أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - عبد الله السكوتي - الكويت وقاعدة طبع البالبدن مايغيره الا الجفن














المزيد.....

الكويت وقاعدة طبع البالبدن مايغيره الا الجفن


عبد الله السكوتي

الحوار المتمدن-العدد: 3469 - 2011 / 8 / 27 - 12:26
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    


هواء في شبك
( الكويت وقاعدة طبع البالبدن مايغيره الا الجفن )
ومعنى ذلك اذا تطبع الانسان بطبيعة فلايمكنه التخلص منها ، كما لايمكنه اخفاؤها والتستر عليها ، اذلابد ان تظهر في تحركاته ، وفلتات لسانه ، لتبقى هذه الطبيعة ملازمة له حتى مماته فقالوا في هذا :
( ولقد فتنت بمقلة مسودة بيض الظبا عن فتكها هي تقصر
انسانها طبعا يميل لقتلتي والطبع في الانسان لايتغير )
ويحكى في هذا ايضا ان احد سلاطين الهند كان له وزير مجرب ، وكان السلطان لايتخذ قرارا الا بعد مشورته ، فكانت امور السلطنة سائرة بصورة منتظمة والشعب ينعم بالامان ، ثم توفي السلطان ، وانتقلت السلطنة الى ولده ، وكان الولد معتدا بنفسه ، فقيل له ان اباك كان لايقطع امرا الا بمشاورة الوزير ، فقال : كان ابي مخطئا ، فقال له احدهم : اختبره لنرى ان كان اهلا للاستشارة ام لا ، فارسل الى الوزير وقال له : اخبرني ايهما اغلب على الانسان الطبع ام الادب ، فقال الوزير : الطبع اغلب لانه اصل والادب فرع ، فخالفه السلطان في رأيه ودعاه الى وليمة ، فجاءت السنانير بايديها الشموع فقال السلطان : انظر الى خطأك ، فرد الوزير امهلني الى الليلة المقبلة ، وجاء الوزير بفأرة معلقة بخيط وحين حضرت السنانير بشموعها اشار الوزير بالفأرة فالقت السنانير الشموع وهرعت الى الفأرة ، وكاد البيت يحترق ، وعاد السلطان الى مشورته ، وانا كنت امنع نفسي عن الكتابة عن الكويت واقول علها ترجع عن غيها ، ولكن الظاهر في الامر ان الطبيعة غلبت التطبع والادب لدى الكويت ، حين اقدمت على بناء ميناء امبارك وحشدت سبع فرق عسكرية باتجاه ام قصر ، تريد ان تقول : ( الحك بالسيف والعاجز يريد اشهود ) ، حيث كانت هذه القاعدة سائدة عندما كان الكويتيون قبائل متفرقة تغزو احداها الاخرى ، لانها لم تحكم بدولة ولامؤسسات حتى عندما كانت تابعة للعراق ، كانت بعيدة عن العاصمة بغداد ، ولذا نشأ ابناؤها على اللصوصية وقطع الطرق ، وحين هرب عبد العزيز ابن اسعود من ابن رشيد لجأ الى الكويت وبدأ بتنظيم العصابات للهجوم على الحجاز ، لاجل ان يعطي الكويتيين طريقا للتسليب على طريق مكة ومن هنا جاء المثل الدارج : ( ياما ضيع الحجاج ابدرب مكة ) ، مانعنيه ان الكويت كانت خارج حدود المدنية والتمدن ، ولذا لاتعرف طريقا للحوار سوى الاستيلاء على املاك الغير ، ساعدتهم في ذلك اعتى دولة واقدمها في قطع الطرق وتكوين العصابات وهي اميركا ، كل هذا واصحاب الحضارة يتفرجون على اصحاب النفط ماذا يفعلون ، انهم يسرقون العراق ويشهرون السيوف ، حيث علموا ان النفط الكويتي يلفظ انفاسه الاخيرة ، ولذا هم يبحثون عن موارد جديدة في ام قصر والبصرة ، بمشورة سعودية وتأييد اميركي ، ولاتعلم اميركا ان غالبية العراقيين لو كانوا مقتنعين بصدام 20 في المئة لما دخل جندي اميركي واحد اراضي العراق ، ولو اتحد الاخوة السياسيون الذين سيدفعون العراق بكامله ضريبة لاختلافاتهم ، لما تجرأت الكويت اوغيرها على المساس بالاسد الرابض ، ولابد له ان ينهض ، وللاسف صرنا نقول ونتحسر كما اننا جالسون في مجلس للعزاء كما قالت تلك المرأة :
( طلعنه من الدنيه خساره
وشبه الموذن عالمناره
وصرنا البنات النذل عاره )
والكويتيون بعد هذا يعانون نقصا تجاه حركة التاريخ ، فهم لايمتلكون ارثا حضاريا ولاثقافيا بحكم انعزالهم وابتعادهم عن مراكز الاشعاع الفكري مثل بغداد ودمشق والقدس والقاهرة ، ولذا تراهم يحنقون على اصحاب الحضارة والنور ، محاولين في شتى الطرق ان يصنعوا لهم تاريخا جديدا ، حالهم حال الاقوام البدائية ؛ فهم حتى منتصف سبعينيات القرن الماضي يحتار الكويتي حين يصاب بمرض معين ، فيأتي الى البصرة الغراء ، كي يجري عملية او يعالج في مستشفى .
هذه الاقوام التي بقيت على هامش التمدن تسعى دوما لتصنع لها تاريخا وموطأ قدم بين الامم ، ومهما فعلت الكويت ، وتآمرت وجمعت الجموع وتدرعت بدرع الجزيرة ، لاتستطيع ان تثلم حجرا بسيطا في مسلة حمورابي وستبقى الكويت والجمال بعد رحيل آخر بئر نفطية ، فالمنجز الكويتي على جميع المستويات لايدعو العراق الى القلق ، لم تزل الكويت تؤمن ايمانا مطلقا شأنها شأن القبائل المتناحرة في البوادي ، ان مايجود به السيف او اللصوصية هي تعتبر الاموال الشريفة التي يفرح بها البدوي ، وعلى هذا الاساس تتغلب بعض العوامل الوراثية لدى البعض فتكون هي المسيطرة على افعال الشخص ، ومن العادات الاثيرة في البادية ان القوي لايغزو قويا مثله ، وانما يختار الغافل فيعدو عليه ، ولذا قال الشاعر : تعدو الذئاب على من لاكلاب له ، فتستغل الغفلة او المشاكل الداخلية ، ولعمري ان الكويت اختارت الوقت المناسب لتفرض على العراق انشاء ميناء مبارك بالقوة ، ولتلقي سنها الصخري في مراحل الميناء الاولى باتجاه المياه العراقية ، ولكن ماذا نقول لنتأس بقول الشاعر :
( ذل من يغبط الذليل بعيش رب عيش الذ منه الحمام ) .
عبد الله السكوتي



#عبد_الله_السكوتي (هاشتاغ)      



الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- طير النجر ينصاد من منكاره
- احصان الشيخ
- مطلب جماهير النصر ، احبال للطبكه تجر
- ناب الافعى وصوت العندليب
- صندوك الولايات
- الياكل العصي مو مثل اليعدها
- هالكرسي العندك من ذوله
- ذاكرة العراق المشروخة
- رحم الله جمعه افندي
- هذا واحد من الاربعين
- الكاع وثورة تموز 58
- العطش ، العطش
- احقد من جمل
- من جلة الخيل
- امر حكومه او جاري
- اذا جان المغسّل اعور ، كول ياموتة الكشره
- هذا مو يوازيك اتبيع الجدر
- ديونّا ماوفيناها
- ناصر الاشكر وميناء امبارك
- مثل اخوة زينب ظلينه


المزيد.....




- حذّر من -أخطاء- الماضي.. أول تعليق لخامنئي على المحادثات مع ...
- نتنياهو لماكرون: -نرفض إقامة دولة فلسطينية لأنها ستكون معقلا ...
- خامنئي: لا تفاؤل مفرط ولا تشاؤم بشأن المحادثات النووية مع وا ...
- الأردن يعلن إحباط مخططات -تهدف إلى المساس بالأمن الوطني-
- حماس تدرس مقترحاً إسرائيلياً جديداً لهدنة في غزة وإطلاق الره ...
- مئات الكتاب الإسرائيليين يدعون إلى إنهاء الحرب في غزة
- هجوم لاذع من لابيد على نتنياهو مستندا إلى قضية -قطر غيت-
- الاستخبارات الروسية: أهداف روسيا في أوكرانيا لن تتغير قيد أن ...
- الإمارات.. حريق برج سكني في الشارقة يودي بحياة 5 أشخاص (صورة ...
- الذكاء الاصطناعي يكتشف 44 نظاما كوكبيا مثيلا للأرض في درب ال ...


المزيد.....

- فهم حضارة العالم المعاصر / د. لبيب سلطان
- حَرب سِرِّيَة بَين المَلَكِيّات وَالجُمهوريّات 1/3 / عبد الرحمان النوضة
- سلطة غير شرعية مواجهة تحديات عصرنا- / نعوم تشومسكي
- العولمة المتوحشة / فلاح أمين الرهيمي
- أمريكا وأوروبا: ملامح علاقات جديدة في عالم متحوّل (النص الكا ... / جيلاني الهمامي
- قراءة جديدة للتاريخ المبكر للاسلام / شريف عبد الرزاق
- الفاشية الجديدة وصعود اليمين المتطرف / هاشم نعمة
- كتاب: هل الربيع العربي ثورة؟ / محمد علي مقلد
- أحزاب اللّه - بحث في إيديولوجيات الأحزاب الشمولية / محمد علي مقلد
- النص الكامل لمقابلة سيرغي لافروف مع ثلاثة مدونين أمريكان / زياد الزبيدي


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - عبد الله السكوتي - الكويت وقاعدة طبع البالبدن مايغيره الا الجفن