسام غملوش

الحوار المتمدن-العدد: 3469 - 2011 / 8 / 27 - 23:28
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    


كما امرك الامريكي العولمة وسخرها لمصلحته كذلك امرك الفوضى الخلاقة وجعلها سلاحا في جعبته.
الفوضى الخلاقة وباللغة الإنجليزية (هو مصطلح سياسي / عقدي يقصد به تكون حالة سياسية أو إنسانية مريحة بعد مرحلة فوضى متعمدة الإحداث).
و مصطلح الفوضى الخلاقة موجود في القاموس الماسوني، وهذا المصطلح تحاول الماسونية ترسيخه على أساس أن الكون كله قد خُلق من الفوضى، و هو موجود ايضا في أدبيات الماسونية القديمة حيث ورد ذكره في أكثر من مرجع وأشار إليه الباحث والكاتب الأمريكي دان براون، إلا أنه لم يطف على السطح إلا بعد الغزو الأمريكي للعراق وربما لأنه اثمر ولكن بعد تحريفه عن مفهومه الاصلي الذي تناوله ميكافيللي في كتابه الامير ويقول:
الشجاعة تُنتج السلم
والسلم يُنتج الراحة
والراحة يتبعها فوضى
والفوضى تؤدي إلى الخراب
ومن الفوضى ينشأ النظام
والنظام يقود إلى الشجاعة
وهذه نظرية صحيحة و فعالة عند الوصول بالشعوب الى حالة الركود و الانحلال فيبرز من هذه الجماهير قادة تقوم بعمل فوضوي خلاق اي ثورة الثورة و هي حالة من الفوضى لكن الى حين، ليسقط النظام الحاكم، فتتولى القيادات زمام الامور، ولديها خطط مسبقة لم تقوم به ،و كيف ستستغل حماس الجمهور لبناء وطن يخدم مصالح شعبه.
ولكن الولايات المتحدة الأميركية و حلفاؤها ارادوا استثمار حالة الفوضى وخلقها قبل ان تكمل حالة المخاض الطبيعي وتولد القيادات الحقيقية لادارة شؤون البلاد بشكل فعال ، فكانوا سباقيين لاختلاق الثورات التي هم كانوا من جعلها تتبلور على ارض الواقع الى ان يحين موعد القطاف، و هذه الثورات كانت ارضيتها القمع و الفقر طيلة عقود من الزمن، وهذا حال بزوغ فجر الثورات ولكن تم اجهاضها لتولد ميتة ويستفيد من ارثها الامريكي و حليفه.
ولنلقي نظرة على مصر حين قامت ثورة الظباط الاحرار كانت ثورة شعب حقيقة قام بقيادتها قادة لهم تصور جاهز لم بعد الثورة وهكذا انتجت مصر اهم قائد عربي في ذاك الوقت، ام بعده اصبحت القيادات هي نتاج تحالف غربي لذلك غرق الشعب بالفقر و القمع كما ارد لهم الغربي ليكون مشروع جاهز التنفيذ في المستقبل.
وايضا لنعد قليلا في التاريخ الى الوراء عندما اطيح بحكم الشاه في ايران كيف قامت المخابرات الامركية بتحريك ثورة لاعادته و اعادته وهذا ان دل على شيء يدل على مدى تحكم الامركي بالشعوب الاسلامية و العربية التي تتحكم امريكا برؤسائها ،ولكن عندما ارادت ان تطيح بالسلطة الايرانية منذ فترة من خلال الشعب لم تستطع لان الشعب كان قدا استفاق من خلال حاكمه الحر وهذا ما نشهده الان في سوريا .
وايضا هناك من يقول لماذا تطيح الدول الغربية برؤساء هم خدام لها و الجواب هو: لم تطح بهم الا لأنهم اصبحوا منتهيين الصلاحية ويجب وجود بديل قبل ان يجد الشعب طريقه الى الخلاص و الولادة الطبيعية.
ويعد الرئيس جورج بوش الابن الذي كان يعاني من وهم كونه المسيح المخلص الأكثر تطرفا في فرض سياسات الأمركة من خلال إطلاقه الفوضى الخلاقة في مختلف أنحاء العالم وكأنه اراد ان يقوم بالعمل الالهي الا وهو التدمير و اعادة البناء بعد كل حقبة زمنية ولكن هذا التدمير كان حسب متطلبات السياسة الامريكية فقط.
وينسب إلى الأب “ديف فليمنج” بكنيسة المجتمع المسيحي بمدينة بتيسبرج ببنسلفانيا قوله:( إن الإنجيل يؤكد لنا أن الكون خلق من فوضى، وأن الرب قد اختار الفوضى ليخلق منها الكون، وعلى الرغم من عدم معرفتنا لكيفية هذا الأمر إلا أننا متيقنون أن الفوضى كانت خطوة مهمة في عملية الخلق). ولكن للسماء حكمتها التي لم نفهمها بعد ام حكمة بوش فهي مفهومة الا وهي السيطرة الاقتصادية والنفط اولها واراحة اسرائيل من الاستيقاظ العربي الحر وبعض المنافع الاخرى.
. وكان لصموئيل هنتنغتون في كتابه "صراع الحضارات" وجهة نظره الاخطر و الذي اعتمدتها السياسة الامركية الا وهي معتبرا ان النزاعات والانقسامات في العالم مصدرها حضاري وثقافي والخطوط الفاصلة بين الحضارات ستكون خطوط المعارك في المستقبل . فهذه الاستراتيجية متوافقة على ضرورة بناء نظام عالمي جديد تقوده "القوادة" بالمعنيين امريكا، وتقوم هذه النظرية ايضا على معاداة الحضارة العربية والاسلامية باعتبارها نقيضا ثقافيا وقيميا للحضارة الغربية تاريخيا . لذا تضع هذه الاستراتيجية العالم امام خيارين : اما التبعية لتفوقها وجبروتها وامبراطوريتها، واما الفوضى والخراب والصدام والحروب وايضا فوكوياما "نهاية التاريخ والانسان الاخير" مقسما فيها العالم ما بين عالم تاريخي غارق في الاضطرابات والحروب، وهو العالم الذي يلتحق بالنموذج الديمقراطي الامريكي، وعالم آخر ما بعد التاريخي الديمقراطي الليبرالي على الطريقة الامريكية ولا اريد ان يطول الشرح.
وتمثل كتابات اليوت كوهين أحد المصادر المهمة لنظرية الفوضى الخلاقة وخصوصا كتابه "القيادة العليا، الجيش ورجال الدولة والزعامة في زمن الحرب". وهناك عدد كبير من المفكرين الذين تناولوا نظرية الفوضى الخلاقة ولكن الامركي صاغها كما يريد.
وحرب الفوضى الخلاقة هي استراتيجية شاملة لها عدة جوانب فكرية واعلامية واقتصادية وسياسية وعسكرية واجتماعية.
ومن المساهمات الرئيسية في صياغة نظرية الفوضى الخلاقة ما قدمته المراكز البحثية الكبرى في الولايات المتحدة وعلى رأسها مؤسسة "أميركان انتربرايز" للدراسات.
لذا ان الفوضى الخلاقة التي امركها الامريكي هي عبارة عن فوضى تدميرية استباقية لمرحلة الحرية التحررية لبناء المحتمع المنتج العارف كيف يدير شؤونه الداخلية والحفاظ على ثرواته دون ان تسلب منه ليضع يده هو(الامريكي) على هذه الاموال ويسيطر عسكريا، ويمنع هذا المجتمع الاسلامي من ان يعود لما كان عليه فيما بعد عهد النبي الذي استطاع ان يغزو اوروبا ويبقى في الاندلس طيلة 800عام
فلقد استطاع الامركي وحليفه من اقناع كل العالم الغربي مفكرين ومتدينين ورجال اعمال بأن هذا المجتمع لا يجب ان يستيقظ في اي يوم من الايام ويجب ان يبقى في حالة فوضى، و اقتنع المتدين للحفاظ على مكانته الدينية و السياسي لبسط نفوذه و اقتنع رجال الاعمال لفتح اسواق جديدة بعد كل عملية تدمير خلاق.
وهكذا اصبح المجتمع الغربي بكل اشكاله مقتنعا بهذا التحريف للفوضى الخلاقة وكلها لاجل المنافع الشخصية ولكن كل من وجهة نظره حتى اصحاب حقوق الانسان فقد وجدو لهم مكانة في المجتمع حيث اسسوا وجودهم الخاص والانسان في طبيعته يسعى للبروز في مجتمعه، وايضا بعض من المسلمين اضحوا يحبذون هذه الفوضى لما هو موجود في تاريخهم الديني، الا وهو ان مهدي اخر الزمن الذي لا يظهر الا بعد فوضى عارمة تهز الامة الاسلامية ليبسط العدل ويسطع فجر الامة الاسلامية من جديد ولكن( ما اتعس الامة التي تنتظر بطلا)



#وسام_غملوش (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- إرم واسلام ومجاعة
- آدم بين فضيلة الشيطان و ذكائه
- الحياة اجمل لولا الرسل
- لو كان النبي محمد (ص) روسيا


المزيد.....




- رجل وزوجته يهاجمان شرطية داخل مدرسة ويطرحانها أرضًا أمام ابن ...
- وزير الخارجية المصري يؤكد لنظيره الإيراني أهمية دعم اللبناني ...
- الكويت.. سحب الجنسية من أكثر من 1600 شخص
- وزير خارجية هنغاريا: راضون عن إمدادات الطاقة الروسية ولن نتخ ...
- -بينها قاعدة تبعد 150 كلم وتستهدف للمرة الأولى-..-حزب الله- ...
- كتاب طبول الحرب: -المغرب جار مزعج والجزائر تهدد إسبانيا والغ ...
- فيروز: -جارة القمر- تحتفل بذكرى ميلادها التسعين
- نظرة خلف الجدران ـ أدوات منزلية لا يتخلى عنها الألمان
- طائرة مساعدات روسية رابعة إلى بيروت
- أطفال غزة.. موت وتشرد وحرمان من الحقوق


المزيد.....

- المجلد الثامن عشر - دراسات ومقالات - منشورة عام 2021 / غازي الصوراني
- المجلد السابع عشر - دراسات ومقالات- منشورة عام 2020 / غازي الصوراني
- المجلد السادس عشر " دراسات ومقالات" منشورة بين عامي 2015 و ... / غازي الصوراني
- دراسات ومقالات في الفكر والسياسة والاقتصاد والمجتمع - المجلد ... / غازي الصوراني
- تداخل الاجناس الأدبية في رواية قهوة سادة للكاتب السيد حافظ / غنية ولهي- - - سمية حملاوي
- دراسة تحليلية نقدية لأزمة منظمة التحرير الفلسطينية / سعيد الوجاني
- ، كتاب مذكرات السيد حافظ بين عبقرية الإبداع وتهميش الواقع ال ... / ياسر جابر الجمَّال
- الجماعة السياسية- في بناء أو تأسيس جماعة سياسية / خالد فارس
- دفاعاً عن النظرية الماركسية - الجزء الثاني / فلاح أمين الرهيمي
- .سياسة الأزمة : حوارات وتأملات في سياسات تونسية . / فريد العليبي .


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - وسام غملوش - امركة الفوضى الخلاقة