أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - عبدالله خليفة - الثورة السورية وغروب ولاية الفقيه














المزيد.....


الثورة السورية وغروب ولاية الفقيه


عبدالله خليفة

الحوار المتمدن-العدد: 3461 - 2011 / 8 / 20 - 09:11
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    


إنها ثورة تكشف ثورة سابقة، والعلاقات الإيرانية العربية وصلت إلى طريق مسدود بعد عجز الجمهورية الإيرانية عن التطور نحو جمهورية ديمقراطية. وتكلس الجمهوريات داء قديم عرفه العرب وهم يتخلصون منه الآن، لكن إيران متأخرة في هذا ونحن ننتظر تحولها.
تشكلت العلاقات الإيرانية السورية في ظل انكفاء نموذجين سياسيين: نموذج نضال للفرس من خلال المذهب وقد انعطفوا به نحو جوانب ليست من خصائصه، وركبت الدولة فيه دكتاتورية سياسية غدت تتأزم بشكل مستمر داخلياً وخارجياً، فكان الهروب إلى الامام وإيجاد علاقات وتدخلات وإثارة معارك لا تشيع الديمقراطية في أجواء المنطقة.
نموذج النضال السوري عبر البعث تشكل بصورة دكتاتورية فئوية قفزت على التطور الديمقراطي داخل الطائفة وداخل الحزب وداخل المجتمع.
تقارب إيران وسوريا كان تقارباً بين كائنين لا صلة بيولوجية بينهما فلا ينجبان مولوداً سليماً، فليست ثمة أواصر بين علمانية وبين تشدد طائفي، إلا عبر القفزات غير المشروعة وغير الطالعة من المبنيين الفكريين اللذين ينتميان لهما، فإيران قفزت قفزة غير منطقية وغير سوية من المذهبية الشيعية، أي قام فريق سياسي بمغامرة خارقة للنص الديني المعتمد عشرات السنوات من التحديث الإيراني، فأربك مسار المذهب وأربك مسار الدولة.
ففي خضم الثورة الإيرانية انحازت الفرق السياسية الدينية نحو الدكتاتورية خوفاً من وقوع ثمار السلطان في أيدي غيرها. وبهذا شكلت رأسمالية دولة شمولية، وقعت شركاتها في أيدي الموظفين والعسكريين الكبار، وما عاد من الممكن التغيير إلا بانعطافة ديمقراطية كبيرة.
سوريا عاشت تبدلات مختلفة لكنها تلاقت مع نضوب الحيوية الداخلية الديمقراطية في النظام الإيراني، فوجدتا ان ثمة مصلحة كبيرة تجمعهما.
فكر البعث في سوريا لم يتعرض للنقد التحليلي العميق، والمؤسسُ لم تُدرس وشائج فكره مع الفاشية والنخبوية المغامرة والانتهازية، ولافتات الجبهة الوطنية لم تُنتقد ويتم تجاوزها عبر حرية الأحزاب الديمقراطية وتداول السلطة، فوُجدت طبقة متكلسة من الموظفين والعسكر امتصت الفوائد العامة، وقامت رأسمالية الدولة هنا بتكوين طبقة خاصة من أحشاء القطاع العام.
لكن انفجار الثورة الشعبية في سوريا وضع علامات استفهام كبيرة على المسار السوري الشمولي هذا وعلى تحالفها الرئيسي كذلك مع الحكم في إيران، رغم ان الثورة تفتح بوابات أمل للشعبين المنهكين من الدكتاتوريتين كما لشعوب المنطقة.
لكنها تواجه نظاماً عسكرياً عاتياً، كُرس خلال أربعين سنة على القمع، والقيام بدور بوليس، والفشل في دور جيش.
من المأمل بروز قيادة سورية بديلة تضع استراتجية مختلفة، ديمقراطية على المستوى الداخلي واحترام للدول الأخرى وطرقها في اختيار مؤسساتها.
إن الشعوب لا تريد سوى دول تكرس نفسها للتنمية وتطوير عيشها، وهذا البديل قادم لا محالة لأن الجماهير السورية مصممة بشجاعة منقطعة النظير لهذا المخرج الذي انتظرته طويلاً.
ومن هنا فهي تضع بداية التلاشي لأفكار ولاية الفقيه، فهي تسلخ من المحور الإيراني درته، وبؤرته الوسطى التي تجمع هذا العقد السياسي الذي لا يقوم على النضال الحقيقي، بل على القفز والمغامرات وضرب الوحدة بين العرب والمسلمين.
تحول سوريا إلى نظام ديمقراطي سوف يؤثر بقوة في لبنان وتحوله نحو ديمقراطية وطنية، كذلك فإن العراق سوف يتأثر من غربه الواسع بهذا المدد المعنوي للتحول العروبي الديمقراطي بدلاً من لغة الإرهاب الدموية.
إن الاختراقات الكبيرة التي تمت في جسم الأمة العربية المشرقي تُرمم الآن من خلال ثورات العامة البسطاء الذين يوحدون العرب ويؤسسون لحظة مفصلية جديدة ولظهور أمة موحَدة في ألوانها الوطنية الديمقراطية التي تبتعد عن تمركز السلطة وضياع خيراتها.
إن هذا الايقاظ القوي سوف يجعل القوى السياسية في لبنان والعراق وإيران تعيد النظر في مساراتها الطائفية السياسية، ويكسر اختراق ولاية الفقيه نحو ولاية الشعوب العربية والفارسية، الممهدة لظهور جديد للأمة العربية وللأمم الإيرانية.
إن تبدل الجلود السياسية العتيقة المفتتة والشمولية للأنظمة هو مسار تراكمات كبيرة، وأمة كبيرة مثل العرب تعمل منذ مئات السنين للتقدم والحضارة، غير قادرة على القبول بهذه الولايات الطائفية المحدودة المعتقلة للعقول والحريات والطاقات من أي مدرسة وأي مذهب جاءت القيود.



#عبدالله_خليفة (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- المذهبيون بلا جذور طبقية
- الرأسمالية الحكومية والعلمانية
- الجمهورُ و(الغوغاء)
- منعطفٌ تاريخي للعرب
- الوعي البحريني وإشكاليات التقدم
- العمالُ أكبرُ الخاسرين
- التطورُ الاجتماعي السياسي في سوريا
- تقلبات غريبة لسياسيين
- حراكُ المذاهبِ والثورات
- الخسارة للجميع
- إشكالياتُ تحركات فبراير 2011
- أسبابُ الحراكِ العربي
- إصلاحات ضرورية
- إشكاليات فكرية لما بعد الثورة
- ديمقراطية غير علمانية .. أهي ممكنة؟
- عبدالله خليفة في حوار استثنائي مفتوح حول: الحراك الاجتماعي ف ...
- الأزمة العميقة في البحرين
- الثورية الزائفة لمحطة الجزيرة
- إلى أين قادتهم ولاية الفقيه؟
- العمال وتطوير الرأسمالية


المزيد.....




- الإدارة الأمريكية توضح جهودها لـ-تهدئة التوترات- بين تركيا و ...
- عائلات فلسطينية ترفع دعوى على الخارجية الأمريكية بسبب دعمها ...
- نهاية أسطورة الاستبداد في المنطقة
- -ذي تلغراف-: الولايات المتحدة قد تنشر أسلحة نووية في بريطاني ...
- -200 ألف جثة خلال 5 سنوات-.. سائق جرافة يتحدث عن دفن الجثث ب ...
- وليد اللافي لـ RT: البرلمان الليبي انحاز للمصالح السياسية وا ...
- ميزنتسيف: نشر -أوريشنيك- في بيلاروس كان ردا قسريا على الضغوط ...
- خوفا من الامتحانات.. طالبة مصرية تقفز من الطابق الرابع بالمد ...
- ألمانيا وفرنسا وبريطانيا تدعو إيران إلى -التراجع عن تصعيدها ...
- طهران تجيب عن سؤال الـ 50 مليار دولار.. من سيدفع ديون سوريا ...


المزيد.....

- لبنان: أزمة غذاء في ظل الحرب والاستغلال الرأسمالي / غسان مكارم
- إرادة الشعوب ستسقط مشروع الشرق الأوسط الجديد الصهيو- أمريكي- ... / محمد حسن خليل
- المجلد العشرون - دراسات ومقالات- منشورة بين عامي 2023 و 2024 / غازي الصوراني
- المجلد الثامن عشر - دراسات ومقالات - منشورة عام 2021 / غازي الصوراني
- المجلد السابع عشر - دراسات ومقالات- منشورة عام 2020 / غازي الصوراني
- المجلد السادس عشر " دراسات ومقالات" منشورة بين عامي 2015 و ... / غازي الصوراني
- دراسات ومقالات في الفكر والسياسة والاقتصاد والمجتمع - المجلد ... / غازي الصوراني
- تداخل الاجناس الأدبية في رواية قهوة سادة للكاتب السيد حافظ / غنية ولهي- - - سمية حملاوي
- دراسة تحليلية نقدية لأزمة منظمة التحرير الفلسطينية / سعيد الوجاني
- ، كتاب مذكرات السيد حافظ بين عبقرية الإبداع وتهميش الواقع ال ... / ياسر جابر الجمَّال


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - عبدالله خليفة - الثورة السورية وغروب ولاية الفقيه