|
ليبيا الجديدة: انتصار الثوار وهزيمة روسيا...!!!
خالد ممدوح العزي
الحوار المتمدن-العدد: 3467 - 2011 / 8 / 25 - 18:42
المحور:
مواضيع وابحاث سياسية
ليبيا الجديدة: انتصار الثوار وهزيمة روسيا...!!! بغض النظر عن كل الأخطاء والتحليل التي تحاول أن تقرءا الوضع في ليبيا، لكن هناك حقيقة واحدة بان الشعب الليبي أصبح حر ،واسقط دكتاتورية ألقذافي التي استمرت 42 سنة،وهذا هو الواقع الجديد الذي يجب أن يتعامل معه العالم،طبعا أخطاء ألقذافي الذي مارسها بحق شعبه هي التي أدت به إلى السقوط الذر يع ،انتصر الشعب الذي وصفه ألقذافي بالجرذان والفران والمهلوسين ،وأصبح عميد الساسة العرب هو وأولاده مختبئ كالجرذان في أوكار صغيرة في إحياء مدن ليبية لا تزال تكن له باحترام وود،لكن هذا لا يغير من الواقع شيء بان ألقذافي سقط مع سقوط طرابلس وانتهى مع انتهاء باب العزيزية وحرق بيت الصمود الذي كان يعتبر إمبراطورية ألقذافي،بقاء ألقذافي وبعض الموالين له في مناطق أو إحياء يحاولون المقاومة من خلالها لكي يلفتوا نظر العالم بأنهم لا يزالوا موجودين من اجل التفاوض وتحسين شروط التفاوض،لقد انتهت ليبيا وأهلها من ثقل ألقذافي الكبير الذي أرخاه على عاتق ليبيا وشعبها في تبديد أموالها وتحويلها إلى شركة خاصة لأبنائه والمقربين منه،لقد صنع الإرهاب في ليبيا ودعم جماعات كثيرة من الإرهابيين التي دفع ثمنها الشعب الليبي نفسه طوال 15 عاما من الحصار ،تدخل في شؤون الدول العربية والعالمية وحاول زعزعة أمنها،نم الخلافات العربية- العربية،لكن اليوم ليبيا أضحت حرة بفضل صمود أبنائها الشجعان الذي تصدوا لآلة الموت العسكرية التي يملكها العقيد فصمود أهل مصراتة هو الذي افشل وأنهك قوى العقيد وكتائبه الأمنية،نعم تدخل الغرب بطلب عربي ومن ثمة دوافع إنسانية وأخلاقية اتجاه شعب ليبيا الذي كان عرضة لسياسة العقيد الهمجية وحقل تجارب لجحافل خميس ذات التجهيز والتدريب الروسي ،لكن الغرب بداء يفكر في مصالحه في ليبيا وحاول تقسيم ليبيا لإضعاف الطرفين والقذاف ،كان راضي بهذا الطرح الذي يؤمن له الاستمرارية بسيطرة على دولة مهما كان حجمها الجغرافي،لكن الثوار رفضوا هذه الشروط دفعوا العديد من الشهداء في معارك غير متكافئة لا في العدة والعتاد ولا التجهيز الذي كان ألقذافي يتلقه حتى اليوم الأخير لسلطة.اليوم أصبحت ليبيا حرة ويترتب على قادتها وشعبها مسؤوليات كثيرة لكي تحافظ على هذا النصر وتنظم إلى الدول العربية الأخرى التي خلعت رؤساءها. نعم ألقذافي يملك جبال من العملات الصعبة التي يحاول ان يوظفها في تخريب الأمن والاستقرار العسكري والسياسي من خلال جماعات تكن له بالولاء،وللقذافي دورا تاريخيا وقدرة عجيبة في ممارسة هذه الحرب القذرة الذي مارسها سابقا ضد العالم،لكونه لا يزال يؤمن بان الملاين معه وتحبه . على المجلس الانتقالي التسريع في تنظيف ليبيا وبناء جيش وطني وقوى امن داخلية والعمل على تامين انتخابات حرة للبرلمان والرئاسة معا لإيصال ليبيا إلى مكانه الطبيعي دولة ديمقراطية يحكمها القانون والعدل على أساس الحرية ،العمل الفوري على ترتيب مناخ المصالحة الوطنية والعفو العام عن المرحلة السابقة كي لأتدخل ليبيا في دوامة العنف الجديد،ترتيب العلاقات مع دول الجوار التي كانت ليبيا مصدر قلق لهم. لان ليبيا الجديدة سوف يكون لها دورا هاما في نشر ثقافة الديمقراطية والحرية والتسامح ،ولعب دول كبير في المجمعة العربية ،والخروج من مواقع المناكفة والمحاول الخاصة التي اتبعها العقيد سابقا مع الدول العربية ،ليبيا وتنس ومصر سوف يكون لهم تأثير فعلي وكبيير على تطوير وتفعيل دور دول المغرب العربي والدول العربية في جامعة الدول العربية . طبعا الخراب الدمار هو ثمن الحرية وليبيا دولة غنية جدا وانعم الله عليها بثروة كبيرة من الغاز والنفط المميزان في العالم، بالإضافة إلى أن ليبيا تملك اكبر شط بحري على المتوسط ذات الرمل الأبيض الذي سيحولها إلى عروس المتوسط بالنسبة للسياحة العالمية سيتم تطور هذا القطع بسرعة بعد إن كانت غائبة عنها طوال فترة العقيد نظرا لما تملكه ليبيا من مدن وقلاع رومانية قديمة تما ترميمها من قبل بعثات ايطالية ،إضافة إلى ثروة سمكية هائلة وخضروات وإثمار للفاكهة وجامعات كبيرة ستتحول إلى مراكز دراسية كبيرة للدول المجاورة. الموقف الروسي ليبيا : منذ اندلاع الثورة أليبية في 17 فبراير الماضي كان الموقف الروسي مترد وهو ميال إلى حل للمشكلة الليبية وعارضت منذ البدء أي تدخل أجنبي في ليبيا، وانتقدت أعمال الناتو وأخطائه العسكرية العديدة ،لقد أرسلت روسيا مندوبها إلى طرابلس عدة مرات في محاولة لتقريب وجهات النظر بين الإطراف المتصارعة ،لكن روسيا لم يكن لها وجهة نظر تطرحها لكي تعمل على تسويقها فالمندوب الروسي كان خاليا من أي مبادرة تطرح للطرفين وتضغط بها دوليا وعلى أطراف الصراع ،رفض الحرب وعدم إراقة الدماء هو مطلب الجميع ولكن الجلوس على طاولة المفاوضات دون ورقة عمل،اضعف موقف موسكو ومندوبها "مخائيل مرغيلف" .المعركة الروسية مع الخرب من اجل مصالح خاصة في مناطق نفوذ روسيا وليس دعما لنظام ألقذافي لكن الصراع الدولي يفرض إشكالا مختلفة في إدارة الصراع الدولي ،لكن روسيا مطورة حتى اللحظة الأخيرة في بيع الأسلحة والمعدات الحربية والتقنية والكترونية للنظام ألقذافي وتزويده بأفضل المعدات والخبراء ،ويكفي بان جحافل خميس ابن العقيد ألقذافي الفرقة 32 هي روسية الصنع والتجهيز،إضافة إلى بعض الدول التي تخص روسيا كأوكرانية وروسيا البيضاء اللتان زودت نظام ألقذافي بالأسلحة والتقنيات العالية لإدارة حربه. طبعا تعيش روسيا صدى الصدمة التي منيت بها من سقوط نظام ألقذافي السريع،والهزيمة سوف يكون له تداعيات عديدة على روسيا لكونها تفقد حلفاءا لها في الشرق الأوسط من خلال دعمها لدكتاتوريات وأنظمة فاسدة ستتحمل أعباءها في المستقبل القريب. فالموقف الروسي الذي عبر عنه الرئيس الروسي ديمتري ميدفيديف بتاريخ 24 أب"أغسطس 2011 والذي يقول فيه حرفيا"" اليوم في ليبيا يوجد سلطتين ،والنصر الحالي لا يعتبر نهائيا حتى لو امتلكوا ثلاثين العاصمة وضرورة التفاوض ،ولا نستطيع الاعتراف بالمجلس الانتقالي اليوم ،وسوف نرى مدى شعبيته في البلاد وتأثيره عليهم". يقول ميدفيديف بان روسيا تطالب بان تبقى ليبيا دولة موحدة دون التفكيك بسبب وضع ليبيا وتركيبتها القبلية المعقدة الذي حافظ عليها النظام السابق كدولة واحدة ،فكيف يمكن للثوار المحافظة عليها دون تفككها والدخول في حرب داخلية تستنزف ليبيا وشعبه .الموقف الروسي يقوم على إيجاد حل سلمي نهائي للمشكلة الليبية،ينقل البلد إلى حياة طبيعية ،كي لا يتعرض الشعب الليبي لحرب أهلية تسفك فيها الدماء. الموقف الروسي غمض وملتبس وغير واقعي فإذا الصين حليف ألقذافي وصاحبة الاستثمارات الكبيرة البالغ قيمتها 18 مليار تمنت للشعب الليبي الخير وتحترم رغبته وترغب في المشاركة بإعادة أعمار ليبيا،فالروس يحاولون أعادة النظر في الخسارة التي منوا بها في ليبيا ولم يستيقظوا من الصدمة أو أنهم يعرفون ماذا يخبئ ألقذافي لأنهم شركاء معه. الإعلام الروسي : الإعلام الروسي الرسمي هو بالنتيجة ناطق بلسان الدولة وقيادتها،فالإعلام الروسي الناطق بالروسية تعمد دوما عدم أظاهر الأزمة الليبية على الشعب الروسي ،واعتباره عادية بين منشقين غير منضبطين على السلطة المركزية ،والتقارير التي كانت ترسل لا تشكل مساحة واسعة من نشرات الأخبار المركزية ،وبالتالي كانت تغيب لفترات طويلة من الشاشة الصغيرة،وعندما كانت تبث أخبارا معينة لصالحة الدولة الروسية أو نظام ألقذافي او بث حدث كبير لا يستطيع التلفزيون الإغفاء عنه،بسبب نشره في القنوات العالمية والصحافة المكتوبة أو المواقع الالكترونية، بالإضافة إلى الغياب الفعلي لقناة روسيا ليوم الناطقة بالعربية التي وقعت بين حدين موقف روسيا الرسمي والسباق الإعلامي العالمي،لذلك فقدت القناة مصداقيتها عند المشاهد العربي. لكن الأبرز بالتغطية الروسية لإحداث ليبيا بطريقة مضحكة جدا لتلفزيون له قدرات هائلة وخارقة في العمل الإعلامي والدعائي أن يتصرف كالتالي: إذاعة فيستي 24 القناة الإخبارية الروسية التقرير تحت عنوان "في الحرب كل الوسائل متاحة"بتاريخ 24 أب "أغسطس"2011 . التقرير ينص "على أن دخول الثوار إلى ساحة الشهداء التي كانت تعرف بالساحة الخضراء هي مسرحية مركبة يشك بها نظرا لاستخدام وسائل عديدة من القبل الثوار لإرباك عدوهم من خلال الاستعراض المسرحي الذي يقوم به الثوار ورفع أعلام الانتصار،من خلال الشك بكل شيء العلم الكبير الذي رفعه الثوار في الساحة كيفية اخذ الصور في ساحة الشهداء في الصور التي التقطت في الساحة وكمية الأعداد المتواجدة فيها ،الشك بل شيء.روسيا تقول بان الوسائل الفنية الاستعراضية هي مركبة من اجل الضغط على العدو حتى المدافع هي مركبة.هذا يلخص عنوا التقرير بان كل الوسائل في الحرب متاحة ،لان روسيا لم تقتنع بالسقوط المذوي الذي شهدته العاصمة لان معلومات روسيا حسب مصادر ألقذافي سوف تصمد لعهود فكانت الصدمة الكبيرة التي لم تتحملها روسيا بسبب غياب المعلومات الكاملة وعدم التغطية الصحية والثقة العمياء بكلام الرؤساء وهذا ما سوف تحصده روسيا في سورية التي بات سقوطها قريبا جدا واليمن التي تزوده بأسلحة وعتاد وأجهزة . ليبيا انتصرت شانا آم أبينا وليبيا الجديدة سوف تكون أفضل من ليبيا ألقذافي إرادة روسيا أن تعترف بهذه الحقيقة أما لا فان سقوط الأنظمة بات قريب وروسيا تفقد الشرق الأوسط وشعوبه بسبب غباء لاستخباراتها ومعلوماتها التي تعتبر بان هذه الأنظمة باقية وصامدة بوجه شعبه الأعزل. د.خالد ممدوح العزي صحافي وباحث إعلامي،و مختص بالإعلام السياسي والدعاية. [email protected]
#خالد_ممدوح_العزي (هاشتاغ)
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟
رأيكم مهم للجميع
- شارك في الحوار
والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة
التعليقات من خلال
الموقع نرجو النقر
على - تعليقات الحوار
المتمدن -
|
|
|
نسخة قابلة للطباعة
|
ارسل هذا الموضوع الى صديق
|
حفظ - ورد
|
حفظ
|
بحث
|
إضافة إلى المفضلة
|
للاتصال بالكاتب-ة
عدد الموضوعات المقروءة في الموقع الى الان : 4,294,967,295
|
-
روسيا البيضاء والغرب:
-
روسيا البيضاء: نجاح الدولة في الانتخابات ، هزيمة المعارضة وا
...
-
جمعة بشائر النصر في سورية، وسقوط نظام ألقذافي...!!!
-
كوثر البشراوي في حوار الثقافة...
-
الثورات العربية و المحطات الفضائية:
-
الحرية والإعلام: نقيب الصحافة الإيرانية في المعتقل...!!!
-
اليتيم على أبواب القرن21
-
روسيا البيضاء: رأس المال العربي مدعو للاستثمار في الجمهورية.
-
عروق العرب ليست أقليات بمختلف أطيافها الدينية
-
الثورة سورية : إستراتجية إيران لإنقاذ حليفها في بلاد العرب،
...
-
القدس....لنا... القدس... لنا... وفلسطين لنا...
-
لبنان وسورية: رئيس واحد،و حكومة واحدة لشعبين...!!!
-
المصالح الروسية الخاصة فوق الشعب السوري ومجازره اليومية...؟؟
...
-
تطوير العلاقات العربية – البيلاروسية ???
-
يوميات الموت مستمرة في سورية ، ودول عديدة تنظم على خط الضاغط
...
-
استقلالية القرار الوطني الفلسطيني....
-
عيدية الرئيس بري،وحكومة الرئيس ميقاتي ...!!!
-
حناجر المتظاهرين يطلقون: -جمعة صمتكم يقتلنا - رفضا للتواطؤ ا
...
-
قراصنة النظام السوري للإعلام الالكتروني
-
احتجاجات مستمرة في سورية ، رغم انتشار الأمن والقتلى في ارتفا
...
المزيد.....
-
العثور على قط منقرض محفوظ بصقيع روسيا منذ 35 ألف عام.. كيف ب
...
-
ماذا دار خلال اجتماع ترامب وأمين عام حلف -الناتو- في فلوريدا
...
-
الإمارات.. وزارة الداخلية تحدد موعد رفع الحظر على عمليات طائ
...
-
صواريخ حزب الله تقلق إسرائيل.. -ألماس- الإيرانية المستنسخة م
...
-
كيف احتلّت إسرائيل جنوب لبنان عام 1978، ولماذا انسحبت بعد نح
...
-
باكستان ـ عشرات القتلى في أحداث عنف قبلي طائفي بين الشيعة وا
...
-
شرطة لندن تفجّر جسما مشبوها عند محطة للقطارات
-
أوستين يؤكد لنظيره الإسرائيلي التزام واشنطن بالتوصل لحل دبلو
...
-
زاخاروفا: -بريطانيا بؤرة للعفن المعادي لروسيا-
-
مصر.. الكشف عن معبد بطلمي جديد جنوبي البلاد
المزيد.....
-
المجلد الثامن عشر - دراسات ومقالات - منشورة عام 2021
/ غازي الصوراني
-
المجلد السابع عشر - دراسات ومقالات- منشورة عام 2020
/ غازي الصوراني
-
المجلد السادس عشر " دراسات ومقالات" منشورة بين عامي 2015 و
...
/ غازي الصوراني
-
دراسات ومقالات في الفكر والسياسة والاقتصاد والمجتمع - المجلد
...
/ غازي الصوراني
-
تداخل الاجناس الأدبية في رواية قهوة سادة للكاتب السيد حافظ
/ غنية ولهي- - - سمية حملاوي
-
دراسة تحليلية نقدية لأزمة منظمة التحرير الفلسطينية
/ سعيد الوجاني
-
، كتاب مذكرات السيد حافظ بين عبقرية الإبداع وتهميش الواقع ال
...
/ ياسر جابر الجمَّال
-
الجماعة السياسية- في بناء أو تأسيس جماعة سياسية
/ خالد فارس
-
دفاعاً عن النظرية الماركسية - الجزء الثاني
/ فلاح أمين الرهيمي
-
.سياسة الأزمة : حوارات وتأملات في سياسات تونسية .
/ فريد العليبي .
المزيد.....
|