أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الفلسفة ,علم النفس , وعلم الاجتماع - عبد العزيز الخاطر - العيش فى الماضى أو الاستيلاء عليه؟














المزيد.....

العيش فى الماضى أو الاستيلاء عليه؟


عبد العزيز الخاطر

الحوار المتمدن-العدد: 3463 - 2011 / 8 / 21 - 12:29
المحور: الفلسفة ,علم النفس , وعلم الاجتماع
    


بقدر ما تستولى على ماضيك تعيش حاضرك وتستشرف مستقبلك. فرق كبير بين العيش فى الماضى وبين إستيلائك عليه, لعلى هنا أوضح بعض الملاحظات
أولا: ا لمقصود من الاستيلاء على الماضى ,إستيعابه وتجاوزه وهو مالم تصل إليه الأمه بعد مع الأسف كل مانشهده معايشه للماضى بل العيش فيه والإنغماس فى تفاصيله بشكل يحجب إمكانية إستيعابه أو تجاوزه.
ثانيا: معايشتنا لشهر رمضان مثال على العيش فى الماضى بشكل صارخ, فيه يأتى إلينا الماضى بشخوصه وشخصياته لدرجة أن تعتقد بأنك ستقابل أحد الصحابه عند خروجك من المسجد لكثرة ماروى عنهم وما إستمعت إليه , ويتقاطر علينا المحدثون والدعاه وتمتلىء القنوات بالبرامج الدينيه والمسلسلات الاسلاميه كلها تحكى عن ماض عظيم وتاريخ مجيد لرساله خالده . هو ذاكره تتجدد كل عام, ولكن لايمتد الأثر ليتحول الى معاصره حقيقيه ,لذلك تجد هذا الشهر العظيم لايدخل فى الحساب الإنتاجى الدنيوى المعاصر لا للفرد ولا للمجتمع,فالكل فيه يعايش الماضى ويغلبه على الحاضر هذا مايعنى عدم المجاوزه أو الاستيعاب,بمعنى أننا نعيش رمضان لكن لانستوعبه ولا نستولى عليه ونحركه بطاقه جديده.
ثالثا: القصص الكثيره وبالتفصيل الدقيق عن شخوص الماضى وبعضهم يتكلم عن تفاصيل التفاصيل وكأنه عايشها عيانا, إنغماس فى الماضى بشكل لايمكن تصوره, حتى أن بعضهم يشرح كيف إبتسم هذا الصحابى وكيف كانت ردة فعل الآخر من خلال تضاريس وجهه. تنزع الفائده عن القصه والهدف منها وتحددها وتركزها فى الماضى أكثر بحيث يصعب بعد ذلك تجاوزها بأخذ العبره فقط منها مع عدم الاستغراق فى التفاصيل.
رابعا: تفاصيل الماضى تعوق معايشه الحاضر بصوره صحيه وتجعل من الحاضر صوره مشوه عن مثال سابق وهذا لايساعد على الخروج من الماضويه القاتله التى نعيشها فى كل شىء, نحن لانحتاج الى تفاصيل الماضى , فقط نحتاج إلى عبره وخلاصاته.
خامسا: لماذا لانستشهد ببعض صور الحاضر ونركز عليها بصوره أكبر وأشمل حتى فى شهر رمضان لكى نحوله إلى شهر معاصره وشهر مستقبل وأمل لماذا لانستشهد بالتجربه الاقتصاديه الماليزيه أو التجربه السياسيه التركيه فى رمضان وبمهاتير محمد وبأردوغان اللذان نعايشهما , وغيرهما من رجال الفكر الاسلامى المعاصر ذوى الرؤيه الشامله.
سادسا: الدعاه الماضويون يجب التقليل منهم الذين يحركون فقط العاطفه ويجيشونها فيبدو الماضى كله مثالا ويصبح الحاضر كله سوادا وإعتلالا لايمكن الخروج منهما.
سابعا: الاستيلاء على الماضى هو فى إخراجه من المثال إلى الواقع, الأمم المنجزه لاترى فى الماضى ولاشخوصه مثالا بقدر ماترى أفعالا وإنجازا وإخفاقا ,لقد كان الماضى حاضرا معاش بل كا جوانب الحاضر اليوم من نقص وعدم إكتمال.
ثامنا: النبوه والانبياء جاؤوا برسالات بعضها مؤقت لشعب معين أو لأمه معينه والآخر للناس جميعا كرسالة الاسلام, فبالتالى المسلمون هم الأقرب للخروج من الماضويه التى يعيشونها بحكم رسالة دينهم التى تحتمل العصر بأكمله.
تاسعا: إدخال شهر رمضان فى العصر وليس إدخال العصر فى شهر رمضان هو المطلوب بالنسبة لجميع العبادات الاخرى كذلك, وبالتالى قراْة القران الكريم تصبح معاصره من خلال فهم مقاصدها وأهدافها وليس فقط من أجل أن حصتها من الحسنات أكبر فى رمضان من غيره من الشهور وكذلك بالنسبة لجميع العبادات الاخرى أيضا.
عاشرا:الاستيلاء على الماضى هو سبيل الأمه للنهوض , خروجه وإنفصاله من الزمن بالنسبة اليها يعيق الحاضر والمستقبل , وسبل ذلك متوفره وهناك بعض الامثله ذكرت بعضها فيما سبق. : ماتشهده الامه اليوم من تحرك للشعوب وثورات على الماضى السياسى المتعفن وأنظمته الفاسده مثالا على خيرية الحاضر وعلى إمكانية التخلص والانعتاق من الماضى وتجاوزه من خلال الاستيلاء عليه كتجربه يمكن فرزها لتبيان غثها من سمينها .



#عبد_العزيز_الخاطر (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- مسلسل -الحسن والحسين-وضرورة إخراج الفتنه من -اللاوعى-
- الوعى بالحريه ليس بالضروره يعنى الحريه
- فكرة المجتمع عن ذاته
- الموقف الثقافى الإنتحارى
- قطرى-مابعد الثورات-
- -الخروج على الحاكم-أى حاكم لأى عصر
- ما علاقة الدين بسياقة المرأه
- السلطه المجزأه والعنف المقدس
- صوفية- الإسلام أم -صوفية- النظام
- ثورات الوعى الخالص
- ثورات تُسيرها مكبوتات
- مجلس التعاون بين شرط وجوده, وشرط وجود الآخر ومصلحته
- كيف نحكم على المفاهيم؟
- المبادره الخليجيه:حَل ممكن أم خروج على منطق الثوره؟
- الرمز -العقائدى- فى التخلص من بن لادن
- الخوف على --نسبية- الثورات من -المطلق- الدينى
- كلهم مستبدون , ولكن ليس كلهم حراميه
- إشكاليه الخطاب الدينى فى ربيع العرب
- إ ستقطاب الديمقراطيه
- أنظمه وليست دول


المزيد.....




- بعد وصفه بـ-عابر للقارات-.. أمريكا تكشف نوع الصاروخ الذي أُط ...
- بوتين يُعلن نوع الصاروخ الذي أطلقته روسيا على دنيبرو الأوكرا ...
- مستشار رئيس غينيا بيساو أم محتال.. هل تعرضت حكومة شرق ليبيا ...
- كارثة في فلاديفوستوك: حافلة تسقط من من ارتفاع 12 متراً وتخلف ...
- ماذا تعرف عن الصاروخ الباليستي العابر للقارات؟ كييف تقول إن ...
- معظمها ليست عربية.. ما الدول الـ 124 التي تضع نتنياهو وغالان ...
- المؤتمر الأربعون لجمعية الصيارفة الآسيويين يلتئم في تايوان.. ...
- إطلاق نبيذ -بوجوليه نوفو- وسط احتفالات كبيرة في فرنسا وخارجه ...
- في ظل تزايد العنف في هاييتي.. روسيا والصين تعارضان تحويل جنو ...
- السعودية.. سقوط سيارة من أعلى جسر في الرياض و-المرور- يصدر ب ...


المزيد.....

- كتاب رينيه ديكارت، خطاب حول المنهج / زهير الخويلدي
- معالجة القضايا الاجتماعية بواسطة المقاربات العلمية / زهير الخويلدي
- الثقافة تحجب المعنى أومعضلة الترجمة في البلاد العربية الإسلا ... / قاسم المحبشي
- الفلسفة القديمة وفلسفة العصور الوسطى ( الاقطاعية )والفلسفة ا ... / غازي الصوراني
- حقوق الإنسان من سقراط إلى ماركس / محمد الهلالي
- حقوق الإنسان من منظور نقدي / محمد الهلالي وخديجة رياضي
- فلسفات تسائل حياتنا / محمد الهلالي
- المُعاناة، المَعنى، العِناية/ مقالة ضد تبرير الشر / ياسين الحاج صالح
- الحلم جنين الواقع -الجزء التاسع / كريمة سلام
- سيغموند فرويد ، يهودية الأنوار : وفاء - مبهم - و - جوهري - / الحسن علاج


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الفلسفة ,علم النفس , وعلم الاجتماع - عبد العزيز الخاطر - العيش فى الماضى أو الاستيلاء عليه؟