أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الادب والفن - عبدالله صقر - الخوف وقبر أمى














المزيد.....


الخوف وقبر أمى


عبدالله صقر

الحوار المتمدن-العدد: 3461 - 2011 / 8 / 19 - 08:44
المحور: الادب والفن
    


لماذا نخاف
لماذا نخاف من الموت , لماذا نخاف من الضرب , لماذا نخاف من العقاب , لماذا نخاف من العذاب , لماذا نخاف من القبر , لماذا نخاف من الامتحانات , لماذا نخاف من العفاتريت والشياطين الانس والجن , وسالى هو لماذا الخوف يعترينا ويسيطر علينا فى أغلب الاحيان ؟ , الخوف سمة أو طبيعة فى تكوين الانسان , وهو أيضا يصيب الحيوان , لآن عندى قطة عندما أيص بها أشعر بأنها خائفة , إذن الخوف يصيب كل الحيوانات الناطقة والغير ناطقة , فمهما كانت شجاعة الانسان أو قوته فالخوف فى تركيبته , لكن الخوف سلوك نسبى يختلف من إنسان لآخر , والخوف فى بعض الآحيان يعتبر شجاعة لصاحبه لآنه يحمى الانسان من أشياء كثيرة وربما من كوارث غارضة , فمثلا يحميه من التهور والاندفاع فى كثير من الاحيان , والخوف شعور مزعج , يشعر به الآنسان حين يواجه أى خطر سيواجهه , ولا ننسى أن للخوف مظاهر وشواهد على الانسان الذى يعتريه الخوف , منها مثلا سرعة نبضات القلب والاحساس بالتوتر والقلق والشعور بفقدان الشهية , والاحساس بالتعب والدوخة .
ففى يوم من الآيام ذهبت لزيارة قبر أمى وكانت الساعة حوالى الخامسة بعد العصر , وكان ذلك فى الشتاء , وأخت أبكى على قبر أمى بكاء شديد , ولم أشعر بنفسى , حيث غلبنى النوم على قبر أعز أنسانة لى فى الوجود , ولم أشعر إلا بيد تمتد على كتفى وتهزنى بصوت على ويقول لى أفيق يا ولدى .. أصحى يا عبدالله , لقد حل الظلام عليك , أدهب الى البيت بسرعة , لم يخالجنى الشك فى أنه صوت أمى الحبيبة , إنه الظلام الذى ملآ القبور والدنيا كلها .. أمى تيقظنى وهى خائفة على من الظلام .. إنه صوت لن أنساه إلا بموتى , صوت أمى تنادينى , وتحذرنى من الخطر القادم على , يالها من لحظة مرعبة حين أفقت من نومى , أنه الليل الحالك بظلمة الخووف , حدثتنى نفسى ماذا أفعل وأن بين القبور , شعرت بخوف مكلل بالرعب , لكن الشيئ الوحيد الذى ألهمنى القوة والشجاعة هو أحساسى أنى أجلس بجوار أمى وأيقنت بأن شيئا لم يذينى بمجرد وجودىبجوار الحبيبة أمى , .. شعرت أنى فى حماية قبر أمى , قلت لنفسى ماذا أفعل فى هذا الظلام ؟ أننى لا أعرف طريقا يخرحنى من هذه القبور , حتى الرية معدومة أمام ناظرى , لكن سرعان ما سمعت صوتايأتى عن بعد , كان هذا الصوت صادرا من غلام صغير , يسير وسط المقابر ليلا , يالها مفاجأة غربية , ياربى , حدثتنى نفسى كثيرا أهذا الذى أسمعه صوت عفريت أم شيطان , أم ماذا بالضبط ... كاد تفكيرى يشل وعقلى يجن من هول الموقف الذى أنا به , , الصوت يقترب منى والامل لدى يزداد , أننى أسمع دبيب أرجل تقترب منى , اننى أرى أشباح فى الظلام عبارة عن حيوانات لجاموس وأبقار وأغنام وكان يقودهم صبى فى عمر العشر سنوات , على الفور أنحنيت وتحسست تحت قدماى وإذا بصخرة صغيرة تناولتها بيدى المرتعشة وألقيتها على هذه الاشباح , وإذا بصوت الصبى يسبنى ويقول من أنت يا أبن ....
تقبلت شتيمته وسبه لى , وكرر مين هناك , على الفور أدركت أنة أنس وليس جن أو عفريت , فرددت عليه بصعوبة بالغة حيث أن ريقى وفمى كانا جافين , وأرجلى ثقيلة لم أقدر على السير نحو هذا الصوت الذى مثل الامل لى , إنه القدر الذى ارسله لى فى هذا التوقيت , سرت نحوه ولحقت به والامل يحذونى من جديد , كنا فى الشتاء القارص , وإذا بى أجدنى أتصبب عرقا وكأن صنبور مياه سلطت على بدنى كله , كدت أحترق كمدا لمدة ساعتين أعانى وأنا متمسك بمكانى , المهم وصلت للغلام ووجدته يمسك بزمام الحيوانات , فتحسسته ووجدته فعلا غلام , سألته عن وجهته ومن أين أتى قال لى أنه أنهى عمله بالحقل وهو الآن فى طريقه للمنزل , سأنى لماذا أنا هنا فى المقابر فى هذا الظلام الدامس قلت له كنت أزور أمى وأخذنى النعاس فنمت على قبر أمى , فضحك الغلام على كلامى وأعتبرنى أمزح مزحة سخيفة , وأمسكت بزيل الحمار خوفا من أن يهرب منى بحيواناته التى معه الى أن خرجت من المقابر الى المبانى والعمار واحسست بالدماء تعود الى عروقى من جديد , وزالت عنى رعشة يداى وبدنى وعادت لى روحى التى ضاعت منى فى الظلام بسبب الخوف من عفاريت المقابر .



#عبدالله_صقر (هاشتاغ)      



الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- ليه يا أمى
- وضاع الحلم الجميل
- بكيت على قبر أمى


المزيد.....




- عــرض مسلسل ليلى الحلقة 24 مترجمة قصة عشق
- نبض بغداد.. إعادة تأهيل أيقونة العاصمة العراقية شارع الرشيد ...
- فنانة شابة في علاقة حب مع نور خالد النبوي؟ .. يا ترى مين ضيف ...
- إيران.. 74 جلدة لنجم شهير حرض على خلع الحجاب!
- سلي أولادك بأفضل أفلام الكرتون.. اضبط أحدث تردد لقناة كرتون ...
- انتقادات واسعة للمسلسل العراقي -ابن الباشا-.. هل هو نسخة من ...
- فنان مصري مشهور يفقد حاسة النطق.. وتامر حسني يتدخل
- شاهد.. مغني راب يصفع مصارعا قبل نزالهما في الفنون القتالية
- -أشغال شقة جدا- كاد ألا يرى النور.. مفاجآت صادمة عن المسلسل! ...
- معرض للفنان العراقي صفاء السعدون بين جدارن جامعة موسكو الحكو ...


المزيد.....

- نحبّكِ يا نعيمة: (شهادات إنسانيّة وإبداعيّة بأقلام مَنْ عاصر ... / د. سناء الشعلان
- أدركها النسيان / سناء شعلان
- مختارات من الشعر العربي المعاصر كتاب كامل / كاظم حسن سعيد
- نظرات نقدية في تجربة السيد حافظ الإبداعية 111 / مصطفى رمضاني
- جحيم المعتقلات في العراق كتاب كامل / كاظم حسن سعيد
- رضاب سام / سجاد حسن عواد
- اللغة الشعرية في رواية كابتشينو ل السيد حافظ - 110 / وردة عطابي - إشراق عماري
- تجربة الميج 21 الأولي لفاطمة ياسين / محمد دوير
- مذكرات -آل پاتشينو- عن -العرّاب- / جلال نعيم
- التجريب والتأسيس في مسرح السيد حافظ / عبد الكريم برشيد


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الادب والفن - عبدالله صقر - الخوف وقبر أمى