أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الشهداء والمضحين من اجل التحرر والاشتراكية - احمد سعد - لتبقَ ذكرى سعدون العراقي خالدة














المزيد.....

لتبقَ ذكرى سعدون العراقي خالدة


احمد سعد

الحوار المتمدن-العدد: 1031 - 2004 / 11 / 28 - 08:58
المحور: الشهداء والمضحين من اجل التحرر والاشتراكية
    


ببالغ الحزن استقبلت الخبر الفاجع برحيل القائد الشيوعي البارز، الرفيق وضاح حسن عبد الامير (سعدون) عضو المكتب السياسي للحزب الشيوعي العراقي واثنين من رفاقه.

فايدي المجرمين القتلة من ايتام العهد الصدامي الدكتاتوري اغتالوه وهو متوجه بالسيارة مع رفيقيه من بغداد الى كركوك يوم الثالث عشر من شهر تشرين الثاني الجاري لقضاء عيد الفطر في حضن العائلة.

لقد شاءت الصدف ان التقي بالفقيد سعدون – (هكذا كنا نعرفه اذ ان جميع الرفاق العراقيين كانوا ينتحلون اسماء مستعارة في ظل نظام الارهاب الدموي الصدامي ومطاردته للشيوعيين) – مرتين، الاولى في مدينة براغ عاصمة تشيكوسلوفاكيا الاشتراكية في حينه، حيث كان ينعقد مؤتمر اتحاد الشباب الدمقراطي العالمي. كنا في غرفتي، اعضاء وفدنا للمؤتمر، دورون فلنر وتالي زهافي وكاتب هذه السطور. كنا نتحدث عن "عملة" رفاقنا الرومانيين معنا، فقد طلبت سكرتارية الشبيبة الشيوعية الرومانية ان نبقى في بوخارست اربعة ايام قبل المؤتمر في براغ وذلك بهدف اجراء محادثات سياسية. وفعلا وصلنا الى رومانيا مبكرا، كما طلبوا، وفي صباح اليوم التالي جاء مندوب من اللجنة المركزية للشبيبة الرومانية واصطحبنا الى دار اللجنة المركزية حيث كان في انتظارنا السكرتير العام واثنان من اعضاء سكرتارية المركز. تحدث السكرتير العام عن انجازات رومانيا الاشتراكية وتطرق بعدها الى السياسة الخارجية الرومانية والموقف من قضايا الصراع في المنطقة. وبعد كلمات المجاملة المعتادة تحدثت عن موقف حزبنا بالنسبة للمخرج من الصراع في المنطقة، عن موقفنا المعارض لاتفاقات كامب ديفيد بين نظام السادات وحكومة بيغن، ورومانيا ايدت الاتفاقية، لاحظنا ان السكرتير العام الروماني قطب جبينه وكشرته اصبحت رطلا. بعد عودتنا من اللقاء، جاءنا قبل منتصف الليل بقليل مبعوث من اللجنة المركزية يخبرنا انه علينا السفر صباحا في القطار الى براغ وليس الانتظار الى ما بعد يومين. وعرفنا السبب.
وبينما نحن نتجاذب الحديث دخل شاب طويل القامة، عرّف نفسه انه من اتحاد الشباب الدمقراطي العراقي (شبيبة الحزب الشيوعي العراقي) وبعد ان رحبنا به، فعلاقات تاريخية حميمة تربط بين حزبينا وشبيبتنا، قال الرفيق، نريد ان نجلس واياكم للتشاور حول ابحاث مؤتمر الشباب، وحددنا موعدا في احد المقاهي المنزوية ضمانا "للامن وللسرية" فمخابرات صدام كانت تلاحق الشيوعيين في كل مكان، حتى في المنافي القسرية. وفعلا في المساء، ذهبنا الى الموعد المحدد، وكان بانتظارنا اربعة من الرفاق العراقيين، بعد المصافحة وعناق الاخوة عرّف احد الرفاق بالحضور العراقي مؤكدا ان الرفيق سعدون حضر الى براغ خصيصا للمهمة الحزبية التي سيحدثكم عنها. قال الرفيق سعدون، نحن لنا ثقة بكم وبدوركم ومكانتكم المحترمة في اللجنة التنفيذية الاتحاد الشباب الدمقراطي العالمي، فانتم من الاعضاء المؤسسين لهذا الاتحاد، ونود مساهمتكم بمساندتنا بطرد شبيبة البعث العراقي من اللجنة التنفيذية من جراء الجرائم التي يرتكبها نظامهم ضد الشباب والشعب العراقي وان تستعيد شبيبتنا مكانتها في اللجنة التنفيذية.
كان يتحدث بلغة كلها ثقة بصحة الموقف، وبصوت شاعري، حدثنا عن جرائم النظام ضد الشيوعيين والوطنيين التقدميين وضد الاكراد، وان نظام صدام بعث نخبة من رجال مخابراته الى هذا المؤتمر.
وفعلا كان لنا دورنا المتواضع، توزعنا، دورون اخذ مجموعة وانا اخذت مجموعة من الوفود لاقناعهم بالتصويت لطرد البعثيين واستعادة المكان الطبيعي لاتحاد الشباب الدمقراطي العراقي في اللجنة التنفيذية. وهذا ما حدث، واردنا الاحتفال سوية بهذه المناسبة، ولكن الاجتياح الاسرائيلي العدواني للبنان في الرابع من حزيران 1982 جعلنا نلغي الاحتفال ونذهب سوية الى الاجتماع الاحتجاجي على العدوان الذي تحدث فيه عضو اللجنة التنفيذية لمنظمة التحرير الفلسطينية ياسر عبد ربه.
والمرة الثانية التقيت الرفيق سعدون في احدى العواصم الاوروبية في مؤتمر الحزب الشيوعي اليوناني على ما اذكر. انه رفيق واسع الاطلاع، عميق التفكير، شيوعي متحزب حتى العظم للفكر الماركسي اللينيني، مناضل صلب من اجل انقاذ العراق وشعبها من براثن النظام الاستبدادي الصدامي.
انني اذا اتقدم باحر التعازي الى الكثيرين من الرفاق العراقيين الذين اعرفهم شخصيا، الى الحزب الشيوعي العراقي الشقيق برحيل الرفيق العزيز سعدون ورفاقه. فان افضل ما نكرم به فقيدنا الغالي هو مواصلة النضال الذي كرس له سعدون كل حياته، وقدم الحزب قوافل من الشهداء الابرار، حتى تخليص العراق وشعبها من دنس الاحتلال والمحتلين والمجرمين بحق الشعب العراقي وبناء العراق الحر والمستقل والدمقراطي. ولتبق ذكرى سعدون ورفاقه خالدة.



#احمد_سعد (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- هل يولّد مؤتمر شرم الشيخ غير الفأر الامريكي؟
- إعادة انتخاب بوش دالة شؤم وخطر على الامن المنطقي والعالمي
- ميزانية العام 2005: الانياب مشحوذة لزيادة الفقر والبطالة وال ...
- شعب ذاق مآسي النكبة -لن يُلدغ من جحر مرتين-
- وتبقى الراية مرفوعة
- في الذكرى الـ-48 لمجزرة كفرقاسم: لا مفر من استخلاص العبر لمو ...
- مدلول التصويت على خطة شارون: على أية مساحة تكون أرض اسرائيل ...
- هل يمكن التصويت دعما لخطة دفن الحق الفلسطيني المشروع؟
- التفجيرات في منتجعات طابا: ديناميت الشياطين في خدمة استراتيج ...
- ماذا وراء هذا التزامن؟!
- هل تستهدف مجازر حكومة شارون تحويل شمال القطاع الى منطقة عازل ...
- عبد رضا الشيوعي الذي كان بيننا
- لمواجهة مخطط الاستيطان والتصفية الاسرا–امريكي
- صباح الخير صباحك منوّر يا أبا حنظلة
- المعيار الاجتماعي لسياسة تُعيد انتاج المآسي
- التفاعلات الجارية في الخارطة السياسية الحزبية الاسرائيلية
- حتى لا نكون وقضايانا صفرًا على الشمال!
- جون كيري يسجد أيضًا في بيت الطاعة الصهيوني
- حتى لو انفلق الكارهون!- زيّاد أهل للتكريم
- التطورات المأساوية على ساحة الصراع الأسرائيلي – الفلسطيني


المزيد.....




- هولندا: اليمين المتطرف يدين مذكرتي المحكمة الجنائية لاعتقال ...
- الاتحاد الأوروبي بين مطرقة نقص العمالة وسندان اليمين المتطرف ...
- السيناتور بيرني ساندرز:اتهامات الجنائية الدولية لنتنياهو وغا ...
- بيرني ساندرز: اذا لم يحترم العالم القانون الدولي فسننحدر نحو ...
- حسن العبودي// دفاعا عن الجدال... دفاعا عن الجدل (ملحق الجزء ...
- الحراك الشعبي بفجيج ينير طريق المقاومة من أجل حق السكان في ا ...
- جورج عبد الله.. الماروني الذي لم يندم على 40 عاما في سجون فر ...
- بيان للمكتب السياسي لحزب التقدم والاشتراكية
- «الديمقراطية» ترحب بقرار الجنائية الدولية، وتدعو المجتمع الد ...
- الوزير يفتتح «المونوريل» بدماء «عمال المطرية»


المزيد.....

- سلام عادل- سيرة مناضل - الجزء الاول / ثمينة ناجي يوسف & نزار خالد
- سلام عادل -سیرة مناضل- / ثمینة یوسف
- سلام عادل- سيرة مناضل / ثمينة ناجي يوسف
- قناديل مندائية / فائز الحيدر
- قناديل شيوعية عراقية / الجزءالثاني / خالد حسين سلطان
- الحرب الأهلية الإسبانية والمصير الغامض للمتطوعين الفلسطينيين ... / نعيم ناصر
- حياة شرارة الثائرة الصامتة / خالد حسين سلطان
- ملف صور الشهداء الجزء الاول 250 صورة لشهداء الحركة اليساري ... / خالد حسين سلطان
- قناديل شيوعية عراقية / الجزء الاول / خالد حسين سلطان
- نظرات حول مفهوم مابعد الامبريالية - هارى ماكدوف / سعيد العليمى


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الشهداء والمضحين من اجل التحرر والاشتراكية - احمد سعد - لتبقَ ذكرى سعدون العراقي خالدة