أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - اليسار , التحرر , والقوى الانسانية في العالم - عماد علي - هل يستحق الاسد كل هذا الدعم يا سيادة الرئيس العراقي ؟















المزيد.....

هل يستحق الاسد كل هذا الدعم يا سيادة الرئيس العراقي ؟


عماد علي

الحوار المتمدن-العدد: 3465 - 2011 / 8 / 23 - 14:22
المحور: اليسار , التحرر , والقوى الانسانية في العالم
    


هو الرئيس الوحيد الذي يرسل برسائل دعم و اسناد و رفع المعنويات لرئيس بلد غارق حتى الركبة في سفك دماء الايرياء من الشعب الثائر، لا بل بهذه الرسالة الثانية خلال الشهرين من الثورة و الاحتجاجات التي تعم ذلك البلد و هو يكرر ما فعله من قبل ، و سوريا ازدادت شراسة و عنفا و الاحتجاجات وصلت القمة و وسائل القمع توسعت و ازدادت من حدتها ، و لا تفرٌق بين الاخضر و اليابس في تعاملها مع الشعب المسالم. ما يحزن النفس هو ما يقدم عليه رئيسنا وهو على قمة سلطة لبلد عانى الامرين على يد دكتاتور جلاد جاثم على صدر شعبه ، و كما وضعنا القدر ان نرى ما لا يعقل من اصناف العرف و العادات و التوجهات التي لا تمت بصلة الى الدبلوماسية الموائمة للفكر و العقائد الانسانية العصرية بشيء. و سقط الدكتاتور العراقي على يد التحالف الدولي بمساعدة نسبة كبيرة من المناضلين المعارضين، و تحررت ابناء الشعب من الاغلال الملتف حول عنقه، و الوضع الاجتماعي و التركيبة الموزائيكية و ما اعتمدت من التوافق استنادا على الدستور و القوانين المرعية اجبر الحال و الوضع السياسي على ان تكون المحاصصة هي ميزان الحق و النظام القائم لتوزيع السلطات بين المكونات، و اصبح منصب رئاسة الجمهورية من حصة ابناء جلدتي، و يا ليتها لم تكن ، لانها على الرغم من انها لم تفد ما يهم الشعب الكوردي في العمق من جهة فانها ستجلب اليه تداعيات و افرازات الاخطاء التي ترتكب من خلالها من جهة اخرى، و اية خطوة ليست في محلها يعيٌر بها الشعب الكوردي وفق العقليات و العقائد و الايديولوجيات السائدة في منطقتنا. ان كان موقف رئيس الوزراء العراقي تجاه ما يجري في سوريا معلوم الدوافع و المنابع من حيث الفكر و الاعتقاد الذاتي او ما تفرضه السياسة و المعادلات في المنطقة و الضغوطات، و ليس هذا بمبرر ايضا، لانهم كانوا معارضين و لا يفترق النظام البعثي السوري عن العراقي بشيء الا في السياسة و متطلبات صراعه مع ما كان موجودا في العراق، و هذا ما يفرض النظام العراقي مستقبلا الانحياز نحو المحاور التي تفرضه التغييرات و لن تكون في مصلحته .
يا سيادة الرئيس العراقي ، انك قائد حركة تحررية و رئيس لدولة بعد انتصار التغيير فيه، و المرحلة التي بدات بعد رحيل النظام الشوفيني غيرت معها كافة المعادلات، و حتى هذا النظام الموجود الان في سوريا و الذي صارع الدكتاورية و وقف ضده، غيٌر من لهجته و افعاله و تعاملاته بعد التغيير وكان كل ذلك وفق امور فرضت عليه الاعتماد على موقف غير مساند للنظام الجديد في العراق، و في كل المقاييس الذي تستند عليها انت، كان من الواجب على النظام السوري ان يساند الشيطان بعد رحيل الدكتاتورية العراقية، و لم يفعل لانه حسب لما هو في خانة مصلحته و ليس للعرف و العادات التي يتمتع به قادته اية صلة بالسياسة كما نراها هنا، و انك في العراق ايضا تقدر على التحفظ على الاقل ان لم تتمكن من دعم الاحرار و الشعب الثائر الذي يعاني من الظلم و القهر و الدكتاتورية ليست باقل من ما حاربته انت بنفسك لعشرات السنين. المواقف و التصريحات و الاراء و الخطوات العملية و التوجهات التي تصدرها حضرتك ليست ملكك الشخصي، بل انت في موقع لم تمثل الشعب الكوردي فحسب بل الشعب العراقي باكمله و بكل مكوناته، و المواقف و خاصة ما تصدر في الاوقات الحرجة و التي تبدر منك يجب ان لا تصدر استنادا على المزاجات الشخصية و العواطف حسب العلاقات و ما بدر من الاخرين من المواقف الانسانية حتى في مرحلة ما من التاريخ. سبق و في مكان اخر ذكرنا ان موقف النظام السوري من الحركة التحررية الكوردستانية لم يكن نابعا من ايمانه باحقية القضية الكوردية بل كان الغرض منه هو الحصول على الورقة التي يمكن ان يقوي موقعه بها في صراعه الدائم مع البعث العراقي و الدكتاتورية الصدامية في حينه، و يجب ان نحسب الحسابات الصحيحة لتلك المواقف و التحركات ، و العلاقات التي كانت بين القادة الكورد و النظام السوري لم تخرج من تلك الاطر المحصورة فقط، و الا لماذا يعيش الشعب الكوردي في سوريا الامرين لحد اليوم ان كانت لهذا النظام هناك صلة بالانسانية التي ساعد بها الحركة التحررية الكوردستانية في حينه .
سيادة الرئيس، لنا ان نعيد الى الذاكرة فقط، ان تكرار الاخطاء سيضر بالاول و الاخير و سيدع الحسابات التي يمكن ان يصل الشعب الى مبتغاه عسيرة الحل، و قد ارسلت رسالة دعم ومساندة الى مبارك المخلوع في اواخر ايامه و قلنا له عذره و حسبنا لك المبررات على الرغم من كونها غير حقيقية و واقعية، و اليوم ارسلت الرسالة الثانية خلال الشهرين الى الاسد و تعيد دعمك و مساندتك كرئيس لدولة لا يمكن تبريره. كلنا على اليقين بان الاسد سيلقى المصير نفسه بابسط الحسابات اليوم كان ام غدا، و ربما من باب المزح تطلب منك الشعوب القابعة تحت ظلم و قمع الدكتاتورين ان ترسل رسائل الدعم الى قادتهم لتقرب وقت خلاصهم و سقوط رؤسائهم و ملوكهم و يلقوا المصير الذي لقاه من قبلهم كما ثبته لنا مبارك بعد رسالتك.
لكن ما يؤسف له حقا ان يلام الشعب الكوردي على ما يقدم عليه سيادة رئيس العراق و هو محسوب على هذا المكون المناضل و المضحي، وهذا الشعب لم يدخر جهدا في دعم الشعوب المناضلة من اجل التحرر من ربق الدكتاتوريات و يدعم خطواتهم بكل ما يمكنه و يحترم تضحياتهم لانه شعب عانى على ايدي الدكتاتورية البعثية اكثر من غيره، و انما الافعال و التصرفات و المواقف السياسية التي تبديها الشخصيات الكوردية اينما كانت و ان لم تكن في محلها يجب ان تحسب عليه و ليس على الشعب . لذا على القادة الكورد انفسهم اينما كانوا مهما كانت مناصبهم ان يحترموا تاريخ الشعب و تضحياته الطويلة و ما مر به قبل كل معادلة سياسية و يجب الا يستهزؤا بهذه التضحيات الجسام من اجل عواطف و علاقات ضيقة، و نحن نتجه نحو عصر يزيح كل دكتاتور قمعي اليوم كان ام غدا، و لم يبق للمخطئين الا ان يعتذروا قبل فوات الاوان و يحسبوا الحسابات الدقيقة لما يقدمون عليه بعد اليوم، و الجميع على علم بان الاسد لم يتلق اي دعم مهما كان نوعه من احد الا انت سيادة الرئيس العراقي المبجل .



#عماد_علي (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- سقط الصنم الرابع و ما تبقى على الطريق
- بالامس ايران و اليوم طوران
- على الشعب و حكومة كوردستان دعم الثورة السورية
- الصحوة المتاخرة لبعض حكام العرب تجاه الثورة السورية!!!
- على كل دولة ان تهتم باولوياتها كي تستقر المنطقة
- هل يتجه العراق نحو ايجاد نظامه السياسي الملائم ؟
- هل انبثقت التعددية السياسية في العراق؟
- ضرورة الاحتجاج امام سفارات الدول ذوات المواقف المصلحية ازاء ...
- حقوق الانسان و موقف القوى العالمية ازاء ما يحصل في سوريا
- تلحيم كوردستان بالعراق و ليس احتلالها !!
- ما موقف امريكا من قصف ايران الدائم لاقليم كوردستان
- هدر الفرص الموآتية في سوريا خط احمر
- معا لارساء جوهر الكلمات الثلاث (الاعتذار، الشكر، التسامح)
- هل يمكن تحقيق اهداف الشعب الكوردي استنادا على المباديء الاسا ...
- هل بالامكان استئصال آفة الفساد في العراق
- انحباس نهر الوند مع استمرار قصف ايران لاقليم كوردستان
- اعتداءات ايران ستبرر تدخلات تركيا في اقليم كوردستان
- يجب ان ينعقد مؤتمر المعارضة السورية في دولة محايدة
- عدم احساس الفرد بانتمائاته في منطقة الشرق الاوسط
- التعاون و التنسيق حاجة ملحة لنجاح انتفاضة الشعب السوري


المزيد.....




- فوضى في كوريا الجنوبية بعد فرض الأحكام العرفية.. ومراسل CNN ...
- فرض الأحكام العرفية في كوريا الجنوبية.. من هو يون سوك يول صا ...
- لقطات مثيرة لاطلاق صاروخ -أونيكس- من ساحل البحر الأبيض المتو ...
- المينا الهندي: الطائر الرومنسي الشرير، يهدد الجزائر ولبنان و ...
- الشرطة تشتبك مع المحتجين عقب الإعلان عن فرض الأحكام العرفية ...
- أمريكا تدعم بحثا يكشف عن ترحيل روسيا للأطفال الأوكرانيين قسر ...
- -هي الدنيا سايبة-؟.. مسلسل تلفزيوني يتناول قصة نيرة أشرف الت ...
- رئيس كوريا الجنوبية يفرض الأحكام العرفية: -سأقضي على القوى ا ...
- يوتيوبر عربي ينهي حياته -شنقا- في الأردن 
- نائب أمين عام الجامعة العربية يلتقي بمسؤولين رفيعي المستوى ف ...


المزيد.....

- قراءة ماركس لنمط الإنتاج الآسيوي وأشكال الملكية في الهند / زهير الخويلدي
- مشاركة الأحزاب الشيوعية في الحكومة: طريقة لخروج الرأسمالية م ... / دلير زنكنة
- عشتار الفصول:14000 قراءات في اللغة العربية والمسيحيون العرب ... / اسحق قومي
- الديمقراطية الغربية من الداخل / دلير زنكنة
- يسار 2023 .. مواجهة اليمين المتطرف والتضامن مع نضال الشعب ال ... / رشيد غويلب
- من الأوروشيوعية إلى المشاركة في الحكومات البرجوازية / دلير زنكنة
- تنازلات الراسمالية الأميركية للعمال و الفقراء بسبب وجود الإت ... / دلير زنكنة
- تنازلات الراسمالية الأميركية للعمال و الفقراء بسبب وجود الإت ... / دلير زنكنة
- عَمَّا يسمى -المنصة العالمية المناهضة للإمبريالية- و تموضعها ... / الحزب الشيوعي اليوناني
- الازمة المتعددة والتحديات التي تواجه اليسار * / رشيد غويلب


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - اليسار , التحرر , والقوى الانسانية في العالم - عماد علي - هل يستحق الاسد كل هذا الدعم يا سيادة الرئيس العراقي ؟