محمد عبعوب
الحوار المتمدن-العدد: 3464 - 2011 / 8 / 22 - 08:39
المحور:
مواضيع وابحاث سياسية
أولا نترحم على كل الشهداء الذين سقطوا في ثورة 17 فبراير ، واهني نفسي وكل الليبيين وكل أحرار العالم بالانتصار على الطاغية القذافي وزبانيته بدخول الثوار الى طرابلس وتطهيرها من نظام الطغيان، ونتمنى في القريب العاجل ان يتم استكمال تحرير ما تبقى من مدن وقرى ليبية لا زالت تحت سيطرة كتائب الطاغية.
على مدى حوالى سبعة أشهر قاد الليبيون وبمساعدة دولية ثورة مسلحة اسقطت واحد من اعتى الانظمة الدكتاتورية في المنطقة العربية، قدم خلالها عشرات الآلاف من الشباب والرجال والنساء والاطفال أرواحهم من أجل تحقيق هذا الانتصار الذي توج بدخول الثوار الى طرابلس واختفاء الطاغية واذنابه خلال ساعات من بداية هجوم شامل على العاصمة.
على مدى الأشهر السبعة الماضية سيطرت ممارسات الطاغية وجرائمه وكذا اخبار الثورة المسلحة ضده على المشهد الاعلامي الليبي، سواء في وسائل الاعلام التابعة للثوار او العالمية، وبقيت مسألة إعادة بناء ليبيا كدولة مدنية يحكمها القانون ، بقيت على هامش التناول الاعلامي للمسألة الليبية.
وكنت كأي ليبي تحت حصار القذافي وأجهزته الأمنية نتحسر على هذا التغافل الذي وقعت فيه قيادة هذه الثورة بعدم تركيزها على مسألة ما بعد سقوط الطاغية وعدم تقديرها لخطورة التراكمات النفسية وعقلية الاقصاء ورفض الآخر التي جذرها الطاغية في وعي الليبيين على مدى اربعة عقود من حكمه الفردي والفوضوي للبلاد، ولا يجب ان نستهين بالزمن ونقلل من قيمة 7 أشهر من عمر الثورة وما يمكن ان تحققه من تغيير في عقلية وتفكير الليبيين الذين يجب ان توجه طاقاتهم اليوم نحو إعادة بناء دولة القانون والحريات .
نعم ان فاعليات الثورة والتضحيات التي يقدمها شبابنا كل يوم تستحق تغطية كاملة ، وكنا نقضي الليل والنهار امام الشاشات الفضية نتنقل بين القنوات الفضائية لنعيش الثورة دقيقة بدقيقة، ولكن الثورة الكبرى والتحدي الصعب الذي سيواجهه الليبيون هو مشروع بناء الدولة الليبية ، دولة الحريات العصرية التي يحكمها القانون وينتهي فيها الاقصاء والتهميش على اي خلفية، هذا التحدي الذي يجب أن يحظى باهتمام اكبر وان يعطى اكبر مساحة في وسائل الاعلام المحلية وان يكون محور كل الخطابات السياسية والحراك الثقافي في ليبيا ما بعد الطاغية.
ايها الليبيون، وبعد ان حققتم انتصاركم التاريخي على طاغية العصر، حان الوقت لإلقاء السلاح وتناول الاقلام لخوض معركة إعادة بناء الليبيين فكريا وثقافيا وهي حتما معركة طويلة ومجهدة والانتصار فيها هو الانتصار الحقيقي الذي سيحقق لكل الليبيين حياة مستقرة وآمنة ومزدهرة، تنسيهم كل مرارات الماضي ومآسيه، وتشد انظارهم نحو المستقبل الذي فيه حياتهم وحياة ابنائهم.
#محمد_عبعوب (هاشتاغ)
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟