أحمد أوحني
الحوار المتمدن-العدد: 3468 - 2011 / 8 / 26 - 13:33
المحور:
الادب والفن
قصة قصيرة جداً : البحث عن موجود
استيقظ أهل القرية ذات صباح على وقع اختفائي ، فسمعت مناد ينادي أن لابد من البحث عني ، فرحت أبحث معهم عن نفسي . أحد السكان قال إنه رآني مستقلاً قطار الماضي منذ ساعتين . وحيث أن كان لابد من العثور علي ، استقل أهل القرية قطاراً آخــر .
عندما سافرت ، كانت معي قطع نقدية قديمة ، واحدة من فئة خمسين فرنكاً والأخرى من فئة عشرين فرنكاً والأخرى من فئة عشر فرنكات والأخيرة من فئة خمس فرنكات . في المجموع سبعة عشر ريالاً ، وهو مبلغ كبير يمكن أن يفي بحاجات كثيرة .
في كل مرة أقوم بهذا السفر دون أن يدري بي أحد ، لكن هذه المرة فطن أحدهم وقرروا البحث عني لمعرفة أين أقضي كل هذا الوقت . فأين وجدوني ؟ كنت وسط مجموعة من الأطفال نلعب كرة قماشية صنعناها من بقايا أثواب طلبناها من السي رحال ، خياط القرية . أطفال في الربيع السابع والثامن ، مرتدين ملابس قطنية متسخة ، نتصبب عرقاً وتفوح منا رائحة كريهة .
أتذكر أنني أصبت بجرح عميق في إحدى رجلي وجلست أرضاً أمسح عنها الدم ، واحد من أصدقائي اقترح علي التبول على الجرح وسيشفى ، فتركته فعل ، البول يحرق الجروح تماماً مثل الدواء .
وعلى إثر إصابتي ، قررنا الكف عن اللعب والعودة إلى منازلنا ورجعنا جميعنا . لكنني فقدت القطع النقدية في مكان ما في زمن الماضي ، ولا زلت أحتفظ بصورها إلى اليوم ، أقترحها على جيل اليوم لأنها أصبحت مثل سائر الأشياء أفكاراً وذكريات من الماضي .
ذ. أحمـد أوحنـي - أفـورار - المغرب
#أحمد_أوحني (هاشتاغ)
الحوار المتمدن مشروع
تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم
العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم.
ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في
استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي،
انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة
في دعم هذا المشروع.
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟