ناس حدهوم أحمد
الحوار المتمدن-العدد: 3468 - 2011 / 8 / 26 - 22:20
المحور:
الادب والفن
فكرت مرارا وتكرارا :
لو أني مثلا لم أولد عربيا
إذن ماذا كان علي أن أكون ؟
لو أتيحت لي فرصة الاختيار
هل كان علي أن أكون هذا العربي
المتخلف في هذا الوطن المتخلف ؟
كثيرا ما حسبتني قد أدركت الحقيقة
لكنني لم أجدها عند قومي
ولا في وطني الذي يبكي دائما
من فرط عجزه
وضآلته .
ولأفرض أنني ولدت في الصين
ألا يكون ذلك أفدح خسارة منيت بها
على الإطلاق ؟
فهناك كنت سأتيبس مع قلق الناس الصامت
وللأبد
ثم ماذا لو كنت مواطنا في السويد ؟
ألا يكون ذلك أفضل ؟ ولكنت قد أنتحرت باكرا
من فرط السعادة
ماذا أيضا لو أني ولدت أيضا أمريكيا كما يتمنى الكثيرون ؟
أظنني حينئذ أكون قد نفقت في إحدى مزارع الفيتنام
وأثناء فضيحة - ووترغيت -
أما إذا ولد المرء ( وليس أنا بالضبط )
في إفريقيا السوداء
لكنت حاليا أسود اللون وفي أسوأ حال
ومتسكعا عند حدود الدول المصنفة
أنا لا أجد سببا لنفسي
كي أولد في مكان ما
وقد قيل لي مرارا بأنني محظوظ
لأنني ولدت عربيا ولدي الكثير من النفط
والكثير من الغباوة أيضا
وقليلا من الديمقراطية المنتهية الصلاحية
نعم إنني محظوظ لكن رغما عني
لأنني عربي سعيد رغما عني
ببلادتي التي أحتاج إليها هنا
كمركة مسجلة وأيضا رغما عني
ذات يوم كنت أحلم كما لو أنني
مواطن من كندا
والتحقت بوطني الأم سائحا
ولما قارنت بين الوطنين العربي والكندي
وجدتني أقع في حب مجهول
لا علاقة له بالمواطنة على الإطلاق .
#ناس_حدهوم_أحمد (هاشتاغ)
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟